وتشديد اللام وحامد ووديعة وإبراهيم أولاد مُسَلم بضم الميم وفتح السين المهملة وتشديد اللام وفتحها ابن عبد الله بن حسين بن ثعلب المذكور، ويقال فيمن هو في بني ثعلب الجعفري الزينبي. والجعافرة هؤلاء يد مع طلحة، وهم بنو طلحة بن عمر بن عبيد الله بن مَعْمَر ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي، ويقال لطلحة هذا طلحة الجود. وتزوج طلحة هذا المذكور فاطمة بنت القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب التي أمها كلثوم بنت عبد الله بن جعفر وأمها زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، فولدت فاطمة بنت القاسم لطلحة الجود ابراهيم بن طلحة وولدت زينب بنت علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه لعلي بن عبد الله بن جعفر أولاداً عرفوا بالزيانبة، وهم بنو جعفر الذين بمصر بالصعيد الأعلى ومنهم ثعلب. ومن هنا كانت بنو طلحة المذكور يداً مع بني حعفر فقيل طلحة وجعفر، وهم يظنون أنهم بنو طلحة من بني محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالىعنه، وليس كذلك لأن محمد بن أبي بكر ليس في ولده طلحة، وإنما طلحة في ولد
عبد الرحمن بن أبي بكر، واخوه إبراهيم بن طلحة ابن عمر بن عبيد الله بن معمر المذكور من أُمه فاطمة بنت القاسم المذكور، وفاطمة هذه أم يحيى وأم أبي بكر ابنى حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه. ومن هذه الأخوة كانت بنو طلحة بن عُمر بن عبيد الله بن معمر التيمي مع بني الزبير ومع الجعافرة أهل
(1/21)
الصعيد. ثم إن الجعافرة هؤلاء يجمعهم بطنان هما بنو عبد الله وبنو محمد، وغلب على بني محمد اسم بني إسماعيل وهو إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد ابن علي بن عبد الله بن جعفر. وفي بني محمد عدة بطون وهم الخُلَصِيُّون والصالحيون وبنو على وبنو صالح وبنو قاسم وبنو إدريس وبنو شاكر وبنو عبد الله، بفتح الدال على كل حال، وبنو شعران وبنو داود أولاد بريق وبنو والي وبنو زيد وبنو إباهيم وأولاد الشريف الأمير الكبير حصن الدولة مجد العرب ثعلب بن يعقوب بن مسلّم بن يعقوب بن أبي جميل بن جعفر بن موسى بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن أبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله ابن جعفر، وبنو علاّق. وفي بني عبد الله الحسنات وهم أولاد أحمد بن سعد الدولة بن حسنة بن سلطان، ويجمعهم بنو عبد الله غير عبد الله الأول. وبنو ابراهيم وبنو عيسى وبنو أحمد وبنو يوسف وبنو سليمان وبنوحبيب وبنو إدريس وبنو مقبل وبنو حسين. ويتبع بني عبد الله هؤلاء من أحلافهم عنزةُ وفزارةُ عسكر وبنو ندا. وقيل أن بني من بني جعفر. ومن أحلاف بني محمد أولادُ حسين والأنصار ومزينة. وكان لجعفر بن ابراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر عدةُ أولاد هم إسماعيل وداود ومحمد وعبد الله وموسى وعيسى ويوسف وكان له سبط اسمه قاسم بن يعقوب بن جعفر، فمن قاسم هذا بنو إبراهيم
(1/22)
وهم من إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر وقيل هم بنو إبراهيم بن محمد بن علي في بني محمد، فانهم يرجعون إلى إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر. والخُلَصُّيِون هم ولد عيسى بن جعفر بن إبراهيم هذا. والصالحيون ولد صالح ابن محمد بن جعفر بن ابراهيم هذا. وأما أولاد الشريف حصن الدولة مجد العرب ثعلب بن يعقوب بن مسلم بن يعقوب بن أبي جميل بن جعفر بن موسى ابن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفرفإنهم فخر الدين إسماعيل ونجم الدين علي وحسام الدين عبد الملك وفارس الدين عز العرب وقطب الدين حسام ونصار، فمن الأمير فخر الدين إسماعيل بن الأمير الشريف حصن الدولة ثعلب جمال الدين مرا ومعين الدين ابن محمد وشهاب الدين إبراهيم والأمير نجم الدين علي وشرف الدين أبو جميل وشهاب الدين عبد الله، ومن نجم الدين علي بن حصن الدولة ثعلب عز الدين قيصر ونصر الدين قسور وتاج الشرف قيس وهمام الدين ابراهيم، ومن حسام الدين عبد الملك بن حصن الدولة ثعلب نور الدين حامد وشرف الدين عيسى، ومن فارس الدين عز العرب بن حصن الدولة ثعلب سابق الدين مودود وناصر الدين صلاح وعلم الدين عزيز والشجاع كليب والشهاب أحمد والجمال مرا والشرف جزي والفخر اسماعيل وسيف الدين سخطة الذي شنق على باب زويلة في
(1/23)
سنة اثنين وخمسين وستمائة، ومن قطب الدين حسام بن حصن الدولة ثعلب شهاب الدين بن ثعلب وفلك الدين حامد وعماد الدين مسلم وزين الدين يعقوب ومعين الدين محمد وفخر الدين احمد. وأما نصار بن حصن الدولة ثعلب فلم يكن له غير ابنة واحدة. ومن مشاهير أولاد جمال الدين مرا بن فخر الدين إسماعيل بن حصن الدولة ثعلب الشريف شرف الدين عيسى، ومن ولد معين الدين محمد بن الأمير فخر الدين إسماعيل بن حصن الدولة ثعلب الشريف تقي الدين جعفر. ومن اولاد الأمير الكبير نجم الدين علي بن الأمير فخر الدين إسماعيل بن حصن الدولة ثعلب الأمير حصن الدين ثعلب أمير الجعافرة ورئيس القوم الذي أنف من سلطنة المماليك الأتراك وثار في سلطنة الملك المعز أيبك التركماني وكاتب الملك الناصر يوسف بن العزيز صاحب دمشق، وجمع عربان مصر، فخرجت إليه الأتراك وحاربوه فقبض عليه وسجن بالإسكندرية حتى شنقه الظاهر بيبرس، وقتل معه الأمير جمال الدولة أبو علاق أحمد بن علم الدين عبد الله بن الحسن بن ثعلب بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن موسى بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر. وأبو علاّق هذا من بطن يقال لهم بنو داود. وقيل
ان بني داود هؤلاء ينسبون إلى داود بن يوسف بن جعفر بن إبراهيم، وقيل ينسبون إلى داود بن جعفر بن إبراهيم، وقيل إلى داود بن محمد بن جعفر بن إبراهيم، وهم ثلاثة أثلاث: ثلث لجعفر بن سليمان بن جمال الدولة أبي علاق، وثلث للفارس
(1/24)
همام الدولة، وثلث لزماله وهم ينقسمون ايضاً إلى الكبر والصغر فالكبر أولاد مسلم وأولاد عمد وأولاد سلمة وأولاد الفارس همام الدولة، والصغر أولاد جعفر بن عز الدولة. وفي الجعافرة أولاد عز الدين على وولده نصير الدين، قتله أبن شهاب الدين على. وفيهم أولاد عز العرب وبنو إدريس النعم وبنو صالح بن محمد بن جعفر بن أبراهيم وهم أخوال الشريف فخر الدين اسماعيل بن ثعلب، وفيهم بنو طي وبنو زيد أولاد يوسف بن جعفربن إبراهيم. وكان الشريف ثعلب صاحب ذروة سربام وكانت مساكن الجعفرة من بحري منفلوط إلى سملوط غربا وشرقا، ولهم بلاد أخرى يسيرة، وبحرجة منفلوط قوم من بني الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام. وفي سيوط طائفة من أولاد إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على بن الحسين بن علي عليهما السلام يعرفون بأَولاد الشريف قاسم وكانت بلاد الأشراف التي ينزلون بها هم ومواليهم وأتباعهم وأحلافهم من الأشمونين إلى بحري اتليدم ومعظمهم بالذروة. وكان بالصعيد من قريش بنو طلحة وبنو الزبير وبنو شيبة وبنو مخزوم وبنو أمية وبنو زهرة وبنو سهم. فأما بنو طلحة فهم ينسبون إلى طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضى الله عنه وهم ثلاث فرق: بنو إسحاق ويقال إن إسحاق ليس بجد ولكنه موضع تحالفوا عنده سموه إسحاق كناية، وبنو قصة وهم بطون كثيرة مشتتون في البلاد، وبنو محمد من ولد محمد بن أبي بكر رضى الله تعالى عنه
(1/25)
ومنازل بني طلحة هؤلاء بالبرجين وطحا. وأما العُمَريّون الذين بأرض مصر فإنهم ينسبون إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه. وقال الشريف محمد بن أسعد الجواني النسابة: وهم يكذبون في ذلك لأن أنسابهم لاتتصل به وقد لقيت منهم جماعة وعرفتهم كذبهم بطريق علمته. وأمابنو الزبير فَهُم من ولد عبد الله بن الزبير بن العوام رضى الله عنه وهم بنو بدر وبنو مصلح وبنو رمضان، ومنهم بنو مصعب بن الزبير رحمه الله تعالى ويعرفون بجماعة محمد بن رواق، ومنهم بنو عروة بن الزبير رحمه الله تعالى وهم بنوعتى وبلادهم بالبهنسا وما يليها، وصار أكثرهم صاحب معايش وأهل زرع وفلاحة وماشية وضرع. وأما بنو مخزوم فيزعمون أنهم من ولد خالد بن الوليد رضى الله تعالى عنه. وقد اتفق علماء الأنساب على انقراض عقب خالد، ولعلهم من بني مخزوم وهم أكثر قريش بقية وفيهم بأس ونجدة. وبلادهم متاخمة لمن تقدم ذكرهم. وأما بنو شيبة فينسبون إلى شيبة بن الدار بن قصي ويعرفون بجماعة نهار وديارهم نحو سفط. وأما بنو أمية فمنهم ولد أبان عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه، وولد خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وبنو مسلمة بن عبد الملك بن مروان وبنو حبيب بن الوليد بن عبد الملك بن مروان وديارهم تندة وما حولها، ومنهم المروانية أولاد مروان بن الحكم. ومرت الدولة الفاطمية وهم بأماكنهم لم يروع لهم سرب ولم يكدر لهم شرب. وأما بنو سهم فمن ولد عمرو بن العاص بن وائل بن
(1/26)
هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هُصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، وكانوا بفسطاط مصر، وفرق منهم أشتات بالصعيد، ولهم حصة في وقف عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنه على أهله بفسطاط مصر. وكانت دور بني سهم حول جامع عمرو بن العاص من الفسطاط إلى أن دثرت. وذكر الزبير بن بكار أن ولد عطاء بن قيس بن عبد قيس بن علي بن سعيد بن سهم بمصر. وكان بصعيد مصر أولاد الكنز أصلهم من ربيعة بن نزار بن معد ابن عدنان، وكانوا ينزلون اليمامة وقدموا مصر في خلافة المتوكل على الله أعوام بضع وأربعين ومائتين في عدد كثير وانتشروا في النواحي. ونزل طائفة منهم بأعالي الصعيد وسكنوا بيوت الشعر في براريها الجنوبية وأوديتها. وكانت البجة تشن الغارات على القرى الشرقية في كل وقت حتى أخربوها، فقامت ربيعة في منعهم من ذلك حتى كفوهم، ثم تزوجوا منهم واستولوا على معدن الذهب بالعلاقى فكثرت أموالهم واتسعوا في احوالهم وصارت لهم مرافق ببلاد البجة واختطوا قرية تعرف بالنماس وحفروا بها آبارا. ورأَس عليهم إسحاق ابن بشر
مدة ثم خالف على بعض أهله. وكانت عيذاب لبني يونس من ربيعة ملوكها عند قدومهم من اليمامة فجرى بينهم وبين بني بشرحروب انهزموا فيها ومضوا من عيذاب إلى الحجاز ثم وقعت حروب بين بني بشر قتل فيها إسحاق فأحضروا إليهم من بلبيس الشيخ أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن يوسف المعروف
(1/27)
بأبي يزيد بن إسحاق بن إبراهيم بن مسروق وهو ابن عم إسحاق بن بشر المقتول، ويرجع نسبه إلى مسروق بن معدى كرب بن الحارث بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن على بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة الفرس بن نزار بن معد بن عدنان. وأم حنيفة صفية بنت كاهل بن أسد بن خزيمة، فولد حنيفة الدول وعدي وعامر وزيد مناة وحجر، وأمهم بنت الحارث ابن الدول بن صباح بن عنزة بن أسد، فولد الدول بن حنيفة مرة وثعلبة وعبد الله وذهلا وأمهم عبلة بنت سدوس بن شيبان، فولد ثعلبة بن الدول ابن حنيفة يربوع ومعاوية، فولد يربوع بن ثعلبة بن الدول ثعلبة وزيد في آخرين، فولد ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة عبيدا، فولد عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة مسلمة وزيدا والحارث قال الجواني وبنو الحارث بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن الدول فخذ بني مسروق بن معدي كرب بن الحارث بن مسلمة المذكور. وإلى مسروق هذا ينسب كنز الدولة حامي أسوان وأنشأ مكانه المعروف بساقية شعبان ولم يزل رئيسا على رييعة حتى مات. فقام برياستهم بعده ولده أبو المكارم هبة الله بن الشيخ أبى عبد الله محمد بن علي ويعرف بالأهوج المطاع، وهو الذي ظفر بأبي ركوة الخارج على الحاكم بأمر الله وقبض عليه فأكرمه الحاكم إكراما عظيما ولقبه
(1/28)
كنز الدولة وهو أول من لقب بذلك منهم. ولم تزل الإمارة فيهم وكلهم يعرفون بكنز الدولة، حتى كان آخرهم كنز الدولة فقتله الملك العادل أبو بكر بن أيوب في سابع صفر سنة 570سبعين وخمسمائة عندما خالف على السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وجمع لحربه وقتل أخاه أبا الهيجاء السمين ودعا للأمير داود بن العاضد، وكان قتله على مدينة طود بعد حروب كثيرة. كنانة هم بنو كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان، وهم بنو الليث وبنو ضمرة أبناء بكر بن عبد مناف بن كنانة، وبنو فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة ولم تمكنهم قريش من التعدية إلى بلادها عند قدومهم من بادية الحجاز إلا بمراسلة بني إبراهيم بن محمد، وكان مع جماعة من أخلاط العرب دخلت في لفيفها. وبنو الليث منهم سكان بساقية قلتة وباقيهم فيما يليها. وبالصعيد أيضاً طائفة من الأنصار رضى الله تعالى عنهم. والأنصار قيبل عظيم من قبائل الأزد. وقيل لهم الأنصار من أجل أنهم نصروا رسول الله (، وهم الأوس والخزرج أبناء حارثة، وهم العنقا بن عمرو، وهو مزيقيا بن عامر وهو ماء السماء بن حارثة وهو الغطريف بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، هكذا تقول الأنصار. وقال الكلبي وغيره: عمرو مزيقيا بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرىء القيس بن مازن بن الأرد. ومنهم بأرض مصر بنو محمد وبنو عكومة
(1/29)
وديارهم بحري منفلوط. فأما بنو محمد فمن ولد حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار أبي الوليد الأنصاري رضي الله عنه. وبنو عكرمة ينسبون إلى سيد الأوس بن معاذ بن النعمان بن امرء القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت وهو عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي أبو عمرو رضي الله تعالى عنه. وبأرض مصر عوف بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان وهم بنو عوف بن بهثة بن سليم بن منصور فخذ، وبنو عوف بن بهز ابن امرىء القيس بن بهثة فخذ، وبنو عوف بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن برقة فخذ، وعوف هؤلاء في بلاد الصعيد وفي البحيرة وفي برقة إلى بلاد المغرب منهم أمم لا تحصر كثرة. وبأرض مصر أيضا فزارة قيس وهم بنو فزارة بن ذبيان بضم الذال المعجمة ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن
(1/30)
قيس بن عيلان، وسمي فزارة واسمه عمرو، لأن سعد بن ذبيان أخاه فزر ظهره فكانت به فزرة فسمى فزارة. وفي فزارة هذه عدة عشائر كبني شمخ وظالم ومرة ومازن وشكم وسعد ولوذان وغير ذلك. وفزارة هذه منها جماعة بالصعيد وجماعة بضواحي
القاهرة في قليوب وما حولها وبهم عرفت البلدة المسماة بخراب فزارة. وبأرض مصر أيضاً لواتة، وهم يزعمون أنهم من قيس ثم من ولد لواتة بن بربر بن جابر بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان وقيل: بر بن قيس بن عيلان، وقيل بر بن معد بن عدنان. وزعموا أن معد بن عدنان تزوج امرأة من بني إسرائيل فولدت له بر بن معد ثم عاد معد إلى الحجاز وترك براً عند أمه فخرج عندما كبر إلى أبيه معد فتعلم العربية بالحجاز وكان يعرف العبرانية لغة أمه، فلما مات أبوه معد بن عدنان ترك بر أخوته نزار بن معد وغيره ومضى نحو المغرب فتزوج هناك واعقب، وهذا قول باطل. وزعم بعضهم أن براً إنما هو ولد قيذار بن إسماعيل وأنه كان ارتكب ذنبا فطرده أبوه قبذار وقال له البر البر اذهب يا بر فما أنت بر، فأتى فلسطين فتزوج امرأة من العماليق فولدت له لواتة ومزاتة وزنارة وهوارة وزويلة ومغيلة ولمطة وكتامة وعمارة ونفوسة. فلما قتل جالوت على يد نبي الله داود عليه السلام دخلوا إلى بلاد المغرب، وهذا القول أيضاً لا يصح. وقيل بل البربر من ولد قبط بن قفط بن بيصر بن حام، وإن إفريقس بن قيس بن صيفي بن زرعة وهو حمير الأصغر بن سبأ الأصغر افتتح أفريقية فسميت به؛ وقيل ملكها جرجير فسميت حينئذ البرابر برابرا، وذلك أنه قال ما أكثر بربرتكم. والذي يشبه الصواب أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح عليه السلام، ثم من ولد بر، ويقال بر بن بديان بن كنعان المذكور وأن ضرى بن زجيك بن مادغس ابن بر ولد له برمادغس وبُرنُس فولد بُرنُس كتُامة وعَجِيسة ومَصمُودة وأوربة وورداجة وأوريغة فولد أوريغ بن بُرنس بن ضرى هوّار ولد مادغس بن ضرى
(1/31)
بن زجيك، فولد زجيك ضرى ولوى الكبير، وهو لواتة، ونفوس واداس، فتزوج أم اداس هذا أوريغ بن برنس والد هوار فدخل نسبه في هوّارة، فولد اداس بن زجيك بن مادغس وَشْفَاتة وأندارة وهتروقة وصَنْبَرة وهُراغة وأوطيطة وتُرهنة فصارت هذه كلها هوارة، وولد ضرى بن زجيك بن مادغس يحيى وتمزيت فولد يحيى بن ضرى بن زجيك زانا وهو أبو زناتة وسمجان وورسطف، فولد زانا أبو زناتة ورسيج والديديت وفريني، فولد فريني ابن زانا بن يحيى برمزتيا ورجله ومنجصه ونمالتة وولد ورسيج بن زانا مسارت بن تاجرة وبني واسين وولد ورسطف بن يحيى مكناسة واوكنة وورنتاج فولد ورنتاج مكنسة وبطالسة وكزنيطة وسدرجة، وولد سمجان ابن يحيى زواغة وزواوة، وولد تمزيت بن ضري مطماطة وصدفورة ولمايه ومدغرة وصدينة ومغيلة وملزوزة وكشاته ودونة ومديونة، وولد لوى أبو لواتة نفزاو ولوى الصغير بن لوى الكبير تركه أبوه حملا فولد نفزاو بن لوى يطوفت فولد يطوفت الهاصة وومزنيسة وزهيلة ومجر وسوماتة وزيتم وورجول وورغوس وغساسة ووردين ووسيف، وولد الهاص دحية وتير غاسن فولد دحية بن الهاص بن يطوفت بن نفزاو بن لوى: ملين ويعون وورتدين وترير ووريتويت، فولد تيرغاسن بن الهاص ورفجوم فولد ورفجوم وانجن وبورغش وما ايتجدل وكرطيط وونمو وزجال وسبيت، وولد لوى بن لوى ماصلة وينطيطة وكطوف وزائر فولد ماصل بن
(1/32)
لوى غُنزورة وأكورة وولد كرطيط سدراتة. ويقال إن مغراوة وهو من زناتة تزوج أم سدراته فكان سدراته أخا أولاد مغراوة لأمهم، وولد كطوف جدانة ومغاغة وولد أوريغ بن بُرنس هوارة وملد ومقر وفلدن، فولد ملد بن أوريغ مليله وستات وورفل وواسنيل ومسراتة. ويقال اهؤلاء لهانة، وولد مقر ماوس وزمور وكبا ومسرات، وولد فلدن بن أوريغ قمصانة وورسطيف وبل وبياتة، ويقال إن صنهاج ولمط إنما هما ابنا امرأة يقال لها تزكى لا يعرف لها أب تزوجها أوريغ فولدت له هوار، فهم إخوة لأم. ولزناتة بطون عظيمة كبني برزال وبني دمر ومغراوة وبني صغمار ويقال إن سدراتة ومزاتة ولواتة من القبط. وفي لواتة عدة بطون كبني بلار وبني مجدول وبني حديرة وقطوفة وبركين ومالو ومزورة. فأما بنو حديرة فإنهم مجمع أولاد قريش وأولاد زعازع وهم أشهر من في الصعيد. وأما في قطوفة فإنها تجمع مغاغة وواهلة. وأما بركين فإنها تجمع بني زيد وبني روحين. وأما مزورة فإنها تجمع بني وركان وبني عرواس. وأما بنو بلار ففرقتان: فرقة بالبهنساوية وفرقة بالجيزية، فالتي بالبهنساوية بنو محمد وبنو علي وبنو نزار ونصف بني شهلان، والتي بالجيزية بنو مجدول وسقارة وبنو أبي كثير وبنو الجلاس ونصف بني شهلان ويقال
لهذه الفرقة التي نزلت بالجيزية " حد وخاص " وللفرقة التي نزلت بالبهنساوية البلارية، ومنهم مغاغة ولهم سملوط إلى الساقية. ولبني
(1/33)
بركين أقلوسناوما معها إلى بحري طنبدي. ولبني حدوخاص الكفور وسفط وجرجة واهريت. وبنو محمد وبنو علي أمراؤهم بنو زعازع. ومزورة فيهم بنو وركان وبنو عرواس وبنو جماز وبنو الحكم وبنو الوليد وبنو الحجاج وبنو الحربية ويقال إن بني الحجاج من بني خماس ولهذا كانوا يؤدون معهم القطائع. وبنو نزار في إمارة بني زعازع وهم من بني زربة، ومنهم نصف بني عامر والخماسنة والضباعنة، وأفرد قوم منهم لإمارة تاج المُلك عزيز بن ضبعان ثم ولده. ومنهم بنو زيد وأمراؤهم أولاد قريش ومساكنهم نويرةدلاص. وكان قريش عبدا صالحا كثير الصدقة وهو ولد سعد المُلك. وفي المنوفية من لواتة بنو يحيى والوسوة وعبدة ومسلة وبنو مختار ومعهم في البلاد أحلاف من مزاتة وزنارة وهوارة وبني الشعرية في أقوام آخرين. ومن زنارة مرديش وبنو صالح وبنو مسام وزمُران وورديغة وعرمان ولقان. ومن هوارة بنو مجريس وبنو سرات وبنو قطران وبنو كبريت. وهوارة يقال إنهم من هوار واسمه مثنى، ويقال هوار بن المثنى ويقال ابن أبي المثنى بن يحصب. وقيل المثنى بن المسور بن المثنى بن خلاع بن أيمن ابن رعين بن سعد بن حمير الأصغر بن سبأ الأصغر، وأنه خرج المسور بن المثنى من مصر في طلب إبلٍ قد فقدها فذهبت نحو المغرب وهو في أثرها، وأنه كان من أجناد مصر الذين أسكنهم التبابعة بها لما طوفوا الأرض. فلما نظر إفريقية قال لغلامه أين نحن،
(1/34)
قال بأفريقية، فقال تهورنا، والتهور الحمق. فنزل على قوم من زناتة فتزوج العرجا أم صنهاج ولمط ابني لمط الأكبر وقد مات زوجها فمات عنها وكانت جميلة فكثر نسله فهم الهواريون. وقيل هوارة وكتامة وصنهاجة إخوة وهم أولاد قيس بن زرعة بن زهير بن أيمن بن هميسع ابن حمير الأكبر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وقيل بل هوارة وصنهاجة وكتامة ودنهاج وتُلُكاَّن وتُركوت وسَيساج وعجيس من أولاد كاهن بن جالوت أحد بني شكلوجيم بن مصرايم بن حام بن نوح عليه السلام. وقيل هوارة من أولاد قبط بن فُوط بن حام بن نوح، ويقال جالوت ابن بربر بن قبط بن مصر بن فوط. وقيل إن مصر هو ابن بيصر بن حام بن نوح وإن تركوت هي أبنة أحد أولاد يمن، وإن بعلها كان يعرف بكاهن بن جالوت وإنه أبو البربر، وإن من ولد تركوت هذه إبراهيم جد علي بن يوسف بن تاشفين بن إبراهيم ملك الملثمين. ومن ولد تركوت أيضاً ملوك كُزُولة الجبل المعروف بجبل الكسه، وهم يزيدون على ثلثمائة قبيلة كل قبيلة نحو ثلاثين ألف نسمة، ومنهم انسكات ومصلات وأرنس وبنو طريف وبنو جابر وبنو وغرده وهشتوكه وارغتان. وقيل إن من ولد صنهاج يكتون وهم الملثمون، وتزكيك ومسوفه ومشطوفه وهم صناع درق اللمط ومنته بنت صنهاج عرفوا بأمهم ومنير وجروم. وهوارة يزعمون أنهم من البربر القدم، وأن مزاتة ولواتة كانوا منهم فانقطعوا عنهم وفارقوا ديارهم وصاروا إلى
(1/35)
برقة وغيرها. وتزعُم هوارة أيضاً أنها من قوم من أهل اليمن جهلوا أنسابهم. وكل هذه الأقوال لا تثبت. والأشبه بالصواب أنهم من ولد هوار ابن أوريغ بن بُرنس بن ضرى بن زجيك بن مادغس بن بر بن بديان ابن كنعان بن حام بن نوح كما تقدم. وهوارة تتناسب بطونها " كما تنتسب العرب " وأصل ديارها من آخر عمل سُرْت إلى طرابلس، ثم قدم منهم طوائف إلى أرض مصر ونزلوا بلاد البحيرة وملكوها من قبل السلطان. وهوارة التي ببلاد الصعيد أنزلهم الظاهر برقوق بعد وقعة بدر بن سلام هناك في سنة اثنين وثمانين وسبعمائة تخميناً، وذلك أنه أقطع إسماعيل بن مازن من هوارة ناحية جرجا وكانت خرابا فعمروها، وأقام بها حتى قتله على بن غريب فولى بعده عمر بن عبد العزيز الهواري حتى مات. فولى بعده ابنه محمد المعروف بأبي السنون وفخم أمره وكثرت أمواله، فإنه أكثر من زراعة النواحي وأقام دواليب السكر واعتصاره حتى مات فولى بعده أخوه يوسف ابن عمر. وبصعيد مصر أيضاً لخم، واسم لخم بن عدي بن الحارث بن مُرة ابن أُردد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وفي لخم هذه بطون كثيرة. منها بالبر الشرقي في أرض مصر بنو سماك وهم بنو مر وبنو مليح وبنو نبهان وبنو عبس وبنو كريم وبنو بكر وديارهم من طارف ببا " بباءين
محدتين " إلى منحدر دير الجميزة في البر الشرقي. ومنهم بنو حدان وهم بنو محمد وبنو علي
(1/36)
وبنو سالم وبنو مدلج وبنو وعيس وديارهم من دير الجميزة إلى ترعة صول. ومنهم بنو راشد وهم بنو معمر وبنو واصل وبنو مِرا وبنو حبان وبنو معاذ وبنو الفيض وبنو حجرة وبنو أشتوه، وديارهم من مسجد موسى إلى أسكر ونصف بلاد إتفيح. ولبني الفيض الحي الصغير. ولبني أشتوه من ترعة الشريف إلى معصرة بوش. ومنهم بنو جعد وهم بنو مسعود وبنو جرير وبنو زبير وبنو ثمال وبنو نصار ومسكنهم بساحل إتفيح. ومنهم بنو عدي وهم بنو موسى وبنو محرب ومساكنهم تلي بني جعد. ومنهم بنو بحر وهم بنو سهل وبنو معطار وبنو فهم وبنو عشير وبنو مسند وبنو سباع ومسكنهم الحي الكبير. ومنهم قسيس وسكنهم بلاد أسكر. ولبني غنيم منهم العدوية ودير الطين إلى جسر مصر. ولبني عمرو منهم نصف حلوان. ولبني حجرة النصف الآخر من حلوان ونصف طرا. وبالجيزة والغربية طوائف من مزاتة. وبقليوب طوائف من فزارة وهم بنو نفاية وفيهم أعيان ودارهم أطراف الشرقية. وبالمنوفية فرقة من لواتة ومن مزاتة ومن زنارة ومن هوارة كما تقدم. وبقطيا الأخارسة وبنو بياضة وهم من ثعلبة، ومنهم بنو صدر بالبدرية وهي طريق البر من الشام إلى مصر وإليهم تنسب قلعة صدر. وفي الطينة وهي طينة تنيس عربٌ كانوا بعمل تنيس يقال لهم بنو عُذر بضم العين المهملة وفتح الذال المعجمة وهو عُذر بن سعد بن دافع ابن مالك بن جشم
(1/37)
بن خيران بن نوف بن همدان. وهؤلاء النفر الذين بالطينة قوم لا خلاق لهم ولا ذمام. وبأرض مصر حرام، وحرام في جذام، وهم بنو حرام بن جذام بن عدي وهو إحدى بطني جذام، وفيهم أفخاذ وعشائر، وقليل في عرب مصر من يعرفها. ومنهم بنو صبرة بن نُصرة بن غطفان بن سعد بن إياس بن حرام ابن جذام، وقيل ابن غنم بن غطفان بن مالك بن حرام بن جذام، وإلى بني صبرة درك بركة الحجاج. وفي الخزرج ثم في سلمة بنو حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن شاردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، منهم جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه. ويقال إن حرام القاطنة بمصر من الخزرج، وبنو حية وبنو ذبيان وهم أشتاتٌ منهم مشايخ بلاد وخولة وقضاة وفقهاء وليست لهم دار خاصة ولا مكان معروف. وفي الدقهلية والمرتاحية عرب يدعون الجمارسة قوم ينسبون إلى قريش وهم نفر من بني عذرة وهم من كنانة بن عذرة لا كنانة بن خزيمة، وهم بنو كنانة بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة ابن ثعلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، ومنهم بنو شهاب وبنو زيد والرواشدة " وهم غير رواشدة هلبا سُويد " وبنو عصا وبنو محمد وبنو سنان وبنو حمرة وبنو نياس " وهم بمنية محمود ومنية عدلان " وبنو لأم وليسوا بلأم الحجاز وبنو شمس والفضليون وقرارهم كوم الثعالب. وبها
(1/38)
طوائف من عمرو وزهير المقدم ذكرهم والحصنيين ورذالة والأحامدة وليسوا بأحامدة هلبا الحجازية، وهم بنو حجاز وبعضهم أصحاب أقطاع. وفي بني زهير هؤلاء بنو عزيز وبنو شبيب وبنو شبيب وبنو عبد الرحمن وبنو مالك وبنو عبيد غير بني عبيد المقدم ذكرهم، وبنو عبد القوى وبنو شاكر وهم غير شاكر عقبة، وبنو حسن وبنو شما وهم غير شما آل ربيعة. وبنو سُلَيم وهم من قيس، وهم ولد سليم بن منصور بن عكرمة ابن خصفة بن قيس بن عيلان، وإليه يرجع كل سُلَمِىّ. وكان نزول سُلَيم وعدة قبائل من قيس في أرض مصر سنة تسع ومائة، وأمير مصر إذ ذاك الوليد بن رفاعة بن خالد بن ثابت بن طاعن الفهمي، ولم يكن بأرض مصر أحد من قيس قبل ذلك إلاّ من كان من فَهْم وعَدْوان فإنهما من قيس في جَدِيلة وهما ابنا عمرو بن قيس عيلان، اسمها جديلة بنت مُرّ أخت تميم بن مر. وفهم هذا قتلة أخوه عَدْوان واسمه الحارث فسمى عَدْوان، لأنه عدا على أخيه فهم. فوفد عبيد الله بن الحبحاب مولى بني سلول عامل هشام ابن عبد الملك على أخراج مصر على هشام، فسأله أن ينقل إليها من قيس أبياتاً، فأذن له هشام في الحاق ثلاثة آلاف منهم وتحويل ديوانهم إلىمصر، على أن لا ينزلوا بالفسطاط ففرض لهم ابن الحبحاب وقدم بهم فأنزلهم الحوف الشرقي وفرقهم فيه. وعن الهيثم بن عدي قال: حدثني غير واحد أن عبيد الله بن الحبحاب لما ولاه هشام مصر قال ما أرى لقيسٍ فيها حظاًّ إلا
(1/39)
لناسٍ من جديلة وهم فهم وعدوان، فكتب إلى هشام: إن
أمير المؤمنين أطال الله بقاءه قد شرف هذا الحي من قيس ونعشهم ورفع من ذكرهم، وإني قدمت مصر فلم أر لها حظاً إلا أبياتاً من فهم وفيها كُوَرٌ ليس فيها أحد وليس يضر بأهلها نزولهم معهم، ولا يكسر ذلك خراجا، وهي بلبيس. فإن رأى أمير المؤمنين أن يُنْزِلها هذا الحي من قيسٍ فليفعل. فكتب إليه هشام: أنت ورأيك. فبعث إلى البادية فقدم عليه مائة أهل بيت من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، ومائة أهل بيت من بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر، البطن المشهورة التي منها بنو كلاب وجعدة وعقيل وقشير والبكاء وعجلان وعبد الله وربيعة وسُواءة وهلال ونمير، ومائة أهل بيت هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان ومائة أهل بيت من سليم فأنزلهم بلبيس وأمرهم بالزرع ونظر إلى الصدقة من العشور فصرفها إليهم، فاشتروا إبلاً فكانوا يحملون الطعام إلى القُلْزُم، فكان الرجل يتحصل له في الشهر العشرة دنانير وأكثر وأقل ثم أمرهم باشتراء الخيول، فجعل الذي يشتري المهر فلا يمكث إلا شهراً حتى يركب، وليس عليهم مؤنة في علف إبلهم ولا خيولهم لجودة مرعاهم. فلما بلغ ذلك عامة قومهم تحمل إليهم خمسمائة أهل بيت من البادية، فكانوا على مثل ذلك، فأقاموا سنة فأتاهم نحو من خمسمائة أهل بيت، ومات هشام وببلبيس ألف
(1/40)
وخمسمائة أهل بيت من قيس، حتى إذا كان في زمن محمد بن مروان وولى الحوثرة بن سهل الباهلي مصر انثالت إليه قيس، فمات مروان وبها ثلاثة آلف أهل بيت ثم توالدوا وقدم عليهم من البادية من قدم، فأحصوا في ولاية محمد بن سعيد فوجدوا خمسة آلاف ومائتين ما بين صغير وكبير. وفي هذه القبيلة أي قبيلة سُليم بطونٌ وأفخاذٌ وعشائر كبني ذكوان وهلال وعوف والحارث ورفاعة وعُصية وظفر وعميرة وبهز وغيرهم. ومساكن سُليم هذه ببرقة مما يلي مصر، وكانت في عالية نجد بالقرب من خيبر ومنها حرة بني سليم وحرة النار بين وادي القرى وتيماء ثم تحولوا إلى مصر وإفريقية ولم يبقَ لهم عددٌ ولا بقيةٌ ببلادهم وصار لهم بأفرقية عدد عظيم. فمنهم بها بنو الشريد لهم صولة وشوكة، وبنو زُغُب بن مالك بن بُهثة كانوا بين الحرمين فصاروا إلى إفريقية في جوار إخوانهم بني ذباب بن مالك ثم صاروا في جوار بني هيب. ومن بني سليم بني ذباب بن مالك ينزلون ما بين قابس وبرقة. وهم ببرقة بجوار هيب. ومنهم بنو سليمان ابن ذباب في جهة فزان وودان. ورؤساء ذباب الآن ما بين طرابلس وقابس وبيتهم بنو صابر والمحامد بنواحي فاس وبيتهم في بني رحاب بن محمود. ومن سليم بنو عوف بن بهثة ما بين قابس وبلد العناب وهم مرداس وعلاق. وبنو هيب بن بهثة إخوة عوف بن بهثة مابين السدرة من برقة إلى حدود إسكندرية، وبنو
(1/41)
أحمد منهم بأجدابية لهم عدد ويرجعون إلى شماخ ولها العزفى هيب. ومن هيب سبال ومحارب ورياستهما في عزاز ولهيب في سليم عزة لاستيلائها على إقلين طويل خربت مدنه وصارت ولايته لأشياخهم، وتحت أيديهم خلق كثير من البربر وفيهم طائفة الأبطال الأنجاد، والإمارة فيهم في أولاد عزاز بن مقدم، وكان مزيد بن عزاز جليل القدر معظماً في الدولة. وبنو زيد وحمدان وزيان كلهم كرام أماجد. أما أبو خالد عطاء الله بن عمر بن عزاز فكان كريما مطاعا في قومه، وبنو مُعز وعمر، ومنهم عَلَوِيُّ بن إبراهيم بن عزاز وسلطان ابن زيان ابن عزاز وعمر بن مشعل بن عزاز وجماعة بن مليح المنصوري أصحاب غازي بن نجم وعليان بن عريف وبليوش، وكان قد هرب من السلطان الملك الظاهر بيبرس فلحقه الجيش فقاتلوه وأخذوه أسيراً فاعتقله مدة ثم أفرج عنه، وهو والد زيد بن بليوش. ومنهم جماعة سعيد بن العريب بن الأحمر وجماعة محمد الهواري. وكانت الإمرة على عربان البحيرة في الأيام الناصرية محمد بن قلاوون فيهم لفايد بن مقدم وخالد بن سليمان وكانا أميرين سيدين ذَوَىْ كرّ وأمن وشجاعة. وفيما بين الإسكندرية والعقبة الكبرى جماعة فايد وزنارة ومزاتة وخفاجة وهوارة وسمال ولبيد، جماعة سلام، وفزارة ومحارب وقطاب والزعاقبة وبشر والجواشنة والبعاجنة والقبايص وأولاد سلمان والقصاص والعلاونة، ومنازلهم من العقبة الكبيرة إلى سوسة. ثم جماعة جعفر بن
(1/42)
عمر وهم المثانية والياسة وعرعرة والعظمة والعكمة والمزايل والمعزة ومن المعزة الجعافرة جماعة ابن
عمر، ومنهم البداري أيضاً، ومنهم السهاونة والجلدة وأولاد أحمد، ومنازلهم من سوسة إلى بئر السدرة، وهي آخر حدود ديار مصر، ومسافتها من الإسكندرية نحو شهر بسير القوافل. واما طريقة مكة المشرفة شرفها الله تعالى فمن القاهرة إلى عقبة أيلة للعايذ، ومن العقبة إلى داما بالقرب من عينونة لبني عقبة، ومن داما إلى أكرى لبلى ومن أكرى إلى تما وهي آخر الوعرات لجهينة. ومن تما إلى نهاية بدر على الفرما وإلى نهاية الصفرا على نقب على لبني حسن أصحاب الينبع، ويليهم من أقاربهم من بني حسن أصحاب بدر إلى رملة عالج في طرف قاع البزوة، ومن الصفرا إلى الجحفة ورابغ لزبيد الحجاز، ومن الجحفة على قُدَيد وما حولها إلى السويق لسليم، ومن عقبة السويق إلى خُليص إلى عُسفان للشريف جسار من بني حسن، ومن ثَنِية عُسفان إلى المحاطب لبني جابر وهم في طاعة صاحب مكة، ومن المحاطب لصاحب مكة وبني حسن إلى مكة. وفي برقة أحياء لبني جعفر، وكان شيخهم أبو ديب، وأخوه حامد بن كميل وهم ينسبون في العرب فتارة في بني كعب بن سليم وتارة في فزارة، والصحيح أنهم ينسبون إلى مسراته إحدى بطون هوارة. وفيما بين برقة والعقبة أولاد سلاَّم. وما بين العقبة الكبيرة والإسكندرية أولاد مقدم وهم بطنان: أولاد التُرْكِيَّة وأولاد فايد بن مقدم وسلام معاً، وهم يُنسبون إلى لبيد بن علي بن هبة ابن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر وهم ثلاثة إخوة: لبيد وحديد وزبيد بنو علي بن هبة بن جعفر، ومن حديد محارب. ويقال إن أولاد مقدم من ربيعة ابن نزار، وقيل لبيد بن سليم وفيهم هيب ورواحة وفزارة، وهؤلاء يقال إنهم من غطفان، والله أعلم بالصواب "
وإليه المرجع والمآب، وصلى الله على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ". داري أيضاً، ومنهم السهاونة والجلدة وأولاد أحمد، ومنازلهم من سوسة إلى بئر السدرة، وهي آخر حدود ديار مصر، ومسافتها من الإسكندرية نحو شهر بسير القوافل. واما طريقة مكة المشرفة شرفها الله تعالى فمن القاهرة إلى عقبة أيلة للعايذ، ومن العقبة إلى داما بالقرب من عينونة لبني عقبة، ومن داما إلى أكرى لبلى ومن أكرى إلى تما وهي آخر الوعرات لجهينة. ومن تما إلى نهاية بدر على الفرما وإلى نهاية الصفرا على نقب على لبني حسن أصحاب الينبع، ويليهم من أقاربهم من بني حسن أصحاب بدر إلى رملة عالج في طرف قاع البزوة، ومن الصفرا إلى الجحفة ورابغ لزبيد الحجاز، ومن الجحفة على قُدَيد وما حولها إلى السويق لسليم، ومن عقبة السويق إلى خُليص إلى عُسفان للشريف جسار من بني حسن، ومن ثَنِية عُسفان إلى المحاطب لبني جابر وهم في طاعة صاحب مكة، ومن المحاطب لصاحب مكة وبني حسن إلى مكة. وفي برقة أحياء لبني جعفر، وكان شيخهم أبو ديب، وأخوه حامد بن كميل وهم ينسبون في العرب فتارة في بني كعب بن سليم وتارة في فزارة، والصحيح أنهم ينسبون إلى مسراته إحدى بطون هوارة. وفيما بين برقة والعقبة أولاد سلاَّم. وما بين العقبة الكبيرة والإسكندرية أولاد مقدم وهم بطنان: أولاد التُرْكِيَّة وأولاد فايد بن مقدم وسلام معاً، وهم
(1/43)
يُنسبون إلى لبيد بن علي بن هبة ابن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر وهم ثلاثة إخوة: لبيد وحديد وزبيد بنو علي بن هبة بن جعفر، ومن حديد محارب. ويقال إن أولاد مقدم من ربيعة ابن نزار، وقيل لبيد بن سليم وفيهم هيب ورواحة وفزارة، وهؤلاء يقال إنهم من غطفان، والله أعلم بالصواب " وإليه المرجع والمآب، وصلى الله على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ".