ال مــــــــــــــــحـــــــــــــرم منتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدي ال محــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرم |
|
| عائلات البلد الشهيرة منذ القدم | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ماهر محرم Admin
المساهمات : 381 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: عائلات البلد الشهيرة منذ القدم الجمعة مايو 27, 2011 3:30 pm | |
| انا حبيت اكتب ليكم عن عائلات البلد الشهيرة منذ القدم ابتدى معاكم مع اول عائلة وهى عائلة الشواربى.. استقال جدٌّهم من رئاسة نادى الزمالك بعد 3 أشهر وقال: «هذه صفقة خاسرة»
«الأمير الشواربى» رجل عربى قرشى، من قبيلة جرهم، وهى إحدى القبائل التى نزحت من نجد فى شبه الجزيرة العربية ثم استوطنت الحجاز.
جاء «الشواربى» مع عمرو بن العاص إلى مصر أثناء الفتح الإسلامى، وأسس العائلة فى مصر، واستوطن فى البداية منطقة الفيوم، لكنه بعد فترة أخذ أهله ورحل إلى شبرا واستوطن فيها وأسس عائلته هناك. ثم استقرت العائلة فى المنطقة المسماة بقناطر «المنجا» فى آخر قليوب، وكانت هذه المنطقة بمثابة ميناء نهرى تمر منه البضائع والتجارة عبر النيل إلى جميع أنحاء مصر، مما شجعهم على الاستقرار، فبنوا بيوتهم فيها، وهى تعرف حاليا باسم منطقة «الدواوير»، حيث كان لكل فرع من العائلة دوار خاص به.
عرفت العائلة الكثير من حكايات أجدادهم ونسبهم من جدهم عبدالحميد بك حسنى الشواربى، مدير عام المساحة وسك العملة سنة 1914، حيث سعى الرجل إلى جمع أنساب العائلة واحتفظ بشجرتها وورثها لأبنائه، بعد أن حصل عليها من دار المحفوظات المصرية، ولا تزال عندهم حتى الآن.
ويتناقل أفراد العائلة حكايات أجدادهم التى يحفظون تفاصيلها عن ظهر قلب، منها نزول الظاهر بيبرس متخفيا ضيفا على كبير عائلة الشواربية وقتها، فأكرم وفادته دون أن يعرفه، وفى الصباح غادر الضيف المنزل تاركاً «صُرة» من المال تحت وسادته، تعبيراً عن امتنانه لهم، فأخذ أحد أفراد الشواربية خيله وانطلق خلف بيبرس حتى لحقه فأعطاه صرته، فأعجب بهم بيبرس واستدعاهم بعد ذلك فى القاهرة وأكرمهم، ثم أمر بأن يكونوا ملتزمين على منطقة القليوبية والشرقية والمنوفية، وأعطاهم «قصبة قليوب» ملكا لهم من أول ترعة «المنجا» حتى «بنها العسل».
ويحكى أفراد العائلة أن بيبرس عندما نزل قليوب بنى مسجده فيها وبنى تحته سراديب وخنادق تؤدى إلى أماكن بعيدة خارج قليوب، حتى أن هناك أرضاً تسمى «حوض السلاح» يقال إنها كانت مستخدمة فى تهريب الأسلحة من وإلى قليوب عن طريق المراكب النيلية.
سليمان الشواربى كان رجلا وطنيا لم يحتمل أن تكون لفرنسا موطئ قدم فى بلده، فأسس جيشا مع الفلاحين، لمهاجمة الفرنسيين أثناء دخول الحملة الفرنسية مصر ومرورها بطريق قليوب، ودارت معركة حامية عند منطقة «سرياقوس»، لم يحالف النصر فيها جيش الفلاحين، لكن الفلاحين عادوا واحتموا بمدينة قليوب، وحفروا حولها خندقا لحمايتهم من الفرنسيين، فما كان من نابليون إلا أن بعث الشيخ السادات والشناوى إلى شيخ الشواربية سليمان الشواربى لمفاوضته على أن يتولى بر مصر، واصطحباه إلى القلعة حيث يحكم نابليون، وهناك غدر به الفرنسيون فحبسوه 15 يوماً، مع 10 من عساكره حتى تم إعدامه شنقا فى نفس يوم إعدام سليمان الحلبى، وتصالحت العائلة مع الفرنسيين بعد ذلك على إعطائهم جثته مقابل 500 قطعة من الذهب.
ربطت العائلة صداقة قديمة بسعد باشا زغلول منذ كان محاميا لمحمد باشا الشواربى، وعند قيام ثورة 19 خرج شباب العائلة من قليوب تأييدا للثورة.
وكان لـ«الشواربية» تاريخ طويل مع «العمدية» منذ كان يطلق على من يتولاها لقب «شيخ»، فقد كان خطاب باشا الشواربى -شيخ قليوب- رجلاً صالحا خرج من أبناء بناته من لهم مقامات عالية منهم الشيخ سلامة العزام، والشيخ الشبينى، وخطاب باشا ابن عم محمد باشا الشوربى الذى تولى العمدية بدوره أيضا قبل أن يعين فى مجلس النواب، ثم تولاها من بعده صلاح الشواربى، ثم محمود باشا سالم، ثم صلاح الدين حامد الشواربى، والتى انتهت بتحويل قليوب إلى مدينة وإنشاء قسم للشرطة على أرض العائلة.
ولدواوين «الشواربية» تاريخ طويل أيضاً فمضيفة «نصر الشواربى» شهدت زيارات زعماء وأمراء وملوك، فزارها الخديو توفيق ومحمد بك عزت، الوصى والملك فيصل فى كل مرة يزوران فيها استراحة القناطر. ومن أبناء العائلة حامد باشا الشواربى، الذى ولد فى 3 مارس 1889 فى قليوب، وحصل على إجازة الليسانس من لندن، حيث كان فى مدرسة «اللوردات العليا» بإنجلترا، فعين سكرتيراً فى لجنة المراقبة القضائية عام 1911 ثم أصبح سكرتيراً لوكيل وزارة المعارف العمومية أيام على باشا أبو الفتوح، قبل أن يتم اختياره سكرتيراً لوزير الحقانية (العدل) فى وزارة شكرى باشا، ثم أصبح وكيلاً لنيابة محكمة الزقازيق ثم جرى تعيينه قاضياً بالمحاكم الأهلية، وانتخب لعضوية مجلس النواب المصرى عن دائرة مركز قليوب، ونال رتبة «الباشاوية» فى سبتمبر 1925، وكان وكيلا لمجلس الشيوخ وقاضيا ومديرا لمديرية الإسكندرية، كما نال حامد باشا الشواربى مكانة عند محمد باشا الشواربى كبير العائلة، الذى أوصى له بنظارة أوقافه الشاسعة ليتولى إدارة شئونها بنفسه، كما أشرف على توزيع مرتبات أوصى بها محمد باشا الشواربى لفقراء العائلة، وتولى الوصاية على تربية ابنه عبدالحميد باشا الشواربى، الذى أصبح أشهر مليونيراً فى عصره بعد ذلك.
وهناك واقعة شهيرة تقول إن عبدالحميد باشا الشواربى تولى رئاسة نادى الزمالك عام 1956 خلفاً للمحامى محمود شوقى، غير أنه بعد ثلاثة أشهر فقط، تقدم الشواربى باشا باستقالته معلناً أن رجال الأعمال لا يصلحون لإدارة نادى الزمالك، فرئاسة نادى الزمالك «صفقة خاسرة» بالنسبة له كرجل أعمال.
أما إبراهيم الشواربى فولد فى 13 اكتوبر 1909م وكان أبوه محمد بك أمين يعمل بوزارة الأشغال بدرجة كبير مهندسين، لكن نشأته الارستقراطية جعلته لا يكتفى بما حصل عليه من تعليم، فقرر السفر إلى «لندن» ليدرس الفارسية والتركية فى جامعتها العريقة، وهناك تتلمذ على يد «السير دينسون روس» و«نولدگه» المستشرق الألمانى فحصل إبراهيم الشواربى على بكالوريوس الآداب مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة لندن 1933م.
ثم بدأ الدكتور الشواربى فى نشر تعليم اللغة الفارسية فى مصر، فى كلية الآداب وكلية دار العلوم بجامعة فؤاد، فكان أول من كشف عن الغزل الصوفى عند الإيرانيين وبيّن أبعاده وأسراره وأبرز معانيه ونواحى الجمال فيه، خاصة فى ترجمة كتاب «أغانى شيراز» أو غزليات حافظ الشيرازى، التى نشرت على جزأين كتب طه حسين مقدمتهما وأشاد بها، كما أن له العديد من المترجمات فى هذا المجال.
فرضت الثورة على أملاك «الشواربية» الحراسة وبعضها لم يتم فكه حتى وقت قريب، حيث تسلمت العائلة «عزبة» منذ 7 أشهر فقط، وكان فرض الحراسة على أملاك العائلة إيذانا بسوء العلاقة بين الثورة والعائلة، وكان من نتائجها عدم تمكين «أمين عبدالرحمن الشواربى»، من الترشح فى أول مجلس أمة رغم أنه حقق فى انتخاباتها نسبة عالية جداً من الأصوات بلغت 83 % فأرسل لهم زكريا محيى الدين وكمال الدين حسين بأنه لو حتى حصل على 100 % فلن يدخل أى عضو فى المجلس من العائلات القديمة الإقطاعية، وبالفعل سقط ونجح شخص يدعى «على بحيرة».
نساء العائلة أيضا كان لهن دور بارز، فزوجة عبدالحميد باشا الشواربى، كلفها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بإيصال عشرات الآلاف من الجنيهات إلى السيد كمال رفعت، المحاصر مع أبناء بورسعيد أثناء العدوان الثلاثى على مصر فى مدينة بورسعيد، وأثناء توصيلها استوقفها ضابط فرنسى لتفتيشها فألقت بالحقيبة، وقالت بالفرنسية: إذا كان «الإتيكيت» الفرنسى هو أن يتم تفتيش أمثالى، فأنا موافقة على هذا الإجراء، فما كان من الضابط إلا أن حمل لها عائلة عابدين جاءوا إلى مصر مع صلاح الدين.. وينتشرون فى القاهرة وبنى سويف والفيوم والشرقية والمنوفية
عائلة عابدين..أمهم أمّ الأطباء.. وجدٌّهم صاحب القصر الشهير
◄ابنها عبدالحكيم عابدين كان سكرتيرا عاما لـ«الإخوان المسلمين».. وتزوج من شقيقة حسن البنا.. وابنها أحمد محافظ كفر الشيخ الحالى
ترجع أصول عائلة عابدين إلى دمشق بالشام، حيث كان أمين عابدين تاجرا على طريق التجارة ما بين مصر والشام، حمل ابنه محمد على الذهاب إلى السعودية لدراسة العلم على يد شيوخها، فألف محمد عابدين كتاب «رد المحتار على الدر المختار» وكتاب «شرح تنوير الأبصار فى فقه الإمام أبى حنيفة النعمان» ويرجع معظم الباحثين إلى ابن عابدين فى المسائل الفقهية لأبى حنيفة حيث كان عمدة للمذهب الحنفى وقت مجيئه مصر، وهو المذهب الذى تم الأخذ به فى قانون الأحوال الشخصية فى مصر.
استقر محمد أمين عابدين فى مصر، مؤسسا عائلة عابدين بها وذلك فى سنة 1098 وهو الوقت الذى جاءت فيه أسر كثيرة من الشام وقت محاربة الصليبيين، لذلك انتشرت العائلة فى قرى ومدن عديدة داخل مصر فى قنا وسوهاج والجيزة والفيوم والدقهلية والمنوفية والشرقية.
تزخر عائلة عابدين بالشخصيات المؤثرة فى التاريخ المصرى السياسى والاجتماعى والفنى، كما يروى أحد أبناء العائلة وليد عابدين،
فعابدين بك كان أحد أهم القادة العسكريين أيام محمد على، وترجع شهرته إلى ملكيته لقصره الذى أسماه قصر عابدين، وهو القصر الذى كان صغيرا، ثم صار بعد ذلك أحد أهم وأشهر القصور الملكية بعد ذلك، خاصة بعد أن اشتراه الخديو إسماعيل من أرملة القائد العسكرى عابدين، ثم قام الخديو بشراء الأراضى المحيطة به، سنة 1863، وشهد القصر أحداثا تاريخية هامة أشهرها المواجهة التى تمت عام 1881 بين الخديو توفيق والضابط أحمد عرابى الذى تزعم الثورة العرابية، ونقل فيها عرابى مطالب الأمة، ولم يتبق من هذا القصر غير اسمه الذى ظل محتفظا به حتى الآن.
ويعتبر سيد أحمد عابدين مؤسس عائلة عابدين فى بنى سويف، بعد أن استقر بها وأنجب أربعة من الأولاد تولوا مناصب مهمة فى وقتها، كان منهم عبدالحميد عابدين الذى كان ضابطا بالشرطة فى عهد الخديو إسماعيل، فقام بردم البرك والمستنقعات التى كانت تحدث فى القرية بعد فيضان النيل، كما كان حلقة الوصل بين البلد والقاهرة لقلة المواصلات فى وقتها، وكان أخوه حسن بك عابدين من أشهر التجار فى بنى سويف فى وقتها، حيث عمل بالتجارة وأوقف جزءا منها للأوقاف المصرية وكان محمد بدران عابدين من علماء الأزهر الشريف.
لم تقتصر الشهرة على أبناء عابدين من الرجال فقط، فزهيرة عابدين لقبت بأم الأطباء، لمكانتها العلمية وفضلها فى المشاركة فى تأسيس كلية الطب، وُلدت فى عائلة أرستقراطية من كبار العائلات المصرية، والدها هو حسين عابدين باشا عضو مجلس الشيوخ، حصل على دراساته العليا بالحقوق فى فرنسا، ولتفوقها العلمى على المستوى الدولى، تم تخليد اسمها فى أحد الشوارع فى القاهرة. كما كانت فاطمة عابدين أستاذة التحاليل بل مؤسسة علم تحاليل الأورام فى مصر.
ويستطرد هانى عابدين قائلا: إن اللواء أحمد عابدين محافظ كفر الشيخ الحالى وبنى سويف السابق، كان أحد أبطال حرب أكتوبر، ومن أوائل الذين عبروا قناة السويس، حيث كان من كبار ضباط سلاح المهندسين، الذى قام بإزالة 11 ألف لغم من أمام القوات المصرية أثناء تقدم القوات داخل سيناء. وبعد توليته محافظا لكفر الشيخ، حزنت عليه محافظة بنى سويف كثيرا، فاعتبر ذلك تكريما شعبيا له، ونجاحا فى العمل داخل بنى سويف، ولم يوافق على أن تطلق المحافظة اسمه على أى من شوارعها وميادينها، ولكن بعد توليه محافظة كفر الشيخ قام محافظ بنى سويف الحالى بإطلاق اسمه على أحد أهم شوارع وميادين المحافظة.
عبدالحكيم عابدين شاعر وأديب وكان سكرتيرا عاما لجماعة الإخوان المسلمين فى سنة 1940، وتزوج من شقيقة حسن البنا، ومما يرويه بعض أبناء العائلة أن عبدالحكيم رفض عرضا من الملك عبدالله الأول ملك الأردن ومؤسسها بتوليته أى وزارة فى المملكة الوليدة، كما عرض عليه الملك الباشاوية فرفض أيضا، كما حصل على حكم القضاء المصرى بإلغاء الأمر العسكرى بحل جماعة الإخوان المسلمين.
ومن العائلة أيضا كمال عابدين الذى تولى رئاسة المجلس الأعلى لنقابة المهندسين، وهو مؤسس مشروع تكافل مهندسى مصر، وكان بطلا فى السباحة وألعاب القوى. والكابتن بكرى عابدين مدرب فريق بنى سويف الرياضى ومدير عام الشباب والرياضة، والذى كان له الفضل فى تقديم نجوم كبار فى كرة القدم خاصة لأندية الزمالك والأهلى، ومنهم شوقى حسين فى الزمالك وربيع ياسين نجم الأهلى ومصر فى كأس العالم عام 1990والمدرب الحالى، وعلى خليل نجم الزمالك ومصر فى السبعينيات وشقيقه طارق خليل الذى لعب للأهلى وأحمد عبدالباقى نجم الأهلى ومصر فى السبعينيات وبداية الثمانينيات.
وتفتخر العائلة كما يقول ابنها فكرى عابدين بأن الفنان الراحل حسن عابدين من أبناء العائلة، وشارك الفنان الراحل فى حرب فلسطين سنة 1948 والتى انتهت بضياع فلسطين، واحتلالها من إسرائيل وأصيب حسن عابدين فى هذه الحرب، ولم يدخل حسن عابدين عالم الفن بالصدفة وإنما كانت هناك مقدمات ساهمت فى تكوينه، فوالده الحاج عبدالوهاب عابدين كان عين أعيان بنى سويف، وكان يهتم فى نفس الوقت بأمور الثقافة والفكر والسياسة، فيعقد صالونا سياسيا وثقافيا كل خميس فى القرية، يجمع فيه أعيان بنى سويف وقت أن كانت مديرية، وفى هذا المناخ تربى حسن يستمع إلى الثقافة والسياسة، وأحب التمثيل الذى كان موهوبا جدا فيه، وبالطبع لم يكن فى ذهن والده أبدا أن ابنه سيحترف الفن، فقد كان الوالد يرى التمثيل عيبا جدا، ولا يليق باسم العائلة، وتحايل حسن على ذلك بنقل وظيفته إلى القاهرة، وكان رئيس قلم محضر فى وزارة العدل، وأفادته هذه الخطوة بأن جعلته فى أحضان المسرح العسكرى، وكان من دفعته وأصدقائه الفنان حسن حسنى والفنان إبراهيم الشامى، وكان فضيلة الشيخ الشعراوى أحد أهم أصدقائه من خارج الوسط الفنى، حتى أنه فى يوم وفاة عابدين صلى الشعراوى إماما بالمصلين للجنازة فى قريته ببنى سويف التى دفن فيها.
قدمت العائلة الكثير من رجالها فداء للوطن، وتتذكر بكل فخر ابنها ممدوح أمين عابدين الذى استشهد فى مظاهرات للطلاب عام 1949 ضد الاحتلال الإنجليزى وحكم الملك فاروق، وكان ممدوح يدرس فى كلية الآداب وشارك زملاءه فى المظاهرات حتى نال الشهادة. وفى ثورة 1919، قدمت العائلة شهيدها حسن على عابدين فى المصادمات التى حدثت فى بنى سويف ضد الإنجليز.
وتحرص العائلة على الارتباط وزيارة بعضهم فى كل عام فى رمضان، حيث تجتمع العائلة بجميع أشكالها وأفرادها فى رمضان من جميع المحافظات. كما قام زكى عابدين بتأسيس رابطة آل عابدين وخصصوا لها صندوقا لترعى آل عابدين على مستوى مصر؛ لكن الشئون الاجتماعية ألغت هذه الرابطة فى بداية الستينيات.
◄1098 العام الذى استقر فية مؤسس العائلة بمصر ◄من العائلة:- - الحاج عبدالوهاب عابدين - اللواء مهندس كمال عابدين - الفنان الراحل حسن عابدين - عبد الحكيم عابدين سكرتير عام جماعة الإخوان المسلمين - زكى عابدين - اللواء بحرى محمد حلمى عابدين - اللواء أحمد عابدين، محافظ كفر الشيخ الحالى - الأستاذ الدكتور ممدوح سيد عابدين أستاذ بكلية العلوم - الأستاذ حسن عابدين مدرس اللغة الفرنسية بكلية الحقوق جامعة بنى سويف - العقيد معتصم العربى عابدين مدرس بالكلية الحربية - العميد محمد شامل عابدين قائد قاعدة فايد الجوية - الدكتور طارق نبيل عابدين كلية العلوم بنى سويف - الدكتور أحمد عبدالخالق عابدين عميد كلية التنربية الرياضية - الأستاذ نبيل معوض عابدين وكيل وزارة المالية سابقا - عمرو عابدين المخرج التليفزيونى والذى أخرج مسلسل «مبروك جالك قلق» - وليد عابدين الخبير بالأوراق المالية بالبورصة وأمين إعلام الحزب الوطنى - حسام مصطفى عابدين رجل أعمال - على عبدالحميد عابدين مدير عام التكوين المهنى ببنى سويف - أحمد زكى عابدين مدير عام بالتربية والتعليم
| |
| | | ماهر محرم Admin
المساهمات : 381 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: تابع عائلات البلد الشهيرة عائلة السويدى الجمعة ديسمبر 02, 2011 8:50 pm | |
|
ينتشرون فى الشرقية والدقهلية والسويس والإسماعيلية وكفر الشيخ
عائلة السّويدى.. أول من أدخلوا الكهرباء إلى الشرقية واستطاعوا تكوين امبراطورية اقتصادية حول العالم
تتمركز عائلة السويدى فى قرية «طحا المرج» إحدى قرى ديرب نجم، بمحافظة الشرقية، وهى تنتمى إلى قبائل «الويبار» من الربيعية من فخذ عبدة من قبيلة شمر، وترجع أصولها إلى مؤسس مدينة «المجمعة»، وهو الفارس عبدالله بن سيف الشمرى الذى أسسها فى القرن التاسع عام 820 هـ، وكان له ثلاثة من الأولاد منهم، سيف، وحمد، وكان لحمد ابن يسمى «سويد»، وهو الذى انحدرت منه أسرة السَّــويْد ومنه توزع أبناء الأسرة فى بلاد كثيرة منها بلدة الحُمْر، وبلدة البُصْر، ومدينة بريدة.
وفدت عائلة السويدى إلى مصر مع مجىء محمد على إليها، إلا أن لونهم الأبيض المشرّب بحمرة، أعطى إحساساً بأنهم أتراك، كما أن اسم السويدى أوحى للبعض أنهم ليسوا عرباً، أو أنهم من السويد فعلاً، خاصة بعد أن لعب اللون الأحمر دوراً مهماً فى هذا الإيحاء، هذا ما أكده العمدة عماد السويدى.
بعد مجىء عائلة السويدى إلى مصر، ظل جزء كبير منهم فى السعودية، يتشابهون معهم فى اللون والصفات، وهو ما أكده أحد أبناء العائلة، عندما قام بعمل بعض المشروعات الاقتصادية فى السعودية، وتعرّف هناك على بعض جذور العائلة وكذلك فى سوريا والإمارات. «السويديون» يتواجدون فى مصر فى مناطق متعددة، أكثرهم فى الشرقية، ويتوزع بعض أفراد العائلة بعد تقسيم المحافظات فى الدقهلية وكفر الشيخ، كما يوجد بعضهم فى الإسكندرية والسويس.
أبوحماد محمد السويدى، رحل من الدقهلية إلى مركز أبوحماد شرقية، وكان كبير العائلة فى هذا الوقت سلمان السويدى، وسكن منطقة قرية طحا المرج وتولى عموديتها، والعمودية فى عائلة السويدى، بدأت بعد عهد محمد على، وكان بيت العمدة مخصصا لقيادة البلد، فكان العمدة محمد السويدى، ذا كلمة مسموعة فى طحا المرج، يهابه الناس لسطوته ونفوذه، تولى من بعده ابنه محمود السويدى، ثم حافظ السويدى، والذى كان ودوداً جداً مع أهالى البلدة، وكان دائم الزيارة لكل أبناء العائلة حتى ولو كانوا فى صعيد مصر، وتولى العمودية من بعده توفيق السويدى، ثم صادق السويدى الذى عرف عنه الشدة والحزم، حتى أنه كان يأكل بمفرده، ولا يجرؤ أحد من أسرته أن يأكل إلا بعده.
ثم تولى ابنه عماد صادق السويدى العمودية من بعده، ولا تزال العمودية فى دوارهم حتى الآن، ونجله هو طلعت السويدى عضو مجلس الشعب، كما كان أحمد صادق السويدى عضواً بمجلس الأمة، ألحقه والده بمدرسة «الأورمان» ليتعلم وسط «الباشوات» وأبناء الملوك، وفيها تعرف على نخبة المجتمع المصرى، ومازالت تربطهم بهم صداقات حتى الآن.
سكنت العائلة فى عمارة بالدقى بجوار وزارة الزراعة، وفيها تعرفت على الكثير من الأصدقاء كان منهم وجيه أباظة، ومحمود أباظة.
أحمد السويدى كان محبوباً من جميع أهالى دائرته الانتخابية، مما شجع أخاه عماد السويدى لترشيح نفسه بعد وفاته، ولا تزال العائلة يمثلها فى مجلس الشورى الحاج زكى السويدى، والحاج طلعت السويدى فى مجلس الشعب، ومن قبلهما كان أحمد السويدى فى مجلس الشعب 3 دورات متتالية.
نفذت العائلة مع محافظة الشرقية والهيئة التنفيذية العديد من المشروعات، مثل بناء أحدث مستشفى فى المحافظة، وتصميم وبناء طرز حديثة للمدارس، سميت باسم عائلة السويدى، ويعتبر أحمد السويدى أول من أدخل الكهرباء إلى الشرقية، وتبرع بمرتبه من مجلس الشعب لبناء مستشفى ديرب نجم المعهد الدينى ومدرسة السويدى.
عملت العائلة الكثير من المشاريع العملاقة، لاستصلاح الأراضى ومصانع الأسمنت، مما أهلها للاقتراب من صناع القرار.
ورغم المكانة الاقتصادية التى وصل إليها آل السويدى، إلا أنهم فى بداية وجودهم بطحا المرج، عملوا بالزراعة، ثم عملوا بالتجارة حتى صارت للعائلة أكبر المشروعات التجارية، خاصة فى الأدوات الكهربائية بعد عملهم فى البداية مع تجار الأدوات الكهربائية فى العتبة بجوار أوبرا العتبة.
أول من تاجر فى الأدوات الكهربائية من العائلة هو همام السويدى، وكان يعمل لدى «خواجة» برازيلى يهودى فى شارع الجمهورية، تعلم منه أصول التجارة، ثم أتى ببعض أقاربه، كان منهم محمد السويدى، وعبدالسلام السويدى، للعمل معه، ثم ظهرت بعد ذلك أولى محاولاته فى شارع الجمهورية؛ للعمل الخاص، بعد أن اشترك هو وأقاربه بما جمعوه من مرتباتهم؛ لتأسيس بعض هذه المشاريع الخاصة المتعلقة بالكهرباء فى ميدان الأوبرا بالعتبة.
وكانت عائلة السويدى تهوى العمل الخاص، فكان أحمد السويدى يهوى تصنيع الذهب، وكان يتميز بالذكاء الشديد، ويعمل بزراعة وتجارة النباتات الطبية، بل يقوم باستخلاص بعض المنتجات التى تستخدم فى بعض الصناعات.
ومن العائلة الفريق يس السويدى، مدير الحرب الالكترونية فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وكذلك اللواء عونى يس مدير أمن الإسكندرية، وكان يحب عبدالناصر وحذره والده من الدخول فى السياسة، قائلاً له: نحن تجار ولاعلاقة لنا بالعمل السياسى، واللواء فاروق يس، واللواء دكتور محمد عبدالله أستاذ العظام العالمى ومستشار الرئيس عبدالناصر، واللواء محمد غازى بالرقابة الإدارية.
ومن العائلة أيضا رجل الأعمال أيمن السويدى، زوج المطربة التونسية ذكرى، الذى قتلها ثم انتحر بعدها بمسدسه الخاص، ومؤخراً بيعت شقته التى كان يسكن فيها بالزمالك بـ8 ملايين جنيه.
كما كانت العائلة تمتلك عمارة رقم 12 فى شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، وتسمى بعمارة الفنانين، حيث كان يسكنها عمر خورشيد، وميرفت أمين، وعبدالمنعم إبراهيم، ونجوى إبراهيم، ومنى فريد شوقى، وفايزة أحمد، ومروان كنفانى، ومن رجال المجتمع الدكتور عاطف عبيد، والذى ارتبطوا به منذ أن كان فى الثانوية، ومصطفى السعيد، وأمين متكيس، وهو خال عونى السويدى، واللواء حسين السماحى، واللواء محمد محمود مدير الأمن العام.
وتعمل العائلة على توفير فرص العمل لأبناء القرية، من خلال عمل مركز تدريب للنول اليدوى، ثم يأخذ محمد زكى السويدى الإنتاج، ويسوقه من خلال جمعية السويدى الخيرية.
ورغم أن العائلة تساهم فى مشروعات اقتصادية كبيرة حول العالم، إلا أن هذا لا يشغلهم عن العلاقات الاجتماعية، فالعائلة تتزاور فيما بينها، خاصة فى الأعياد والمناسبات، ويقفون بجوار بعضهم فى الأزمات، التى قد تمر ببعض أفراد العائلة أو أبناء القرية.والكثير من عائلة السويدى حاصلون على الجنسية الأمريكية.
لم يتعلم الكثير من أبناء العائلة إلا فى أواخر الخمسينيات من القرن الماضى، ومعظمهم تعلموا فى كلية التجارة؛ لمساعدة أهاليهم فى مشروعاتهم التجارية، وترتبط العائلة بعلاقات نسب مع جميع أبناء وعائلات طحا، وغيرها من العائلات بمركز ديرب نجم. عائلة البربير
لقبهم مشتق من نبات «البردى».. ولهم فرع كبير بالشام.. ويتمركزون فى «السيَّالة» بدمياط
عائلة «البَربِير».. من أشهر تجار الموبيليا فى دمياط.. ينتمون إلى الحزب الوطنى ولا يوجد بينهم مُعارض واحد
ورد اسم عائلة «البربير» ضمن كتاب «موسوعة دمياط» لمحمد عبدالغنى العزبى (الجزء الأول)، حيث قالت الموسوعة، إن العائلة جاءت من لبنان وسوريا والأردن وفلسطين إلى مصر.
ويقال إن العائلة تنتمى إلى قبيلة «القحف» نسبة إلى قحافة بن عامر بن ربيعة، وهى عائلة قطنت مصر وأسهمت فى فتوحات بلاد الشام والمغرب العربى والأندلس، ومنها من برز فى العلوم الاجتماعية والدينية والسياسية كمفتى بيروت الشيخ أحمد أبوالعباس شهاب الدين البربير الشامى البيروتى.
والقحفيون أو «أبوقحف» فى مصر والشام، نسبهم مع «البربير» واحد، لأن هذه العائلة منحدرة منهم، فبينما تسمّوا هم بالبربير؛ تمسك القحفيون بلقب قبيلتهم، ومنهم من يسكن مدينة طنطا بمحافظة الغربية إلى الآن، ويوجد بها حى «قحافة»، كما توجد عائلات أخرى منحدرة من هذه القبيلة، تسكن «برما» بطنطا وتلقب بـ«أبوقحف».
لقب العائلة لغويا معناه مشتق من «نبات البردى»، وليس اشتقاقاً من «البربر» القبائل المعروفة بالمغرب العربى، ولا «بِربِر»، وهذه كلها اشتقاقات أخرى ليست ذات صلة بالعائلة؛ وفى الشام يطلق على نبات «الرجلة» بربير.
وانتقل مؤسسو العائلة من الحجاز إلى دمشق بالشام، وجدهم محمد البربير أنجب أحمد البربير الذى عاش فى بيروت بلبنان، وبها أكبر تجمعات لعائلة البربير. أحمد أنجب عبداللطيف. وقصة نزوحهم إلى هنا، أن مصر لم يكن بها سوى ميناءى الإسكندرية ودمياط، وبالتالى فإن ميناء دمياط هو الأقرب جغرافيا إلى الشام، فكانت ترسو عليه السفن وقوارب الصيد، فأتى عبداللطيف واستقر فى دمياط وأنجب ثلاثة من الأولاد هم «محمد وأحمد ومصطفى»، أشهرهم على الإطلاق «أحمد عبداللطيف البربير» وهو من شعراء القرن الـ18، وعندما عاد أحمد عبداللطيف إلى بيروت، تولى القضاء بتكليف من الأمين الشهابى، أمين جبل لبنان وقتها، رغم عدم رغبته فى هذا المنصب، لكنه تولاه مُكْرَها، وله أشعار موجودة، وبعد فترة عاد إلى دمشق وتوفى فيها وتزوج من امرأتين، واحدة فى بيروت والثانية فى دمشق، ولم ينجب منهما.
بَقِى من أولاد عبداللطيف، اثنان، هما «محمد ومصطفى»، وأبناء العائلة فى دمياط وفى مصر كلها من نسل أحدهما؛ لكن لا يوجد ما يثبت إلى أيهما ينتمون.
البربير عائلة كبيرة فى بيروت، ومنهم العميد الثانى لآل البربير عدنان بديع، والوزير الأسبق فاروق البربير، وأيضاً الطبيب البارز نسيب البربير صاحب مستشفى البربير، ثانى أكبر مستشفيات بيروت بعد مستشفى الجامعة الأمريكية.
يقول الدكتور عادل البربير، الذى يعرف الكثير عن تاريخ عائلته: يوجد هناك أيضاً جسر البربير، وكان وقت الحرب الأهلية توجد منطقة تسمى البربير، وكانت تفصل بين بيروت الشرقية وبيروت الغربية، وفى لبنان أيضا عدد كبير من أثرياء العائلة والأطباء فى بيروت وصيدا، ورغم معرفة أبناء العائلة بتاريخهم؛ إلا أنه لا يوجد تواصل بين فروع مصر ولبنان.
يقول عبده شلبى البربير: أنا رحت لبنان وقعدت مع أقاربى هناك وكنت فى مهمة عمل، وزرت صيدا وصور وتعرفت على عائلة البربير هناك، وهم دلونى على أقاربنا فى دمشق، ولما زرت دمشق وجدتهم عائلة كبيرة هناك، ولهم وقف فى حلب و«كرم العنب» المشهورة بزراعة «الموالح».
العائلة منتشرة فى مصر فى عدة محافظات، وتنتشر بنسبة كبيرة فى مركزى المنصورة والسنبلاوين بالدقهلية، إلى جانب انتشارها فى القاهرة وبورسعيد وبعض مراكز ومدن الصعيد.
تمركز العائلة بقرية «السيالة» بدمياط، ولو قمت بسؤال أى شخص عن أى واحد ينتهى نسبه بالبربير، فستجد الرد التالى فى انتظارك: «فى السيالة».
تمتلك العائلة فى قرية السيالة وحدها، ما يقرب من أربعة آلاف صوت انتخابى، ولا يوجد بين أبنائها فى دمياط معارض واحد، بل إن كل أبناء العائلة ينتمون حزبيا إلى الحزب الوطنى الحاكم، ويرون أن الانتماء إلى «الوطنى» يوفر الخدمات، ويقضى مصالحهم ومصالح جيرانهم، وهم منتشرون فى أمانات الحزب المختلفة، وفى المحليات بدمياط، والناس يقصدونهم دوما لقضاء حوائجهم.
تلتقى العائلة نسبا ومصاهرة مع أغلب عائلات قرية السيالة، وتنتشر فيها جميع الحرف، ويوجد بها تجار أخشاب و«موبيليا»، شأن الغالبية العظمى لـ«الدمايطة»، كما يوجد بعض رجال الأعمال من أبناء العائلة.
هناك أيضاً عدد من البارزين من أبناء «البربير» بدمياط، مثل العمدة رضوان سعد البربير، رجل فض المنازعات بين عائلات وأهالى دمياط، ومحمد شلبى البربير، بطل حرب أكتوبر1973 والذى كان عينا ساهرة لحماية حدود مصر الجنوبية مع السودان أثناء الحرب، وأيضاً سيد مصطفى البربير أحد أبطال حرب أكتوبر، ومن الذين شاركوا فى القتال على الجبهة، حيث كان مجندا بسلاح «المشاة»، يقول كاشفاً عن وجود فرع آخر للعائلة بالعراق: «أنا اشتغلت فى العراق 3 سنوات من سنة 1983، فى حى «الشعب» ببغداد، وهناك اتعرفت على جماعة من عائلة «البربير»، وأخبرونى إن أصولهم من دمياط بمصر، وهم رحبوا بى، وكمان عرفت إن فيه شارع هناك باسم «حازم البربير»، لكن للأسف علاقتى بيهم انقطعت بعد ان تركت العراق، وما عرفتش أتواصل معاهم».
هناك وجه بارز آخر من أبناء العائلة هو خليل محمد البربير، تاجر موبيليا، والذى شارك فى عدد من المعارض المحلية والعالمية، وهو الدمياطى الوحيد الحاصل على دورة تدريبية فى التسويق الدولى، وقد مثل مصر فى معارض بسلطنة عمان واليونان.
العمدية فى العائلة منذ سبعين عاما تقريبا، وقد تولى الحاج محمد عبده البربير العمدية لمدة 22 سنة، وعمدة السيالة الحالى هو «معروف البربير».
من أبناء العائلة أيضاً، الطبيبة دينا محمد البربير، رئيس الوحدة الصحية بالسيالة، والعربى شلبى البربير أمين شباب الحزب الوطنى بالسيالة، والمهندسان ياقوت يسرى البربير وشوقى عادل البربير، والمحامية زينب عيد البربير، وعصام محمد شلبى البربير، مدرس حاسب آلى، ومحمود على البربير، عضو مجلس محلى مركز دمياط. [size=24] عائلة ابو شادى [/
ينتشرون فى 19 محافظة.. وميولهم السياسية «مختلفة».. والرئيس مبارك أمر بعلاج أحد أبنائهم على نفقة الدولة
«أبوشادى».. عائلة الفنان هانى شاكر.. والشاعر أحمد زكى مؤسس مدرسة «أبوللو»
الحديث عن عائلة «أبوشادى» المتمركزة بكفر الزيات، محافظة الغربية، والمنتشرة فى 19 محافظة مصرية، يحتاج إلى الكثير من الأوراق، والوجوه البارزة من أبناء العائلة لا تحتملها هذه المساحة، لعل أبرزها من الجيل الحديث الدكتور يسرى أبوشادى كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلى أبوشادى أمين المجلس الأعلى للثقافة، والمطرب الشهير هانى شاكر.
يكتسب أبناء العائلة ميزات خاصة، ذلك أنهم منتشرون فى جميع الوظائف والمهن والأعمال، وانتماءاتهم الفكرية والسياسية متنوعة، ولديهم إصرار على التواصل والتزاور وصلة الأرحام بينهم.
عبرت العائلة البحر الأحمر إلى مصر واستقر جزء كبير منهم فى بنى مزار بالمنيا فقويت شوكتهم هناك حتى أن والى مصر وقتها خاف على ملكه من سطوتهم، ولأنهم كان يطلق عليهم »أمراء الصعيد»، فقام بتفريقهم إلى الوجه البحرى فتوزعوا فى الشرقية والإسماعيلية والدقهلية وكفر الشيخ، ورغم ذلك الشتات الذى حل على أبناء العائلة، فإن كثيرا منهم يحفظ تاريخه وأصوله، ومنهم من يحافظ على التزاور والزواج والمصاهرة من داخل العائلة إلى الآن.
من ينتهى لقبه بـ«شادى» أو «أبوشادى» فهو من هذه العائلة العريقة، ويتواجد أبناء أبوشادى بكثافة فى محافظات الغربية والمنوفية والقليوبية، ففى الغربية ينتشرون فى المحلة وزفتى وقطور ويتواجدون بكثرة فى قرية «بلشاى» بكفر الزيات، وفى المنوفية ينتشرون فى 8 قرى، ولهم فى أغلب المحافظات والمراكز قرى تحمل لقبهم «أبوشادى»، وفى القليوبية ينتشرون فى قرى كثيرة، بالإضافة إلى تواجد أبناء من العائلة فى الفيوم وأسيوط.
يقول محمد أبوشادى رئيس جمعية أبوشادى الخيرية: الجمعية المشهرة فى عام 2003، أثرت إلى حد كبير فى لم شمل أبناء العائلة فى المحافظات، فقد قام مسئولوها بعمل أكثر من 20 جولة فى المحافظات المختلفة، وهى منشأة لكفالة ومساعدة المحتاجين، وبها فصول لمحو الأمية، ومراكز صحية لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية لجميع أبناء العائلة، ومن أهداف هذه الجمعية أيضا القضاء على العنوسة عن طريق منح المقبلات على الزواج مبلغ 5 آلاف جنيها لتشجيع فتيات العائلة على الزواج، وذلك عن طريق التبرعات التى تتقبلها الجمعية من جميع فروع وأبناء أبوشادى فى المحافظات.
اللواء طيار سعد أبوشادى الرئيس الشرفى لجمعية أبناء أبوشادى، يتحدث بفخر عن عائلته ووالده الذى وهب أبناءه لخدمة الوطن، قائلا: نحن 3أشقاء ضباط بالقوات المسلحة وكبيرنا هو الشهيد السيد أبوشادى، الذى استشهد فى حرب 48، وقد بعث بخطاب كتبه بخط يده - لازالت تحتفظ به العائلة إلى الآن-، إلى والديه يشرح فيه ظروف الحرب وما تفعله إسرائيل بدعم من الدول الغربية، ولم ينس أن يختم خطابه بأن جنود مصر عازمين على تحرير فلسطين فإما النصر وإما الشهادة.
يتابع اللواء سعد أبوشادى: صممنا جميعا على نيل شرف الانضمام إلى القوات المسلحة، ونحمد الله على أننا شاركنا فى كل حروب مصر منذ حرب اليمن وأدينا واجبنا على أكمل وجه.
ويشهد اللواء سعد بأن الرئيس مبارك كان أستاذا ومربيا للضباط الطيارين، فقد كان يُدرِّس لهم فى كلية الطيران، ويحتفظ له بذكريات طيبة، ولم ينس «سعد» أن يوجه لمن ينتقدون «مبارك» اللوم، لأنه يراه بطلا ووطنيا مخلصا ورئيسا محنكا، على حد وصفه.
ويدلل اللواء سعد على شخصية مبارك «الإنسان» بموقف خاص، فيقول: «ابتُلى نجلى «شيرين» بمرض خطير وكان يُعالج فى فرنسا على يد طبيب فرنساوى، وكتب له الطبيب علاجا كيماويا يتجاوز ثمنه الـ40 ألف جنيها، فلما علم الرئيس، أمر بشراء العلاج على نفقة الدولة، فقد كان يعرفنى جيدا ويعرف كل واحد من أبنائه الذين تتلمذوا على يديه.
يتابع: الرئيس مبارك كان قريبا من كل أبنائه وإخوانه الطيارين وكان حريصا وهو يدرس لنا فى الكلية على معرفة كل التفاصيل الخاصة لنا خارج الحياة العسكرية فقد كان بحق أستاذا وأخا وكان يمارس معنا لعبة الإسكواش، وكنا نطير معه فى رحلات ومهمات، وعندما استدعاه الرئيس السادات للتخطيط للضربة الجوية، لم يتكلم بكلمة واحدة ولم نعلم منه تفاصيل هذا اللقاء وفوجئنا بيوم الحرب.
هناك وجه آخر من أبناء العائلة هو الدكتور يسرى أبوشادى، الذى وصل إلى أعلى المناصب وكان آخرها منصب كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو نجل الشهيد السيد أبوشادى وابن شقيق اللواء سعد أبوشادى، يقول متحدثا عن اختياره لمجال عمله، إنه منذ كان فى الصف الأول الإعدادى كثرت الأخبار عن التسلح النووى والقنبلة الذرية، لكن الذى جذبه لهذا المجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية مثل الكهرباء والمجالات الكيماوية، فأعجب بهذا المجال، وكان يمارس اختراعات كيماوية صغيرة حتى أنه أنشأ معملا فى بيت عمه الذى تولى تربيته، بعد استشهاد والده، ثم التحق بقسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية، وعُيِّن معيدا فى الجامعة، ثم حصل على درجتى الماجستير والدكتوراه فى هذا التخصص وكان المشرف على رسالته هو العالم يحيى المشد الذى اغتيل فى باريس، وبعد عودة الدكتور يسرى إلى مصر حاول تنفيذ فكرة «المفاعلات النووية»، لكنه كعادة العلماء لم يجد لها ترحيبا فى مصر، فعاد مرة أخرى إلى فرنسا، فسطع نجمه، واستقطبته الجماهيرية الليبية فتولى طاقتها الذرية بدرجة نائب وزير، ثم عرضت عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية عرضا مغريا، فترك ليبيا ومكث بالوكالة لمدة 25سنة، تدرج فى مناصبها وزار ما يقرب من 40 دولة وأغلب المفاعلات المنتشرة فى العالم.
البارزون عند «الشاديين» كما أشرنا سابقا تعجز هذه المساحة عن حصرهم، فمنهم الشاعر أحمد زكى أبوشادى الذى سافر إلى إنجلترا وعمره 20 عاما ليدرس الطب، حيث أتقن اللغة الإنجليزية واطلع على آدابها، ثم تخصص فى «البكتريولوجيا»، كما أسس جمعية آداب اللغة العربية. وفى سنة 1922 عاد إلى مصر، وأنشأ فى سنة 1933 مجلة «أبوللو»، التى دعا من خلالها إلى التجديد فى الشعر العربى والتخلص من التقاليد التى تحجرت، فقوبلت دعوته بحرب شعواء من الشعراء المحافظين، ومن أنصار التجديد (مدرسة الديوان التى يرأسها العقاد والمازنى)، فأصيب بخيبة أمل شديدة، هاجر على إثرها إلى الولايات المتحدة سنة 1946 وقضى بقية عمره هناك. وهناك وجه آخر هو اللواء صلاح شادى، فى البوليس المصرى وأحد قيادات »الإخوان«، والذى تم اعتقاله عام 1974.
ومن العائلة أيضا العالم الداعية عبدالمنعم شاكر شادى الذى عاش أكثر من 50 عاما لخدمة الدعوة الإسلامية فى الولايات المتحدة، وهو عم المطرب هانى شاكر.
| |
| | | ماهر محرم Admin
المساهمات : 381 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: تابع عائلات البلد الشهيرة الجمعة ديسمبر 02, 2011 8:54 pm | |
| عائلة ابو هيف
أبناؤها تخصصوا فى القانون واحترفوا «السباحة وتنس الطاولة».. وكان «ميدان المنشية» بالإسكندرية وقفاً لهم
عائلة «أبوهيف»..رفعت علم مصر فى المحافل الدولية ورفض زعيمها «الجنسية الكندية» فأطلق الكنديون اسمه على أبرز ميادين «لاتوك»
عبد الناصر أعفى سيارة عبد اللطيف «الفورد» من الجمارك.. والسادات رد إليه أرضه بالمقطم
«أبوهيف» عائلة قانونية ورياضية، وهى وفقا للوثائق الموجودة بين أيدى أبنائها تنتمى إلى «آل البيت», جاءوا إلى مصر من المغرب العربى عن طريق «الجمالى يوسف أبوهيف» الذى أسس العائلة فى الإسكندرية.
لقب العائلة «أبوهيف»، هو أحد الأسماء المنتشرة بين العرب قديماً، ويعنى صاحب القامة الطويلة، ويصنف أبناء العائلة أنفسهم ضمن الطبقة المتوسطة ماديا، وتبرز أسرة السباح العالمى «عبداللطيف أبوهيف» كأكثر بيوت العائلة ثراء، ويوجد عدد كبير من المستشارين والقانونيين فى العائلة، وعدد كبير من أبنائها يدرسون بكليات الحقوق، كما يوجد انتشار لأبناء العائلة فى كندا وأمريكا، وبعضهم متزوج من دول عربية ومن أجنبيات.
ويتمركز أبناء «أبوهيف»، فى الإسكندرية، وفيها «وقفٌ» باسم العائلة فى شوارع مثل شارع فرنسا وميدان المنشية وسوق الطباخين والمسافر خانة، كما توجد شوارع باسم العائلة، مثل شارع مصطفى أبوهيف فى «بولكلى» وشارع عبداللطيف أبوهيف فى محطة ترام السرايا، وشاطئ «عبداللطيف أبوهيف» فى سيدى بشر بالإسكندرية، وهو الشاطئ الذى كان يتدرب فيه، ويستعد لبطولاته من خلاله، ويوجد كذلك شارع باسم مصطفى أبوهيف فى باب اللوق بالقاهرة، كما يوجد مدفن خاص لأبناء العائلة، بجوار »عامود السوارى بالإسكندرية، وهو المدفن الذى يوارى فيه كل أموات العائلة، حتى المقيمون فى المحافظات الأخرى، بل والمقيمون فى دول أجنبية.
السباح العالمى «عبداللطيف أبوهيف»، هو أحد أهم رموز العائلة على الإطلاق، ليس لشهرته الواسعة كبطل عالمى للسباحة، ولا لأنه شرّف مصر فى المسابقات والمحافل الدولية ورفع علمها أعلى من كل الدول، ولا لأنه حصل على لقب سباح القرن، بل لأن كل فرد فى عائلة أبوهيف يرى فيه القدوة الحسنة والأب الروحى، وهناك إجماع حقيقى بين أبناء العائلة على شخصية «عبداللطيف»، فهم يصفونه بـ«صاحب القلب الكبير»، ويرى بعضهم أنه بوفاته انقطع «لم الشمل»، فقد كان يزور أبناء العائلة فى الإسكندرية، كما كان بيته فى حى الزمالك بالقاهرة مفتوحا للجميع، ومقصدا للتواصل والزيارات، وقد رفض أبوهيف الجنسية الكندية التى عرضت عليه، معتزاً ومتفاخراً بمصريته، فزاده ذلك احتراماً وحباً عند الكنديين الذين أطلقوا اسمه على أحد ميادين «لاتوك» فى كندا، ووضعوا تمثالاً له هناك، وقد نعته الصحف الكندية بعد وفاته، وبكى عليه الشعب الكندى الذى كان يسميه بـ «أبوهيف المحبوب».
تلتقى عائلة أبوهيف نسبا ومصاهرة مع عائلات أخرى عريقة، مصرية وعربية، مثل عائلات «الغريانى، والحكيم، والمسيرى، ومصلّى، وتوفيق ،ومرابط، وأبوشرار، والناضورى، والشناوى الذى ينتمى إليها «عبدالحميد الشناوى» محافظ الغربية، وشقيقته هى السيدة خديجة الشناوى زوجة المستشار يحى أبوهيف، ومحفوظ بك، ومصطفى باشا ماهر، والد «أحمد ماهر «وزير الخارجية السابق، والنقيب»، والنقباء هم أخوال «إحسان، وأمينة، وحسن، وأمين، ويحيى، ومصطفى، ونور، وعبداللطيف، وعبدالحى، وسعيد أبوهيف»، فأبوهم هو خميس أبوهيف الذى كانت تربطه صداقة قوية بمجدد الموسيقى العربية، وفنان الشعب «سيد درويش»، وأمهم هى السيدة «فاطمة النقيب» التى تنتمى إلى عائلة «النقيب»، وأشهر أبنائها هو الدكتور أدهم النقيب، الذى كان مديراً لمستشفى «المواساة» بالإسكندرية، وهو الزوج الثانى لآخر ملكات مصر «ناريمان» زوجة الملك فاروق، وله موقف خاص يتذكره أبناء العائلة، فهو الذى رفض زيارة النحاس باشا لأحد المرضى فى المستشفى، وقال له: «ده مش ميعاد زيارة»، فرد عليه النحاس بقوله: «آسف»، ثم انصرف وزار المريض فى اليوم التالى فى مواعيد الزيارة الرسمية.
حكايات العائلة عن البارزين كثيرة، فالسباح العالمى عبداللطيف أبوهيف المتوفى فى 21 أبريل 2008 تخرج فى الكلية الحربية عام 1947، وكان ضابطا فى سلاح «خفر السواحل» برتبة عميد، منحه الملك فاروق منحة للدراسة بكلية «ساند هيرست» الحربية فى بريطانيا، وتخرج فيها عام1955،عبداللطيف أبوهيف كان ضد التعصب، وكان خيّراً يحب الناس، ويساعد المحتاجين والفقراء، لو وجد منحرفاً فى الفكر أو السلوك يقوّمه ولا ييأس من تقديم النصائح، حتى ولو أدى فعل الخير إلى إدانته وتحميله المسئولية، وخصص دورا كاملا فى بيته بالزمالك لمساعدة الفقراء والمحتاجين، ومن المواقف التى يتذكرها له أبناء العائلة، أنه وجد شاباً يكلم نفسه فى الشارع، فاصطحبه إلى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية، وأودعه فيه، ووقع على استمارة تسليمه للمستشفى، وكان هذا الشاب ابنا لاحد المستشارين الذى أضناه البحث عن نجله قرابة الشهرين، وبعدما علم بما فعله عبداللطيف، رفع دعوى قضائية ضده وطالبه بتعويض مادى كبير.
ورغم المواقف الحرجة التى تعرض لها أبوهيف فى حياته، إلا أنه لم يترك عمل الخير قط، فقد كان ذات يوم راكبا سيارته، ووجد أمام مجمع التحرير رجلا مسناً يربو على التسعين عاما، يرقد أمام المجمع والمارة يلقون عليه نقوداً، فنزل من سيارته وحمل الرجل داخل السيارة، قائلاً: «ده مش عايز فلوس.. ده عايز رعاية»، ثم ذهب به إلى بعض المستشفيات التى أخبره أطباؤها أنه لا يعانى أمراضاً سوى الشيخوخة، فصحبه إلى بيته وغير له ملابسه وألبسه «بيجامته»، تتدخل الروائية الفلسطينية «بشرى أبوشرار»، زوجة آمر أبوهيف، المحامى، وعضو مجلس الشعب، قائلة: «كنا موجودين وقتها فى القاهرة، وكان المفروض أن يخرج معنا الكابتن عبداللطيف لنتعشى فى الخارج، لكن الكابتن لم يخرج قبل أن يخلط للشيخ الخضار فى الخلاط، ويؤكله بالملعقة، لأنه كان لا يمضغ»، هذا الشيخ العجوز لم يبت سوى ليلة واحدة فى بيت عبداللطيف ثم وافته المنية، فكفنه أبوهيف ودفنه، وبعد يومين جاء إلى منزله رجل يعمل موظفا فى أحد البنوك، ويحمل حقيبة فى إحدى يديه، وقال لعبداللطيف: «أنت وديت أبويا فين؟»، فتبين لهم أن الشيخ العجوز كان فاقدا للذاكرة ولم يستطع العودة إلى منزله.
كان عبداللطيف أبوهيف نموذجاً لم يختلف عليه أحد، وكان محبوبا ومقربا من جميع الزعماء الذين تعاقبوا على حكم مصر، منذ الملك فاروق وحتى الرئيس «حسنى مبارك»، وقد كرمه الرئيس محمد نجيب، وأعفى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر سيارته التى فاز بها فى إحدى المسابقات العالمية من الجمارك، وكانت ماركة «فورد»، وسارت على كورنيش الإسكندرية فى احتفال شعبى بالبطل «أبوهيف».
أما الرئيس الراحل أنور السادات، فقد أنهى له مشكلة أرضه التى كان يمتلكها بحى المقطم بالقاهرة، وكان حولها نزاع مع الدولة، والواقعة كما يقول أبناء من العائلة، أن السادات كان فى عوامته بالنيل، وفكر وقتها عبداللطيف كيف يصل إليه، فذهب إليه عائما فى النيل حتى وصل إلى عوامته غير عابئ بحرس الرئيس، فخرج له السادات قائلاً: «ياأبوهيف انت جاى بتكلمنى من الميه، عايز إيه؟»، فقال له: «يا ريس المقطم»، فرد عليه السادات بقوله: «ميكونش عندك أى فكرة..اللى انت عايزه همشيهولك».
سوزى وهويدا والدكتور رامى ورجل الأعمال ناصر والإعلامية ماجدة أبو هيف فى فيلا عبد اللطيف أبو هيف بالقاهرة
وعندما اشتد المرض على «أبوهيف»، كان الرئيس مبارك يتابع حالته الصحية أولا بأول، تليفونياً، وفى مرة اتصل مبارك على الهاتف المحمول لعبداللطيف، وفرغت بطارية الهاتف أثناء المكالمة، وانقطع الاتصال بينهما، فعاود الرئيس الاتصال بالمستشفى الذى حوله على هاتف غرفة عبداللطيف وأكمل معه المكالمة.
وقد تزوج عبداللطيف من السيدة منار محمد محفوظ، بطلة الفروسية، وأول سيدة فى الوطن العربى والشرق الأوسط تحصل على رخصة «محترف» فى سباقات الفروسية، وكانت محترفة خبيرة بسباقات نط السدود، وقد أنجبا ابنهما الوحيد رجل الأعمال «ناصر»، وكان واحداً من أبطال سباقات السيارات فى مصر.
يبرز أيضاً اسم المستشار أمين أبوهيف، رئيس محكمة أمن الدولة العليا سابقا، وقوانينه تدرس إلى الآن فى الجامعات، وقد كان محترفا مثل كثيرين من أبناء العائلة، فى لعبة تنس الطاولة، وتولى رئاسة الاتحاد المصرى لهذه اللعبة، وهو الذى ساهم فى تأسيس الاتحادين العربى والإفريقى لتنس الطاولة، وانتخب لعدة دورات كرئيس لهذين الاتحادين، وقد برز فى هذه اللعبة هو وشقيقاه حسن ومصطفى، وتزوج أمين من السيدة سميحة رضوان، وأنجبا المهندسين: مصطفى، وفاطمة، وأمينة، وعندما توفى «أمين أبوهيف»، نشرت عنه مجلة تنس الطاولة العالمية (tabl tennis) فى عددها رقم 17، بتاريخ ديسمبر1998، «وقد كان لبزوغ نجم أمين أبوهيف فى هذه اللعبة سبب فى وجود صداقة بين العائلة والرئيس السادات، حيث كان الأخير رئيسا للعبة تنس الطاولة قبل أن يتولى رئاسة الجمهورية، وكان نائبه للعبة هو المستشار أمين أبوهيف، وفى المقابل حرص السادات على وجود تمثيل برلمانى للعائلة، وفى عهده كان حسن أبوهيف هو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب.
النشاط السياسى للعائلة بدأ فى خمسينيات القرن الماضى فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، فأول نائب برلمانى فى العائلة هو «حسن أبوهيف» المحامى، واستمر عضوا فيه ثلاث دورات متتالية. تزوج حسن أبوهيف من السيدة خديجة أبوهيف، التى أنجبت له الراحلة أسماء، وآسر، وآمر، والأخير هو المحامى الذى ترافع فى قضية الممرضة الشهيرة «عايدة»، والتى شغلت الرأى العام فى حينها، وتحولت قصتها إلى مسلسل تليفزيونى. عميد العائلة الحالى هو «عبدالحى أبوهيف»، مستشار بقلم قضايا الدولة، سابقاً، ولدى العائلة أيضاً القانونى المخضرم الدكتور عبدالحميد أبوهيف، أول من كتب فى القانون باللغة العربية، وهو من واضعى القانون المصرى، ثم خلفه «على صادق أبوهيف» فى فقه القانون الدولى الخاص.
محمود طلعت أبوهيف، مدير عام الإدارات الصحية بالإسكندرية سابقاً، هو والد الإعلامية المعروفة «ماجدة أبوهيف»، والطبيب البشرى رامى أبوهيف، منحه الملك فاروق وسام الاستحقاق، لأنه قضى على وباء الكوليرا، كما منحه الرئيس جمال عبدالناصر «ميدالية تذكارية» سنة 1957، لجهوده فى المجالات الصحية.
لمعلوماتك... من العائلة: المستشار كريم أبوهيف، نائب رئيس هيئة قضايا الدولة بالإسكندرية. - ثروت يحيى أبوهيف، لواء بحرى. - خالد أبوهيف، صاحب شركة كبرى لتداول الأوراق المالية. - ماجدة أبوهيف، نائب رئيس القطاع الفضائى باتحاد الإذاعة والتليفزيون سابقاً. - ناصر عبداللطيف أبوهيف، رجل أعمال. - هويدا أبوهيف، مذيعة بـ mbc. - د.على صادق أبوهيف. - مروة عبدالحى أبوهيف، مدير فرع لشركة «انترا تكنولوجى» بالإسكندرية. - هشام وزينب وهدى ومنى عبدالحى أبوهيف.
(عايدة).. من الإعدام إلى السجن المخفف فى عام 1996 اتُّهمت الممرضة عايدة نور الدين، بمستشفى الأميرى الجامعى بالإسكندرية، بقتل 23 مريضاً يعانون من أمراض ميئوس شفاؤهم منها، عن طريق حقنهم بمهدئات، وحكم عليها وقتها بالإعدام، إلا أن الحكم تم تخفيفه من الإعدام إلى السجن 5 سنوات، بعدما وكل والدها المحامى آمر أبوهيف وترافع عنها.
يقول آمر: «حادثة عايدة كانت بالنسبة لى مثل أى حادثة، اطّلعت عليها من خلال الصحف، وجاءنى والدها يوكلنى فى الدفاع عنها، وكان موكلا فيها أيضا محام كبير، هو المرحوم عادل عيد، لكن طريقة تناوله للقضية، وجدتها لن تؤدى إلى النتيجة المرجوة، فاعتذرت عن الوكالة، ثم قُضى بإعدام «عايدة»، وكنت حضرت جلسة النطق بالحكم، وبينما أنا خارج من باب المحكمة، طلبت منى «عايدة» وهى تبكى داخل القفص أن أكمل القضية، وجاء والدها إلى مكتبى مرة ثانية، فقبلت، وتعاملت مع هذه القضية بتركيز عال جدا، ومرهق لى ولفريق العمل بالمكتب ومجموعة من الأطباء، ووفقنى الله فى إلغاء حكم الإعدام، وإعادة المحاكمة من جديد، وقضى على «عايدة» بخمس سنوات سجناً.
وتجدر الإشارة إلى أن قضية عايدة شغلت الرأى العام والأوساط الصحفية والإعلامية لفترة كبيرة، وتحولت قصتها إلى عمل درامى بعنوان «أوبرا عايدة» للمؤلف أسامة غازى، والمخرج أحمد صقر، وقام بدور المحامى الفنان القدير يحيى الفخرانى، بينما قامت الفنانة حنان ترك بدور الممرضة عايدة.
منتمون إلى العائلة نسباً ومصاهرة وعن طريق الأم - مصطفى المسيرى، زوج السيدة «نور أبوهيف»، وكبير الخبراء المحلّفين ببورصة منيا البصل. - سامية محمد توفيق، مترجمة فورية، وأرملة المرحوم محمد رفيق عبدالعزيز، مدير سابق بمصر للطيران. -عاصم توفيق، مدير عام السياحة بمصر للطيران سابقا. - ماهر توفيق نبيه، عميد بحرى، ومرشد بهيئة قناة السويس سابقا. - محمد فريد محمد توفيق، مدير العلاقات العامة بشركة «أدلكو» للهندسة والمقاولات. - رجاء مرابط، مساعدة هجرة بسفارة كندا بتونس. - الروائية الفلسطينية بشرى أبوشرار. - مسعد المسير. - عفت النمر. - القبطان محمود الحكيم. - شادية عبدالحميد غريب. عائلة ابو عيطة
عددهم يقترب من ربع المليون نسمة.. ولهم فرع فى «غزة» بفلسطين
(عائلة أبو عيطة) ..تزعّمت 37 رجلاً مسلّحاً من المنوفية إلى «التل الكبير» لمساندة «أحمد عرابى» ضد الإنجليز
ابنهم كمال أبوعيطة قاد إضراب «الضرائب العقارية».. والفنان محيى إسماعيل برز فى دور «المريض النفسى»
«أبوعيطة» عائلة عربية، ينتهى نسبها إلى «آل البيت»، وتمتد فروعها فى الصعيد والدلتا، ويتجاوز انتشارها حدود مصر إلى فلسطين، فهناك فرع من العائلة مستقر بقطاع غزة.
وللعائلة تاريخ طيب، فأفرادها معروفون بالبساطة والرغبة فى عمل الخير، ويميلون إلى «التصوف»، وهناك مالا يقل عن 75 % من تعداد أبناء العائلة على مستوى الجمهورية متصوفون، ويوجد ضريح فى «سرسنا» بالفيوم لجدهم «موسى أبوالعمران»، شقيق العارف بالله «إبراهيم الدسوقى»، ويحرص أبناء «أبوعيطة» على «الترابط»، الذى يهدف أساساً إلى «صلة الرحم».
عدد أبناء العائلة الذى يقترب من ربع مليون نسمة، يجعلهم يشعرون بالفخر، لأن الفخر بالكثرة العددية «عادة العرب» وتعنى «العزوة»، ولعل كثرة الزواج المنتشرة بين فروع العائلة، فضلا عن تعدد الزوجات، وهى عادة منتشرة بين رجال العائلة، فمنهم من تزوج ثمانى من النساء (مع مراعاة عدم الجمع بين أكثر من أربع)، هذا كله سبب زيادة تعداد أبناء العائلة، فمنهم من أنجب 10و12ولدا وبنتا، ولديهم احترام لقاعدة «الكبير يحترم الصغير.. والصغير يوقر الكبير»، والكبير هنا ليس فى السن فقط، إنما الكبير هو القادر على جمع الشمل وحل المشكلات التى يتعرض لها أبناء العائلة، واشتهر من فرع العائلة فى الجيزة «كمال أبوعيطة» القيادى البارز «نصير العمال»، والذى تعرفه النخبة السياسية، وهو الذى تزعم اعتصام موظفى الضرائب العقارية الذى شهده شارع حسين حجازى واستمر12يوماً، وحقق أهدافه، حيث استجابت الحكومة وقتها ممثلة فى الدكتور يوسف بطرس غالى، وزير المالية، ووافقت على ضم موظفى الضرائب العقارية بالمحليات، والبالغين 55 ألفاً إلى وزارة المالية، مع اتخاذ الخطوات والإجراءات العملية لتنفيذ ذلك حتى صدور قانون الضرائب العقارية الجديد الذى تمت إحالته إلى مجلسى الشعب والشورى.
وإذا كان «كمال» زعيماً سياسياً، فإن فرع العائلة فى «المحمدية» بمحافظة الشرقية يكره العمل السياسى المعارض، ويؤمن الكثيرون منهم بأن أهم إنجاز للرجل هو تربية أولاده وتعليمهم، وهذا جعل نسبة المتعلمين فى العائلة كبيرة مقارنة بعائلات أخرى.
«التكافل» سمة أساسية لدى «آل أبوعيطة»، أى أن أغنياءهم يساعدون فقراءهم بدافع «قرابة الدم»، وابتغاء مرضاة الله تعالى.
العائلة يمتد نسبها إلى آل بيت رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، فأبوعيطة الكبير، ولد بعد أكثر من سبعة قرون على الهجرة النبوية الشريفة، وهو من ذرية العارف بالله شرف الدين موسى أبوالعمران، و«موسى أبوالعمران» هو شقيق العارف بالله «إبراهيم الدسوقى»، و«أبوعيطة» هو ابن فايز بن سلام بن مرزوق بن سالم بن عمران بن موسى أبوالعمران بن عبدالعزيز أبوالمجد بن على قريش بن محمد أبوالنجا بن زين العابدين بن عبدالخالق بن محمد أبوالطيب بن أبوعبدالله محمد الكاتم بن عبدالخالق بن موسى بن القاسم بن إدريس بن جعفر المصدق بن الإمام على الهادى بن الإمام على الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب والسيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا محمد رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، ويصل هذا النسب الشريف حتى بنى هاشم بن عبدمناف من كنانة من ولد عدنان من ذرية سيدنا إسماعيل بن الخليل إبراهيم عليهما السلام.
العائلة تنتشر فى أغلب محافظات مصر، فى الوجهين «القبلى والبحرى»، فأبناؤها فى الوجه البحرى، يتواجدون فى مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية بقرى «المحمدية والجديدة والأعراس وعزبة العجيزى»، وفى «القنايات» بالزقازيق، وفى مركز أبوكبير، وفى محافظة الدقهلية«ميت أبوعلى وأويش الحجر وميت عوّام بالمنصورة، وفى «تلبنت وميت فضالة والدّيرس وميت أبوالحارس وميت أشنا وألدير وميت أبوالحسن» بمركز أجا، وفى «دنجواى والصبرية» بمركز شربين، وفى «برمبال الجديدة والرياض» بمركز منية النصر، وفى «الروضة و الخلايلة» بمركز المنزلة، وفى «الربيعة ومنشأة عبدالرحمن» بمركز دكرنس، وفى لعلواية «الغرابوة» بمركز الجمالية وفى «الطيفة» بمركز ميت سلسيل، وفى «المنيل» بمركز طلخا، وفى أتميدة وتمى الأمديد وجصفا وكفر بهيدة بمركز ميت غمر، وفى محافظة الغربية «مسجد وصيف» بمركز زفتى، وفى محافظة القليوبية بمركز «قليوب» وفى «الزمرونية» بكفر شكر، وفى محافظة دمياط بمركز «الزرقا» وفى «كفر البطيخ» و«الغاب» بمركز كفر سعد، وفى محافظة كفر الشيخ بقرية أبوعيطة «مركز دسوق»، وفى مركز بيلا، وفى محافظة المنوفية بالباجور والعطار بمركز الباجور، وفى «اصطبارى» بمركز شبين الكوم، وشبرا باخوم وأبوذكرى بمركز قويسنا، وفى «كفر عليم» بمركز بركة السبع، و«أبورقبة» بمركز أشمون.
وتنتشر العائلة فى مصر الوسطى بمحافظة الجيزة فى شبرامنت وميت رهينة بمركز البدرشين، وفى العياط وفى المعتمدية بكرداسة، وفى الشنباب ومنشأة دهشور والطرفاية بالبدرشين.
وفى محافظة الفيوم«سرسنا« وقرية الشيخ على ومنشأة الجمّال بمركز طامية، وفى مركز ومدينة الفيوم بعزبة الصعيدى ودار رمادا ومنشأة عبدالله.
وفى محافظة بنى سويف «البهمسون» بمركز أهناسيا، وفى محافظة المنيا بمراكز «سمالوط»، و«مغاغة»، و«أبوقرقاص».
وفى مصر العليا: محافظة أسيوط بمركزى «ديروط» و«منفلوط»، وفى محافظة سوهاج بمركز «جرجا»، وفى محافظة قنا بمركز «الوقف»، بالإضافة إلى الفرع المتواجد بمدينة الأقصر، وكذلك هناك فرع لآل أبوعيطة فى العريش والمساعيد بمحافظة شمال سيناء.
قرية المحمدية، واحدة من قرى مركز منيا القمح بالشرقية، وبها نسبة كبيرة من عائلة أبوعيطة، ومنها انطلقت فكرة »جمع شمل« العائلة منذ عام 2001، وكان الحاج عفت كبير العائلة فى المحمدية، أحد الذين بذلوا الوقت والجهد والمال فى سبيل إعداد دليل يحتوى على أسماء أفراد وأماكن تواجد عائلة «أبوعيطة» فى محافظات الجمهورية، وهناك اتجاه قوى لدى فروع العائلة نحو توسيع دائرة المشروعات الخدمية من خلال الرابطة التى أشهرت تحت اسم «رابطة الخير والعطاء» بوزارة التضامن الاجتماعى تحت رقم «2262» بالجيزة «2005»، وأهدافها التى تم على أساسها الإشهار، إحياء صلة الرحم والمودة وكفالة الطفل اليتيم، والرعاية الصحية لغير القادرين، والمساهمة فى القضاء على البطالة بين الشباب وتنظيم رحلات الحج والعمرة للأعضاء، ويقترب حجم المساعدات التى تقدمها الرابطة لفقراء العائلة من 26 ألف جنيه سنويا، كما أن نسبة الأثرياء بين أبناء العائلة تمثل 5 %، و85 % هى نسبة الطبقة المتوسطة، و10 % هى نسبة الطبقة الفقيرة، ويسعى آل أبوعيطة إلى إشراك نساء العائلة فى العمل العام والخاص بالرابطة، وهو المطلب الذى بادرت به 18طبيبة من آل أبوعيطة فى قليوب، وشجعته الدكتورة «عائشة أبوعيطة»، أستاذ التحاليل بالجيزة.
يقول الحاج عفت أبوعيطة، : بعد أن قضيتُ 14 عاما فى السعودية، عدت إلى قرية المحمدية، وكان شهر رمضان قد اقترب حلوله، وقال لى أحد شباب العائلة: «عاوزين نعرف بقية قرايبنا اللى فى البلاد التانية»، فدرست الفكرة، وتم بحمد الله أول إفطار جماعى للعائلة فى عام 1993.
ويتابع: حاول أحد أفراد العائلة جمع أموال منا لتقديم مساعدات لأقاربنا المحتاجين، ونبهته إلى أن جمع الأموال بدون أوراق رسمية مخالف للقانون، ومن هنا بدأت فكرة الرابطة لتكون إطارا قانونيا يعطينا فرصة جمع الأموال والتواصل والاجتماعات دون مخالفة للقانون.
: وكيف تأكدتم من نسبكم الشريف؟ نحن ينتهى نسبنا إلى موسى أبوالعمران شقيق إبراهيم الدسوقى، وهما من نسل الإمام الحسين، وقبل الحصول على الإثبات الرسمى، كان أحد أقاربنا قد جاءنى وأقسم بالله أنه يرى النبى «صلى الله عليه وسلم»، وطلبنا منه أن يتوقف عن ترديد هذا الكلام، وعندما ذهبنا إلى مقر النقابة تبين لنا بالفعل أن لنا نسبا شريفا.: وهل لديكم نية لبناء «دار مناسبات» للعائلة فى الشرقية على اعتبار أنها من أكبر محافظات الجمهورية التى يتواجد فيها أبناء «أبوعيطة»؟ وافقت العائلة على إنشاء مقر عام فى «القاهرة الجديدة» باعتبارها مكانا مناسبا للقادمين من الوجهين القبلى والبحرى، وبالفعل اشترينا قطعة أرض لهذا الغرض، وأعلن رجال الأعمال من أبناء العائلة أنهم سوف يتكفلون ببناء هذا المقر.
: ما هى المجالات الوظيفية والمهنية التى تنتشر بين أبناء العائلة؟ لا نحتكر نشاطا بعينه، لكن غالبية أبناء العائلة يعملون فى مجالات التعليم والطب والهندسة، وعدد كبير يعمل فى الوظائف الحكومية، ونحن لا نحب السياسة و قد رفضتُ عضوية المجلس المحلى، ورغم أن محمود أباظة رئيس حزب الوفد تربطنى به صداقة، إلا أننى لم أنضم إلى الحزب.
تلتقى فروع «أبوعيطة» ثلاث مرات فى العام الواحد، مرة فى «المولد النبوى»، ومرتين فى عيدى الأضحى والفطر، وهذا اللقاء يتم فى «شادر» كبير، وتنحر خلاله الذبائح، ويشارك فى اللقاء ما يقرب من ألف رجل ينتسبون إلى فروع «أبوعيطة» المنتشرة فى المحافظات، وإلى جانب افتخار العائلة بالنسب الشريف الذى ينتمون إليه، يميلون إلى العمل فى الوظائف الدينية فى وزارة الأوقاف والأزهر الشريف.
انتشار العائلة وتعدادها الكبيران، يجعلانها تلتقى مع عائلات كثيرة وموزعة على مستوى الجمهورية نسبا ومصاهرة، وتبرز من هذه العائلات: «والى، وأبوغالى، والجندى، وحجازى، وخطّاب، وعميّر، والشُّمرلى، وعجّور، وشاهين، والشاذلى وعائلات أخرى كثيرة».
من الحكايات التى يفخر بها أبناء العائلة أن جدهم إبراهيم إسماعيل عيطة، شيخ البلد فى قرية «العطار» بالباجور «منوفية»، المولود سنة 1827م والمتوفى عام1959م (عاش 124سنة) اصطحب37 رجلاً مسلحاً من العائلة، وسافر إلى «التل الكبير» لمؤازرة أحمد عرابى ورفاقه ضد الإنجليز، وكان الدافع وراء هذا النضال، نصرة أبناء عمومته الموجودين فى الشرقيةلم يقف نضال إبراهيم عيطة وإخلاصه لوطنه عند مساندته لأحمد عرابى وحسب، بل إنه اشترك مع قوات الدفاع المدنى ضد العدوان الثلاثى على مصر سنة1956وعمره 120 عاما، وعندما تم اختبار المتطوعين على »ضرب النار« أصاب جميع الأهداف ولم يخطئ فى إصابة هدف.
من العائلة أيضا الفنان محيى إسماعيل، وأصوله من المنوفية، لكنه ولد فى 8نوفمبر 1946 بمركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، لأن والده كان يعمل ناظرا لإحدى المدارس الابتدائية بكفر الدوار، وهو حاصل على ليسانس آداب قسم الفلسفة من جامعة القاهرة، و أيضا درس فى معهد الفنون المسرحية وتخرج فيه ثم عمل بالمسرح القومى، وانضم إلى مؤسسى مسرح المائة كرسى التجريبى بالمركز الثقافى التشيكى عام 1969، وبرز محيى إسماعيل فى الأدوار المركبة مثل المرضى النفسيين، وله أكثر من 30 فيلما، أشهرها «خلّى بالك من زوزو، وفجر الإسلام، والأوغاد، والغجر، والإخوة الأعداء، وأنا والعذراء، والجدى، وشهد الملكة».
بارزون السياسة ◄ كمال أبوعيطة، القيادى فى حزب الكرامة «تحت التأسيس».
القوات المسلحة ◄ لواء أركان حرب سمير أبوعيطة. ◄ لواء طبيب محمد سليمان عيطة، أستاذ جراحة المناظير. ◄ لواء هلال عيطة. ◄لواء محمد مصطفى عيطة. ◄ العميد فطين أبوعيطة.
القضاء والعدل ◄ المستشار عبدالرؤوف عيطة. ◄ المستشار عادل أبوعيطة. ◄ حسين زكى عيطة، وكيل أول وزارة العدل. ◄ دكتور هشام شوقى عيطة، المستشار إيهاب عبدالرؤوف عيطة.
رجال الأعمال ◄ مصطفى حلمى أبوعيطة، رئيس مجموعة مصر الصفا، وكبير تجار الأسماك بالعبور. ◄ د.محمد حلمى أبوعيطة، رئيس مجموعة شركات مصر الحجاز. ◄ عبدالله حلمى أبوعيطة، رئيس مجموعة شركات «جرين إيجيبت». ◄ مهندس جمال عبدالعزيز أبوعيطة، مدير مكتب الأشراف للعمارة، ورئيس مجلس إدارة جمعية رابطة الخير والعطاء. ◄ صلاح أبوعيطة، شركة الصفا للاستيراد والدعاية والإعلان.
الأدب والفن ◄ الفنان محيى إسماعيل (ممثل). ◄ بهيج إسماعيل (كاتب مسرحى). ◄ أشرف فايق (مخرج سينمائى). ◄ فاروق عيطة (ممثل راحل). ◄ الشيخ محمد الحسينى عيطة (مقرئ بمحافظة الشرقية).
الطب والعلوم ◄ د.محمد سيد أحمد أبوعيطة، زميل كلية الجراحين بلندن. ◄ د.أحمد أبوالفتوح عيطة، استشارى الجراحة. ◄ د.رفيع أبوعيطة، رئيس قسم الكيمياء بعلوم القاهرة. ◄ د.سامى قطب عيطة، أستاذ الجيولوجيا بهيئة المواد النووية. ◄ د.عادل عيطة، أستاذ الاقتصاد، وإدارى بمجموعة سيجما وقناة الحياة.
الشرطة ◄ لواء نبيل عيطة، مدير أمن الجيزة سابقا. ◄ لواء نبيل محمد عيطة، بالمعاش. ◄ عميد هشام السيد عيطة. ◄ عميد أيمن جاد السعيد عيطة. ◄ عقيد محمد أبوعيطة، بمرور المعادى الجديدة والبساتين. عائلة خشبة أبناؤها تاجروا فى «الصمغ العربى» و«ريش النعام».. وتم انتزاع أراضيهم لإقامة جامعة أسيوط
عائلة «خشبة».. كان نائبها يلتقى أهل دائرته بـمقر «الأهلى» فارتبط لديهم انقضاء مصالحهم بالنادى فصارت أسيوط كلها «أهلاوية»
تربطهم علاقات تاريخية مع المسيحيين.. و«مُطران» أسيوط دلّل على ذلك بقوله: «زى مابنحب الصليب وعاملينه من الخشب بنحب عيلة خشبة» ◄يرتبطون بعلاقات نسب مع عائلات: الشريعى وقراعة والشريف والعشماوى والقوصى وعبدالرازق.. وأخوال محمد باشا السّلينى الذى قال للملك فؤاد: «أنا ابن من عُرض عليه الملك فأبى»
يُروى أن لصوصا تسللوا إلى «دقادوس» بالدقهلية، فى محاولة لسرقة بعض الماشية، وتصادف أن مرّ بهم «منصور الباز»، وهو يسير مسرعاً لحضور صلاة الفجر بالمسجد، وبيده قطعة من الخشب، فأشار بها إلى اللصوص، فتسمّروا فى أماكنهم عاجزين عن الحركة، حتى إذا انتهت الصلاة وخرج مع والده والمصلين من المسجد، وجدوا اللصوص ومعهم الماشية، فتعجب الناس من ذلك، وأخبرهم اللصوص بما كان من أمر «منصور الباز» و«الخشبة» التى كانت بيده، فالتفت إليه والده وقال: «بارك الله فيك يا ولدى منصور يا أبوخشبة»، فذهب مع اللصوص الذين تابوا على يديه، وأصروا على ملازمته إلى أسيوط واستقروا بها، وكان له ابن صغير قبل أن يترك «دقادوس » يدعى «قاسم»، تركه عند والده لوفاة أمه، وله ضريح بـ«ميت غمر» وقد أعقب اثنين هما «إسماعيل» و«محمد الكومى»، والأخير ضريحه بـ«كوم النور». الرواية السابقة نقلاً عن جروب «الخشباوية» على الـ «فيس بوك»، تشرح كيف لقبت العائلة بـ«خشبة»، لكن كل أبناء العائلة فى «أسيوط»، أجمعوا على عدم معرفتهم بسبب هذا اللقب؛ إلا أن الكابتن هادى خشبة النجم السابق لمنتخب مصر والنادى الأهلى، أكد أنه سمع من أجداده أن أصولهم ترجع إلى العائلة «البازية» فى أرض الحجاز، وهو ما يرجح الرواية السابقة، هذا بالإضافة إلى إجماع كثير من أبناء العائلة على أن جذورهم ممتدة إلى «مكة» بالحجاز. ويقال إنهم نزحوا إلى أسيوط منذ أكثر من 450 سنة واستقروا فيها، وبدأ نشاطهم بالتجارة ثم الزراعة، وامتلكوا مساحات كبيرة من الأراضى، ولا شك أن كل من يلقب بـ«خشبة» هو من هذه العائلة.
تفريعات آل خشبة كثيرة بالمحافظات التى ينتشرون بها، فتجدهم فى الدقهلية، والغربية، والشرقية، والقاهرة، والمنيا، وأسيوط، وفى «كوم حمادة» بالبحيرة، ويتمركز أغلبهم فى أسيوط المدينة، ويتواصل الفرع الأكبر فى أسيوط، ولا يوجد تواصل فى المحافظات الأخرى إلا بنسبة قليلة. نسبة التعليم العالى بين أبناء عائلة خشبة تتجاوز الـ95 % وفيها جميع الوظائف والتخصصات، ولديهم محاسبون، وأساتذة جامعة، ومهندسون وضباط فى الجيش والشرطة. «الخشباوية» يرتبطون - نسباً ومصاهرة - بعائلات عريقة لها تاريخها وثقلها السياسى والاقتصادى فى مصر، مثل: «الشريف، وقُراعة، ومنها الشيخ محمد أمين قراعة، قاضى قضاة السودان قديما، ودرويش، والخازندار، وخليل باشا إبراهيم صالح بساحل سليم، وعمرو بأبوتيج، وعبدالرازق ببنى مزار، ومنها شيخ الأزهر الأسبق مصطفى عبدالرازق، ومكاوى، والشريعى، بسمالوط ومنها الموسيقار الشهير عمار الشريعى، وكدوانى، والقوصى بمنفلوط، وحامد بك جودة، والعشماوى بالفيوم، وعبدالوهاب ببنى محمديات بأسيوط، وهى العائلة التى أنجبت أحمد باشا عبدالوهاب وزير الحربية سابقا، الذى تزوج من السيدة زينب، كريمة المرحوم سيد باشا خشبة، أول رئيس للغرفة التجارية ثم أعقبه نجله عثمان بك سيد خشبة، كما أن والدة الدكتور محمود محفوظ وزير الصحة الأسبق من عائلة خشبة.
«آل خشبة» هم أخوال محمد باشا محمود السّلينى، رئيس وزراء مصر فى عهد الملك فؤاد، فوالدته من عائلة خشبة، وله قصة شهيرة مع الملك فؤاد، فقد كانا فى زيارة إلى فرنسا، وسألته إحدى الصحفيات على هامش الزيارة :«هل ستكون بصحبة الملك فى زيارته إلى لندن؟»، فرد عليها قائلاً: «جلالة الملك سيكون بصحبتى!»، فغضب الملك فؤاد وعنفه على كل امه للصحفية، فرد عليه محمد باشا السلينى بقولته الشهيرة: «أنا ابن من عُرض عليه الملك فأبى».. لأن الإنجليز كانوا يريدون تنصيب والده محمود باشا السلينى، ملكا على مصر، بدلا من الملك فؤاد، فرفض لوطنيته، ولم يرض أن يأتى ملكا عن طريق الاحتلال، دون تأييد شعبى وشرعية مصرية.
أبناء «خشبة» واثقون من نسبهم الشريف، والذى يؤكد ذلك، الرواية التالية التى حكاها المحاسب نبيل إبراهيم خشبة، يقول: عندما تقدم جدنا محمد على خشبة الصغير، المتوفى سنة 1930 عن عمر يناهز 95 عاماً، لخطبة جدتنا أمينة أحمد عبدالرحيم الشريف، كريمة نقيب الأشراف بأسيوط فى هذا الوقت، والأشراف وقتها لا يزوجون بناتهم إلا منهم، سافر إلى قنا لتوثيق نسبه، وبالفعل حصل على «الجرد» - شهادة النسب -، وبعد وفاته وجد أبناء العائلة مكتوبا فى «ملكياته» وعقوده: «السيد محمد على خشبة الشريف» وهذا الصغير لم يكن لديه أشقاء ذكور، كان لديه شقيقات فقط، وهو الذى تفرع منه الفرع الموجود حاليا من العائلة، وهو ومحمد على خشبة الكبير (أبناء عم)، كانا يعملان فى تجارة الصمغ العربى، وفى ريش النعام، وكانت هذه التجارة تمتد إلى السودان، وهى تجارة رائجة فى هذا الوقت فى السودان، وكانت العائلة تمتلك 60 % من محلات حى «القيسارية» بأسيوط، وهو حى أثرى شبيه بخان الخليلى بالقاهرة ويوجد به مسجد العالِم الإسلامى جلال الدين السيوطى، وبه «ضفر الحمام»، وهو حمّام ثابت كان ضمن أملاك العائلة ونزعت ملكيته لصالح وزارة الثقافة.
وفى عام 1954 صدر قانون «نزع الملكية للمنفعة العامة»، الذى استحوذ على أراض كثيرة من أملاك العائلة، ومنها الأرض التى أقيمت عليها جامعة أسيوط التى كانت ضمن أملاك العائلة، وقتها كان المشرف على إقامة الجامعة هو الراحل الدكتور سليمان حزيّن، يقول المحاسب نبيل: «وقتها ذهب عمى ووالدى إلى سليمان حزين، وقالا له: «إحنا مش معترضين على إنشاء جامعة بأسيوط، ولكن إذا كانت الدولة بتحافظ على الأراضى الزراعية الموجودة، فمن باب أولى إنها تقيم المنشآت الجديدة خارج الرقعة الزراعية، أسوة بمديرية التحرير فى البحيرة، لتوسيع كردون البلد»، فرد عليهما الدكتور حزين قائلاً: «كلامكم صح.. لكن الاعتمادات الموجودة لا تكفى لتوصيل المرافق إلى هذه المناطق الصحراوية».
وعندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عن قانون الإصلاح الزراعى، أو ما عرف بقانون «تصفية الإقطاع» لم يكن بحوزة العائلة أراض كثيرة، بسبب قانون نزع الملكية الذى أثر إلى حد كبير على الوضع المادى للعائلة.
آل خشبة متوسطون مادياً، وهذا لا ينفى أن الثراء منتشر بين عدد لا بأس به من أُسر العائلة.
ويؤمن أبناء «خشبة»، بأن الموروث الثقافى والأخلاقى أفضل كثيراً وأبقى من الموروث المادى، فالآباء والأجداد كانوا يميلون إلى عمل الخير ويساعدون الفقراء والمحتاجين، حتى أنهم كانوا يوفرون لهم أكفان الموتى دون مقابل، ربما لأن الأجداد كانوا دائما يذكِّرون أبنائهم بتحرى الحلال، وأنهم لم ينفقوا عليهم من حرام، وكانوا يحثون أبناءهم على عمل الخير، وينبئونهم بمصائر بعض العائلات التى كانت ترهن «حُجج» بيوت الفقراء نظير الحصول على الأكفان وهى العائلات التى انقرضت فيما بعد.
العائلة تحرص على الترابط والتزاور ومؤازرة عائلات أسيوط فى الأفراح وفى العزاء، وعلاقتها بالمسيحيين تاريخية، ولها جذور عميقة، ومما يدلل على ذلك أن مُطران أسيوط الأنبا ميخائيل، قابل يوما أحد أبناء العائلة، فسأله عن اسمه، فقال: «فلان»، فرد عليه المطران: «إنت من عيلة خشبة؟»، فأجابه بنعم، فقال المطران مازحاً: «إحنا زى مبنحب الصليب وعاملينه من الخشب بنحب عيلة خشبة».
النشاط السياسى للـ«خشباوية» بدأ فيما قبل الثورة، فكان سيد باشا محمد على خشبة، وأحمد باشا خشبة ضمن حزب «الأحرار الدستوريين»، وكانا ممثلين لأسيوط فى مجالس النواب وشورى القوانين.. وأحمد باشا خشبة كان وزيرا للحقانية (العدل)، ثم وزيرا للخارجية فى عام 1948، وهو الذى كان مفاوضا مع السفير البريطانى رونالد كامبل بشأن السودان، وأطلق عليها معاهدة (خشبة - كامبل). العائلة أيضاً زاخرة بالبارزين الذين أثروا فى التاريخ السياسى والشعبى لمصر، فمنها الشقيقان محمد وإبراهيم محمد على خشبة، قبض عليهما وحبسا فى أحداث ثورة 1919 لنشاطهما ودعمهما للثورة، وتحريضهما أهالى أسيوط على التظاهر.
ويبرز اسم محمد بك توفيق خشبة، الذى كان عضوا بمجلس النواب، وبعد الثورة كان عضوا بالاتحاد القومى، وعضوا بمجلس الأمة، ثم عضوا فى مجلس الشعب ورئيساً للجنته التشريعية، إلى أن توفى عام 1971، وهو ممن تقدموا بمشروع قانون «الوصية الواجبة» الخاص بالمواريث، والذى تم إقراره عام 1948، وأيضا كان وكيلا للنادى الأهلى لفترة تتجاوز 20 عاماً، ولم يتزوج وباع أكثر من 40 فداناً لخدمة أهالى أسيوط، وهذا سبب من أسباب حب الناس له والتفافهم حوله، وهو الذى أسس جمعية الشبان المسلمين بأسيوط، وتبرع بأرضها وأقام مبناها، وهو من أسباب اجتذاب «الأسايطة» وتشجيعهم للنادى الأهلى، لأنه كان يلتقى أهالى أسيوط، ويقدم لهم خدمات، إما فى مسكنه بالدقى أو فى مقر النادى الأهلى بالجزيرة، فارتبط فى ذهن «الأسايطة» انقضاء حوائجهم ومصالحهم بالنادى الأهلى. وقد أقيمت أول مباراة بين (الأهلى والزمالك) خارج القاهرة فى أسيوط سنة 1965، وكانت مباراة ودية بدعوة من محمد توفيق خشبة، وكان محافظ أسيوط وقتها هو الراحل سعد زايد (زملكاوياً)، وهذه المباراة أقيمت فى زمن العمالقة صالح سليم، ورفعت الفناجيلى، وطه إسماعيل، وحمادة إمام، وعمر النور فى استاد أسيوط، وفاز فيها الأهلى 3/2، وحصل على كأس المباراة.. الطريف أن المحافظ أحضر كأسا شبيهة بالكأس التى حصل عليها لاعبو النادى الأهلى، وأهداها لنادى الزمالك تكريما لمشاركتهم فى المباراة، وعندما توفى محمد توفيق خشبة حضر جنازته فى أسيوط حافظ بدوى، رئيس مجلس الشعب، وأعضاء المجلس، والسياسيون، فى جنازة مهيبة خرج فيها جميع طوائف وعائلات أسيوط، وتخليدا لذكراه تم إطلاق اسمه على الشارع الذى يمتد من شارع طلعت حرب إلى شارع الجيش، وهو واحد من أهم الشوارع التجارية فى أسيوط.
ويقال إن الناقد والكاتب الصحفى الراحل سامى خشبة من فرع العائلة فى الغربية، وهو ابن المترجم الراحل درينى خشبة، أحد الذين ترجموا أعمالا عن الروسية لـ«مكسيم جوركى، وأنطون تشيكوف، وليو تولستوى»..
وقد توفى سامى خشبة فى 24/6/2008 عن عمر يناهز الـ67عاما، وكان يشغل منصب نائب رئيس تحرير الأهرام، كما شغل منصب رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة، ونائبا لرئيس تحرير مجلة «إبداع»، ورئيسا للبيت الفنى للمسرح، وله عدة مؤلفات فى أدب المسرح وبعض المترجمات، وكان من ضمن اليسار الذين اعتقلوا عام 1959، وهو العام الذى شهد اعتقال المئات من الأشخاص، بينهم عدد لا يستهان به من الشعراء، والصحفيين، والروائيين، والمسرحيين، والمصورين، ورسامى الكاريكاتير، وممثلين، وأكاديميين، ومهنيين.
توجد مساهمات اجتماعية وخيرية باسم العائلة، فلديهم مجمع خشبة (جمعية تنمية المجتمع)، به فصول تقوية لحوالى 300 تلميذ وتلميذة، وبه مركز كمبيوتر ومشغل، ومركز لتعليم الخياطة، وقسم للأسر المنتجة، وهناك أكثر من 120 سيدة حصلن على دورات تدريبية.. كما أن المجمع ملحق به مكان لتكفين الموتى بالمجان.. ورغم أن المجمع ملحق بمسجد العائلة، إلا أنه غير مقصور على المسلمين، فهو يحوى المسيحيين أيضا فى فصول التقوية وفى المشروعات والدورات التى تقيمها الجمعية.
شباب العائلة من الجنسين ناشطون على الموقع الشهير «فيس بوك»، وأسسوا «جروبات» باسم العائلة، مثل «الخشباوية» و«خشبة»، ويتواصلون ويجتمعون شهريا أو حسب المتاح، فى أماكن مفتوحة تمتلكها العائلة، وفى المناسبات المختلفة.
لمعلوماتك... جنتلمان الكرة المصرية ◄هادى شريف عبدالهادى أحمد خشبة، هو الاسم الكامل لابن عائلة خشبة، ونجم مصر والنادى الأهلى، السابق «هادى خشبة»، تخرج فى كلية التربية الرياضية سنة1995، وهو متزوج من عائلة «سليمان»، ولديه ولد وبنتان، هم: (يوسف11 سنة، وهادية 9 سنوات، وحنين 6 سنوات)، يقول الكابتن هادى: أبناء عائلة خشبة متواصلون، وأنا لا أنقطع أبدا عن أسيوط، لأنها بلدى وبلد عائلتى، وفيها قبر والدى، بالإضافة إلى إقامتى بها 15 عاماً قبل أن أنتقل إلى القاهرة. هادى يشغل حالياً منصب المنسق العام لكرة القدم بالنادى الأهلى، ولعب للفريق الأحمر سنة 1988 وعمره 17 عاماً، واعتزل الملاعب فى 20/7/2007مسجلاً رقماً قياسياً فى عدد المباريات التى لعبها مع النادى الأهلى حيث بلغ 447 مباراة رسمية، كما لعب لمصر فى 95 مباراة دولية، واتسم طيلة مشواره الكروى بهدوئه و«شياكته» ودماثة خلقه، لذا لم يكن غريباً أن يطلق عليه النقاد والجمهور لفظ «البارون» أو «جنتلمان» الكرة المصرية.
باروزن من العائلة.. - على خشبة، سفير مصر بباكستان، سابقاً. - سعد محمود محمد على خشبة، عضو مجلس الشورى، سابقا. - الراحل شريف عبدالهادى أحمد خشبة، عضو اتحاد كرة القدم لمدة 18عاماً، والد الكابتن هادى خشبة. - المهندس نبيل إبراهيم خشبة، مدير بنك «بيريوس» فى شمال ووسط الصعيد. - المهندس على تهامى خشبة، وكيل وزارة الرى، سابقاً. - هاشم عبدالمجيد أحمد خشبة، رجل أعمال. - صلاح الدين إبراهيم خشبة، مدير فرع بنك إسكندرية بأسيوط سابقاً. - محمد أيمن محمد خشبة، مدير عام بالجهاز المركزى للمحاسبات. - محمد صلاح الدين خشبة، مدير شركة قناة السويس للتأمين بالأقصر. ◄الشرطة: - سيد إبراهيم خشبة، لواء شرطة سابق. - أحمد تهامى خشبة، لواء شرطة سابق. - اللواء عصام خشبة، مدير عام بقطاع الأمن المركزى. (فرع العائلة بسمالوط) - الراحل محمد حلمى على خشبة، قائد الحرس الوطنى. - تامر أحمد تهامى خشبة، نقيب شرطة. - محمد أحمد تهامى خشبة، نقيب، بحرس جامعة القاهرة. ◄قوات مسلحة: - لواء أدهم حلمى خشبة، رئيس قطاع الأمن بمجموعة«موفنبيك». - لواء إكرام عبدالمنعم كامل خشبة، مدير إدارة التحقيقات برئاسة الجمهورية، سابقا. - جمال إسماعيل خشبة، لواء سابق. ◄ قانونيون -المستشار الراحل صلاح توفيق خشبة، رئيس محكمة المنيا وعضو مجلس الشعب سابقاً. - المستشار عصام أحمد خشبة، رئيس محكمة استئناف القاهرة. - المستشار طارق عبدالرحمن توفيق خشبة، رئيس نيابة بمحكمة النقض، والرئيس الحالى لمنطقة أسيوط لكرة القدم. - الشريف محمد أحمد خشبة، محام. - سمير عثمان خشبة، محام. ◄أساتذة وأطباء - الراحل د.صلاح خشبة، أستاذ بكلية الهندسة، جامعة القاهرة، نجل وزير الخارجية الأسبق «أحمد باشا خشبة». - د.سيد حسين خشبة (خال الكابتن هادى خشبة). - د.مدحت إبراهيم خشبة، أستاذ الميكانيكا بهندسة المنيا. - د.باكيناز يوسف أحمد خشبة، أستاذة بكلية الصيدلة، جامعة أسيوط. - د.نجوى على خشبة، أستاذة بجامعة قناة السويس. - د. عماد أحمد خشبة، إخصائى مسالك بولية. | |
| | | ماهر محرم Admin
المساهمات : 381 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: تابع عائلات البلد الشهير الجمعة ديسمبر 02, 2011 8:58 pm | |
| عائلة المشنب
نزحوا إلى مصر مع عمرو بن العاص.. وينتشرون فى سوهاج وقنا والإسماعيلية وأسوان
المشنب..العائلة التى وضعت تصميمات مشروع «توسعة الحرم المكى»
لعبوا دورا كبيرا فى حماية أخميم من غرق الفيضان قبل بناء السد العالى ◄فرحوا بثورة يوليو.. وابنهم محمود صاحب الفضل فى إخماد الفتنة الطائفية بسوهاج
«صاحب الرايات السبع«، هذا هو لقب الأمير «حمد» مؤسس عائلة المشنب فى مصر، جاء مع جيش الفتح الإسلامى، بقيادة عمرو بن العاص، واستوطن الصعيد، وتحديدا مركز البلينا، ويقال إن عمرو بن العاص كلفه بإمارة الصعيد، فأحضر أهله إلى سوهاج وأسس العائلة هناك.
وانتشرت فى قنا والاسماعيلية وأسوان يحكى الحاج قدرى عبد الكريم المشنب عضو مجلس الشعب السابق عن سبب تسمية عائلته بالمشنب قائلا: ترجع تسميتها إلى محمد حسن «رجل ذو شارب مميز»، ترك البلينا وجاء إلى أخميم مع الأمير محمد المملوكى حاكم سوهاج، وترك فيها أخاه أحمد حسن وأقاربه ولا يزال جزء من العائلة موجودا «بالبلينا» حتى الآن، كما أن تكليف الأرض لا يزال باسم العائلة هناك. وفى «أخميم» امتلك محمد حسن إقطاعيات كبيرة وجاء بعمال لخدمة أرضه، فكان إذا مر على أرضه يقول العمال خوفا منه:المشنب وصل، حتى صارت لقبا.
ويضيف الحاج قدرى: وبوصول محمد حسن المشنب إلى أخميم فى فترة حكم المماليك بناء على إرادة الأمير محمد المملوكى، تأسست عائلة المشنب بها، فقد كان الأمير يريد أن ينشئ مسجدا كبيرا فى أخميم، وواجهته مشكلة مواقيت الصلاة، وكانت تستخدم فى المساجد الكبيرة فى ذلك الوقت الساعة الشمسية أو «المزولة» لتحديد أوقات الصلاة، وكانت عائلة المشنب فى قرية «برديس» بالبلينا تمتلك هذه الساعة، فذهب محمد المشنب ليحضرها من أخيه أحمد، وتم وضعها فى أعلى منطقة فى أخميم، وهى المنطقة التى كانت بها مقامات لسبعة أولياء من أولياء الله الصالحين، بجوار جامع السوق ودوار العائلة، وتقديرا لمحمد المشنب منحه محمد المملوكى حوضا بأخميم، سمى فيما بعد بحوض المشنب، كما منحه لقب «ملتزم» على منطقة «أخميم» و«ساقلته» فحكم للمماليك على هذه المنطقة قبل أن تظهر كلمة عمدة أو شيخ بلد.
ويستطرد النائب السابق أن العائلة حظيت بوظيفة أول عمدة فى أخميم، ولم تخرج العمدية من دوارهم غير 6 أشهر مع مجىء الحزب الوفد للحكم، بسبب الانتقام وتصفية الحسابات مع السعديين، فانتقلت العمدية لبيت الشريف، ولذلك عندما حدثت ثورة يوليو 1952 فرحت العائلة بها. وكان من عمد العائلة العمدة محمد خليل المشنب وعلى المشنب الكبير وعلى المشنب الصغير ومحمود المشنب وعبدالحميد المشنب وإبراهيم محمود المشنب ثم عبد العزيز المشنب وراغب المشنب أصغر عمدة فى العائلة والذى تحولت أخميم فى عهده إلى مدينة فألغيت العمودية بها.
والعمودية فى عائلة المشنب لم تكن وظيفة، بل كانت خدمة للناس، فالعمدة محمد خليل المشنب كان له دور فى عدم إغراق أخميم فى وقت فيضان النيل، حيث كان النيل يغرق قرى كثيرة جدا فى سوهاج قبل بناء السد العالى، فرمى العمدة خليل الطمى والرمل و«البوص» على طول أخميم، وصنع سدا وجسرا، لمنع المياه من دخول البلد، فشفعت له خبرته فى صنع السدود أن يعود للعمدية مرة أخرى بعد أن تم تغييره بعمدة آخر بعد أن أغرق الفيضان أخميم فى عهده.
كما سمى العمدة أحمد عبدالمنعم المشنب «بالمسلم» حيث كان العمد فى وقتها مطالبين بإرسال مجموعة من الناس «للسلطة» لحفر قناة السويس ومبلغ من المال يسدد للحاكم بعد كل محصول، فمن كان يتقاعس عن ذلك يعلمونه بـ«ربيطة» ويتم تسويد وجهه ثم يلفون به بلدته، لذلك كان العمدة أحمد المشنب يدفع ما عليه وعلى الفلاحين من ماله الخاص، ثم يقوم بجمعه من الفلاحين بعد ذلك حسب قدرتهم فقالوا عنه: أحمد سلمه ربنا، فسمى «بالمسلم». وكان عبدالحميد المشنب هو أول من حصل لقب الباكوية منذ 150 سنة، كما حصل عليها أخوه محمود أيضا، فكان الناس يطلقون على بيتهم «بيت البهوات»، ورغم أن عبدالحميد المشنب من أعيان سوهاج، وله إقطاعيات كبيرة تمتد بطول المحافظة، إلا أنه تفرغ لخدمة الناس فى أخميم، وداوم على حل المشكلات التى تقف بين العائلات، كما تبرع بأرض المدرسة العسكرية ومستشفى الرمد بسوهاج وتوفى سنة 1954 واستوطنت أسرته القاهرة.
ويأخذ وائل المشنب أطراف الحديث قائلا: قبل انتشار وسائل المواصلات، كان النيل هو الطريق الأمثل للسفر، فكان الأمراء والملوك يسلكونه إلى السودان، ومنهم الأمير عباس، فأنشأ العمدة عبدالحميد المشنب مرسى نيليا لليخوت الملكية، حتى ترسو فى سوهاج، فتتم استضافتهم فيها ثم يواصلون رحلتهم.
وكان محمود المشنب صاحب الفضل فى إخماد نار الفتنة الطائفية فى سوهاج، والتى اندلعت إثر حريق كنيسة فى أخميم، فذهب محمود المشنب إلى تركيا، واشترى صليبا كبيرا جدا من الفضة، وأهداه إلى الكنيسة، التى لا تزال تحتفظ به حتى الآن، وتعتبره من آثارها. كما كان العمدة محمود المشنب رئيسا للجنة اختيار العمد على مستوى سوهاج، لما يربطه بالحاشية الملكية فى مصر، وبأعيان القاهرة من علاقات حميمة، وظل عمدة مدة 70 سنة على فترتين، فى وقت كانت العمودية تضم فيها مركزين حاليا.
ويحكى بهجت المشنب عن العائلة قائلا: الثورة كانت إحدى المحطات المهمة فى حكايات العائلة، حيث كان اللواء أنور عبدالصادق المشنب ممن شاركوا فى معركة 67، واختلف مع عبد الحكيم عامر فى بعض الأمور العسكرية، وللعائلة مركز ثقل سياسى، ومن يخوض الانتخابات فلابد أن يأتى للمشانبة لطلب أصواتهم، مثل محمد عبدالحميد رضوان مرشح الوفد أثناء انتخابات نظام القوائم فى سنة 84.
ورشحت العائلة قدرى عبدالكريم المشنب فى انتخابات 90 فنجح بالتزكية عن مقعد العمال «مستقل»، ولحب الناس فى الرجل نجح فى انتخابات 95 و2000 أيضا، حيث كان المشنب يجمع أفراد عائلته فى الدوار يوميا لاستقبال الشكاوى، كما يجتمع بأصحاب المناصب المهمة فى العائلة فيأخذون طلبات الناس وشكاواهم لحلها ويقول لهم: «المنصب ده بتاع كل واحد فى العائلة»، وطالب المشنب باستقلال جامعة سوهاج عن جامعة أسيوط، كما خص محافظة سوهاج بـ 12 ألف درجة مالية، ذهبت لمديرية التربية والتعليم، كما كان عضوا فى لجنة السياسات للحزب الوطنى، ووكيلا للجنة التعليم بمجلس الشعب، واهتم بآثار أخميم، كما شارك فى البعثة الرسمية للحج، فى بعثة برلمانية إلى كل من تركيا وجنوب أفريقيا.
ويستطرد بهجت قائلا: وتولى نصحى محمود المشنب أمانة الاتحاد الاشتراكى بأخميم وأمين المكتب التنفيذى للاتحاد الاشتراكى بسوهاج، ولمجهوده فى خدمة سوهاج والعمل التطوعى بها، منحه الرئيس أنور السادات نوط الامتياز من الطبقة الأولى. أما اللواء كمال عبدالحميد المشنب فهو أول من أسس إدارة «مكافحة الجريمة قبل وقوعها» فى مصر، فحصل على بعثة رسمية إلى ألمانيا، للاطلاع على كل ما هو جديد فى عالم الشرطة، كما تولى رئاسة قسم التدريب بأكاديمية الشرطة، وكان من دفعته اللواء عبد الحليم موسى، وزير الداخلية الراحل بل ومن أعز أصدقائه أيضا. وكان المهندس محمد أنور المشنب الذى بدأ حياته الهندسية بعد تخرجه فى الفنون الجميلة قسم عمارة عام 1980 يعمل فى مكتب «دار الهندسة» اللبنانى، وهو صاحب مشروع توسعة الحرم المكى، والذى يعتبر من أهم المشاريع التى تولاها أثناء عمله بدار الهندسة التى وضعت له الأعمال التصميمية والاستشارية وقامت بتنفيذه مجموعة بن لادن السعودية بتكلفة إجمالية بلغت 4 مليارات دولار.
تبرعت عائلة المشنب بأرض مستشفى الرمد بسوهاج، حيث تبرع بها عبدالحميد بك المشنب، كما تبرع المشنب أيضا بمدرسة سوهاج الثانوية، مما جعل الملك فاروق أثناء زيارته لسوهاج، يعطيه نوط الامتياز والإفاضة عليه بلقب الباهوية، كما تولى الحاج نصحى المشنب رئيس الاتحاد الإقليمى للجمعيات والمؤسسات الخيرية، فخدم من خلال هذا المنصب الكثير من الجمعيات الخيرية بسوهاج وأخميم، كما أسست العائلة جمعية التدريب المهنى الخيرية بسوهاج للعمل على تعليم المهارات الفنية وتقديم المساعدات الإنسانية.
ونظرا لتاريخ العائلة المشرف على المستوى الاجتماعى سميت أهم شوارع سوهاج باسم «المشنب».
كما ربطت العائلة صلات صهر ونسب بكل من «على صبرى» نائب جمال عبد الناصر وأنور السادات وسعد زايد محافظ القاهرة سابقا، فقد تزوج ابن على صبرى بنت اللواء دكتور خليل المشنب، وهو الزواج الذى حضره الرئيس عبد الناصر، وكما تزوجت بنت سعد زايد ابن خليل المشنب.
تمتلك العائلة العديد من الدواوين، والتى أنشئت منذ أكثر من 150 عاما، حوالى سنة 1860 على يد على على المشنب، ومن بعده محمود المشنب، وعبد الحميد المشنب، شيدت هذه الدواوين على مساحات واسعة من الأرض، وبجوار 7 مشايخ تبركا بهم منهم الشيخ «العلاقى».
وتميزت هذه الدواوين بسقوف مرسومة بالجص ومنحوتة بالخشب، وكانت عامرة بالأسرّة، لإقامة الضيوف، ثم تم تجديد الدواوين، على الشكل الحالي، وأنشأوا مسجدا ملاصقا لديوانهم، ومكتبا لتحفيظ القرآن الكريم، وأوقفوا عليها 30 فدانا للإنفاق عليها. وتعتبر الدواوين حاليا بمثابة ناد للعائلة كلها، تجتمع فيه ليلا لمدارسة شئونهم، فلا يمكن أن يكون هناك فرح أو مأتم خارج دوار العائلة، ولا يمكن أن تحل مشكلة للعائلة خارجها، ومن يخالف ذلك تقاطعه العائلة كلها.
وتنتشر العائلة فى العديد من محافظات مصر، فى مراكز سوهاج، أخميم والبلينا وفى القاهرة وقنا والإسماعيلية وأسوان، وتتميز العائلة عن غيرها بأن معظمهم لا يتزوجون إلا من بعضهم خوفا على أرض العائلة من أن تذهب.
لمعلوماتك... بارزون من العائلة ◄اللواء خليل المشنب رئيس القمسيونات الطبية بالقوات المسلحة. ◄اللواء كمال عبدالحميد المشنب رئيس قطاع التدريب بأكاديمية الشرطة. ◄راغب محمود المشنب عضو مجلس سوهاج. ◄محمود المشنب عضو مجلس محلى سوهاج. ◄الشيخ عبدالعزيز المشنب. ◄الشيخ عبدالغنى المشنب. ◄الشيخ محمد محمود المشنب. لواء أحمد صادق المشنب.دكتور عبدالعزيز المشنب. ◄دكتور أسامة المشنب. ◄الشيخ رشاد المشنب من علماء الأزهر. ◄الشيخ محمود المشنب من علماء الأزهر. ◄المهندس محمد أنور المشنب. المهندس محمود المشنب. ◄أحمد نصحى المشنب وكيل وزارة العدل. ◄على المشنب وكيل وزارة المالية بسوهاج.
المزولة عصا مستقيمة أو شىء شاخص ينصب على سطح أفقى، ويكون لها ظل يتغير بتغير مسار الشمس، وتتحدد الساعة من طول ظل العصا، وتعتبر المزولة من أقدم الآلات العلمية المعروفة فى قياس الوقت. وخلال التاريخ بأسره، كان الزمن يقاس من خلال حركة الأرض بالنسبة للشمس والنجوم. ويرجع تاريخ أول ساعة إلى عام 3500 قبل الميلاد وهى ساعة الظل وكانت عبارة عن عصا أو مسلة عمودية تلقى بظلال. وما زالت توجد ساعة ظل مصرية يرجع تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد، واكتشف المسلمون المزاول إبان توسعهم فى العالم اليونانى فى القرن السابع الميلادى. وكان استخدامها لقياس الوقت ولتحديد أوقات الصلاة. عائلة ابو جليل "أبو جليل".. العائلة التى أطلقت الشرارة الأولىلثورة 19 فى الفيوم
كانت عمدية قبيلة الرماح تتبع قبيلة أخرى هى عرب الفوايد، وكلتاهما من قبائل «بنى سليم»، لكن عرب الرماح أرادوا الانفصال، فنظموا سباق خيل على حدود محافظة بنى سويف، وكانت الخديعة أن يطلق فرسانهم أعيرة نارية فوق رؤوس الفوايد لإرهابهم، فيفوزون هم بالسباق، ويتم لهم ما أرادوا، فقام مفتاح أبوجليل وقال: «سيبولى أنا الموضوع هذا»، وقام به على الوجه الأكمل، فكانت أبوجليل صاحبة الفضل فى فصل الرماح عن الفوايد، غير أنهم سرعان ما تصارعوا على عمدية «الرماح» مع عائلة «الباسل»، ووقف مفتاح على رأس جيش من أبناء عمومته ضد «مقاوى الباسل» منافسه على العمدية، الذى كون هو الآخر جيشا من أبناء عمومته.
سار الجيشان الصغيران فى طريقهما إلى مقر انتخابات العمدية فى مدينة الفيوم، وطالب مفتاح منافسه بالنزال والمبارزة، وقال له: العمدية هنا، اللى عايز يقول مفتاح مش عمدة الرماح يقولها هنا، فما كان من مقاوى - الأعقل - إلا أن ابتسم وقال له: «العمدية لك ومن يومها صار مفتاح أبوجليل عمدة قبيلة الرماح وورثها عنه ابنه سعداوى صاحب أكبر حيازة أرض زراعية بالفيوم حتى اليوم.
هذه قصة واحدة من حكاية عائلة أبوجليل الطويلة، التى تبدأ منذ انتقالها إلى مصر وبالتحديد إلى محافظة البحيرة، واستقرار فرع أبوجليل فى منطقة «الغرق» بمركز إطسا بالفيوم، ثم انتشارهم من خلالها للعيش على حواف الجبل، وكانت منازلهم فى البداية عبارة عن خيام، وانتقالاتهم بالخيل والجمال، ويترواح تعداد عائلة أبوجليل حالياً ما بين 5 و7 آلاف فرد موزعين على 14 عزبة، منها 9 رئيسية، ومن ضمن الـ46 عزبة التابعة توجد عزب تحمل اسم فروع العائلة، وهذه العزب هى: (أبوجليل عطية أبوجليل محمدين أبوجليل عبدالغنى أبوجليل سلطان أبوجليل أبوطاحون «عبدالقوى أبوجليل» صقر أبوجليل).
الرماح أشقاء الفوايد، والاثنان من قبائل بنى سليم التى هاجرت مع «الهلالية» فى «تغريبتهم» المعروفة، ومحمود الباسل هو صاحب فكرة الفصل فى العمدية، الذى وجد فى قوة الرماح وكثرتهم فرصة ذهبية للاستئثار بـ«عمدية الفوايد» وهم غير أولاد فايد الذين ينتسبون إلى «على الأبيض»، وأماكن تمركز الفوايد فى إطسا بالفيوم ومغاغة فى المنيا، ومن أبرز عائلاتهم «الباسل وأبوجليل وعدلى لملوم».
وكان العرب أو البدو لهم مكتب مستقل عند وزارة الداخلية، هو مكتب شئون البدو، وكان هذا المكتب يشرف على تعيين العمد فى المناطق البدوية، وكان العمدة البدوى يمتد نفوذه خارج القرية بمعناها الجغرافى، أى أن عمدة قبيلة الرماح مثلاً يحكم الموجودين فى الفيوم وفى الصعيد وفى الإسكندرية، وهكذا بعكس العمدة المعروف لدى «الفلاحين» فهو يحكم القرية أو المركز المعين عليه فقط، ومن ثم فنفوذه يشمل كل من يقع فى نطاق مركزه أو قريته من عائلته أو عائلات أخرى.
محمد أبودياب شيخ البلد من عائلة أبوجليل يروى أن المتعارف عليه فى عهد محمد على هو أن يعطى العرب، وخاصة قبيلة الرماح حق امتياز بإعفائهم من الخدمة العسكرية، وظل هذا مستمرا إلى أن جاء الخديو سعيد، وتساءل عن موقف القبيلة وسبب منحها هذا الامتياز، ثم فرض عليها ضرائب رفضتها القبيلة، وتمردت عليه، فبعث إليها جيشاً حاربها فهزموه، فاحتال عليهم الخديو وبعث رسولاً من عنده يدعوهم إلى الغداء، حتى تجمعوا عند منطقة تسمى «الغرق» فقتل مجموعة منهم.
واقعة عائلة أبوجليل مع الخديو سعيد ليست الوحيدة فى التاريخ السياسى للعائلة، فلها مع الاحتلال الإنجليزى صولات وجولات يحكيها العميد متقاعد يحيى أبوجليل: «كان العداء بيننا وبين الاحتلال قوياً، وقام العديد من أبناء العائلة ببطولات ضد الاحتلال، منها الهجوم على معسكرات الجيش الإنجليزى، وقتل جنوده والاستيلاء على السلاح والذخيرة والخيل، وامتد هذا النضال حتى عام 1919 مع اندلاع الثورة، وانطلقت الشرارة الأولى للثورة فى الفيوم من عائلتنا، فقد ساندنا ابن عمنا «حمد الباسل» وعاد من منفاه على «مندرتنا».
الوقائع التاريخية تثبت أن حمد باشا الباسل لم يخرج من منفاه على «البواسل» الذين ينتمى إليهم، وما يؤكد ذلك أن عبدالستار باشا الباسل أصدر بياناً يتبرأ فيه من كل من يشارك فى ثورة 1919، وكان وقتها عبدالستار منتميا لحزب الأحرار الدستوريين، وهو ما جعل حمد باشا يولّى وجهه شطر أبناء عمومته «أبوجليل» الذين ساندوه وناصروه وشاركوا معه فى ثورة 1919.
يحيى أبوجليل يتذكر جانباً من بطولات العائلة فى الثورة، يقول: «عبدالواحد حسين مفتاح أبوجليل حكم عليه بالإعدام بسبب اشتراكه مع مجموعة من أفراد العائلة فى قطع خطوط السكك الحديدية فى الفيوم، والاستيلاء على مركز شرطة إطسا، وتتكون هذه المجموعة من عبيدة خليفة أبوجليل الذى استشهد برصاص الإنجليز فى ذروة أحداث الثورة وعوض أبوسلطان وحكم عليه بالسجن، وعبدالرحمن رسلان أبوجليل الذى مات فى المعتقل، وعيسى صقر أبوجليل الذى حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وقيل إنه جُنّ فى سجن الثورة.
وقد قطعوا خطوط السكك الحديدية لاعتراضهم على نفى حمد باشا الباسل ابن عمهم، وقام واحد من أشهر فرسانهم هو «عبدالعال رسلان أبوجليل» بضرب ضابط شرطة نقطة الغرق وربطه بـ«هجار» أى «قيد الحصان» إمعانا فى إذلاله، وعندما عاد «حمد الباسل» من المنفى نزل عند عبدالواحد حسين أبوجليل لمدة 4 أو 5 أيام وقال لمن حوله: أنا نزلت عند الرجالة اللى قاموا بى وكل من تلف عنده شىء ندفع ثمنه».
التاريخ السياسى للعائلة يتواصل بعد ذلك بـ«ياسين حسين أبوجليل» الذى كان عضواً فى مجلس النواب عام 1924 وكان ضمن المجلس النيابى الذى تحدى الانجليز وعقد اجتماعاً بفندق «شبرد» بالقاهرة بعد أن حلّته سلطات الاحتلال، وهناك بين عائلة أبوجليل من يعتقد أن قصة فيلم «فى بيتنا رجل» مأخوذة عن حياته، فهى شبيهة بقصته إلى حد كبير، فقد هرب من البوليس السياسى أثناء ثورة 19 واختبأ لدى أسرة قاهرية بالسيدة زينب وتزوج ابنتهم وأنجب منها ولدين.
ويروى محمد أبودياب قصة المستشار يونس عبدالقوى أحد أهم رموز العائلة، ومن أوائل المتعلمين فيها قائلاً: بعثت المديرية فى عام 1903 طلباً للتبرع إلى كبار العائلات لبناء مدرسة، على أن يتعلم أحد أبناء كل عائلة مساهمة فى المدرسة بالمجان، فوقع الاختيار على يونس، وأصبح أول من تعلم من العائلة عام 1903، وهو نفس العام الذى تولى فيه والده العمدية، يقول الكاتب الروائى حمدى أبوجليل: «ترشح عبدالقوى أبوجليل على منصب العمدية ضد عدد من أعيان المنطقة وكان أحدهم يسمى «عوض أبوكرامة» كانت علاقته وثيقة بالخديو ويدعوه بين الحين والآخر لتناول الغداء فى بيت عوض، بينما كان عبدالقوى بدويا لا يمتلك شيئاً، إلا أن الحاكم الانجليزى وقتها قرر اعتماد عبدالقوى عمدة، قائلاً: «عبدالقوى قاطع طريق وهيقدر يحكم الناس»، وبذلك صار عبدالقوى أول عمدة مدنياً.
محمد أبودياب يواصل سرد الذكريات: «عمر يونس ابن المستشار يونس كان الضابط المكلف من قيادة ثورة يوليو 1952 بمحاصرة قصر عابدين وقت قيام الثورة، ويتذكر أن العمدة عبد الحميد أبو جليل كتب رثاء فى عبد الناصر مطلعه; مات البطل عبد الناصر عظيم الهمة ويلتقط مفرح عبدالعظيم أبوجليل الضابط بالقوات المسلحة طرف الحديث من أبودياب، مؤكداً أن نسبة التعليم بالعائلة مرتفعة جداً على الرغم من أنها لم تكن تهتم به فى الفترة الماضية، ويضيف مفرح عبدالعظيم معلومات أخرى، حول تعليم المستشار يونس قائلاً: إن والده كان يريد إرسال أخيه لأن خطه فى الكتابة يسمح، لكنه كان فى المرعى فضاعت عليه الفرصة، ويوضح مفرح: «على العموم كان أبوهما يرفض الفكرة أساساً: حد يودى عيِّله يتعلم الذل فى المدرسة؟ وعن تعليم البنات يقول مفرح: كانت العائلة تتجاهله لفترة طويلة، ولكن الآن أصبح لدينا الطبيبة والمدرسة، ولا أحد يمانع فى أن تكمل بناته مراحل التعليم.
كمال عبدالحليم عطية أبوجليل، أحد الذين ورثوا العمل بالسياسة، وأحد البارزين الحاليين من أبناء العائلة، لقيامه بدور القاضى العرفى، وهى مهمة ورثها عن والده، ويذكر بكل فخر أنه كان ضمن الفريق الذى أسهم فى عقد صلح فى قضية ثأر بين عائلتين بمنطقة عبدالمجيد المجاورة له، وتم هذا بحضور محافظ الفيوم ومدير الأمن وأمين عام الحزب الوطنى بالمحافظة.
كمال عضو بارز فى الحزب الوطنى، ويؤكد دوره المهم فى دعم الحزب ومرشحيه فى الانتخابات المختلفة سواء كانت «محليات» أو «شورى» أو «شعب».
نسبة التعليم بين أبناء العائلة مرتفعة حالياً، وقديماً كانوا لا يعلمون بناتهم، كما هو شأن عائلات وقبائل كثيرة، ورغم الطبيعة البدوية والظروف البيئية المحيطة بعائلة «أبوجليل»؛ إلا أن بينهم من يشغل مكانة مرموقة فى عدد من المجالات ومنهم الأستاذ الجامعى والمترجم المعروف أبوبكر يوسف أبوجليل مترجم مختارات «تشيكوف» التى صدرت فى أربع مجلدات ومراجع ترجمات أعمال «ديستيوفسكى» وهو يقيم فى موسكو، والعميد عمر أبوجليل الحاصل على رسالة فى القانون وشغل منصب مأمور بندر الفيوم، والعقيد معوض ابو جليل الذى استشهد فى رفح برصاص الاحتلال الإسرائيلى أثناء الانتفاضة الفلسطينية الاولى، وأحمد موسى أبوجليل أحد رجالات التربية والتعليم بالفيوم، واشرف أبوجليل الشاعر والمخرج ومدير الادارة المسرحية بمحافظة حلوان، وفى نفس الوقت هم عائلة زراعية فى المقام الأول حيث تمتلك ما يقرب من 4 آلاف فدان، تصل إلى 10 آلاف بعد احتساب مساحات وضع اليد والاستصلاح، وهى تعتبر نفسها «عائلة مستورة.. والحال ميسور».
العائلة تربى الماشية كنشاط أساسى وهو ما يفسر كمية أجران التبن الكثيرة الموزعة فى العزب التى تحمل أسماء أولاد أبوجليل التسعة حيث تمتلك »أبوجليل« ما يقرب من 2000 رأس ماشية.
سامى أبوجليل يذكر مواقف عن بعض العادات المهمة فى العائلة، منها أفضلية تزويج بنات العائلة من شبابها، وإن كانت عادة فى طريقها إلى الانقراض، ويقول إنه حتى فترة الستينيات من القرن الماضى كانت أفراح العُرس تنصّب لمدة 40 يوماً، تقدم فيها الولائم فى خيام كبيرة ويغنى مطربو البادية الراحلون والموجودون، ومنهم: عوض المالكى، وحامد السرجانى، وميلاد القذافى، وصالح أبوخشيم عائلة مزينة
خبراء بالعلامات الحدودية.. ولديهم خيام وفنادق سياحية فى «شرم الشيخ»
قبيلة «مُزَينة».. منها 104 صحابيين أجلاء وأثنى عليها النبى «صلى الله عليه وسلم» فى أكثر من موضع
أبناؤها أبطال فى حروب مصر ضد إسرائيل.. ومنحت الدولة بعضهم أنواط الواجب الوطنى من الطبقة الأولى
مزينة فى مصر قبيلة وطنية خالصة، كانت ضمن قبائل سيناء التى استعانت بها الدولة العثمانية لترسيم الحدود عام 1906، وقد عارضت«مزينة» خطة الدولة العثمانية لزحزحة «طابا» خارج حدود الدولة المصرية، وأصرت على أن طابا مصرية مائة فى المائة، وقد كان لأبنائها دور بارز فى مساعدة قواتنا المسلحة خلف خطوط العدو الصهيونى فى حروب 1967 والاستنزاف وانتصارات 1973، كما كانت ضمن القبائل السيناوية التى عارضت المخطط الصهيونى لمؤتمر «الحسنة»، الذى كان يهدف إلى تدويل سيناء، عن طريق الشيخ سالم الهرش، الذى نقل رد قبائل سيناء إلى الإسرائيليين قائلا: «أرض سيناء مصرية ونحن مصريون وسوف نعيش على أرضها مصريين وسنموت مصريين». أصل مزينة فى جنوب سيناء يعود إلى «مزينة» فى شرق الحجاز بالمملكة العربية السعوية.
قال العلامة القلقشندى: مزينة بطن من طابخة (عمرو)، وقبيلة مزينة من نسل أوس وعثمان ابنى عمرو، وسميا بمزينة نسبة إلى أمهما، وهى بنت كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن الحافى بن قضاعة، (مزينة وجهينة تربطهما صلة قرابة من قضاعة ومساكنهم قريبة من بعضها سواء فى الحجاز أو فى مصر) ويسمى أبناء أوس وعثمان باسم مزينة.
وذكر محمد سليمان الطيب فى موسوعته عن القبائل العربية، ما قاله صاحب كنز الأنساب بأن مزينة يسمون المزينات وحالفوا«حرب» قديما، واختلطوا بهم ومسكنهم شرقى الحجاز، وكانت مزينة العدنانية من أشهر القبائل التى جاورت جهينة القضاعية.
أنجبت «مزينة»104من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم، لا يتسع المجال لذكرهم، من أشهرهم الشاعر كعب بن زهير بن أبى سلمى، وأبجر المزنى، وأسيد المزنى، والأغر بن يسار المزنى، وبشر بن المحتفر المزنى، الفارس المشهور الذى قدم مع النبى صلى الله عليه وسلم مع خزاعى بن عبد نهم وبلال بن الحارث وبايعوه على قومهم من مزينة، ومن هذه القبيلة أيضا الشاعرة خنساء بنت زهير، وغيرهم.. فرضوان الله عليهم أجمعين.
ويروى أن وفدا قدم من مزينة على النبى صلى الله عليه وسلم وهم أربعمائة رجل، وقاتلوا معه فى غزوة حنين وعددهم ألف، واشتركوا فى فتح مكة مع خالد بن الوليد، وجاء فى صحيح مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال مثنيا على «مزينة»: «الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بنى عبد الله موالى دون الناس والله ورسوله مولاهم»، كما أثنى على عدد من المنتمين إلى القبيلة مثل كعب بن زهير الذى أهداه الرسول بردته الشريفة.
أصل «مزينة» فى جنوب سيناء من سبعة رجال، وقيل كان ثامنهم عبدا أسود، نزلوا من الحجاز قبل خمسة قرون إلى جنوب سيناء، وتفرق منهم أربعة فى فلسطين والشام ومنهم مزينة هناك إلى الآن، وقيل معظمهم من بنى سالم، وظل ثلاثة رجال فى جنوب سيناء هم علوان وفراج وطرفا، وقيل عن مزينة إنهم أرادوا التحالف مع أولاد سعيد أو الصوالحة فاشترطوا عليهم «سمن ومال» يفرض على زواج بناتهم، فأبت مزينة هذا الشرط وتحالفوا مع العليقات وظلوا معهم إلى الآن، ولهم قسمة فى منافع بلاد الطور مع العليقات، وأقوى العهود والمواثيق بين قبائل سيناء ميثاق الشرف الذى يربط مزينة والعليقات وينص بلهجة بدو سيناء على: «البحر بحر والكف ما ينبت فيه شعر» ويعنى هذا أن العهد لا ينحل إلا إذا نفد البحر أو طلع للكف شعر، وهذا كان فى حرب «خشم الواطية» بين الصوالحة والعليقات.
وتنقسم مزينة فى سيناء إلى فرعين: الأول «علوان» ومنه عشائر العلاونة، والشذاذنة، وأشهر فخوذ العلاونة «النيص، السماحات، أبو محمود»، أما الشذاذنة فأشهر فخوذهم «النصيرات، الرواحلة، الحرابة»، والثانى فراج ومنه عشائر «ولاد على، والغوانمة». ولاد على أشهر فخوذهم «الغصينات، الدرارمة، المحاسنة»، والغوانمة أشهر فخوذهم «العويسات، السوارية، الفطايمة».
مساكن مزينة فى جنوب سيناء تبدأ من رأس محمد حتى نويبع على خليج العقبة، وتمتد على الغرب فى بئر سهب ووادى السيق الغربية، ويعيش أفراد القبيلة على رعى الإبل والأغنام وبعض الزراعات، والصيد فى خليج العقبة وخليج السويس، واتجه بعضهم إلى العمل بالسياحة مؤخرا فى شرم الشيخ، حيث يوجد عدد كبير من مزينة يمتلك خياما سياحية وفنادق منها «بيت الحمام وبيت القرش فى شرم الشيخ» ومعظم الرحلات السياحية للأجانب تتم فى مناطق «مزينة» بشرم الشيخ ودهب ونويبع، وهم معروفون بقدرتهم على تنظيم الرحلات السياحية.
أما انتشار القبيلة العريقة، فقد نزح بعضها من سيناء إلى العقبة بالأردن وهم من الدرارمة والهواشلة والغصينات، ومن مزينة عائلة الدهاشنة وجدهم يسمى دهشان من النصيرات من الشذاذنة من أولاد علوان ومسكنهم فى الإسماعيلية بقرية نفيشة، ويقال إن هناك عائلة تسمى القرمانى من مزينة وتسكن ما بين أبو صوير والإسماعيلية وفى السبع بيار وقرية الشيخ.
وتتفرق عائلات من قبيلة مزينة فى محافظة السويس، وأغلبهم فى الزيتية والجناين والمثلث (كفر العرب)، وكبير العائلة فى هذه المناطق يسمى «الضبيب»، والشيخ على أبو المساعيد من الغوانمة مزينة.
ومن مزينة فى مديرية التحرير (بحيرة) عائلات توطنت ويعيش أغلبها على حرفة الزراعة، وقد هاجروا إليها عقب عام 1967م، وأكثر هذه العائلات من «الغوانمة».
ومن هذه القبيلة أيضا عائلات تحضرت فى أحياء القاهرة والجيزة مثل مصر الجديدة والدقى والبساتين وعين شمس، ومنها عائلات عديدة مجاورة لعرب «العليقات» فى القليوبية أشهرها رضوان ومنهم أبو شحات ويعرفون باسم «الشرقاوى»، وأبو عبيد، وأبو سعيد، وأبو صبيح، والمصالحة والجبارنة وأبو الروس، وفى عرب العيايدة مركز الخانكة أولاد أبو بريّك من أبى جبلى فى طور سيناء، وأولاد أبو دعيّش فى جزيرة السعادات «أبونملة» بمركز «أبوحماد» فى الشرقية، ومن أولاد «أبودعيش» جزء فى «سرابيوم» فى «عين غصين» و«أبوبلح» بالإسماعيلية، ومن مزينة أيضا عائلات كثيرة فى الصعيد هاجروا من سيناء من عدة قرون، ومنها من هم فى الصعيد منذ الفتوحات وأكثرهم فى محافظة أسيوط، وتوجد قرى باسمهم فى أنحاء من «ديروط»، كما توجد باسمهم «رابطة أبناء مزينة الخيرية» بالقاهرة.
وإذا كانت مزينة قد أنجبت أبطالا قدموا لوطنهم مصر الكثير، فإن الدولة فى المقابل كرمتهم ومنحتهم أنواط الواجب الوطنى من الطبقة الأولى، فقد كان أحدهم -رفض ذكر اسمه- يشرف على تأمين اثنين من البدو، كانا يأتيان من الغردقة لتصوير المواقع الإسرائيلية، حتى يعودا إلى جزيرة «شدوان»، لكن ذات مرة رصدتهم طائرة حربية إسرائيلية وهم فى طريقهم إلى جزيرة شدوان، وظلت هذه الطائرة تحوم بين الجبال والأودية بحثا عنهم منذ الصباح وحتى المساء، لكن هذا البطل المزينى كان خبيرا بدروب الصحراء فخبأهم فى أحد الكهوف، إلى أن مكّن صاحبيه من المغادرة عبر أحد اللنشات الذى كان ينتظرهما على شاطئ البحر والذى أوصلهما إلى الجزيرة بسلام، لكن المزينى لم يتمكن من العودة إلا بعد أسبوع كامل، فقد كان محاصرا فى كهفه، لا يجد سوى أعشاب الصحراء يأكلها لتعينه على العيش انتظارا لوصول المركب الذى يعود به إلى بر سيناء على الشاطئ المقابل.
ويحكى موسى حسن أنه كان لوالده أقارب فى البر الآخر، وكانوا يعملون لصالح «مصر»، فجاء ضباط وجنود من الجيش الإسرائيلى المحتل إلى منزله وسألوه عن أقاربه الموجودين على البر الآخر، وقالوا له: هل ستخبرنا لو جاءوك وتسلمهم لنا؟ فأجابهم قائلا: «لا.. أنا أموت قدامهم»، يقصد أنه يموت شهيدا ولا يسلمهم، فردوا عليه قائلين: «إنت كده ريحتنا«، وأخذوه إلى منطقة قريبة منهم ليكون تحت أعينهم ولا يفشل مخططهم فى القبض على المقاومين، لكن أمر المقاومين لم ينته بمجرد أسر الشيخ حسن، فقد كان هناك رهط من مزينة يقومون بنفس دور الشيخ حسن وأكثر.
يقول الشيخ إبراهيم سالم عضو البرلمان سابقا، وأمين المجالس المحلية وشيخ قبيلة«مزينة» بجنوب سيناء حاليا: استعانت الدولة بوالدى المرحوم سالم جبلى أبو بريك شيخ مشايخ قبيلة «مزينة» فى عهد الرئيس مبارك لمعرفة حدود«طابا» لأنه كان من ضمن مشايخ سيناء الذين لديهم خبرة معرفة العلامات الحدودية.
ويحكى الشيخ إبراهيم عن شقيقه الشهيد حميد سالم جبلى، أنه كان دليلا بدويا لقوات الكوماندوز المصرية مع المرحوم سعد جبلى خميس، وأنهما زرعا الألغام لتدمير مركبات العدو فى طريق شرم الشيخ، كما دمر أهدافا كان العدو يسيطر عليها فى مطار طور سيناء.
يتابع الشيخ إبراهيم: شقيقى المرحوم الشيخ محمد سالم جبلى كان قائدا لمجموعة مدنية، وتم أسره من قبل الاحتلال الإسرائيلى الذى حكم عليه بالسجن المؤبد المضاعف لمدة 75 عاما، وتم الإفراج عنه بعد 3 سنوات من سجنه ومعه من «مزينة» سعد خميس وحسين عايد، فى حركة تبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل.
العادات والتقاليد تتشابه فى قبيلة مزينة وكل قبائل جنوب سيناء، ففى الزواج يتفقون على أنه فى الوقت الحالى أيسر كثيرا من الماضى وذلك لقلة النساء قديما ولأن هذه القبائل أصبحت حديثا- تزوج وتتزوج من خارجها بل ومن الحضر.
أما بالنسبة لأفراحهم، فيتهيأون لها ببناء الخيام البدوية (بيوت الشَّعر)، وسباقات الجِمال من الصباح حتى غروب الشمس، وتنحر الذبائح، ويأتى المدعوون ليجاملوا أسرة العريس بـ«حمولة» وهى «الجدى والخروف» حسب القدرة المالية وحجم المجاملة بين الأسرتين، ويشبه رجال ونساء هذه القبائل فى ملابسهم إلى حد كبير السعوديين والأردنيين، فالرجال يلبسون «الجلاليب» والشال والعقال على الرأس، والنساء يلبسن «العبايات» السوداء «والطرحة» السوداء أيضا.
وكما كان العرب قديما يفعلون، فإن الزوجة «المزينية» تحترم زوجها وتوقره، وتسعى دائما إلى رضاه، وفى المقابل يعاملها بنفس الدرجة من الاحترام والحب والتوقير، وهناك حكاية متواترة عبر الأجيال، تدلل على مدى المعاملة الطيبة بين الطرفين، فقد كانت هناك امرأة تسمى «واضحة»، لم تكن تنام قبل عودة زوجها إلى المنزل ولم تكن تعطه ظهرها، بل كانت إذا رغبت فى الانصراف تمنحه وجهها وترجع للوراء، ولم ترفض له طلبا قط، ولم تزر أهلها يوما إلا بإرادته وإذنه، وكان زوجها يعشقها، ولا يتخيل حياته بدونها، فلما ماتت شق عليه دفنها فى التراب، فأنشد يقول: كيف العزا والصبر ياحاج سليم الصاحب اللى ما مشى فى نِكَدْها الله مصبرنى.. صبرت أمس واليوم والصبر مرمرنى وريقى عقّدها ولو خيرونى بين بدو وحضران لاختار «واضحة» نور عينى وُحَدْها لا عمرها رافقت شمشون ولا عمر أبوالعملان كبّر جهادها سايق عليك الله ياحافر الساس لو إنك توسِّع لها فى لِحَدها
وإذا كان لكل قبيلة فى سيناء «وسم» تميز به بعيرها، فإن الوسم المشهور لدى «مزينة» هو الهلال على صدغ البعير الأيسر ويضع بعض عشائر مزينة أمارة أو علامة ليميز بعضهم عن البعض الآخر مثل حرف «L», ويشبه الهلال.
من «مزينة» ◄ الراحل الشيخ بريك عودة: عضو مجلس شعب سابق ◄ سليمان بريك: عضو مجلس شورى سابق ◄ حميد أبو غصين، عضو مجلس شعب حالى ◄ صبيح حسين: عضو مجلس شورى حالى ◄ موسى حسن: أمين وحدة الرويسات الحزبية ◄ صالح أبو عودة: رئيس المجلس المحلى لمحافظة جنوب سيناء ◄ فضية سالم: أمينة المرأة بمركز نويبع ◄ عيدة خطاب: عضو أمانة المرأة بالحزب الوطنى على مستوى محافظة جنوب سيناء، وعضو مجلس محلى المحافظة. | |
| | | ماهر محرم Admin
المساهمات : 381 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: تابع عائلات البلد الشهيرة الجمعة ديسمبر 02, 2011 9:03 pm | |
| عائلة عودة يتمركزون فى «شربين» بالدقهلية.. ويستنكرون عدم اختيار وزير منهم حتى الآن
عودة .. عائلة شهيدى «الإخوان» و«فتح»
محكمة الثورة أعدمت عبد القادر بعد حادث «المنشية».. واستُشهد عبد الرحمن فى المقاومة الفلسطينية عام 1969 ◄رفض الدكتور عبد الملك حقيبة «الخارجية» اعتراضا على «كامب ديفيد».. ورفع عبد الناصر اسمه من قوائم الممنوعين من السفر
انخراط بعض أفراد عائلة عودة فى تنظيم «الإخوان المسلمين»، لفت إليها الأنظار، وجعل قيادات الدولة «يقلقون» من وجودها، ورغم أنها كانت تستحق -وفقا لكلام أبنائها- أن يحمل بعض رموزها حقائب وزارية وسيادية فى البلد؛ إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث.
عائلة عودة تتمركز فى كفر الحاج شربينى بمركز شربين، محافظة الدقهلية، وهى قادمة أصلا من الجزيرة العربية، وقيل من الشام، نزح منها أخوان إلى مصر، أحدهم ذهب إلى «ميت خريطة» بالسنبلاوين، واستقر الآخر فى كفر الحاج شربينى، وهناك رواية تقول إن أصلهم 3 رجال تفرقوا فى الدقهلية والشرقية والمنوفية، وهى الأقرب إلى الصواب لوجود فروع كبيرة للعائلة فى هذه المحافظات.
لا يوجد إجماع على معنى لقب العائلة «عودة» أو سبب تسميته ولا الاسم الحقيقى للملقب به من العائلة، إلا أن هناك من يرى أنه لقب يعنى العودة إلى الحق والخير، ربما يرجح ذلك أن مؤسس العائلة فى الشام كان رجلا بدويا يتنقل بحثا عن الكلأ ومرعى الأغنام وفى الوقت نفسه كان قويا يدافع عن الضعفاء ومسلوبى الحقوق.
أول عمدة لكفر شربينى هو المرحوم على محمد عودة الجد الأكبر للعائلة، وبعد وفاته آلت العمدية إلى عائلة «شعيب» أصهار وأنساب عائلة عودة، إلا أنه تم اختيار المرحوم الشيخ عبد الرءوف عودة «شيخ البلد» نائبا للعمدة، ولم يتم نقل «تليفون العمدية» من منزل آل عودة، إلا بعد وفاة الشيخ عبد الرءوف عودة.
على محمد عودة أنجب 8 من الرجال و7 من النساء، ولم تخرج من هؤلاء الرجال الثمانية شياخة البلد وعمديتها.. وقد كان بيت توفيق عودة بمثابة «بيت الأمة» ففيه تحل المشكلات وقضايا الناس، ولم يكن أحد من من أطراف النزاع أو القضايا يلجأ إلى أقسام ومراكز الشرطة إطلاقا، لأنه كان يجد فى هذا البيت حلا مرضيا للطرفين.
عائلة عودة بميت خريطة بالسنبلاوين يقدرون بـ 15 أسرة رئيسية، يتفرع منها حوالى 15 أسرة فرعية، وهناك فروع أخرى للعائلة فى «بلقاس» بعزبة جاد وعزبة وزير والسلسول، وفى القليوبية والقاهرة وفى مركز قوص بقنا، وهناك من ذهب إلى أن مؤسس العائلة الكبير «عودة» استقر فى ميت خريطة بالسنبلاوين وهو الفرع الأقدم من فرع شربين الأكثر عددا وانتشارا وشهرة.
أحمد فريد عودة، موجه بالتربية والتعليم، يقول إن العائلة تربطها علاقات نسب ومصاهرة بعائلات كثيرة بالقرى، والمراكز والمحافظات التى تتوزع فيها، وأبرز هذه العائلات: «الغلبان وكبشة وعريض والصعيدى والسلخ وأبو مصطفى وأولاد حسن والمعصراوى وشعير وشحتّو ومقرب».
الحكايات القادمة من كفر الحاج شربينى عن رموز العائلة بصفة عامة متعددة، وعن الشهيد عبد القادر عودة، (وكيل عام جماعة الإخوان المسلمين)، بصفة خاصة، تحتاج إلى كتاب يشرح دور وتاريخ الرجل مع الجماعة فى حقبة تاريخية مهمة من تاريخ مصر مع الرئيسين نجيب وعبد الناصر، لكننا سنكتفى بشهادة ابن شقيقه محمد عبد الرءوف عودة الذى يعرف عن العائلة ورموزها الكثير، يقول: الشهيد المستشار عبد القادر عودة كان رئيسا لمحكمة المنصورة، واستقال من منصبه ليترافع فى قضية مقتل الشهيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وترافع فيها وحصل على أحكام ضد قتلة «البنا» وصلت للإعدام، ثم فتح مكتبا للمحاماة فى ميدان الأوبرا بالقاهرة، كان ملتقى للمحامين من كل محافظات مصر، وفى أحد أيام عام 1954 جاءه أحد الأشخاص على حصان وقال له: «الرئيس محمد نجيب عاوزك»، فركب عبد القادر سيارته الـ«جيب» وكان يرتدى بذلة «شاركستين» بيضاء، وأثناء مروره بالسيارة من فوق كوبرى «قصر النيل» وجد قوات الشرطة تطلق الرصاص صوب الطلاب الخارجين من جامعة القاهرة للانضمام إلى المظاهرة أمام قصر عابدين ونزل عبد القادر من سيارته وخلع «جاكيتته» البيضاء وملأها بدم الشهداء ورفعها على هيئة علم ودخل بسيارته إلى ميدان عابدين وقال: «يانجيب.. هذه دماء المسلمين»، فرد عليه نجيب: «تعالى يا عبد القادر اطلع»، فاستجاب لكلامه، وجلسا فى إحدى شرفات قصر عابدين منفردين، وبعد5 دقائق خرج عبد القادر وأخرج مصحفا من جيبه موجها كلامه للمتظاهرين: «أيها الإخوان لقد اجتمعتم على هذا، وباسم هذا أسألكم الانصراف فرادى وفى هدوء».. وبالفعل استجاب المتظاهرون لنداء عبد القادر وأخلو الميدان فى أقل من 5 دقائق، ثم أتى عبد الناصر رئيسا.. وجاء حادث المنشية الذى جرت فيه محاولة اغتيال جمال عبد الناصر، أعدم على أثره عبد القادر ومعه 7 من قيادات الإخوان.
العائلة قدمت شهيدا آخر هو الدكتور عبد الرحمن توفيق عودة الذى تخرج فى كلية طب جامعة القاهرة عام 1965، والتحق ببعثة اتحاد الأطباء العرب للعمل مع حركة المقاومة الفلسطينية فى 13 أغسطس 1969، يقول بيان قيادة الكفاح المسلح الفلسطينى: «إن قوة ضاربة من قوات الصاعقة والعاصفة والجبهة الشعبية الديمقراطية، قامت ليلة 24 سبتمبر بالتوغل داخل أرضنا المحتلة لنسف وتدمير المعدات والآليات التى جلبها العدو لإعادة بناء «سد النهرين» فى غور الأردن، وقد حاول العدو تطويق قواتنا؛ إلا أن القوة استطاعت فتح طريقها والعودة إلى قواعدها حاملة معها جثمان الشهيد البطل عبد الرحمن توفيق عودة»، وقال رفيق سلاحه الدكتور فتحى عرفات المشرف على الخدمات الطبية لمنظمة فتح وشقيق المناضل، الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، فى تصريحات نشرتها مجلة نقابة الأطباء فى العدد 53 نوفمبر1969: «الواقع أن الشهيد الدكتور عبد الرحمن توفيق عودة كان يطلب الموت ويسعى إليه سعيا منذ الدقيقة الأولى لوصوله إلى عمان..
أذكر أننا يوم وصول البعثة الطبية أحببنا أن نقوم بعمل جولة تزور فيها البعثة الجديدة المواقع وتتعرف على القواعد، وعندما وصلت للمواقع المتقدمة، قال الدكتور عودة: «سأقضى وقتى كله وحياتى فى هذه المواقع الأمامية لأننى جئت من القاهرة لأشارك فى العمليات الفدائية كمناضل وكفدائى وكطبيب وكإنسان».
ويعلق محمد عبد الرءوف قائلاً: «فى سنة 1969 خرجت من المعتقل (اعتقل لأنه كان يبعث إلى مجلس قيادة الثورة بتلغرافات يطلب منه تخفيف حكم الإعدام عن عمه عبد القادر عودة، وكان بين الحكم وتنفيذه أسبوع، اعتقل ثلاث سنوات فى سجن مزرعة طرة من سنة 1965 حتى 1968)، وبعث إلى مكتب مباحث أمن الدولة فى «شربين»: «احنا عايزينك»، فذهبت إليهم، ودخلت على رئيس المكتب الذى وجدته يحاورنى ويكلمنى فى موضوعات بعيدة عن السياسة.. «انتو زارعين ايه وعندكوا بهايم أد ايه؟ و«القعدة طولت».. قلت له «خش فى الموضوع على طول انت عاوزنى ليه؟».. قال لى: «بصراحة أنا عايز أقول لك بكل أسف، فرن هاتف المكتب قبل أن يكمل كلامه.. ألو مين.. قال له خد محمد عودة معاك اهه.. قلت مين.. قال أنا شعراوى جمعة وزير الداخلية.. يا ابنى أنا بعزيكم فى استشهاد الدكتور عبد الرحمن».
يستطرد عبد الرءوف: «لم أتمالك نفسى، وبكيت وقلت له «متشكرين يا افندم».. ثم قلت لرئيس مكتب أمن الدولة «أنا هاستسمحك هعمل له ميتم وهاخد عزاه.. ولا هو زى الأستاذ عبد القادر لما قفلتوا علينا البيوت ومخليتوناش نروح الجبانة حتى؟.. ده هاخد له عزاه وهعمل له ميتم.. «قال لى لا ما ينفعش» قلت له «والله لهعمل له ميتم واخد عزاه وبعد كده تعتقلونى تشنقونى مش هاتفرق بس الشهيد ده ياخد حقه».. رن هاتف مكتب أمن الدولة مرة أخرى.. ألو.. أيوه يا افندم.. أيوه يا محمد عودة، الريس عبد الناصر وافق على تشييع الجنازة شعبيا ورسميا من القاهرة حتى مقابر القرية فى شربين).
يعلق عبد الرءوف على التحول الذى حدث بين المكالمتين الهاتفيتين: «بأن ياسر عرفات تحدث مع الرئيس عبد الناصر فى الأمر» وبالفعل تمت جنازة الدكتور عبد الرحمن عودة ودفن فى مقابر كفر الحاج شربينى وشهدت جنازته حضورا كثيفا من السياسيين والعامة ورجال مباحث أمن الدولة الذين انتشروا فى شربين حتى مقر إقامة سرادق العزاء، وحضر الراحل إبراهيم شكرى مؤسس حزب العمل، ابن مركز شربين، معزيا وقال فى سرادق العزاء: «يا آل عودة أنا جيت أعزيكم متأخر 15 سنة لأن المفروض كنت أعزيكم فى الشهيد عبد القادر عودة زميل كفاحى ورئيس لجنة وضع الدستور الدائم لمصر إلا أن أجهزة الأمن منعتنى.. اليوم أعزيكم فى الشهيد عبد القادر والشهيد عبد الرحمن عودة..
إن هذا الشهيد يحيى ذكرى والده الشهيد -يقصد عبد القادر- فقام الدكتور عبد الملك عودة وقال: إننى الذى أخذت عبد الرحمن عودة إلى القاهرة حتى تفوق وتخرج طبيبا متفوقا، واليوم جئت لأدفنه شهيدا.. إن الشهادة ليست جديدة على عائلتنا فقد سبق وقدمنا أخى عبد القادر عودة شهيدا».
أبناء عائلة عودة كانوا ممنوعين من دخول الكليات العسكرية والشرطة حتى قبيل نكسة 1967، ثم سمح لهم بعد ذلك لأن الدولة اتجهت إلى حشد المقاومين واعتمدت على النزعة الدينية التى وثقت فى أنها الحل للقضاء على الاستعمار وتحقيق النصر على الأعداء، فكان توجها دينيا كاملا للدولة لتحقيق النصر فى 73 حتى إن النصر تحقق بلفظة الله أكبر، ويعتقد أبناء العائلة أن الدولة لم ترض عنهم إلا بعد استشهاد عبد الرحمن عودة، وهو الحادث الذى خلق انفراجة فى علاقة الدولة بهم، ومن آل عودة من يؤكد أن توجههم الدينى نابع من جينات الدم، ولم ينضم منهم أحد فى تنظيم الإخوان سوى عبد القادر عودة، ويبررون من اعتقل وسجن واستدعى منهم عقب استشهاد عبد القادر سنة1954 لقرابته بعبد القادر فقط، ولم يثبت انضمام أحد بعده إلى التنظيم.
الدكتور عبد الملك عودة، أحد الوجوه البارزة والمشرقة فى العائلة، هو والد الدكتورين جهاد وزياد، والأول هو الدكتور جهاد عودة السياسى البارز فى لجنة السياسات فى الحزب الوطنى.. شارك الدكتور عبد الملك فى تشييع جثمان الإمام حسن البنا، فاعتقل ونفى الدكتور عبدالملك إلى جبل الطور.
الدكتور عبد الملك عودة، يلتصق اسمه دوما بالدراسات الإفريقية الحديثة فى مصر، فقد رفضت جامعة القاهرة -عدة مرات- رسالته التى تخصصت فى «الكتلة الإسلامية» على اعتبار أنها بحث إسلامى سياسى، فطلب منه الدكتور عبد القادر حاتم -وزير الإعلام سابقا- أن تكون رسالته فى الدراسات الإفريقية لأن مصر منفتحة على إفريقيا، وبالفعل حصل على درجة الدكتوراه، وقد سمى بصاحب العمادات الثلاث لأنه شغل منصب العميد لـ«كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكلية الإعلام ومعهد الدراسات الإفريقية».
ودفع عبد الملك عودة ضريبة نضال وأفكار أسلافه من أبناء العائلة، فقد كتب إلى الرئيس عبد الناصر يشكو معاناته الناتجة عن التضييق عليه ومنع تأشيرة سفرياته للخارج لحضور مؤتمرات دولية مدعوا إليها، فكتب عبد الناصر على الالتماس: «يرفع اسم د. عبدالملك من قوائم الممنوعين ولا يوضع فيها إلا بمعرفتى شخصيا»، وفى عهد السادات تم ترشيحه وزيرا للخارجية، وهو ما تزامن مع توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، لكنه رفض، قائلاًً: «ازاى أنا أكون أخو عبد القادر عودة وانا اللى أبتدى الصلح مع إسرائيل؟».. وحمل محمد إبراهيم كامل حقيبة الخارجية بديلا عنه.
المستوى المادى للعائلة فوق المتوسط، وفيها جميع المهن، وأغلب أبنائها وصل إلى أعلى مراتب التعليم، ومنهم مقيمون بالخارج.
توجد مدارس باسم العائلة فى شربين، مثل مدرستى الشهيد عودة الإعدادية والثانوية، ومدرسة على أحمد عودة الإبتدائية، بالإضافة إلى مركز شباب الشهيد عبد الرحمن عودة.
لمعلوماتك... من العائلة ◄ د.جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى الحاكم. ◄ رفعت عودة، مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بتونس، ومديرها فيما بعد..توفي وعمره 65 عاما وهو يحج ودفن فى منى. ◄ الفنان الراحل عبد الغفار عودة، المخرج المسرحى ووكيل وزارة الثقافة. ◄ د.خالد عبد القادر عودة أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة أسيوط، وصاحب أبحاث واكتشافات عديدة ومؤثرة فى هذا المجال. ◄ محمد عبد المقصود عودة بطل وشهيد فى حرب أكتوبر1973. ◄ المستشار عفت عودة، مقيم بالقاهرة. ◄ أ.د أحمد عبد المجيد عودة أستاذ بكلية التجارة. ◄ المستشار عزت محمود عودة. ◄ المستشار أشرف صلاح عودة عائلة نجم من قبيلة السواركة نزحوا مع عمرو بن العاص واستوطنوا الشرقية
عائلة نجم.. جدهم الأكبر استضاف الخديو عباس 3 أيام وقام بتمويل جيش عرابى
تصدوا للفرنسيين فى التل الكبير.. واتخذ الفدائيون من دوارهم مخبأ لهم
الحملة الفرنسية على مصر، كانت علامة بارزة فى تحول عائلة نجم، وانتشارها فى أرجاء مصر، فالعائلة ترجع إلى رجل اسمه نجم من قبيلة السواركة، التى جاءت إلى مصر مع عمرو بن العاص ضمن 12 قبيلة أخرى، وإليها يرجع نسب سيدنا سعد بن عكاشة.
سكنت العائلة حدود مصر مع فلسطين لكن أصابهم الفقر فى عام 1703 فرحل أربعة إخوة منهم إلى محافظة الشرقية بمصر، كان منهم رجلا يسمى نجم سكن منطقة العباسة فى أبوحماد وسكن باقى أخوته فى الحسينية وفى منطقة المنجاة.
يحكى رأفت نجم عن العائلة قائلاً: عند مجىء الحملة الفرنسية، ودخولها منطقة الصالحية، تصدى لهم نجم وأخوته، ولما أبلوا بلاء حسنا فى الدفاع عن المدينة، منحهم الوالى المصرى 10 آلاف فدان، فى زمام منطقة الحسينية، كما منحهم أرض فاقوس، وكانت تسمى خرايب أبونجم،وهو الاسم المسجل فى هيئة المساحة، حتى الأن وهى أرض لم تزرع لقلة المياه، إلا بعد إنشاء ترعة الإسماعيلية. ورحل كثير من أبناء العائلة إلى منطقة العباسة لتسمى بعد ذلك بكفر نجم وأرض الملاك، فعمل أبناء العائلة باستصلاح الأراضى المحيطة بهم، وكانت عبارة عن أراض جبلية، فامتلكوا حوالى 3000 فدان فى المنطقة.
ويضيف رأفت: نجم الكبير كان قطبا من أقطاب مولد أبومسلم، حيث كان يذهب مع العائلات الكبيرة، ويقيم الخيام ويذبح الذبائح، مصطحبا موكبه، وفى مرة كان راكبا فرسه وحوله الخفر والمماليك تجرى أمامه ووراءه، فخرجت طلقة أصابت نجم، فقتل عن طريق الخطأ، فقامت العائلات بعمل قعده كبيرة للثأر من المملوك القاتل، وأعطوا الابن الكبير محمد نجم فرصة القصاص لوالده، إلا أنه مسك السيف ووضعه على رقبة الجانى، ثم أطلقه لوجه الله.
يقول عدلى نجم: نجم الصغير هو مؤسس عائلة نجم الحقيقى، فلم يرض أن يعتمد أولاده السبعة على أرضه أو ماله، فأرسلهم جميعا إلى الجامع الأزهر، قبل أن يبقى جامعاً وجامعة، منهم العمدة الشوادفى، وعطية وعلى وحسن وسماحة ومرسى ومهدى، فحصلوا جميعا على الإجازة العالمية، ومن بعدها ولا يولد أحد من أبناء نجم إلا ويكمل تعليمه الجامعى، حتى أن لهم 26 لواء فى القوات المسلحة، 17 لواء شرطة أبرزهم عصام نجم وكيل الأمن العام وأكثر من 30 طبيبا.
ويضيف عدلى: نجم الصغير كان أول عمدة فى منطقة العباسة، وظهرت له قدرة على حل المشاكل، فتزعم الجلسات العرفية، التى كان يستضيفها فى بيته، وكانت له سطوة وكلمة لا يراجعه فيها أحد، تولى العمودية من بعده ابنه محمد، والذى كان فارساً وماهراً بركوب الخيل، حارب العثمانيين الأتراك وجنودهم الانكشارية- فرقة عسكرية من المشاةالعثمانيين- عند حدود منطقة الشرقية.
ويلتقط صبرى نجم طرف الحديث قائلاً: الشوادفى بك نجم كان رجلاً مفكراً ومتعلماً، فلا تعرض عليه أية مشكلة، إلا ويجد لها حلا، فلا تتدخل الحكومة فى أى من أمور الناس، رغم أن عموديته كانت على منطقة كبيرة، تبدأ من أول القصاصين بالإسماعيلية حتى بساتين أبوالأخضر فى الزقازيق.
ويضيف صبرى: أخذ الشوادفى نجم الباهوية من الخديوى عباس بعد أن زاره الخديوى بعد تعطل الياخت الملكى الدهبية فى ترعة الإسماعيلية، فصمم الشوادفى على استضافته هو والحاشية الملكية، لحين إصلاح الدهبية، واستجاب الخديوى وأقام 3 أيام فى منطقة أرض الملاك كفر نجم ثم منحه النيشان الملكى بعد الباكوية. كما كانت للشوادفى مواقف وطنية فبعد قطع الإمداد عن جيش عرابى عند كوبرى العباسة، استضافهم وأرسل إليهم المؤن التى تلزمهم.
ويقول عبدالمنعم نجم: تولى محمد نجم العمودية من بعد الشوادفى، لمدة أربعين سنة منذ 1895، وعاصر الإنجليز فى منطقة التل الكبير، فأوى الفدائيين فى بيته فى منطقة كفر أبونجم، وقام بتمويلهم فلم يستطع الانجليز دخول المنطقة من قوة وسطوة محمد أبونجم. ويضيف عبدالمنعم: تولى عطية نجم العمودية بعد ذلك، وعرف عنه حب خدمة الناس، وإليه يرجع الفضل فى استصلاح أكثر من 2000 فدان فى الجبل والمناطق الصحراوية المحيطة، كما بنى أول بيت فى كفر نجم والمنطقة المحيطة بالحجر والخشب الموسكى، تزوج 4 سيدات فأنجب 32 ولدا، علمهم تعليما عاليا فى الأزهر «بسببه» أشتهرت العائلة بأنها من هواة الزواج بأكثر من واحدة حتى أن صبرى على نجم تزوج بعد ذلك من مسلمة ومسيحية معا. وتضيف الحاجة ليلى أن العمدة سليم عطية نجم عندما أراد أن يبنى بيته، احضر أحجاره من حلوان عن طريق النيل، ثم إلى ترعة الإسماعيلية، وقامت الجمال بنقل الحجارة إلى البلد.
كما اشترك مع إخوته الـ 32 فى ردم البرك واستصلاح الأراضى، بعد أن كانت تسمى الجبلاية ثم أكملوا حفر ترعة الملاك بعد أن قاما عطية نجم الكبير والشوادفى بحفر الترعة، وسميت ترعة الملاك لأنهم كانوا ملاك هذه الأرض. وهى الأرض التى أقام عبدالناصر عليها المشروع اليوغسلافى لاستصلاح الأراضى، إلا أن السادات افتتح المشروع بعد وفاة الزعيم عبدالناصر.
ثم قام الإخوة بعمل عزبة للفلاحين لتسهيل عملية زراعة أرضهم، ثم أعطى لكل فلاح فيها بيتا، وكان من كرم سليم نجم أنه رأى أحد الفلاحين يقوم بسرقة أرضه فقال له الله يخيبك مقلتش ليه انك محتاج ؟ ثم أعطاه من المحصول أكثر مما سرق!
ويعاود رأفت نجم الحديث قائلاً: وقفت العائلة مع حركة المقاومة الشعبية فى منذ عام 1949، حيث كانت معسكرات الجيش الانجليزى تعسكر فى التل الكبير، فكانت تخرج صوانى الطعام لجنود المقاومة المشكلة من الطلبة والعمال، والذين جاءوا من القاهرة متخذين من القرية مخبأ لهم، وليلا تقوم بمهاجمة المعسكرات الانجليزية، كان من أشهرهم رشاد هريش. ويحكى صبرى نجم مواقف العائلة قائلاً: عمل عبدالحميد أحمد نجم مديراً عاماً لنادى الصيد بالدقى، وكان محبوبا من أبناء المنطقة كلها، فاختير عضوا لمجلس الأمة عن مركز أبوحماد فى عام 1956 حتى عام 1968 بعد حل المجلس بعد النكسة، صادق السادات، رغم ذلك كان جريئاً، وله عدة مواقف عارض فيها السادات، إلا أنه كان ينتصر فى كل مرة.
ويضيف عبدالمنعم نجم أن نبيل نجم لحب الناس له، كان عضوا لمجلس الشعب عن دائرة الزيتون، رغم أنه من أبوحماد شرقية، كما أنه كان عضواً فى الاتحاد الاشتراكى أيام جمال عبدالناصر، صادق زكريا عزمى، ولإخلاصه له دله على دائرة الزيتون لتكون مكان ترشحه فى انتخابات مجلس الشعب، رغم أنها كانت دائرته الانتخابية، كما كان نبيل نجم من رجال عبدالناصر، بل من ضمن اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى، وكانت لنجم مواقف سياسية هامة فى مجلس الشعب. ورغم إقامة نبيل نجم بالقاهرة إلا انه لم ينقطع عن زيارة أهله فى الشرقية، ولم تفته مناسبة إلا حضرها، ولا يتخلى عن مساعدة أهله، ودائما ما كان يصحب ابنه المستشار ليتعرف على عائلته.
ويحكى عطية نجم عميد العائلة بأنها قدمت لمصر شهداء منهم فاروق نجم، الذى استشهد فى عملية داخل سيناء فى وقت الاحتلال الإسرائيلى، فسميت على اسمه مدرسة فاروق نجم بالحجاجية فاقوس، كما حصل على نجمة سيناء العسكرية وسميت إحدى قاعات الكلية الحربية باسمه. والذى احتفظت إسرائيل بجثته مدة شهر، إلا أن الفريق محمد أحمد صادق وزير الحربية تم مبادلته عن طريق الصليب الأحمر، وقامت كل وحدات الجيش بإرسال مندوب لها فى العزاء، حتى أن اللواء سعد الدين الشاذلى رئيس الأركان، وقتها، كان يستقبل المعزين بنفسه. ابن العائلة الشاعر احمد فؤاد نجم، عمل ترزيا فى معسكر القوات الانجليزية فى القناة، وبعد أن ألغى النحاس باشا معاهدة 36 سنة 1951، دعا الموظفين الذين يعملون فى المناصب الانجليزية بأن يتركوا العمل، وقامت الحكومة المصرية بتعيينهم، وتم تعيينه فى السكة الحديد كمنجد لكراسى القطارات. سجن فى عهد عبدالناصر وسجن أيضاً أيام السادات لمدة 3 سنوات بقانون جديد هو قانون العيب، والذى صدر له بالخصوص.
ويحكى أفراد العائلة أن من آل نجم من عرضت علية رئاسة الوزراء ورفض، حيث عرضت على على نجم رئيس البنك المركزى فقال: منصبى كمحافظ للبنك المركزى أفيد للدولة، كما أن على نجم أول من حارب شركات التوظيف، وأول من نبه لخطورتها، بعد أن كشفهم بالصدفة أثناء وجوده فى أمريكا، وعلم بمضاربتهم بأموال المودعين بالبورصة الأمريكية، كما عرف عنه أنه رجل دوغرى، لا يحب الواسطة حتى لو كانت لأقاربه، وصنف عالمياً ضمن خبراء الاقتصاد كما رأس اتحاد البنوك العربية الفرنسية، كما شغل إسماعيل نجم منصب رئيس جمارك بورسعيد والسويس، فوضع الحق فى نصابه، فعندما أراد بعض المسئولين أن يعفى بعض المتعلقات الرسمية من الجمارك أيام جمال عبدالناصر رفض فاتصل به وزير المالية فى وقتها فرد عليه بأن نترك ذلك لتنفيذ القانون، كما صمم سعيد نجم سنة 54، والذى كان يشغل مدير عام وزارة المالية على أن يحصل العمال على حقوقهم وعلاواتهم، رغم معارضة وزير المالية فى ذلك الوقت، ويرجع للدكتور عطية نجم مدير عام المنطقة الطبية بالإسكندرية الفضل فى محاربة مرض الكوليرا سنة 47.
ويضيف أفراد العائلة ان اللواء محمد احمد نجم كان مديراً عاماً للإمداد والتموين فى حرب أكتوبر 73 فى منطقة الإسماعيلية، حارب فى حرب أكتوبر، وكان مسئولاً عن تلبية إحتياجاتها مهمات القوات المسلحة، وتنفيذ طلباتها فى الذخيرة، ووفق فى إمداد الجيش بكل متطلباته. وتقول ليلى نجم مدير عام بجامعة الزقازيق: إن العائلة مشهورة بين العائلات بالتعليم، فثريا نجم المذيعة بالإذاعة، كانت أول سيدة تأخذ الليسانس فى العائلة، كما تزعمت الأستاذة الدكتورة درية نجم أستاذة الأدب الفرنسى بكلية الألسن، ومدام زينب نجم ومجموعة من نساء العائلة، لأول مرة إنشاء ناد ومركز شباب نسائى مختلط فى القرية وأشهرن هذا المركز وكن يعملن فريقين بين البنين والبنات، فى وقت كان لا ينظر فيه إلى ذلك إلا أن النادى حصل على المركز الأول فى الشرقية، ولم يكتفين بذلك بل سعين لإصدار مجلة أسمينها النجوم المشرقة وخصصن جزءاً منها للبلد وجزءاً للقاهرة.
لكن الآن هاجر كثير من أبناء العائلة إلى الخارج بحثا عن تعليم أفضل أو مصدر رزق أوسع، كما أن العائلة مسجلة فى ديوان رئاسة الجمهورية، لذلك فأى حالة وفاة تحدث عندهم ترسل برقية عزاء من رئاسة الجمهورية للعائلة. عبدالفتاح نجم مستشار الاتحاد العام للمصريين بالخارج حكى بنفسه عن مشاكل المصريين الكثيرة مع الكفيل، ولولا تدخل بعض الأمراء بالمساعدة لتم ترحيل نصف العمالة المصرية بالسعودية.
يحكى جمال أحمد نجم عضو مجلس محلى محافظة لمدة 15 سنة قائلاً: إن والدى الذى كان يعمل بالتجارة، أصر على تعليم جميع إخوتى فدخلوا جميعاً الكلية الحربية والطيران إلا أنا، وفى حرب 73 كان كل أفراد العائلة فى الجيش حتى جندت لمدة 9 سنوات وطلبت من أخى إجازة فرفض قائلا لى زيك زى اللى معاك وكان أخى اللواء صلاح نجم مديرا لكلية القادة والأركان فى كلية الحرب و قائد لواء عبدالحميد نجم، والذى حصل على بطولة الجمهورية فى لعبة الزانة.
تنتشر العائلة فى الكثير من بلدان الشرقية، وسمى كفر نجم فى أبوحماد، على اسم الجد نجم الكبير، وفى عزبة نجم التى سميت على اسم عطية نجم، وفى عزبة آل نجم فى فاقوس، وعزبة فاضل نجم، وعزبة أبونجم فى صان الحجر، بمركز الحسينية وينتشر باقى العائلة فى الزقازيق والإسكندرية والقاهرة وفى قطاع غزة بفلسطين.
بنات نجم لا يتزوجن إلا من العائلة، ميثاق عرف عن العائلة قديما، وشدد عليه محمد بك الشوادفى مع عطية نجم، ونص على ألا تتزوج بناتهم إلا إلى أولادهم، فك هذا الارتباط منذ وقت قريب، وقديما كانت مدة الفرح 15 يوماً، ثم يأتى العريس فى اليوم الموعود راكباً حصان وتركب العروسة الجمل، فيأخذ عروسته ويذهبان إلى بيت الزوجية، وأفراح نجم أحيتها أم كلثوم فى سنة 21، بعد أن قام الشوادفى نجم بتزويج ولد وبنتين له، فأقامت أم كلثوم فى دوارهم فى عزبة أبونجم 3 أيام، وتم ذبح أكثر من 17 عجلاً وأكثر من 40 خروفاً، أما المأتم فيكون 40 يوما يتم فيه ذبح العجول والخرفان للضيوف المعزين.
بارزون من العائلة ◄ محمد المرسى نجم مدير عام السكك الحديدية ◄ عبد الفتاح الشوادفى نجم مستشار فى الإذاعة والتليفزيون ◄ ثريا نجم وكيل وزارة الإعلام ◄ اللواء عصام نجم مساعد وزير الداخلية للأموال العامة ◄ اللواء عبد الفتاح نجم رئيس إدارة البحث الجنائى بالدقهلية ◄عطية عثمان نجم مخرج بالتليفزيون ◄ مجيدة نجم مخرجة بالتلفزيون المصرى ◄ سعاد نجم مخرجة بالتليفزيون المصرى ◄ عز أنور نجم مستشار بوزارة المالية ◄ عدلى نجم مدير عام بالتربية والتعليم ◄ الدكتور إسماعيل نجم وكيل كلية الطب بالزقازيق ◄ الاستاذ الدكتور أحمد حافظ نجم وكيل كلية الحقوق، جامعة الزقازيق ◄ عميد طيار محمود نجم ◄ اللواء فيصل نجم رئيس الإدارة المركزية لأمن التليفزيون ◄ عميد فوزى نجم بالقوات المسلحة ◄ اللواء سمير نجم بالقوات المسلحة ◄ اللواء محمد نجم بالقوات المسلحة ◄ اللواء صلاح نجم مدير كلية القادة والأركان ◄ الحاج عطية نجم رجل اعمال ◄ المستشار نبيل نجم ◄ المستشار نمير نجم ◄الحاج عمر نجم عمدة الملاك ◄الطيار أحمد عمر نجم ◄ الاستاذ الدكتور على عمر نجم عميد كلية الزراعة القاهرة ◄ الحاج عبد الله نجم ◄ الاستاذ الدكتور هانى مرسى نجم ◄ استاذ هندسة الطيران بالقاهرة ◄ عطية نجم مدير بنك ◄ طارق عبد العليم نجم ببنك الاسكان ◄ حاتم الشوادفى نجم ببنك الاسكان ◄ نجم محمد نجم المصرف العربى ◄ على نجم محافظ البنك المركزى سابقا ◄ حسن عطية نجم مدير عام بالجامعة ◄ اللواء عبد الفتاح نجم كان يشغل منصب مدير أمن الدقهلية ومدير أمن مطروح ومدير أمن بورسعيد. ◄ نجم محمد نجم مستشار بمحكمة النقض وتميز بالحكم فى القضايا السياسية فكان يعطى كل ذى حق حقه. عائلة قاسم هاشمية النسب.. تنتشر فى البحيرة والإسكندرية والمنوفية والفيوم والمحلة
«قاسم».. العائلة التى أنارت «إدكو».. وأهداها الملك فاروق «بندقيته».. وألقى عبدالناصر خطابه من بيت أحد أبنائها
كتب محمد الجالى وشعبان فتحى ◄انتصرت لهم محكمة «العطارين» ضد الحكومة وغرمتها بـ«جنيهين» أتعاباً سنة 1932
يرجع تاريخ عائلة قاسم فى «إدكو» إلى ما يقرب من 500 سنة، وهى عائلة هاشمية النسب، نزحت إلى المحلة الكبرى فى قرية تسمى «سوق اللبن»، تركز أغلب أبنائها فى «إدكو» بالبحيرة، ثم توزعت فى باقى مراكز وقرى البحيرة وبعض محافظات الجمهورية.
أحدثت العائلة طفرة كبيرة فى المناحى التعليمية والاجتماعية بقرية إدكو، قبل أن تتحول إلى مركز، وتمتلك ثمانية آلاف صوت انتخابى فى دائرة إدكو وحدها، مما يؤكد كثافة وانتشار وكثرة أبناء العائلة وفروعها، مما يجعلها محط أنظار واهتمام مرشحى مجلسى الشعب والشورى والمحليات، على مستوى الدائرة.
يمتلك آل قاسم مساحات واسعة من أراضى وعقارات إدكو وقرية الطرح بكفر الدوار، وتوجد قرى وعزب بالكامل فى إدكو باسم العائلة، واشتهر «القاسميون» بالعمدية فى إدكو ورشيد بالبحيرة، وأبوقير بالإسكندرية منذ عهد الملك فاروق إلى أن تحولت العمدية فيما بعد إلى منصب شرفى بدون فاعلية، وتحولت القرى إلى مراكز ومدن.
البارزون من هذه العائلة كثر، فمنهم على قاسم الذى أنشأ جمعية تحفيظ القرآن، كان يوزع على كل صبى يذهب للتعليم فى الجمعية عشرة أمتار من القماش تشجيعا له.. كما أنه كان يجلب علماء من الأزهر لمساجد إدكو لتوعية الناس ومعرفة الدين الصحيح، وهذا ما يبرر التحاق عدد كبير من أبناء إدكو للدراسة فى الأزهر، وأخذت هذه الجمعية ريادة وشهرة تعليمية، فأنشأ فيها على قاسم، أول مصنع سجاد يدوى فى محافظة البحيرة، وتعلم أبناء العائلة صناعة السجاد والمنسوجات، ومن هذا المصنع صنعت «سجادة صلاة» مخصوصة للرئيس جمال عبدالناصر، وأهداها له أبناء العائلة يوم زيارته لإدكو، ثم خلفه نجله النائب الوفدى محمد على قاسم، الذى يعد السبب الرئيسى لإنارة إدكو وإدخال «الكهرباء» إليها لتصبح أول قرية مصرية تضاء بالكهرباء، قبل أن تتحول إلى مدينة فيما بعد.
يقول د. على محمد قاسم، مدير عام بالتأمين الصحى بالإسكندرية: إن محمد على قاسم كان سكرتيراً عاماً لحزب الوفد قبل الثورة، وعمره 30 عاما، ومن أصغر النواب سنا وأنشطهم، وقد ساهم بشكل مباشر فى تغيير خريطة إدكو الاجتماعية والنهضوية، فقد كانت إدكو ورشيد عبارة عن كثبان رملية و«أغلب ناسها صيادين»، وكانت وسائل الصيد والزراعة بدائية، فأدخل محمد على قاسم مياه الرى الدائم إلى إدكو سنة 1950 عن طريق عبدالفتاح باشا الطويل، أحد وزراء حكومة الوفد، وأحدث طفرة كبيرة فى العملية التعليمية، فأنشأ مدارس كثيرة، على مساحة عشرة أفدنة من أملاكه، وهو الذى شجع الناس على التعليم ووعاهم وجعل الفلاحين يغيرون طريقة ريهم من رى الحياض إلى رى مستديم، فبدأ التعليم ينتشر وبدأ أهل إدكو ينتشرون داخل المصالح الحكومية وخارجها.
قصة إدخال الكهرباء إلى إدكو يحكيها د. على: كان جمال عبدالناصر فى جولة إلى رشيد، باعتبارها أثرية، فاستغل محمد على قاسم الفرصة وقطع الطريق على عبدالناصر وهو متجه لرشيد، وحشد أهالى إدكو وطلب منهم أن يطلبوا من عبدالناصر زيارة إدكو، فوعد عبدالناصر الأهالى بالزيارة وأوفى بوعده عام 1961، واستضافه آل قاسم عندهم فى منزل أحمد عبدالهادى قاسم، ثم ألقى عبدالناصر خطبة من منزل أحمد على قاسم المطل على الطريق الرئيسى بإدكو، ووزع عقود الإصلاح الزراعى على الفلاحين من هناك، ومن شرفة هذا البيت تحدث عن عائلة قاسم وعن إدكو وكأنه من أبناءها، فى هذه الأثناء وأمام الجميع قال محمد على قاسم موجها كلامه إلى عبدالناصر: «يا سيادة الرئيس.. إدكو فيها 60 ألف نسمة، وكل واحد منهم بيطمع فى جنيه واحد من الرئيس جمال عبدالناصر، وجنيه فى 60 ألف نسمة بستين ألف جنيه هى تكلفة إنارة ادكو»، فأصدر عبدالناصر قرارا فوريا بإدخال الكهرباء إلى إدكو.
وإذا كان محمد على قاسم، طور الزراعة لكونه مهندسا زراعياً، فهو أيضاً أول من أنشأ نادياً رياضياً على مستوى محافظة البحيرة بـإدكو قبل إنشاء الساحات الشعبية ومراكز الشباب، رغم أن مدينة دمنهور لم يكن بها ناد رياضى فى هذا الوقت.
العائلة تمتلك مساحات شاسعة من الأراض الزراعية، لكن قانون الإصلاح الزراعى لم يأخذ منهم شيئا لكثرتهم، ولأنها كانت موزعة بطريقة لا تسمح للقانون بسلبها، لأن محمد على قاسم كانت تربطه صداقة قوية بالنائب البرلمانى محمود الجيار المقرب من الرئيس عبدالناصر، فنبهه قبل فرض الحراسة على أملاك العائلة، وبالتالى وزعها على أبنائها ولم يتعد أحد الـ200 فدان.
هناك حكاية أخرى عن نفوذ العائلة وأملاكها فى ذلك الوقت، على لسان د. على قاسم، يقول: «أملاك عائلة قاسم كانت حوالى 15 كيلومترا فى عمق حوالى كيلو ونصف من أراض إدكو، فجاء الأمير عمر واستأجر قطعة أرض من أحد أبناء العائلة وبنى فيها «كشك» وأقام فى الأرض وأراد الاستيلاء عليها، ساعده فى ذلك صدور قرار من الحكومة المصرية يتيح له الاستيلاء على الأرض، لكن عائلة قاسم كان لها وضعها، فرفع أبناؤها دعوى قضائية ضد الأمير عمر، وحصلوا على حكم ابتدائى عام 1930 بعدم أحقية الحكومة المصرية لأنها لم تثبت ملكيتها لهذه الأراضى فى هذه الأطيان، وبالتالى فهى حق للمُلاّك الذين قاموا برفع الدعوى، لكن الحكومة استأنفت، ثم أصدرت محكمة العطارين بالإسكندرية حكمها التاريخى عام 1932، الذى جاء فيه: «حيث إن الحكومة عجزت عن إثبات ملكيتها لهذه الأطيان وقدم المدعون بعريضة الدعوى، كل حسب موقعه وسبب ملكيته، حكمت المحكمة بعدم تعرض الحكومة المصرية لملاك هذه الأطيان وغرمتها بجنيه واحد مصاريف القضية ومبلغ واحد جنيه كأتعاب محاماه».
هناك وجه آخر من وجوه العائلة يفخر به أبناؤها، هو أحمد محمد قاسم عمدة إدكو، الذى كان والده «شيخ البلد» قبل وصول العمدية إلى إدكو، فلما أصبح فيها عمدية تولاها أحمد محمد قاسم الذى توفى سنة 1950، ثم خلفه نجله محمد شعبان أحمد قاسم (اسم مركب) من سنة 1950 إلى أن ألغيت العمدية. يتذكر محمد عبدالمنعم قاسم، الشهير بغاندى، تفاصيل أخرى فى حياة العمدة، قائلاً: الداخلية كانت قد أوقفت العمدة أحمد قاسم بعد حادثة وقعت فى إدكو، وعندما جاء الملك فاروق إلى أرضه التى كان يمتلكها فى إدكو- كلية الطب البيطرى الموجودة فى «إدفينا» حاليا مقامة على استراحة الملك فاروق - ليصطاد ويمارس هوايته أرسل إلى أحمد قاسم، فلبى طلبه وخرج معه إلى الصيد، وصوب الملك فاروق بندقيته ناحية «طير» فلم يفلح فى اصطيادها، فاستأذن منه أحمد قاسم وقال له «عن إذنك يا مولانا» فقال له اضرب يا عمدة، فأمسك بالبندقية وأوقع الطير.. فقال له فاروق: «تمام يا عمدة»، فرد عليه قاسم: «لا أنا مش عمدة أنا موقوف»، فعاد إلى العمدية بقرار من الملك فاروق وأهداه الملك بندقيته الموجوده لدى العائلة إلى الآن، وعندما عاد من رحلة الصيد فى البحيرة استقبله الأهالى بالطبل والزمر البلدى حباً له وفرحا بعودة العمدية إليه.
ينتشر أبناء «قاسم» فى الإسكندرية والمنصورة والفيوم، وفى الكوم الأخضر بالبحيرة، والدقهلية، وجميع أبناء العائلة يدونون لقب قاسم فى بطاقاتهم الشخصية، وكانوا لا يزوجون بناتهم للأغراب خارج العائلة لفهمهم حديث النبى صلى الله عليه وسلم: «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس»، بشكل جعلهم يقتصرون على مصاهرة ونسب العائلات التى يثقون فى أخلاقها ويضمنون سمعتها، وأبرز هذه العائلات: «عبدالنبى وهى عائلة عريقة فى إدكو، وحبيبة وصُفّار وزيتون وعشرة ونمير والمكباتى».
آل قاسم هم أصهار الدكتور عصمت عبدالمجيد، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عن طريق شقيقته الراحلة مدام «فيفى» المتزوجة من الراحل المستشار حسين حسين قاسم، أول رئيس مجلس دولة فى الإسكندرية، وقد أنجبا الدكتور عصام قاسم أحد أبرز الاستشاريين الهندسيين فى الإسكندرية، وليلى وعزة حسين قاسم.
أبناء «قاسم»، متواصلون فيما بينهم على مستوى محافظة البحيرة بمراكزها وقراها فى المناسبات والأعياد، لكن تواصلهم نادر بين الفروع خارج المحافظة.
يشير أبناء العائلة إلى أن الزمن تغير؛ ففى زمن الآباء والأجداد كانت إدكو هى ملتقى فروع «قاسم» فى جميع مراكز وقرى البحيرة خاصة فى الأعياد، الجميع يبدأ بها ثم ينتشرون ليهنئوا باقى أبناء العائلة فى المراكز المختلفة، وأيضاً فروع المنصورة والفيوم كانوا يأتون فى الأعياد ويمرون على أبناء عمومتهم وأقاربهم فى إدكو ورشيد والكوم الأخضر، ثم يذهبون جماعات إلى المحلة ليهنئوا الفرع المقيم هناك والعكس، لكن هذه العادات أندثرت حالياً.
يقول ممدوح على قاسم، عضو المجلس الشعبى المحلى لمحافظة البحيرة: «هذا الترابط موجود على مستوى إدكو والإسكندرية وكفر الدوار ورشيد حاليا لكن الباقى فى الفيوم والمنوفية والمنصورة والمنزلة والمحلة وأبوالمطامير غير متواصلين معنا، ربما لبعد المسافات، ولقربها بين الفروع المتواصلة».
من العائلة - المستشار فاروق قاسم، نائب رئيس هيئة قضايا الدولة سابقاً. - د. أحمد سمير قاسم، نقيب أطباء الإسكندرية لمدة 12 عاماً، سابقاً. -المستشار خالد محمد قاسم، رئيس محكمة استئناف الإسكندرية. - السفير محمد على قاسم، الكاتب بجريدة الأهرام حالياً. - المستشار محمد رشاد قاسم، بمحكمة استئناف الإسكندرية. - المستشار محمد فاروق قاسم، رئيس محكمة الإسكندرية. - المستشار محمد حسن قاسم، بمحكمة الإسكندرية. - د. محمد على على قاسم، عميد كلية الصيدلة بجامعة الأزهر. - د. أمين محمد خليل قاسم، أستاذ بكلية العلوم جامعة الإسكندرية. - د. أمين أمين قاسم، رئيس قسم الأراضى بكلية زراعة الإسكندرية. - د. محمد أحمد قاسم، أستاذ الطفيليات بكلية طب الإسكندرية. - د. على قاسم، رئيس أقسام الباطنة، بطب الإسكندرية. - إبراهيم أحمد فهمى قاسم، عمدة قرية - أحمد عبدالعزيز قاسم، عمدة الكوم الأخضر، مركز حوش عيسى. - ممدوح غيث قاسم، رئيس المجلس المحلى بالكوم الأخضر. م.أحمد فهمى قاسم، رئيس مجموعة شركات قاسم بمصر والسعودية. - علي محمد عبدالحميد قاسم، رجل أعمال. - فتحي محمد قاسم، رجل أعمال. - علي أحمد قاسم، أمين الحزب الوطنى بادكو، سابقا. - حمدى قاسم، صحفي بـ«المصرى اليوم». عائلة دنقل من قبيلة «الإمارة» التى يمتد نسبها إلى أحد أبناء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
آل دُنقٌل.. أمراء الشِّعر والسياسة وأصحاب المناصب القيادية
◄«أمل دنقل» كان إماماً وخطيباً.. ثم تمرَّد على تقاليد القرية بعد أن وجد تناقضًا بين ما يقال فى المساجد وما يحدث فى الواقع
«لا تصالح.. فليس سوى أن تريد.. أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد.. وسواك.. المسوخ» الكلمات السابقة من قصيدة «لا تصالح» لأمير شعراء الرفض «أمل دنقل» الذى منح عائلته شهرة من المحيط إلى الخليج.
عائلة «دنقل»، هى إحدى تفريعات عائلة حسين، التى تنتمى إلى «العقلية»، إحدى تفريعات قبيلة «الإمارة» المعروفة حسب المأثور أنها تنتسب لأحد أبناء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وهذه القبيلة القادمة من شبه الجزيرة العربية إبان الفتح الإسلامى لمصر، لا تتركز فى قرية القلعة التابعة لمركز «قِفط» بمحافظة قنا فحسب، بل تنتشر على اختلاف التعداد والعادات والتقاليد فى القاهرة والسويس وسوهاج وأسوان، وينتشر اسم «دنقل» فى التسلسل العائلى لدى أبنائها، فربما تجد اسم الجد أو الأب أو الابن «دنقل»، وهذا من وجهة نظرهم تخليد وحفاظ على هذا اللقب.
«دنقل الكبير»، أنجب فى عمره القصير، أحد عشر ولداً أشهرهم إبراهيم دنقل أحد علماء الأزهر الشريف فى نهاية القرن التاسع عشر، وحامد دنقل من كبار الأعيان والتجار فى الصعيد، ويعتبر الابن أحمد دنقل أول عمدة لقرية القلعة بعد فصل هذه القرية عن مدينة «قفط» نهاية القرن الـ 19، وقد نال العمدة أحمد «البكوية» من الخديو عباس حلمى الثانى ووسام الكمال من السلطان حسين كامل، وأصبح عضواً فى مجلس شورى القوانين لفترة فى الحقبة ذاتها، ومن أحفاد دنقل أيضا العمدة حسن بك دنقل الحاصل على وسام الإجلال من السلطان حسين كامل، وطبقت عليه قوانين تحديد الملكية فى الستينيات وكان قبلها عضوا بديوان مديرية قنا، وهو شقيق المرحوم أبوالوفا بك دنقل رجل المال والأعمال الشهير -وقتها - ومؤسس شركة أتوبيس الوجه القبلى، ويرجع إليه الفضل فى مدّ خطوط المواصلات إلى قرى الصعيد من أسوان وحتى القاهرة، مرورا بمحافظات مثل السويس والبحر الأحمر وذلك فى ثلاثينيات القرن الماضى، وكان عضوا بآخر مجلس نواب قبل الثورة وعضوا فى أول مجلس أمة بعد الثورة عام «957» وأُممت شركاته سنة 1964.
أنس دنقل، شقيق الشاعر الكبير الراحل أمل دنقل من قيادات آل دنقل، كان عضوًا فى مجلس الشعب، وله اهتمامات ثقافية، وهو «الأخ الأصغر» للشاعر الراحل، شهد معه سنوات الإبداع وسنوات المرض، سألناه: كيف تشكلت الموهبة الشعرية لدى الراحل «أمل دنقل»؟، فقال: «اسمح لى أن أتحدث عن الوالد أولاً، لأننى أعتقد أنه السبب الأساسى فى تكوين الحاسة الشعرية لأمل، حيث إن الوالد خريج كلية اللغة العربية جامعة الأزهر عام 1938 وبعدها حصل على العالمية وهى تساوى الدكتوراه حاليًا عام 1940، وتوافق ذلك مع ميلاد أمل ولذلك أطلق عليه اسمًا مركبًا هو «محمد أمل» تيمنًا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، و«أمل» لأن الوالد قد حصل على العالمية وأنهى تعليمه فى هذا الوقت، حيث كان شاعرًا ووفديًا كذلك وقصائده كانت ترجمة للظلم الواقع على المزارعين الصعايدة، والفساد، وكانت تنشر فى جريدة «المصرى» وقتها، وكذلك قصائد عن الجوع والفلاح المصرى، وعن الدعوة للجهاد ضد اليهود فى فلسطين، بالإضافة إلى قصائد غزل، وأصيب فى حادث سيارة عام 1946، وتم على إثره نقله من القاهرة حيث كان يعمل مدرسًا للغة العربية هناك إلى محافظة قنا، وكان «أمل» مرافقًا لوالده بالقاهرة وحصل على الشهادة الابتدائية منها وعاد مع والده إلى قنا وهو من مواليد محافظة قنا أصلاً، والوالد توفى عام 1950، وقتها كان «أمل» يبلغ من العمر عشرة أعوام وعمرى أنا كان عامًا واحدًا وكانت لنا شقيقة أكبر منى عمرها ثلاثة أعوام، وفى عام 1953 كتب أمل الشعر العمودى وهو طفل لم يتجاوز الـ13 عامًا, وتقرأ شعره فى هذه المرحلة وكأنه شاعر أزهرى كبير.
يتابع النائب أنس حديثه عن شقيقه الشاعر «أمل»: حرب1956 هى بداية ظهور صوت أمل الوطنى حيث كتب قصيدة بعنوان «القنال العائد» وكان يطبق فيها الاتجاهات الحديثة فى الشعر ووقتها كان عمره 16 عامًا، وبالمناسبة «أمل» من مواليد سنة 1940.
وعمن تأثر به الراحل أمل فى صباه، يقول أنس: «كان يلفت نظرى ونحن فى سن صغيرة أن أمل كان لديه مخزون من الورق كله قصاصات من مجلة «الإذاعة» لمحمود حسن إسماعيل يقصها ويحتفظ بها ضمن ورقه المهم، يعنى يمكن القول بأن الشاعر محمود حسن إسماعيل هو الأب الروحى لأمل وتأثر به تأثرًا كبيرًا، وبعد حرب 1956، بدأ حياته شاعرًا شديد «الكلاسيكية» وكان ينتمى للطرق الصوفية وكان يكتب الشعر الدينى ويخطب الجمعة.
سألناه: معنى ذلك أنه كان شديد التدين.. فلماذا لم يبق على حاله؟ أجاب: «أعتقد أنها نتيجة ظروف خلافات مع الأهل لأنه وجد تناقضًا بين الكلام فى المساجد والواقع فى الشارع، فأصبح هناك نوع من التمرد والثورة حتى على مستوى الأشكال القديمة للشعر».
سألناه: هل تتذكر واقعة معينة أحدثت نقلة نوعية فى تاريخ أمل الشعرى؟ أجاب: سنة 1959 كانت هناك مجلة اسمها «المساء» وكان يشرف على الصفحة الأدبية فيها شاعر سودانى اسمه «جيلى عبدالرحمن» وفى ذلك الوقت خصص نصف صفحة ونشر بها قصيدتين: الأولى لأمل بعنوان «أوجينى» عن حفر قناة السويس، والثانية لعبدالرحمن الأبنودى بعنوان «النعش طار» بصورتين لأمل والأبنودى وكتب تحتهما: انتظروا هذين الشاعرين سيصبحان من شعراء الغد، وأيضًا كتب تعريفًا لهما، ثم بعد ذلك بدأ ينشر فى صحيفة الأهرام فى الملحق الأدبى لها سنة 1961 وكان يشرف على الملحق الأدبى وقتها الدكتور لويس عوض.
سألناه: «أمل» كان أكثر انتماءً للمدينة أم للقرية؟ قال: «بصراحة.. احنا كنا عايشين مع بعض فى قنا فى المدينة لأن الوالد كان يعمل مدرسا فى قنا لأن القرى فى ذلك الوقت لم تكن بها «مدارس» وبعد وفاة الوالد استمرت إقامتنا بالمدينة، لكن «أمل» كان يعشق المدينة ولا يحب القرية ولا حتى «تفكيرالقرية»، ويمكن السبب فى ذلك رحيله للقاهرة حيث كان يعتبر القيم التى نعتبرها نحن «أصيلة» موجودة فى المدينة مثل القرية تمامًا، بل إنه كان يرد على من يروجون عن المدينة بأنها «مادية»، بقوله: «فإن القرية أيضًا بها أناس ماديون».
الجيل الحالى من عائلة «دنقل» منتشر على امتداد الجمهورية، وفى معظم المواقع القيادية مثل اللواء رفعت دنقل والمرحوم اللواء محمد أبوالوفا دنقل مساعدى وزير الداخلية، والعميد عبدالباسط دنقل بأمن الدولة والعميد رمضان دنقل مفتش أمن الدولة بالوادى الجديد وغيرهم العشرات والعشرات من ضباط وقيادات وزارة الداخلية فى جميع المواقع.
والعائلة أيضا مرتبطة بالعمل السياسى والشعبى، ويظهر ذلك من خلال أعضاء مجلسى الشعب والشورى مثل الدكتور أحمد دنقل عضو مجلس الشورى عن دائرة قنا فى نهاية الثمانينيات وحاليا المهندس عبدالفتاح دنقل عضو مجلس الشورى عن نفس الدائرة لمدة أربع دورات، وفى فرع السويس الحاج رمضان أبوالحسن دنقل عضو مجلس الشعب عن دائرة الأربعين فى برلمان 1990، وحتى برلمان 2000 لدورتين متتاليتين، وكان وكيلاً للجنة التعليم بمجلس الشعب وكان رئيسا لحى الجناين بالسويس وأمينا عاما للحزب الوطنى الديمقراطى فى المحافظة لفترة تقارب السنوات العشر، وقد رشحه الحزب الوطنى لعضوية مجلس الشعب عام 2005 ووصل لمرحلة الإعادة لكن لم يحالفه التوفيق، وكذلك النائب رفعت بشير عضو مجلس الشعب عن السويس فى دورات 1990 و2000 و2005، وهو زعيم المستقلين وعضو اللجنة العا | |
| | | ماهر محرم Admin
المساهمات : 381 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: تابع عائلات البلد الشهيرة السبت ديسمبر 03, 2011 2:15 pm | |
| عائلة ابو ربيع
يرجع نسبهم إلى قبيلة النفيعات وينتشرون فى الجيزة والشرقية والإسماعيلية والعريش
أبوربيع.. رفضوا التهجير.. وبرعوا فى الزراعة.. فسُمّيت القرى التى سكنوها بأسمائهم
ينتمى «أبو ربيع» مؤسس العائلة التى تحمل اسمه إلى قبيلة «النفيعات»، وهى قبيلة عربية جاءت إلى مصر مع قدوم الفتح الإسلامى، استوطنت الجيزة فى بداية قدومها إلى مصر، ثم انتشرت فى الشرقية والإسماعيلية فيما بعد.
يحكى أمجد أبوربيع عن عائلته، قائلا إنها نزحت من الشرقية إلى الإسماعيلية مع بداية عام 1890، بعد أن كانوا يسكنون مركز «بشتول السوق» فى «كفر براشى»، فزرعوا الإسماعيلية وقت أن كانت صحراء جرداء.
ويضيف أمجد أن أول من جاء إلى «سرابيوم» حسن أبوربيع وإخوته، فسميت فيما بعد بأسماء العائلة، ومع بداية تعمير المنطقة واستصلاحها جاء كثير من الفلاحين لزراعة الأراضى المجاورة، فساعدهم حسن أبوربيع فى استصلاحها وتملكها من شركة قناة السويس.
يقول محمد إبراهيم أبو ربيع: جاءت عائلة أبوربيع إلى هذه المنطقة فى بدء إنشائها، فكنا أول من سكن هذه المنطقة، حتى أن القرية سميت باسم العائلة، حيث امتلك جدنا أراض كثيرة اشتراها بسعر جنيه للفدان، رغم أنه كان مبلغا كبيرا وقتها. ومن حسن أبوربيع تأسست العائلة بالإسماعيلية فكان منها أول عمدة على مستوى المحافظة، التى كانت تتبع مركز أبو حماد شرقية وقتها، لدرجة أن كبار العائلة يحتفظون ببطاقات أجدادهم القديمة مدونا فيها: محافظة الشرقية.
ويضيف محمد إبراهيم: مع بداية تأسيس مدينة الإسماعيلية، كان ينظر إلينا على أننا أصحاب الأرض، لامتلاك العائلة مساحات واسعة من الأراضى الزراعية، ولأن لنا عزوة كبيرة ممتدة منذ جدنا.
ومع انتشار عائلة أبوربيع فى الأراضى التى امتلكوها فى الإسماعيلية، سميت القرى التى انشأوها بأسمائهم، فهناك عزبة أبوربيع بسرابيوم وعزبة الربايعة بالسعدية، وأبو ربيع بالسبع آبار، وأبوربيع بالمنايف، وأبو ربيع بعزبة فرج ربيع، وأبوربيع بإمة فايد، كما تولوا العمدية فى هذه القرى، فكان أخو حسن أبوربيع مؤسس العائلة، صابر موسى أبوربيع عمدة قرية السعدية، وهو والد اللواء يوسف أبوربيع والمحامى صلاح أبوربيع، كما كان فرج أبوربيع أخوهم الثانى عمدة لقرية «فرج»، أما باقى إخوته فاهتموا بالزراعة، ودائما ما كانوا يتعاونون لخدمة الناس. ونظرا لكبر مساحة قرية «سرابيوم» حيث كانت تصل حتى زمام فايد، بل كان زمام «فايد» نفسه يسمى «حوض سرابيوم»، كما يقول أفراد العائلة، كان أبناء عمومتهم يتولون مناصب مشايخ البلاد حتى يساعدوا أبناء عمومتهم من العمد.
إبراهيم أبوربيع ومحمد أبوربيع شيخا بلد أبو ربيع، يقولان أبناء العائلة يحافظون على «مشيخة» البلد منذ 30 سنة، ولا يمكن أن تكون هناك مشكلة فى سرابيوم أو المنطقة المحيطة بالعائلة إلا ويدعى واحد من «أبوربيع» لحلها، لحب الناس فيهم.
ويستطرد أبوربيع أن سيرتهم الحسنة كانت سببا فى حصول أبناء العائلة على مشيخة القرية، حتى أن أحمد إبراهيم أبوربيع عند اختياره «شيخ بلد» كان أمامه 7 أفراد من عائلات مختلفة فسأله أحد المسئولين عن اسمه، وبمجرد علمه بمواقف عائلته وافق على توليه المشيخة فورا دون أن يكمل المقابلة. وبعد تحويل سرابيوم إلى مدينة تابعة للإسماعيلية تركت العائلة العمدية، خاصة بعد إنشاء قسم للشرطة، إلا أن العائلة ما تزال تحافظ على لقب شيخ البلد حتى الآن.
ويعقب أبوزيد محمد أبوزيد بأن جد العائلة حسن أبوربيع كان يحل المنازعات بين العائلات، ويشارك الجميع فى مناسباتهم حتى صارت عادة عند العائلة، كما كان له الفضل فى إنشاء المصرف الزراعى الموجود حاليا المسمى بمصرف «أبوصيام» و«العقادة».
فى 1956 كان محمد أبوزيد ضمن شباب الفدائيين والمقاومة الشعبية، وكانت مهمته توزيع السلاح على شباب الفدائيين، بل اختيار أسماءهم الحركية، وعمل كارنيهات خاصة بأعضاء المقاومة الشعبية. ورغم أن عباس أبوربيع كان موظفا مدنيا بالقوات المسلحة، فإنه كان يتبع المقاومة الشعبية فى الإسماعيلية، وكان أفراد العائلة من الفدائيين يتعاملون مع السيد «كمال رفعت» مباشرة بصفته مسئولا عن المقاومة الشعبية بالإسماعيلية، وعند وفاته حضر جنازته كل قادة المقاومة الشعبية، وبعض قيادات الثورة، وعثمان أحمد عثمان، ومشهور أحمد مشهور، والمستشار أحمد شلبى.
ويحكى أفراد العائلة أنه تم انتخاب محمد أبوزيد أبوربيع فى مجلس الأمة سنة 1964. وكانت العائلة تمتلك مضيفة كبيرة، ومكتبة عامرة بأمهات الكتب، وصورا نادرة للعائلة إلا أن العدوان الثلاثى دمرها بالكامل، وبعد العدوان الثلاثى استوطنت العائلة مركز بلبيس بمحافظة الشرقية أثناء التهجير، إلا أن رجال القرية كانوا يتركون الأطفال فى العربات ثم يعودون إلى بلدهم للدفاع عنها.
ويضيف فرج أبو ربيع: فى عدوان 67، كانت مدينة الإسماعيلية هى خط الدفاع الأول عن مصر، وكنا نسمع أن عبد الناصر يشرف شخصيا على التهجير من المنطقة بالعربات لنقل الناس إلى مختلف المحافظات، بل ويزورهم فى مدنهم الجديدة، وكانت الناس تهرب من عربات النقل عن طريق قرية «العباسة» إلى قرية «أبوربيع» مرة أخرى، ورغم أن التهجير كان إجباريا فإن الناس تمسكت بأرضها حتى دخل علينا اليهود فى هذه القرية.
ربطت العائلة كما يحكى أفرادها - صداقة قوية بالسادات منذ كان رئيسا لمجلس الشعب، حيث اتصل السادات بـمحمد أبو ربيع، لحضور افتتاح السد العالى مع الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس الروسى فى وقتها، وذهب أبوربيع فى طائرة السادات بعد أن تقابلا معا فى مطار القاهرة. كما ربطت العائلة صداقة وطيدة بعثمان أحمد عثمان، خاصة أن أهل عثمان من الإسماعيلية من بيت «الزمالطة»، وهى الصداقة التى وثقتها الانتخابات، واستشارته فى الكثير من أمور العائلة، وعلى نفس الدرجة، ربطت العائلة صداقة بعبد المنعم عمارة بعد تعرفه خلال فترة الحرب على محمد أبوزيد أبوربيع وظلت صداقتهما حتى توفى أبوربيع.
ومن قيادات العائلة عواطف محمد أبو زيد، التى ترى فى نفسها مكانة والدها، وتريد أن تحل محله فى خدمة أهل القرية، بترشيح نفسها فى الانتخابات القادمة من خلال موقعها كأمينة للمرأة «الإسماعيلاوية» فى الحزب الوطنى.
ويقول محمد أبوربيع أن صدى العائلة لا يزال قويا فى الشرقية حتى الآن، ومن أفراد العائلة هناك المرحوم رفعت باشا أبو ربيع، الذى يقال إنه كان الصديق الشخصى للرئيس السادات، كما أنه أعطى لعبد الناصر فكرة تأميم الأراضى الزراعية، وعُرف بمواقفه الوطنية ضد الإنجليز.
وتجتمع العائلة بكل فروعها من جميع أنحاء الجمهورية فى المناسبات والأعياد، حيث يحلون ضيوفا على فرع الشرقية وعلى رأسهم النائب محمد رفعت أبوربيع، عضو مجلس الشعب، وأخوه محيى الدين أبوربيع وهادى رفعت.
وأهم ما يميز عائلة أبوربيع ارتباطها الشديد بالأرض، حيث أصرت العائلة على البقاء ورفضت الترحيل أثناء التهجير، ولحب العائلة فى الزراعة، تميزت زراعاتهم، حيث استخدموا فيها الآلات والمعدات الحديثة، لذلك فهى من أول العائلات التى اعتمدت على الجرار الزراعى «at» اليوغسلافى، كما حصل إبراهيم أبوزيد أبوربيع على جائزة أفضل منتج للفول السودانى على مستوى محافظة الإسماعيلية فى الستينيات.
ويقول أفراد العائلة: لنا عادات وتقاليد راسخة نحرص عليها ونتناقلها من جيل إلى آخر، ففى العزاء لا بد أن يقدم كل بيت من العائلة مائدة طعام إلى أهل المتوفى، ويصبح أهل القرية بمثابة عائلة واحدة. عائلة خطاب تنتمى لشبه الجزيرة العربية وتنتشر فى الهرم والفيوم والبحيرة والإسكندرية
عائلة خطاب.. أنشأت شارع الهرم.. واستقبلت الملك السنوسى والملكة فريدة.. وتعلم الشيخ الشعراوى على أيديهم
تعود أصول عائلة خطاب إلى شبه الجزيرة العربية ودول شمال أفريقيا، جاءت إلى مصر مع بداية الفتح الإسلامى على يد عمرو بن العاص، وانتشرت فى عدة مناطق ومحافظات، منها نزلة السمان بالهرم، وأبو رواش، والفيوم، والبحيرة فى كوم حمادة، وفى الإسكندرية فى سموحة وسيدى بشر، وفى الشرقية فى كفر صقر، وفى طنطا محافظة الغربية، وفى كفر الشيخ وبنى سويف والمنوفية.
ويقدر تعداد عائلة خطاب حاليا بحوالى 300 ألف نسمة تقريبا فى جميع المحافظات. فى البداية اصطحبنا يوسف السيد خطاب إلى مقر العائلة بنزلة السمان، مؤكداً أن عائلة خطاب تعود إلى قبائل «أولاد على الحمر»، التى سكنت الصحراء الغربية من مصر، لكن الجد الكبير خطاب، رحل هو وبعض أفراد عائلته إلى محافظة البحيرة، وهناك أسسوا مدينة «الخطاطبة»، وهى المدينة التى استقرت فيها العائلة فترة طويلة، حتى أن كبار العائلة ومؤسسيها تم دفنهم بها، كان منهم بشر خطاب وسليمان خطاب والشافعى خطاب، وخرج من الخطاطبة أولاد سليمان والشافعى، حيث رحلوا إلى منطقة الهرم فى نزلة السيسى، وتحديداً فى هضبة الهرم بعيدا عن فيضان النيل، فاستوطنوا تحت سفح الهرم وفى نزلة السمان، ليؤسسوا فيها عائلة خطاب.
عمل أبناء عائلة خطاب بالتجارة وفلاحة الأراضى فى بداية حياتهم فى نزلة السمان بعد أن امتلكوا الأراضى، فكانت أولى العائلات فى محافظة الجيزة التى امتلكت الكثير من الأراضى فاستقروا فيها، حتى أنه ما تزال الأحواض الزراعية فى خرائط المساحة بأسماء خطاب، مثل حوض على الشافعى خطاب ومحمود حمد خطاب.
منذ 200 سنة رحل بعض أفراد خطاب من نزلة السمان إلى أبو رواش، ليكون الفرع الثانى لهم فى تلك القرية الصغيرة، ولكنهم لم ينسوا أقاربهم هناك، وظل لفظ «ولد عمى» متوارثا بينهم حتى اليوم، وما زالت العائلة تذكر بيوت آل خطاب بيتا بيتا، فيعدون من آل خطاب من نزلة السمان بيت حمد سليمان خطاب، وبيت سلومة حمد خطاب، وحمد سليمان خطاب، وحميدة حمد خطاب، والسعداوى حمد خطاب، ومن هذه البيوت خرج أبناء العائلة فى الهرم ونزلة السمان، أما فى منطقة أبورواش التى كان من أوائل من ذهبوا إليها محمد إبراهيم حمد سليمان خطاب، فنشأ هناك بيت محمد إبراهيم حمد وأولاد علام محمد إبراهيم وأولاد محمود محمد إبراهيم وأولاد مهدى محمد إبراهيم حمد خطاب وبيت خطاب الصغير سليمان خطاب وبيت عبدالله خطاب، ومنهم خرج أبناء خطاب أبورواش، وهناك العديد من بيوت خطاب فى مختلف المحافظات السابقة.
كما أنه فى عهد الملك فؤاد أراد أن يخطط لشارع كبير مستقيم، يربط القاهرة الخديوية بالهرم مباشرة، ومنه كان التفكير فى إنشاء شارع الهرم، فقام الملك فؤاد بنزع ملكية 10 أفدنة من العائلة، لإنشاء هذا الشارع، ولكن الملك فؤاد دفع للعائلة تعويضا مقابل انتزاعه الملكية، قدره الملك بــ 10 آلاف جنيه ذهباً بواقع ألف جنيه عن كل فدان، وكان هذا المبلغ كبيراً فى ذلك الوقت.
بعد الرواج السياحى فى منطقة الهرم، ترك معظم أبناء العائلة مهنة الزراعة، وعملوا فى الإرشاد السياحى، فأصبحت هى الوظيفة الغالبة على آل خطاب جميعا حتى صاروا من مرشدى الأسرة الملكية أيام الملك فاروق وبعدها.
فرع العائلة فى أبو رواش، الذى أسسه محمد إبراهيم خطاب بعد رحيله إلى منطقة أبو رواش التابعة حاليا لمحافظة أكتوبر، تمكن من الإقامة الدائمة هناك، بعد أن ترك أمواله وأملاكه فى الهرم، وبحب الناس لمحمد خطاب ومكانته التى عرفوها عنه، تولى عمدية أبو رواش، ثم تولى خمسة من أبناء العائلة العمدية من بعده، منهم علام محمد إبراهيم خطاب ثم محمد صلاح الدين خطاب الذى توفى فى عام 1962 ثم محمد مهدى خطاب الذى وافته المنية فى عام 1964، ولم يمكث فى العمدية سوى سنتين فقط، ثم جاء علام محمد صلاح الدين مهدى خطاب العمدة الذى استمر 21 سنة إلى نهاية عام 1985، ثم نجله العمدة الحالى خطاب محمد صلاح الدين، الذى روى لـ«اليوم السابع» أصول وجذور العائلة فى أبو رواش، قائلا: السبب الحقيقى وراء وقوف الناس معنا رغم بعدنا عن موطن العائلة الأصلى، هو البساطة واللين فى التعامل وعدم استخدم القوة، ومحاولة إنهاء الخصومات الثأرية بين الناس ووقف الخلافات بين العائلات، حتى صارت المنطقة هادئة تماما وخالية من المشكلات، وذلك من خلال الاجتماعات المتتالية اليومية فى دوار العمدية، وبمساعدة أولاد عمنا أعضاء مجلسى الشعب والشورى، وآخرهم مجدى أبوطالب خطاب عضو مجلس الشعب لثلاث دورات، وعبدالله رحومة خطاب عضو الشورى.
تذخر عائلة خطاب بالذكريات التى يحفظونها عن رموزهم، ويورثونها لأبنائهم، ومن أشهر هذه الحكايات أن الحاج علام محمد إبراهيم، العمدة الأول فى تاريخ أبورواش، استضاف الملك إدريس السنوسى قائد الثورة الليبية ضد الاحتلال الإيطالى، والذى تولى حكم ليبيا بعد ذلك، استقر السنوسى عند مجيئه إلى آل خطاب فى الحوش الغربى، الذى يملكه علام خطاب لمدة قاربت العام، ثم عاد إلى ليبيا بعد أن قضى مع العائلة فترة من الصعب نسيانها، حيث كان يتردد أجدادنا عليه يومياً وقاموا باستضافته على أكمل وجه، كما زار أيضا الملك السنوسى فرع العائلة فى نزلة السمان، فنزل عند إبراهيم فرج خطاب، وأخيه محمد خطاب، فقامت العائلة بإمداد الملك السنوسى بجميع أنواع العتاد والمال.
الملكة فريدة وبناتها أردن زيارة مصر فى عام 1977 بصفة رسمية، فكان يرافقهن أثناء الزيارة فرجانى خطاب ونبيل خطاب، وكانا من شيوخ المرشدين السياحيين الذين رافقوهن على الباخرة حتى أسوان.
تاريخ عائلة خطاب ملىء بالشخصيات المهمة صاحبة التاريخ العريق، فكان منهم الشيخ إبراهيم خطاب قاضى ورئيس محكمة شرعية، والذى حصل على الإجازة العالية من الأزهر الشريف فى عام 1934، ثم اختير عضوا فى برلمان المديرية، وتتلمذ على يديه فى الأزهر الشيخ محمد متولى الشعراوى والدكتور عبدالحليم محمود وهما من كبار العلماء، وتوفى الشيخ إبراهيم خطاب فى عام 1956 وشيعت جنازته رسميا بحضور أعضاء من مجلس قيادة الثورة.
اللواء أركان حرب زكريا الدسوقى خطاب، كان من أهم قادة الدفاع الجوى فى حرب 6 أكتوبر، حيث كان أحد قادة لواءات الصواريخ المضادة للطائرات، التى تدافع عن القاهرة وقت الحرب، وكرمته الدولة وسجلت اسمه مع قادة حرب أكتوبر فى المتحف الحربى بالقلعة.
أما اللواء أركان حرب على حلمى سليمان خطاب فقد عمل بمنطقة الحدود المصرية الإسرائيلية، حتى خروجه إلى المعاش فى عام 2008.
كما ظهرت شخصيات من آل خطاب فى عهد عبدالناصر، منهم سميح عبدالنبى خطاب أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة، وأخوه الأستاذ نصر عبدالنبى وكيل وزارة المالية، والربان سليمان حلمى سليمان كبير مرشدى قناة السويس، والربان ماهر عبدالعزيز خطاب كبير مرشدى السفن فى قناة السويس وكان من أوائل المرشدين الذين تولوا عملية إرشاد السفن بقناة السويس فور تأميمها.
عائلة خطاب تعمل على حل المشاكل لجميع أفراد العائلة من خلال الجلسات العرفية، ومجالس العرب، التى يقولون عنها إنها تحقن الدماء، وتحافظ على تقوية الروابط العائلية، لذلك قامت العائلة بمصالحة عائلتى عزام وخضر، بعد أن وصلت الخصومة بينهما إلى حد الاقتتال، وراح ضحية هذا الصراع الدائم بين العائلتين محافظ الجيزة السابق عبدالله عزام، لكن الحاج سيد هنداوى خطاب، رئيس لجنة المصالحات وفض المنازعات بالجيزة وعضو مجلس محلى المحافظة سابقاً ومؤسس الخدمات البترولية فى مصر، قام بهذه المصالحة التاريخية، والتى تعتبر من أشهر المصالحات التى قامت بها عائلة خطاب، حيث قام السيد هنداوى خطاب بجمع العائلتين فى نادى الوفاء والأمل بالهرم، فى حفل كلف العائلة 80 ألف جنيه مصرى، دعت فيه جميع أفراد العائلتين بالإضافة إلى مفتى الجمهورية وشيخ الأزهر ومدير أمن الجيزة ومندوبون عن وزارة الداخلية، وهو الاجتماع الذى خرج بالتصالح فى الوقت الذى فشلت فيه جميع جهود المصالحات الرسمية التى تمت من قبل الداخلية وغيرها من قبل.
يوسف السيد خطاب أحد أبناء العائلة، يقول إنه يعمل حاليا على إنشاء رابطة تضم جميع أفراد العائلة فى مختلف المحافظات المصرية، تحت مسمى «رابطة آل خطاب»، سيكون من مهامها استخراج بطاقات شخصية مطابقة لبطاقات عائلات الأشراف فى مصر، ولها نشاطات اجتماعية وثقافية، وذلك بالتنسيق بين مختلف فروع العائلة فى جميع المحافظات، وأكد يوسف أن المشكلة الرئيسية التى تقابلهم دائماً، هى أن العائلة عددها كبير ومنتشرة فى أماكن عديدة، مما يؤدى إلى تشتيت الجهود بالزيارات إلى جميع أماكن العائلة فى المحافظات، لكن حسين صلاح الدين خطاب، مدير الصرف الصحى بالجيزة ومن فرع أبورواش، اتخذ نفس الموقف الذى عبر عنه يوسف السيد خطاب الداعى لإنشاء رابطة للعائلة، خاصة بعد تعرض حسين خطاب، لموقف أحرجه فى عام 1965، عندما كان طالبا فى مدرسة أحمد لطفى بالجيزة، وتشاجر مع ابن عمه فى المدرسة دون أن يعرفه، وتجمع الأهل لحل الخلاف، فتبين أنه من أبناء عمومتهم فى الهرم، مما أصابهم جميعا بخجل، فقرروا من حينها أن يعملوا على لم شمل العائلة. عائلة شاهين
أصولهم فارسية وحجازية.. ولقبهم على اسم طائر من الجوارح
عائلة شاهين ... بدمياط.. أخوال الدكتور رفعت المحجوب
شاهين» عائلة قديمة بمدينة ومركز «الزرقا» بمحافظة دمياط، تعود أصولها إلى بلاد فارس حيث كانوا أقلية سنية، ثم نزحوا إلى أرض الحجاز «المملكة العربية السعودية»، ومنهم بطون اتجهت إلى مصر وتوزعت فى دلتاها. ويعمل أبناؤها فى جميع المصالح الحكومية تقريبا، ومطابقة لقب العائلة «شاهين» لاسم طائر من جوارح الطير، من فصيلة الصقور، تؤكد أصول العائلة الموجودة فى بلاد فارس والخليج العربى.
ولقب العائلة «شاهين» هو اللقب الشامل الذى تنحدر منه جميع فروع العائلة فى مصر، وتستثنى من الذوبان فى جذور العائلة الأسماء التى تحمل «شاهين» حديثا، فليس من الصواب أن يمنح وجود تشابه فى الأسماء حق الانتساب إلى العائلة وفروعها؛ بل يشترط أن يكون الجد الثالث أو الرابع حاملا للقب، أو أن يكون اللقب مدونا فى بطاقات الرقم القومى للأجيال الحديثة، شريطة قِدم اللقب وتوارثه.
محمد حمزة شاهين، أمين عام الحزب الوطنى عن مركز الزرقا لمدة عشرين عاما، يقول إن هناك عائلات عديدة متشعبة من «شاهين»، ويحسبها الناس عائلات منعزلة، مثل «الحداد شاهين والهجرسى شاهين والعيسوى شاهين».
وتجد على سبيل المثال تباينا شكليا بسيطا بين الحدادين والشهاينة، ربما فى شكل العين، لكن ذلك لا يثبت مطلقا انعزالهما فى القربى.
والشهاينة إلى جانب محافظة دمياط، ينتشرون فى المنوفية والمنصورة والوادى الجديد والغربية والشرقية، وفى محافظات أخرى، والفرع المتمركز فى «الزرقا» ليس أكثر الفروع عددا وأعمقها تاريخا، وسوف نتناول الفروع الأخرى لاحقا.
وتتداخل العائلة نسبا ومصاهرة مع جميع عائلات مركز وقرى «الزرقا»، وهذا منحها كما يقول أبناؤها قوة ونفوذا وانتشارا.
ومن أبناء العائلة من وصل إلى مراكز مرموقة ويفخرون به، مثل المستشار محمد رشدى شاهين، بالمحاكم التأديبية بالقاهرة، ومصطفى شاهين، وكيل أول وزارة الحكم المحلى، والذى تولى منصب سكرتير عام محافظة البحيرة لمدة 6 سنوات، وسكرتيرا عاما لمحافظة القليوبية لمدة 3 سنوات، وقد أهله ذلك للسفر إلى ألمانيا لحضور دورات تدريبية فى الإدارة المحلية، ومن ثم كان ينقل خبراته إلى سكرتارية بجميع محافظات الجمهورية.
ومن سيدات العائلة من اتجهن إلى العمل الصحفى مثل لبيبة شاهين رئيس قسم الاقتصاد بجريدة المساء وهى زوجة يحيى قلاش سكرتير عام نقابة الصحفيين سابقا، وأيضا سناء عبد الوهاب، رئيس قسم الاقتصاد بجريدة البديل، ورئيس التحرير التنفيذى لمجلة «آى بورصة»، وهى متزوجة من أستاذ بالمعهد التكنولوجى العالى بمدينة العاشر من رمضان، ولديها عمر 5 سنوات.
ومن أبناء العائلة من هاجر إلى السعودية وحمل جنسيتها، وكان له الفضل فى إنشاء فنادق شاهين بمكة المكرمة، منهم الدكتور فيصل شاهين وكيل وزارة الصحة ورئيس لجنة زراعة الأعضاء بالمملكة، وهو خريج مدرسة الزرقا الثانوية، ومحمد شاهين مدير عام بالخطوط الجوية السعودية، وعبد العزيز شاهين بالقوات المسلحة السعودية، وجدهم جميعا هو عبد الرحمن شاهين من مركز شربين بالدقهلية هاجر واستقر فى المملكة السعودية سنة 1938.
الانتماء السياسى للعائلة إجمالا «حزب وطنى»، ساعد على اجتذابهم وجود الحاج محمد حمزة شاهين على رأس أمانة الحزب فى الزرقا لمدة عشرين عاما، يقول حمزة: أنا من مؤسسى الحزب الوطنى فى مركزى الزرقا وفارسكور بدمياط، فقد كنت مساعدا فى أمانة الحزب لشئون «الزرقا»، وبعد اعتماده مركزا أصبحت أنا أمينا للحزب عنه، من عام 1984حتى استقلت قبيل انتخابات مجلس الشعب فى 2005.
وسبب استقالة حمزة من أمانة الوطنى هو ترشح نجله الدكتور عمرو شاهين فى انتخابات 2005، مستقلا لأن الحزب لم يأت به مرشحا عنه، ورغم شعبية د.عمرو الجارفة فى مركز الزرقا إلا أنه لم يوفق فى الانتخابات، وكما قيل «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين»، فقد أكد د.عمرو أنه يتمنى أن يأتى به الحزب فى انتخابات «الشعب» القادمة، لأنه لو لم يرشحه الحزب فلن يترشح مستقلا ولن يدخل الانتخابات أصلا.
يكتسب «الشهاينة» فى مركز الزرقا شعبية كبيرة بين عائلاته المتداخلة نسبا ومصاهرة، ويؤثر أبناء شاهين تأثيرا كبيرا فى الانتخابات المحلية والبرلمانية فى ترجيح كفة المرشحين وخسارتهم، ذلك أنهم يمتلكون ما يقترب من ربع أصوات مركز الزرقا.
يفخر أبناء العائلة بأنهم أخوال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق، فوالدته هى السيدة «عزيزة هلال شاهين»، وأيضا عمة المستشار محمد رشدى شاهين.
يقول طارق عباس مدير إدارة تعليمية: إن علاقة المحجوب بـ«الزرقا» مسقط رأسه مرتبطة بأخواله «الشهاينة»، الذين تأثروا به وتأثر بهم كثيرا.
ورغم أنهم أخواله ويفخرون به، وبتاريخه المشرف؛ إلا أن الناس كانوا يربطون بين زيارة المحجوب لأخواله وبين تقديمه مساعدات لهم، رغم أنهم لم يكونوا فى حاجة إلى مساعدات، نظرا لمستواهم المادى فوق المتوسط، من ذلك ما حكاه محمد حمزة شاهين الذى أعير للعمل فى سلطنة عمان لمدة 3 سنوات، حيث أشاع الناس وقتها أن المحجوب هو الذى منح هذه الإعارة لحمزة، رغم أن الأول كان لا يعلم شيئا عن سفر الثانى أساسا.
ويحتفظ أبناء العائلة بصفة خاصة وأبناء «الزرقا» عموما للمحجوب بذكريات مجيدة، فقد كان محبوبا، ولولاه-وفقا لكلامهم-لما شهد مركز الزرقا هذا التطوير والتحديث، يقول الحاج محمد حمزة: كنا فى الثمانينيات نقدر نكلم أمريكا من الزرقا، فى الوقت اللى الاتصالات كانت صعبة فى المدن الكبيرة مش فى القرى والمراكز وده كله بفضل الدكتور رفعت المحجوب.
ولم يدخل الدكتور رفعت المحجوب يوما إلى مركز الزرقا محتميا بحراسته، فقد كان إذا وصل إلى حدود بلدته أوقف الحراسة خارجها ويدخل هو منفردا، لذلك كان من حب الناس له فى «الزرقا» أنهم يلتفون حوله ولا يكاد يركب سيارته من كثرة محبيه الذين يتسابقون للسلام عليه وتقبيله، حتى إنهم كانوا يرفعون سيارته وهو داخلها من ولعهم به وحبهم الشديد له.
ورغم انتشار الوجوه البارزة بين الشهاينة؛ إلا أنهم -بحسب كلامهم- لن يجدوا مثل الدكتور المحجوب ليتحدثوا عنه، وهو الذى لم يترك أخواله لحظة ولم يجذب بصره بريق المنصب بعيدا عن شعاع بلدته ومسقط رأسه، حتى قبيل اغتياله على يد مسلحين عام 1990. عائلة الاوسية
عائلة «الأوْسِيّة»..من «الأنصار».. قَدِموا من المدينة المنورة وتفرقوا فى الصعيد والدلتا
عائلة الأوسية المتمركزة فى قرية العدلية التابعة لمركز دمياط، بمحافظة دمياط، تنتمى إلى قبيلة الأوس والخزرج (الأنصار)، وينطقونها الأوسية و«الوسية»، ورغم اختلاف ما يوحيه معنى الكلمة الثانية عن الأولى؛ إلا أن أبناء العائلة يجمعون على نسبهم لـ«الأنصار»، ويحفظون عن أجدادهم أنهم قدموا من المدينة المنورة وتفرقوا فى أنحاء شتى من مصر فى صعيدها ودلتاها.
وكلام الباحثين والنسابة عن حقيقة وجود «الأنصار» فى هذه المنطقة يؤكد كلام العائلة، فقد ذكر الدكتور محمد سليمان الطيب فى موسوعته عن القبائل العربية، أن أصل قبيلة الأوس والخزرج، وهم الأنصار، الذين نصروا النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة، أنهم يُنسبون إلى حارثة بن ثعلبة البهلول ابن عمرو مُزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن مازن بن الأزد القحطانية.
وقال الدكتور عبدالمجيد عابدين: «وبالصعيد طائفة من الأنصار»، وربما برهن الدكتور عابدين على كلامه بوجود حوض الأنصار بأراض ناحية جرجا.
ويعود الدكتور الطيب معلقا فى «الهوامش» على وجود بنى محمد وبنى عكرمة، الموجودة ديارهم بحرى «منفلوط» ليؤكد أن بنى عكرمة يتواجدون فى أسيوط -عندما كانت مديرية قبل تحويلها إلى محافظة- بقسم أبنوب الحمام فى شرق النيل، وبلدة بنى محمد بينها وبين أسيوط نحو 3 ساعات، وتشمل 3 قرى متلاصقة، وكان عدد أهلها أيام على مبارك أكثر من عشرة آلاف.
بينما قال صلاح التايب فى «القبائل المصرية» عن الخزرج: «منهم فى مصر منذ الفتح الإسلامى ومنهم بالوقت الحاضر جزء كبير من محافظات: الغربية وكفر الشيخ والمنوفية، ونذكر منهم عائلة الفقى فى كمشيش والدلجمون وكفر الزيات»، وكان منهم صلاح الفقى ومحمد باشا الفقى والطبيب الشهير الدكتور محمد الفقى وأحمد الفقى عضو مجلس الشعب الأسبق، كما توجد فروع كبيرة باسم البقرية فى الشرقية وهم ينسبون إلى الأنصار أيضا.
يقول محمد أحمد الأوسية، مدير عام بالهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات بدمياط، ما حفظه عن أجداده وما يؤكده الباحثون: إن هذه العائلة جذورها ممتدة إلى قبيلة الأوس فى المدينة المنورة بالحجاز، نزحوا إلى سفاجا عبر البحر الأحمر ولهم تواجد فى قنا، وتاء التأنيث ألحقت إلى لقب العائلة كما هو حال شعب مصر مثل «السلاطنة» الذين ينتمون إلى عائلة السلطان.
يتواجد أبناء «الأوسية» فى دمياط بكثرة، وتربطهم علاقات نسب ومصاهرة مع أغلب عائلات قرية العدلية، وقرية العدلية اسمها «العادلية» نسبة إلى الملك العادل، لأن جنوده كان يعسكرون بها، وبينما كانت قرية البستان بمثابة الحقل الذى كانت تزرع فيه الخضراوات والمحاصيل للجنود، فإن «كفر طبيخ» سميت بذلك لأن طعام الجنود كان يطبخ ويعد فيها.
البارزون من «أوسية دمياط» كثيرون فى مجالات مختلفة، فالحاج شربينى الأوسية -مثلاً- كان يُطلِق عليه أبناء العائلة لقب «عمود العيلة»، وكان يمتلك ما يقرب من 500 فدان، وكان رجلا خيّرا، أسهم فى بناء الوحدة الصحية بالعدلية ومدرسة ابتدائية، باسم الشيخ عبدالله عامر، ما زالت موجودة إلى الآن، ومكتب بريد، وكان يساعد الأرامل والمحتاجين، وكان يسكن فى «الدوار» أو «المندرة» (مقر العمدية) التى بنيت عام 1931 وما زالت تقوم بدورها حتى اليوم، وفى عهده كانت تتوفر فيها الحبوب والأكل والسمن للمحتاجين، فى زمن لم يجد فيه الناس سوى «تمليح» الطماطم و«قشر البطيخ» وأكلهما لمواجهة الفقر وسد الجوع.
«دوار» العمدية أو «المندرة» شهد ولا يزال يشهد حل النزاعات والاحتقانات بين أهالى القرية كما كان هذا «الدوار» سببا مباشرا فى حل الاحتقانات الطائفية، والقضاء على الفتن، دون اللجوء للشرطة كما هو معروف فى مثل هذه الحالات.
ويوجد تفاوت ملحوظ فى نسبة ونوعية التعليم بين أبناء العائلة، فأقلها الدبلومات الفنية والصناعية والزراعية، ويوجد أطباء ومهندسون ومحاسبون ومحامون ومعلمون وضباط فى الجيش والشرطة، غير أن المهنة الغالبة والرائدة عند أبناء العائلة هى الزراعة، خاصة فيما بين حملة المؤهلات المتوسطة والدبلومات الفنية.
محمد نبيل الأوسية رئيس حسابات بالبنك العقارى العربى، يقول إن عمدة العائلة الحالى «مجدى على الشربينى الأوسية» مؤثر جدا، خاصة فى الانتخابات الحزبية والبرلمانية، فالعائلة تمتلك ما يقرب من 400 صوت انتخابى، يستطيع العمدة حشدهم، بخلاف أن «الأوسية» تكتسب عددا وانتشارا أكثر لتداخلها مع عائلات قرية العدلية نسبا ومصاهرة،ورغم انتشار المهن والحرف والمناصب بين أبناء العائلة؛ إلا أن العمدية تمثل لهم «مفخرة»، ويصرون على الحفاظ عليها، فمقر العمدية مقام منذ عام 1931، وهو ما يؤكد ارتباطهم وفخرهم بالعمدية.
وهناك واقعة شهيرة و«مشرفة»، يتناقلها «الأوسيون»، عن ابنهم الضابط هشام عادل الشربينى الأوسية، الذى كان رئيسا لمكتب مكافحة المخدرات بدمياط، وقام بضبط تاجر مخدرات وفى حوزته حوالى 130 كيلو «بانجو» فى منطقة «شطا» بجوار دمياط، ومعه مبلغ مالى كبير وكمية من «الحشيش»، وسٌجن تاجر المخدرات، ثم بدأ أهل المسجون مساومة الضابط وعرضوا عليه رشوة مقدارها مليون جنيه ليغير أقواله؛ إلا أن الضابط رفض وكان بصدد عمل محضر رشوة لأهل المسجون، لولا تدخل أحد زملائه، الذى قال له «كفاية عليهم قضية المخدرات».
التابعى الباز الأوسية، من مواليد عام 1947 شارك فى حربى 67 و73 وكان فى سلاح الشرطة العسكرية وكان على الجبهة فى الإسماعيلية أثناء حرب 73 وظل مجندا بالجيش عاما آخر بعد الحرب، وكان شاهدا على أسر أشهر أسير إسرائيلى «عساف ياجورى»، يقول التابعى: «اللى أسر «ياجورى» هو العميد حسن أبوسعده كان ماسك الفرقة التانية مشاة، وأسرنا معاه 11 ضابط إسرائيلى غير الأفراد، واحنا خدناهم (عساف والـ11ضابط) وسلمناهم، واحنا كنا معاهم فى العربية «الجيب» وعساف كان قاعد جنب الضابط، وسأله الضابط المصرى إيه رأيك فى الحرب، فرد عليه: «المصريين تمام»، فسأله الضابط إيه رأيك فى «جولدا مائير»، قال له: مش تمام. وكان رأيه فى السادات أيضا إنه رجل حرب تمام». | |
| | | ماهر محرم Admin
المساهمات : 381 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: تابع عائلات البلد الشهيرة السبت ديسمبر 03, 2011 2:20 pm | |
| عائلة الحجيرات
قدّموا 6 عمد للقرية.. ويفضلون «الطب والصيدلة»
الحُجَيرات .. أصلح جدهم بين عائلتين فى «إسنا» فأهداه أبناؤهما «بندقية مرخصة»
تبعد قرية الحجيرات عن مدينة قنا حوالى عشرة كيلو مترات، وتضم داخلها 7 نجوع، ستة منها تعيش فيها أبناء عمومة، وهم: «العمدة - عتمان - عودة - جبارة- أبو بيلا - معلا»، بالإضافة إلى نجع «أبوعروق»، الذى يعتبر تجمعا لأنساب مختلفة من داخل القرية وخارجها.
ويطلق اسم «الحجيرات»-القرية- على ساكنيها نسبا وأصلا، فيقال إن جدهم الأكبر يسمى «حُجير»، ومنه جاءت تسمية الحجيرات، ولكن «ممدوح حسين» أحد أبناء العائلة يفند هذه المقولة بقوله:»هذه العائلة ينتهى نسبها إلى العباس بن عبدالمطلب، عم النبى محمد «صلى الله عليه وسلم». فالحجيرات «عباسيون»، قدموا من الأراضى الحجازية، مع الفتوحات الإسلامية إلى مصر، واستقروا فى مدينة «قوص» التى تبعد حوالى 20 كم عن قنا، وبعد ذلك تفرقت إلى مدن أخرى، وكوّن أبناؤها تجمعات وأسموها باسمهم، مثل:»حجيرات هو» فى نجع حمادى، وحجيرات قفط «نجع الحجيرى»، وحجيرات قنا «الحجيرات»، إضافة إلى بعض الفروع فى وجه بحرى «قرية الغار» فى الزقازيق، و«باكوس» بالإسكندرية.
وتنقسم عائلة «الحجيرات» فى قنا إلى ما يسمى بالبيوت، وهو تقسيم للأفرع الرئيسية للعائلة، وأبرز هذه البيوت بيت «عبدالجواد»، ويطلق عليه مجازا عائلة»الشيخ» أو «جاد»، والبيت الآخر هو بيت»العمدة»، وعلى اسمه سمى بنجع»العمدة».
يطلق أبناء بيت جاد على أبناء العائلة اسم بيت «الشيخ» تيمنا بالشيخ حسين أحمد جاد، وهو واحد من أهم رموز العائلة حيث كان أول من حصل على «العالمية» فى القرية عام 1940، وهو من مواليد 1920، وتوفى فى العام 1976، وكانوا يطلقون عليه لقب «الأسطورة» فى القرية، لأنه أول من امتلك مطحنا للغلال، يخدم جميع القرى المجاورة للحجيرات، وكذلك أول من امتلك كابينة تليفون فى القرية، بالإضافة إلى 36 فدانا و3 ماكينات للرى الارتوازى.
ولم يكتف الشيخ حسين بكونه عالما أزهريا، ولكنه تدرّج حتى أصبح مدير مدرسة وأمينا للاتحاد الاشتراكى فى القرية، كما أنه «عديل» مقرئ القرآن الشهير الشيخ «محمود صديق المنشاوى».
ومن رموز عائلة الحجيرات أيضا اللواء عادل حسين جاد مساعد مدير أمن الشرقية، والعميد أسامة محمد الصغير مفتش مباحث بالجيزة، والعميد حمدى جاد مأمور سكة حديد قنا، ود.كوثر حسين استشارى أمراض النساء والولادة، والمهندس صبحى حسن جاد مدير أحد مصانع الألبان بقنا، ومحمد إسماعيل جاد نائب عمدة الحجيرات الحالى، وعرفات حسين بالهيئة القومية للبريد.
يعد بيت العمدة الفرع الآخر من العائلة، وتعتبر «العمدية» ضاربة بجذورها فى هذا الفرع، وتاريخ العمدية فى بيت «العمدة» بحسب رواية الحاج بخيت محمود عمر- يبدأ بالجد الأكبر عمر، والذى كان فى منصب عمدة البلد فى بدايات القرن العشرين، وانتقلت منه إلى أكبر أبنائه العمدة محمد عمر، ومنه إلى محمود عمر، الشقيق الأصغر، وظل فى العمدية حتى العام1985.
أما فى الجيل الحالى فيبرز من العائلة أيضا المستشار عياد عبدالوهاب رئيس محكمة بأسيوط، والحاج بخيت محمود عمر مدير مدرسة بقنا-سابقا-، وكذلك ينضم إليهم أحمد عبدالحميد محمود عمر مدير نيابة قسم أول سوهاج، ووالده محمود عبدالحميد عمر مدير عام بالضرائب سابقا، وحاتم عبدالحميد خبير هندسى بقنا، ود.محمود عبدالحميد، أستاذ بكلية الطب بقنا، ود.لمياء عبدالحميد «صيدلانية»، ومحمد بخيت عمر، رئيس حسابات بإحدى شركات الدواء.
ويروى الحاج بخيت محمود عمر عن جدهم عمر (العمدة الكبير)، أنه قام بالصلح بين عائلتين فى «المطاعنة» بإسنا، وبعد أن تصالحت العائلتان حاول أبناؤهما أن يهدوه عروسا وخيلا لكنه رفض، فأهدوه بندقية «خرطوش» مرخّصة.
يتركز النشاط الاقتصادى لعائلة الحجيرات بأفرعها المختلفة فى الزراعة، وإن كان بعضهم يرفع شعار «أبناؤنا فى الخارج»، نظرا لكثرة من يعملون فى الخليج من العائلة، ولعل المحصول الرئيسى فى الزراعة هو القصب، وبعض المساحات الصغيرة من القمح والبرسيم، ويبلغ ما تملكه العائلة حوالى ثلاثمائة فدان متفرقة.
ويذكر لنا العمدة محمد إسماعيل، أن الزراعة الآن اختلفت كثيرا عن الماضى لأن «البركة» ذهبت، ففى الماضى كان هناك نوع من القصب يسمى «دراع البس»، لشدة الشبه بينه وبين قدم القط، وكان لذيذا ويؤكل، ولكن اليوم نأكل القصب بلا طعم أو لذة.
يعتبر أبناء عائلة الحجيرات أنفسهم ممن يقدرون العلم والتعليم، وهو ما يدل على نسبة التعليم التى تتجاوز الـ 95 % بين أبناء العائلة، و الدكتورة كوثر حسين الحجيرات أول فتاة تتعلم فى القرية، وكذلك أول ثلاثة يدخلون المدارس ويكملون تعليمهم من بيت عبدالجواد من نفس العائلة، يضاف إليهم مجموعة لا بأس بها من أفراد العائلة يتلقون تعليما أزهريا.
الحاجة «قضيبة محمود عمر» التى تجاوزت سنها الـ85 عاما، أكبر سيدة معمرة لدى عائلة «العمدة» بالحجيرات كانت تحتفظ بذكريات وأحداث كثيرة، ولا تمل أبدا من الحديث عنها تتذكر التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، تضعك فى قلبها، وتتأسف على عادات وتقاليد اندثرت وحلت مكانها ثقافات»مستوردة»، أو «موضة طالعين فيها»-على حد قولها!.
الحاجة قضيبة«أم بهاء»، كما تحب أن تنادَى، حكت لنا عند إعدادنا هذه المادة، عن العائلة وقبل وفاتها فى يونيو الماضى أنها لم تعرف تحديدا تاريخ ميلادها، لكنها تتذكر أنها كانت فى سن العاشرة عندما تولى الملك فاروق حكم مصر، وأنها كانت تسمع حكايات كثيرة عن الحرب الدائرة فى الصحراء الغربية، متذكرة «هتلر». تفخر كذلك «أم بهاء» بعائلتها فتقول: إنه منذ أبو جدها، و»العمدية» لم تفارق بيتهم، وأن أباها كان عمدة له «هيبة» كبيرة فى البلد، وأنها كانت سعيدة جدا بأنها بنت العمدة.
وتضيف: «زمان ما كانش فيه «رادى» ولا تلفزيون-أى «راديو وتليفزيون»-و»الحكومة» جابت حاجة للناس تتفرج عليها-سألناها: إيه الحاجة دى؟، قالت: «اللى بيروحوها دى قولولى انتو بتفهموها ثم تذكرت«السيما»..وتابعت:» أنا عمرى ما دخلت «سيما» لكن لما جت عربية الحكومة وعرضت الفيلم إحنا بنات العمدة قعدنا فوق وشفناه».
«أم بهاء» تزوجت وعمرها 15سنة، أجابت عن سؤالنا حول قصة زواجها:« جوزى محمد حسن عمر من نجع تانى غير نجعنا، وكان مصمم إنه يناسب عيلة العمدة عشان زيهم فى الأصالة، وبصراحة هو كان راجل شهم وطول عمره «جد» وما كنتش أعرفه ولا شفته قبل الجواز، وما كانش فيه بيننا حب ولا كلام من الفاضى بتاع اليومين دول!».
يتدخل ابنها بهاء محمد حسن عمر، باحث وخبير بمحكمة أحداث قنا، فيقول: على ما سمعت من خالاتى إن أبى حينما ذهب لبيت»العمدة» ليتقدم لخطبة والدتى، كان جالسا فى «الديوان»-المندرة- ولم تكن أمى تعرفه، ففتحوا لها إحدى النوافذ لكى تراه وتبدى رأيها فيه، وهنا تدخلت «أم بهاء» قائلة: «كان زين يا ولدى والله وعمره ما بهدلنى ولما اتجوزته كان يبعت «الغفير» على «الجحش» ويجيبلى كل الطلبات. عائلة اليمانى ينتمون إلى قبيلة "البياضية" وينتشرون فى الإسماعيلية وسيناء والشرقية وأسيوط والقاهرة
آل اليمانى.. العائلة التى أفشلت المخطط الصهيونى لتدويل سيناء
أول طبيبة فى العائلة: حرب 1967 هى السبب فى تعليمنا ولولا الهجرة ما التحقنا بالمدارس ولا تخرجنا من الجامعات ◄ العمدة محمد اليمانى صالَح بين السماعنة والعجايزة وبين العيايدة والطحاوية بعد أن كادت نيران الثأر تفتك بهم ◄ يرتبطون بشبكة نسب ومصاهرة مع عائلات «المغربى فى الإسماعيلية والبربرى فى بورسعيد وأبو الريش فى الشرقية وقبيلتى العجايزة والأخارسة فى سيناء»
آل اليمانى ينتمون إلى «نشيوة» أحد فرعى قبيلة البياضية، وسبب تسمية القبيلة بهذا الاسم، يرجع إلى تبييض أبنائها للكعبة المشرفة. واليمانى هو الجد السابع لليمانية، استقر فى سيناء مع الفتح الإسلامى لمصر، وتحديدا فى منطقة بئر العبد بشمال سيناء، وسكن فرع كبير من العائلة باليمانية فى القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية، وأثناء نكسة 1967 هاجرت العائلة إلى محافظة الشرقية، وبعض المحافظات القريبة منها، وبعد نصر أكتوبر1973، عاد عدد كبير من آل اليمانى إلى ديارهم وأرضهم فى الإسماعيلية.
أغلب اليمانيين يعيشون فى الإسماعيلية فى القنطرتين «غرب وشرق» وفى المنايف، وفى محافظة شمال سيناء بقريتى نجيلة وإقطية ببئر العبد وفى مدينة العريش، وتنتشر فروعهم فى محافظة الشرقية فى أبو حماد وقطاوية، وكذلك فى مدينة المنصورة بالدقهلية، وفى محافظة أسيوط.
اسم اليمانى يطلق على عائلات كثيرة فى أبو كبير بالشرقية، وفى بعض محافظات الصعيد، لكنهم ليسوا من اليمانية البياضية، كما أن «محمد اليمانى» نجم منتخب الشباب لكرة القدم السابق، ليس من اليمانية وفقا لكلام والده حسن اليمانى، فهما من «الزمالطة» أخوال المهندس الراحل «عثمان أحمد عثمان» الذى يرجع نسبة إلى أولاد سليمان فى العريش. محمود سالم اليمانى، هو أهم عمد قبيلة البياضية، تزوج من 11 امرأة وأنجب منهن تسعة أولاد وتسع بنات، جاء إلى القنطرة عام 1948 واشترى فدان الأرض الذى يصل سعره اليوم إلي250 ألف جنيه بعشرة جنيهات وقتها، وقد برز دور العمدة محمود مع الجيش المصرى ، حيث قدم لها الكثير من المعلومات بحكم منصبه، وانخراطه فى المجتمع الذى يعيش فيه، وقد حصل على شهادات تقدير من القوات المسلحة، ومن المواقف التى يتذكرها أفراد من العائلة عنه أنه قضى ليلة كاملة فى ملاحات شمال سيناء مع مجموعة من الجنود المصريين، دون حركة حتى شروق الشمس، خوفا من الطائرات الإسرائيلية التى كانت تجوب سماء سيناء لرصد أى تحركات تتجه نحو معسكرات جنودها.
على اليمانى- طبيب بشرى- يقول عن جده محمود سالم اليمانى، إنه أخذ على عاتقه مهمة تحضر «البدو» من خلال حرصه على تعليم جميع أبنائه، ودعمه الدائم لأبناء قبائل سيناء، مما تسبب له فى خلافات دائمة مع حاكم سيناء وغزة فى ذلك الوقت، بسبب رعايته لمصالح البدو.
العمدة محمد سليمان اليمانى، خاض انتخابات مجلس الشعب مستقلا عام 2000 على مقعد العمال، وكان معه أيضا المرشح المستقل حسن نصار على مقعد الفئات، ونجحا نجاحا ساحقا فى الفوز بالمقعدين، لدرجة أن مأمور القنطرة هنأهما، لكنهما فوجئا بسقوطهما بطريقة غير شرعية، بعد أن أخرجهما رئيس لجنة الانتخابات من مقر عملية فرز الاصوات.
بمنزل العمدة محمد «مضيفة»، يستقبل بها المتنازعين وأصحاب المشكلات لحلها، شهدت هذه المضيفة حل مئات النزاعات التى كانت تنشأ بين العائلات فى سيناء والقنطرة، وقد نجح العمدة محمود فى التقريب والمصالحة بين السماعنة والعجايزة، وبين العيايدة والطحاوية، بعد أن كادت نيران الثأر تفتك بهم.
اليمانية يعشقون كليتى الطب والصيدلة، والمعدل السنوى لدخول بناتهم فقط دون أبنائهم هاتين الكليتين (من4 إلى 5)، وينتشر الأطباء والصيادلة والمهندسون والمدرسون فى أسر آل اليمانى، وتعد «نجوى اليمانى» إخصائية النساء والتوليد، هى أول طبيبة بدوية من قبيلة البياضية من فرع اليمانى، تخرجت فى كلية طب الزقازيق سنة 1986، ووالدها هو سلمان اليمانى الملقب بشيخ مشايخ سيناء، وقد منحه شيوخ القبائل هذا اللقب فى سبعينيات القرن الماضى، تقول نجوى: «حرب 1967 هى السبب فى تعليمنا، ولولا الهجرة ما التحقنا بالمدارس، ولا تخرجنا فى الجامعة، تتابع: الثقافة البدوية وقتها كانت لا تسمح بأن تذهب البنت المقيمة فى بئر العبد مثلى، إلى مدرسة ثانوية فى العريش، وعندما ذهبنا إلى الشرقية لم يعجب والدى أن أذهب إلى المدرسة الإعدادية بالقطار، وكنا نمتلك شقة فى عمارة بالعجوزة فى القاهرة، فأقمنا بها إلى أن حصلت على الثانوية العامة بمجموع 85% وتنسيقى وقتها رشحنى لدخول كلية طب الزقازيق، ثم بعد ذلك عدنا إلى سيناء بعد أن انتهت أجواء الحرب وحققت مصر النصر فى أكتوبر 1973، فبنى لنا والدى بيتا فى القنطرة وأقمنا بها.
من آل اليمانى أيضا «سالم اليمانى»، عضو الاتحاد الاشتراكى ومجلس الأمة والنواب لخمس دورات من سنة 1958 حتى سنة 1979، وقد كان ضمن الوفد المصرى الذى سافر مع السادات لحضور مباحثات كامب ديفيد، وقد رصدت منظمة التحرير الفلسطينية، تحركات كل من ذهب إلى القدس، وشهد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وعقدت مؤتمر بغداد للمقاطعة، وأحلت سفك دم كل من حضر هذه المباحثات، لذلك كانت هناك حراسة مشددة تقوم على حماية سالم اليمانى.
الدكتور صبرى محمود اليمانى ، مدير مركز البحوث الزراعية بالعريش، وعادل سلمان اليمانى، مذيع بالقناة الرابعة، والمهندس محمد سليمان اليمانى» رئيس قطاع نظم المعلومات بوزارة الكهرباء»، أجمعوا عند ذكر البطل اللواء محمد محمود سالم اليمانى، على أنهم كانوا يستحون من التحدث فى حضوره لمكانته وتاريخه المشرف، وأوضحوا أنه كان يتمتع بعقلية فذة، وصفات شخصية واجتماعية جعلته مقصدا للباحثين عن المشورة والرأى الصائب، وقد تم تكليفه بأول مهمة فى 23 يونيو 1967، استهدفت تدمير المعدات المصرية، التى تركها الجيش المصرى حتى لا يستفيد منها الجيش الإسرائيلى، وبحسب ما جاء فى كتاب»موسوعة أعلام سيناء» فإن العمليات التى كان يقوم بها اليمانى وأبطال القوات الحربية، ساهمت إلى حد كبير فى رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة وأبناء سيناء الصامدين، وكانت توجيهات البطل محمد اليمانى إلى المكلفين بالعمليات العسكرية ضد إسرائيل عن طريق شفرات خاصة عبر البرامج الإذاعية الموجهة، وكانت إما شعرا أو مقطوعة موسيقية أو نداء معينا، وكان يتم تغيير هذه الشفرات بين الحين والآخر.
من أهم المواقف التى يفخر بها أبناء العائلة، أن اللواء محمد اليمانى كان أحد الأعمدة الأساسية فى إفشال المخطط الصهيونى لتدويل سيناء، وهو المخطط الذى قادته رئيسة الوزراء الإسرائيلية «جولدا مائير» سنة1969، وهو ماعرف وقتها بمؤتمر الحسنة، والذى اجتمعت خلاله «مائير» مع قبائل سيناء، بهدف فصل سيناء عن مصر، وكانت تبغى من ذلك المؤتمر إقناع أهالى سيناء بالتوقيع على وثيقة التدويل، حتى أن الكيان الصهيونى قام بإلغاء البطاقات المصرية لمواطنى سيناء، واستبدل بها بطاقات إسرائيلية، وعزل المشايخ وعين مشايخ جددا، وزودهم ببطاقات هوية تحمل لقب «شيخ»، من أجل تهويد سيناء واستكمال المخططات الاستيطانية الصهيونية.
المواقف البطولية للواء محمد اليمانى كثيرة، يحكيها أفراد العائلة، وبعد عودة سيناء للسيادة المصرية، اتجه اللواء محمد اليمانى للعمل بالحكم المحلى، فعمل رئيسا للمجلس الشعبى المحلى لمحافظة شمال سيناء، ثم سكرتيرا عاما لمحافظات بور سعيد وجنوب سيناء والبحيرة ومطروح وكفر الشيخ، ثم عمل فى مواقع قيادية بهيئة الرقابة الإدارية، حتى أحيل إلى المعاش.
هناك موقف خاص جدا يتذكره أبناء اليمانى، بطله هو الدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية حاليا، ففى أثناء نكسة 1967 كان عزمى ضابطا بالجيش، وتاه فى صحراء سيناء، ومكث بها عدة أيام حتى تعرف عليه سائق من البياضية يدعى «شلاس»، فحمله فى السيارة ونقله إلى خارج سيناء، حتى عاد إلى أهله بسلام، وفى المقابل لم ينس الدكتور عزمى فضل هذا الرجل عليه فى إنقاذه، فكان يرسل له الدقيق والزيت ومؤونته التى تكفيه هو وأسرته شهريا، إلى أن توفى «شلاس» منذ سنوات.
آل اليمانى يرتبطون بنسب ومصاهرة مع عائلات «المغربى فى الإسماعيلية، والبربرى فى بور سعيد، وأبو الريش فى الشرقية، وقبيلتى العجايزة والأخارسة بسيناء»، وآل اليمانى شأنهم شأن عائلات كثيرة لها جذور قبلية بدوية، كانوا لا يزوجون بناتهم خارج «البياضية»، لكن عمليات التهجير من سيناء والإسماعيلية ساعدت إلى حد كبير فى تغيير ذلك الموروث الثقافى السائد، خاصة إذا نسبنا للدكتورة نجوى اليمانى قولها « لولا أننا تركنا سيناء وذهبنا مع والدى إلى الشرقية ثم إلى القاهرة، ما تعلمنا، وما دخلت أنا كلية الطب، ولا كنت سأصبح طبيبة»، لكن هناك عائلات بعينها لا يتزوج منهم آل اليمانى، ولا يزوجونهم من بناتهم.
أبناء اليمانى لا يزالون يحتفظون بكثير من الموروثات البدوية، ربما اندثرت بعض الشىء بحكم المدنية التى تحولوا إليها، وبحكم اختلاطهم وترحالهم إلى مجتمعات حضرية، لكن يظل لديهم الود والتواصل والتراحم وإعانة المحتاج، فمن كان مريضا ولا يقدر على تكاليف العلاج، فإنهم يتشاركون فى علاجه، ولا يتخلون عن محتاج فى كافة المناسبات.
بارزون من العائلة: ◄ المهندس فرج اليمانى، وكيل أول وزارة الرى، ورئيس الهيئة المصرية العلمية لحماية الشواطئ ◄ إبراهيم نصار اليمانى، أستاذ اقتصاد بجامعة عين شمس ◄ هشام سالم اليمانى، رئيس مكتب العلاقات الخارجية بمجلس الشعب ◄ نهلة اليمانى طبيبة ◄ سالم الهرشى أحد قيادات «البياضية»
تفريعات البياضية: قبيلة البياضية، تنقسم إلى فرعين «طريف ونشيوة»، من «نشيوة المرازقة والربايعة والحفيشات والسموح والموالكة والأبايضة»، وآل اليمانى من الحفيشات، وإخوان «السوالمة والطبايخة وآل عياط وآل طفش»، أما طريف فمنه «الدراهسة، العواصية، الكريمات، التوابتة» عائلة الالفى «وفديون» أخرجوا «حسن البنا» من بورسعيد بـ«قنبلة»
الألفى.. العائلة التى حاربتها المخابرات الإنجليزية بعد خطف ابن عم ملكة بريطانيا
قادوا إضرابات عمال القناة ونجحوا فى مساواة أجورهم بالأجانب ◄أصحاب ثانى مطبعة فى بورسعيد.. تولت نشر بيانات ضد الاحتلال ◄محمد حامدالألفى شارك فى ثورة 19 وأخلى منزله لقوات الصاعقة لمحاربة الإنجليز أثناء العدوان الثلاثى ◄سلّمت مفتاح «قناة السويس» لجمال عبدالناصر ووقفت وراء تأميمها
عائلة الألفى ببورسعيد، من العائلات التى تمتلك تراثا مشرفا وتاريخا مضيئا، حيث سجل عدد كبير من أبنائها مواقف وطنية، ومنهم «محمد حامد الألفى» وهو من مواليد دمياط، تعلم بالكتَّاب وحفظ القرآن الكريم فى طفولته، ثم التحق بالمدرسة التجارية الفرنسية، وعمل «كمسارى» لترام بورسعيد الذى كان يسير بشارعى الثلاثينى وأوجينى الشهيرين، أنشأ مطبعة القنال، وهى ثانى مطبعة فى القنال بعد مطبعة «المستقبل»، ليكونا أول مطبعتين تواجهان المطابع الأجنبية فى مدن القنال ودمياط. محمد حامد الألفى، شارك فى ثورة 1919، واختير سكرتيرا للجنة الوفد ببورسعيد وممثلا لها بالقاهرة، وتم انتخابه نائبا عن بورسعيد فى مجلس النواب لمدة خمسة عشر عاما، ضد رغبة القصر الملكى قبل الثورة، وأنشأ الألفى جمعية الإسعاف وظل رئيسا لها حتى وفاته فى ستينيات القرن الماضى، وأنشأ الجمعية التعاونية الاستهلاكية ببورسعيد لمحاربة جشع التجار، وظل رئيسا لها حتى وفاته، وأسهم فى إنشاء الجمعية الخيرية الإسلامية، وجمعية مبرة فوزية، وجمعية دفن الموتى.
الألفى قام بدور كبير فى تسيير الحياة بمدينة بورسعيد، أثناء العدوان الثلاثى عليها، وقاد رجال الإسعاف البواسل لنقل المصابين ودفن الشهداء خلال العدوان، كما أخفى رجال المقاومة الشعبية، وتولى حمايتهم داخل المستشفيات، بجعلهم يرتدون زى رجال الإسعاف المميز، كما أخلى محمد حامد الألفى منزله -الذى كان يقع أمام مبنى محافظة بورسعيد القديم، مكان مسلة بورسعيد حاليا- لرجال الصاعقة المصرية بقيادة «جلال هريدى، وطاهر الأسمر، حيث كانت القوات الإنجليزية تحتل مبنى محافظة بورسعيد، فقام رجال الصاعقة بقصف الإنجليز من داخل المنزل، وبعد إنجاز مهمتهم، تركوا أسلحتهم بالمنزل وخلعوا ملابسهم العسكرية وارتدوا ملابس محمد الألفى المدنية، ثم تركوا له خطاب شكر، فقام الإنجليز بقصف المنزل، لكن ذلك كله لم يثن الألفى عن إثبات وطنيته، فعاد إلى المنزل وجمع الأسلحة وسلمها إلى الجيش المصرى، إلى جانب ذلك فإن محمد الألفى أسهم فى طباعة المنشورات التى تهاجم الاحتلال الإنجليزى، بمطبعته، وقام بطباعة العدد الثانى من مجلة «الانتصار»، بعد أن صادر الإنجليز مطبعة «مخلوف» الشهيرة. وحين اختلف الألفى مع رجال ثورة يوليو بسبب موقفهم من الأحزاب، ظل محافظا على وفديته، وصداقته للنحاس باشا، وتزوج من «روضة المناخلى»، التى أنجبت له كلا من «فوزى وثريا ومحمد»، ولم يتوقف عن أداء دوره الوطنى والنضالى إلى أن وافته المنية فى سبتمبر 1967.
هذا واحد من رموز عائلة الألفى، التى يقال إن سبب تسميتهم بهذا الاسم يرجع إلى احتمالين، الأول: أن مؤسس العائلة كان قائدا لألف جندى، فى عهد الدولة العثمانية، أما الاحتمال الثانى: فيعود إلى أن جدهم الأكبر كان من المماليك، ودُفع فيه ألف «سُرَة ذهب»، والقصتان متداولتان لدى أفراد العائلة. جذور العائلة موجودة فى محافظة دمياط، ومنها الشيخ محمد الألفى، وهو من مواليد سنة 1800، وكان قاضيا شرعيا، تزوج عدة مرات، وأنجب «عبدالسلام وعلى وحامد» من زوجته مريم الموافى، وأنجب من زوجته «بامبة» عبد الحميد وعزيزة، ولعائلة الألفى فرعان فى محافظتى الإسكندرية والشرقية، ويحتمل أن يكون لها فرع آخر فى محافظة المنيا، فقد تلقت العائلة برقيات عزاء فى وفاة المرحوم «عبدالسلام الألفى»، من محافظات: «الشرقية والإسكندرية ودمياط والمنيا»، كما أن هناك أسرات من العائلة تقيم فى القاهرة، ويرتبط الألفيون بعلاقات نسب ومصاهرة مع عائلات كثيرة، فى المحافظات التى ينتشرون فيها، لعل أبرز هذه العائلات: «الغرباوى، والمناخلى، والأشول، والبلاسى».
الحكايات التى يحفظها أبناء «الألفى» عن آبائهم وأبنائهم كثيرة، فمنهم عبدالسلام محمد الألفى، المولود فى سنة 1892، وهو أول من جاء من العائلة إلى بورسعيد، فى بدايات القرن العشرين، وتحديدا فى عام 1905، عمل نجارا، ثم مقاولا لأعمال البناء، وهو أول رئيس لنقابة النجارين والبنائين ببورسعيد، اختير لهذا المنصب لشجاعته وقدرته على حفظ حقوق العمال من استغلال الأجانب لهم، ومما يذكر عنه أنه كان أحد ممولى الفدائيين بالمال لشراء السلاح فى مواجهة قوات الاحتلال البريطانى، فى حرب «الفدائيين» عام1951. عبد السلام تزوج من علية البلاسى، وأنجبت له محمد وأحمد ووهبة وسنية التى توفيت فى سن صغيرة، ويبدو زواج عبدالسلام من علية دراميا، فقد كان نجارا قبل أن يجمع العمال ويؤسس نقابة «النجارين والبنائين»، وبالتالى كان يجيد صناعة المراكب والسفن، ووالد «علية» كان يعمل صيادا وتاجر أسماك، فأثمرت هذه المعاملة التجارية بينهما عن هذه الزيجة، ويعتبر عبدالسلام الألفى هو صاحب اكتشاف أول كاسحة ألغام مغناطيسية، صنعها فى ورشة تصنيع السفن بجزيرة «نمرة خمسة» فى القناة، بعد أن ألقت القوات الألمانية بالألغام فى قناة السويس لإعاقة مرور السفن من خلالها، أثناء الحرب العالمية الأولى، وقد كرمته إنجلترا، وقتها، على هذا الاختراع.
أبناء العائلة يفخرون كذلك بشاعر القنال «على محمد الألفى»، وقد أطلق عليه هذا اللقب شعراء بورسعيد ومدن القنال. التحق «على» بالمدرسة الابتدائية، بعد أن أتم حفظ كتاب الله فى الكُتاب، ثم التحق بالمدرسة التجارية الفرنسية، ثم مدرسة التجارة العليا بالجامعة الأهلية، وهو من مؤسسى نقابة التجاريين ببورسعيد، وكان الهدف من تأسيسها، الوقوف فى وجه الاحتكارات الأجنبية للمهنة، بعد تقنين عمل الشركات والتجار المصريين، وقد أسهم «على» فى إحياء الحركة الأدبية والفنية فى بورسعيد، وشارك فى تأسيس نادى المسرح عام 1924، وفى إنشاء فرقة «رمسيس للفنون المسرحية والموسيقى»، وكان يجيد العزف على العود، وتتلمذ على يديه عدد كبير من شعراء بورسعيد، وهو صاحب أول صحيفة أدبية فى منطقة القناة، وكانت تحمل اسم «الآداب»، وهو أول من طلب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إنشاء المعهدين العاليين (التجارى والصناعى) ببورسعيد، واستجيب لطلبه فى ستينيات القرن الماضى، وقد تزوج من «وجيدة الغرباوى» التى أنجبت له»مريم ومحبات ومنير وسعاد وجمال»، و»على» هو أحد تلاميذ الشيخ محمود جمعة حلبة الأزهرى الذى تتوزع عائلته فى الشرقية والمنزلة، وهو أول من كون فرقة موسيقية فى بورسعيد، وكان يقيم السهرات الفنية بساحة بيته، وكانت يحضرها «أم كلثوم»، وزكريا أحمد.
عبدالحميد محمد الألفى، تدرج فى عمله من أمين مخزن بشركة قناة السويس الفرنسية -آنذاك- حتى صار رئيسا لأمناء المخازن بترسانة الشركة ببورسعيد، وأنشأ أول نقابة للعاملين المصريين بشركة القناة، ضمت جميع العاملين بالشركة الفرنسية ببورسعيد والإسماعيلية والسويس، بعد حل جمعية العاملين بشركة القناة ببورسعيد، وفصل رئيسها المرحوم «على نحلة»، وقاد «عبدالحميد» المفاوضات التى دارت بين نقابة العاملين المصريين، بشركة قناة السويس الفرنسية والإدارة، لمساواة العاملين المصريين بنظرائهم الأجانب فى الأجور، واستمرت المفاوضات من أواخر الثلاثينيات من القرن الماضى، وحتى عام 1954، قاد خلالها عدة اعتصامات وإضرابات، حتى رضخت إدارة الشركة لمطالب العمال، وتمت مساواتهم بالعمال الفرنسيين والأجانب، فى المكافآت والأجور، وقد سلم عبد الحميد هو وزملاؤه أعضاء النقابة، مفتاح الشركة لجمال عبدالناصر عام 1954، وطا×××× بتأميمها، حيث كانوا فى ضيافة مجلس قيادة الثورة الذى كرمهم نتيجة كسب المفاوضات، وظل عبدالحميد على علاقة قوية بعبد الناصر، وهو أحد الذين عملوا على تسهيل مهمة تأميم قناة السويس فى 26 يوليو 1956.
وعند بداية العدوان الثلاثى على مدينة بورسعيد، قام عبدالحميد الألفى والمرحوم «نصر علام»، بإخراج كمية من البلاتين، قدرت بحوالى 6 ملايين جنيه، وقتها، كانت فى عهدته، وهى تخص الشركة الفرنسية، قبل التأميم، خبأها فى حجرات تخزين الخشب و«الروبابيكيا»، بفيلا نصر علام الواقعة بناصية شارعى المغرب وأحمد ماهر، وظلت القوات الفرنسية تبحث عنه خلال فترة احتلال المدينة، بإيعاز من إدارة الشركة الفرنسية، لمعرفة مصير كمية البلاتين، ومحاولة استردادها، وبعد خروج القوات المحتلة من المدينة، وانسحابها بعد أن حقق الجيش المصرى والمقاومة الشعبية فى بورسعيد النصر عليها، سلم عبدالحميد كمية البلاتين لمحمود يونس، رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس، مع جميع الوثائق الخاصة بمخازن الشركة، وذلك بمقر الهيئة فى الإسماعيلية. وظل عبدالحميد الألفى رئيسا لهيئة قناة السويس، حتى وفاته عام 1964، وكان قد تزوج من «صديقة السعيد»، التى أنجب منها: «عادل وعاطف وعلوية وعامر وعابد».
اجتماعات العائلة تقتصر على المناسبات المهمة جدا، ومن الصعوبة بمكان تجميع عدد كبير من أفرادها، وإجابة عبدالسلام الألفى، أمين لجنة الشئون المالية بالحزب الناصرى، عن هذا جاءت على استحياء، حيث قال: «أغلب الناس عندنا فى عملهم خارج بورسعيد»، نموذج آخر من أبناء العائلة، هو «وهبة محمد الألفى»، الذى عمل فى صناعة وكى الطرابيش، فى دكانه بناصية شارعى إبراهيم توفيق والثلاثينى، وكان واحدا من القيادات الشابة التى أسهمت فى جمع توكيلات «الوفد المصرى» بقيادة الزعيم «سعد زغلول»، من أجل عرض قضية مصر على زعماء العالم فى باريس، شارك «وهبة» فى تأسيس حزب الوفد، وإنشاء كتائب القمصان الخضر بالحزب، ودربهم على استخدام السلاح، وهو أحد قيادات الفدائيين ضد قوات الاحتلال الانجليزى عام1951، وكان مسئولا عن شراء السلاح وجمعه للفدائيين. عبدالسلام الألفى يقول عن عمه «وهبة»: أثناء زيارة حسن البنا (مؤسس جماعة الإخوان المسلمين) لبورسعيد لافتتاح مقر جماعة الإخوان بها، عام1946، اصطدم «وهبة» بحسن العشماوى مسئول التنظيم السرى للجماعة، حين قام الأخير بإطلاق أعيرة نارية ترحيبا بالبنا، فاستشعر وهبة ومعه شباب القمصان الخضر فى مكتبه المواجه لمقر الإخوان، بأن ذلك استعراض وإرهاب له ولأهل بورسعيد، فألقى «وهبة» بقنبلة صوتية أمام مقر الإخوان، ثم خرج لهم هو ومؤيدوه، واقتحموا مقر الإخوان، ثم اصطحب حسن البنا وأخرجه من بورسعيد، وأخبره بأنه بذلك يحافظ عليه من التهلكة، إذا استمر بالمدينة، وعقب هذه الواقعة ألقى القبض على «وهبة»، ومحمد المصرى من الإخوان وسجنا شهرا، ورغم كل ذلك صارا صديقين، واستمرت صداقتهما حتى بعد إخلاء سبيليهما، توفى وهبة سنة 1955، بعد أن أنجب «على وعبد الوهاب ومريم».
اللواء محمد منير الألفى الذى تخرج فى كلية البوليس، وكان من أكفأ ضباط الشرطة، هو نموذج لضابط مثالى، يجب أن يحذو حذوه كل ضباط وزارة الداخلية، فالرجل وفقا لشهادة عائلته وكثير من أبناء بورسعيد، هو أول من عامل المجرم باعتباره «إنسانا انحرف بسبب الظروف المحيطة به، وليس مجرما بالفطرة»، وكان يقوم بتوفير فرص عمل لكثير من الذين صدرت بحقهم أحكام وقاموا بتنفيذها، حتى لا يعودوا للجريمة مرة أخرى، كان منير عازفا للكمان، وله مؤلفات موسيقية بالإذاعة المصرية، ساعد الفدائيين ورجال المقاومة الشعبية، أثناء معارك 1956، ووصلته تهديدات «وليمز»، رئيس المخابرات الإنجليزية، بعد اختطاف ابن عم ملكة بريطانيا «مور هاوس»، فاضطر للاختفاء، وظل يمارس عمله وهو يرتدى زى رجال الإسعاف.. اللافت للانتباه، أنه عند وفاته فى مدينة الإسماعيلية، وهو يؤدى عمله عام 1965، أصر الذين تابوا على يديه بعد خروجهم من السجن، حمل نعشه حتى دفن بمقابر العائلة ببورسعيد، وقد منح رتبة «لواء» بعد وفاته تقديرا لأعماله، وقد تزوج الراحل من عائلة الحولى، وأنجب كلا من»على، وإش إش، ومى، وخالد».
رغم الوجوة الناصرية فى العائلة مثل عبد السلام الألفى إلا أن العائلة وفدية منذ الآباء وحتى أجيالهم المتعاقبة، تقول الوفدية «نهلة محمد حامد الألفى»، محامية بالاستئناف العالى ومجلس الدولة، إنها رغم كل الأحداث التى يشهدها حزب الوفد مؤخرا، فإنها مازالت تفخر بالانتماء له، فهو حزب العظماء الوطنيين الذين أفنوا حياتهم فى سبيل الوطن، وتكشف نهلة عن محاولات الحزب الوطنى لضمها إلى صفوفه، لكنها رفضت أن تحيد عن حزب عائلتها العريقة. عائلة الموجى
جدهم كان ضابطا فى جيش عرابى.. وفى منزلهم «اختفى عبدالله النديم»9 سنوات
"الموجى".. العائلة التى رفضت عمل المصريين بالسخرة فى حفر قناة السويس
ورثوا صناعة وتجارة السلاح والبنادق.. وبركات أوليائهم فتحت باب السيد البدوى
«الموجى» اسم لعائلة عريقة، نسبة لأحد أوليائها، بعد أن ظهرت له كرامة المشى على أمواج النيل, ولهذا يجتمع كل أفراد العائلة على حب الأولياء ويظهر ذلك فى كثرة مقامات العائلة والحفاظ عليها ورعايتها.
عائلة «الموجى» يقدر عدد أفرادها بحوالى ستة آلاف نسمة، موزعين بين محافظتى الدقهلية ودمياط، وينتشر بعض أفرادها فى محافظات: بورسعيد وبنى سويف وكفر الشيخ، ويشتهر فرع الموجى بقرية «ميت الكُرما» فى مركز طلخا، بمواقف وطنية كثيرة، فهو فرع يشتهر بالعمدية، وعندما طلبت منهم المساعدة فى تسخير الناس فى حفر قناة السويس تركوا العمدية، ويقول أفراد العائلة: الأصل عندنا هو الدين والطبع الصوفى البسيط، ووفقا لكلامهم فإن العائلة حتى وقت قريب كانت لا تدخل الجيش.
ويقول محمد السعيد محمد الموجى موظف بهيئة المجتمعات العمرانية-: بعد ثورة عرابى جاءنا عبدالله النديم هاربا مختبئا فى بيت من بيوت آل الموجى بـ(ميت الكُرما) لمدة تسع سنوات حتى قبض عليه، ويروى أيضا أن إبراهيم الموجى الكبير كان ضابطا فى جيش عرابى ضد الإنجليز، وتزوج من السيدة ليلى محمد أبوالفضل أباظة -من أباظية الشرقية- وتوفى عام 1918 بعد أن أنجب ستة رجال هم عصب عائلة الموجى بدمياط، الذين ورثوا عن أبيهم صناعة وتجارة البنادق، حيث كان يستخدمها ضد الإنجليز.
«محمد الموجى» شاب فى الثلاثين من عمره يعمل مدرسا للغة الإنجليزية بدمياط، متزوج وله بنت وولد, اصطحبنا فى زيارة للعائلة فى قرى ميت طويلة وميت الكرما وميت خميس بطلخا والمنصورة، ثم استقررنا فى منزل الشيخ شعبان متولى الموجى بميت طويلة.
الموجى إحدى العائلات هاشمية النسب من نسل الحسن بن على بن أبى طالب، ووفقا للوثائق التى حصلنا عليها، وروايات أفراد العائلة، فإن أصلها يرجع إلى أحمد بن رمضان الموجى الذى جاء من اليمن واستوطن فى ميت خميس، التى تسمى أيضا «كفر الموجى» بمركز المنصورة، وغالبية سكانها من عائلة الموجى، وأحد أصول العائلة يرجع إلى الملوك الأدارسة بدولة المغرب، وهم «أشراف» عن طريق عبدالله المحض الكامل بن الإمام الحسن بن على بن أبى طالب والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله «صلى الله عليه وسلم».
و«الأدارسة»، قبيلة انتقلت من شبه الجزيرة العربية إلى المغرب، ثم دخلت مصر مع قدوم الفاطميين، وأقامت بها حتى زوال دولة الفاطميين، ثم انتقل قطاع كبير من أبناء العائلة إلى اليمن، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى، عن طريق أحمد اليمانى الكبير الذى استوطن «المحلة» بمحافظة الغربية، ثم رحل إلى ميت خميس «كفر الموجى»، وكان ضمن العائدين معه إلى مصر، ابن أخيه محمد شهاب الدين اليمانى، مؤسس عائلة موسى بالمنصورة ودمياط, ثم انتقلت العائلة إلى كفر الطويلة، وإلى ميت طويلة، وتشعبت كذلك فى الصعيد بجانب تشعبها فى شمال مصر، ففى بنى سويف عائلات مثل «فقيه الموجى».
ثقافة العائلة «علوية» ثم تحولت إلى «سنية» مع حروب صلاح الدين الأيوبى ضد الصليبيين، حيث كان بعض الأجداد يجاهد مع صلاح الدين. الشيخ شعبان متولى الموجى يقول: جدى أحمد اليمانى الموجى كانت له كرامات وأبناؤه من الصالحين وأصحاب الكرامات أيضا، ويحكى عنه أنه فى يوم «جمعة» بعثه أبوه ليطحن «الغلة» فى طاحونة القرية فوجدها مزدحمة، فترك الطحين وذهب للصلاة وعندما عاد إلى طاحونة القرية مرة أخرى وجدها توقفت عن العمل، ورفض صاحبها تشغيلها وطحن «الغلة»، فضرب الموجى حجر الطاحونة بيديه فانشطر إلى نصفين، مما أغضب صاحب الطاحونة الذى ذهب إلى أبيه واشتكاه عنده، فحكم عليه والده بأن يجلب حجرا بديلا للذى بدده، فذهب أحمد اليمانى الموجى إلى دمياط التى تباع فيها هذه الأحجار، وهناك كلم بائع هذه الأحجار قائلا: «الحجر مقاس الطاحونة ينزل»، فنزل الحجر من بين العديد من الأحجار وكان لا يعرف كيف سيحمله إلى «ميت طويلة» بعد أن رفض المراكبى شحنه بسبب كبر حجمه، فرد أحمد اليمانى الموجى عليه بأن يربط الحجر بالمركب فقط، فوصل الحجر فعلا إلى صاحبه، وعندما عاد إلى القرية أوصاه أبوه بأن له أرضا فى كفر الطويلة حتى يرحل إليها، فاستقر هناك وكوّن عائلات الموجى بكفر الطويلة وميت طويلة.
الشيخ شعبان فتح لنا بوابة مقام اليمانى، فى إحدى زوايا المقام لوحة كبيرة معلقة على الحائط، مكتوب عليها نسب أحمد اليمانى الموجى: أبوه سيدى أحمد أبوموسى اليمانى الملقب بأبى العباس الكائن مقامه، والمدفون بميت خميس خلف جامعة المنصورة، وجدته هى فاطمة محمد العباس بن على العباس والجميع مدفونون بزاوية العباسة بمحلة أبوعلى بن سيدى المرسى أحمد أبوالعباس الذى ينتهى نسبه إلى سعد بن عبادة «سيد الخزرج».
الشيخ شعبان يواصل كلامه: نحن من العائلات التى تحب الصالحين وتحتفل بهم, ونقيم الموالد احتفالا بهم وبكراماتهم, ومقام اليمانى تم تجديده وإنشاؤه على قطعة أرض، بتوصية ووصية حتى أصبح مقصدا لجميع القرى المجاورة لميت طويلة، فضلا عن أفراد عائلة الموجى الذين يزيدون على ستة آلاف فرد. وأفرع «الموجى» تهتم بتحفيظ أبنائها القرآن الكريم سيرا على خطى الأولياء, ومن الممكن أن يتسرب الأبناء من التعليم فى المدارس لكن لا يمكن ألا يحفظوا كتاب الله.
تنتشر عائلة الموجى على الشريط النهرى للقرى الملاصقة لنهر النيل وتتمركز بها، ففى دمياط تتوزع فى (الزيان شياص الشباطى)، وفى الدقهلية بـ(ميت خميس وكفر الطويلة وميت طويلة ورأس الخليج والزرقا وميت الكرما وشربين). إلى جانب ذلك، توجد أفرع للموجى ببورسعيد، ولها شارع هناك باسم «الشهيد إبراهيم الموجى»، وفى بنى سويف فرع «فقيه الموجى»، ويقدر تعداد العائلة بحوالى ألفين فى دمياط وقراها، وستة آلاف فى الدقهلية، ولا يوجد تعداد تقريبى للعائلة فى باقى المحافظات التى تنتشر فيها.
هناك تشابه ثقافى واجتماعى يطغى على كل فروع «الموجى» رغم اختلاف البيئات التى يقيمون بها، فهم يفخرون بنسبهم الشريف، وكرامات أوليائهم.
«هانم أحمد الموجى» سيدة فى الخمسين من عمرها، تروى بعض المواقف عن بركات أجدادها، قائلة: أنا كنت متزوجة وطُلِّقت، ورفض أهل زوجى أن يعطونى «جهازى»، فبكيت عند بوابة سيدى رمضان الموجى، وقلت له بحُرقة «يعنى انتو مفيكوش فايدة!».. فلقيت واحد لابس لبس عسكرى وقلت له، لأ أنا مش عاوزه أروح قسم الشرطة علشان أشتكى حماتى، فرد: «ماتخافيش هاجبلك حقك»، وتانى يوم لقيت حماتى بتطلب منى آخذ الجهاز، وعشان كده سميت ابنى «أحمد» على اسم سيدى أحمد الموجى، وكنت هاسميه «سعيد» لكن جانى فى المنام من قال لى «أحمد اتسمى خلاص يا أم أحمد».
أحمد أبوموسى أحد الذين تربطهم قرابة بعائلة الموجى يقول: لقد عهدنا أن من يتزوج من عائلة الموجى يجد فى نسائهم بركة وربنا يعطيه من حيث لا يحتسب، ويلتقط منه طرف الحديث محمد مصطفى الموجى وهو يفتح بوابة مقام «أحمد رمضان الموجى» يقول: إن قرية ميت خميس أو كفر الموجى كانت لخواجة، مرض فاستعصى عليه الشفاء، فوصف له سيدى أحمد رمضان «علاجا» فشفى من مرضه فطلب بغلة فأخذت (تتمرغ) حتى وصلت إلى أرض فى المنصورة بنى عليها مقام «سيدى ياسين الموجى».
ووفقا لرواية «محمد مصطفى الموجى» حول الاسم، فإن الشيخ رمضان الموجى جاء من الحجاز إلى ميت الكرما، وأراد أن يعبر إلى ميت خميس ففرش سجادة صلاة فعبرت به النهر لذلك سمى بالموجى لأنه انتقل بالموج. وهناك رواية أخرى تقول: طُلب من أحمد رمضان الموجى أن يتزوج فرفض، فخافت أسرته أن يكون رفضه بسبب عيب فى ذكورته، فأعطوا له جارية أنجب منها ولدا، ويقال إنه ليس ابنه بل ابن صاحبه وتلميذه «موسى» وحبا لهذا التلميذ فى أستاذه أنجب ولدا أسماه على اسم أحمد رمضان الموجى حبا فيه وتبركا به وهى رواية لم يجمع عليها أفراد العائلة.
الباب الخلفى من المقام دفن فيه «محمد النخلة» ويقول عنه محمد مصطفى: إنه امتطى ثعبانا كبيرا تحت نخلة، ويقال إنه كان يذكر اسم الله كثيرا تحت نخلة فسمى بهذا الاسم. أيضا يطلق على أحمد الموجى لقب «العصافيرى» لأن كثيرا من الناس رأوه فى زمن واحد ومكان مختلف كأنه يطير مثل العصافير.
ومن نسل أحمد رمضان الموجى، شمس الدين الموجى، وهو عالم من علماء الأزهر وكان صاحب عمود فى الصف الأول بالأزهر منذ ما يقرب من خمسمائة عام، حيث كانت الدراسة بالجامع الأزهر على حلقات حوله، وكان شمس الدين يدرس المذهب الشافعى فى الأزهر، ومن حبه لهذا المذهب كتب أبياتا من الشعر بالخط الكوفى فى ضريح الإمام الشافعى تصعب قراءتها إلا من المتخصصين فى الخطوط، ورغم تجديد الضريح فإن أبياته مازالت تزينه، ولم يقم أحد بإزالتها.
الحكايات المشهورة لدى العائلة كثيرة، منها أن باب السيد البدوى فى عهد على بك الكبير أغلق لإظهار كرامة لصاحب المكان، فأتوا بالرجال الصالحين لفتح الباب ولم يفتح إلا على أيدى أبناء «أحمد الموجى»، ومازالت العائلة تحتفظ بتراث البدوى وعمامته.
بارزون من العائلة: ◄ إبراهيم الموجى: رئيس رابطة التعليم الابتدائى بدمياط. ◄ صلاح توفيق الموجى: من مؤسسى تجارة الدواجن فى دمياط. ◄ متولى الموجى: كان مأذونا مشهورا، وتحتفظ له العائلة بعقود زواج بخط يده منذ عام 1918. ◄ عادل متولى الموجى: رئيس البنك الزراعى بكفر «بساط». ◄ الشيخ سعيد الموجى: من علماء الأزهر كان له بيت كبير بالدراسة يستضيف كل القادمين إليه من وجه بحرى، ويقال إن له وقفا كبيرا بالمدينة المنورة، تم فكه حاليا. ◄ الشيخ عبدالسلام سعيد الموجى: من علماء الأزهر أيضا. ◄ سعد الموجى: زوج السيدة جمالات الزيات، وهو موظف فى وزارة السياحة وصديق للشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم الذى قال عن الموجية شعرا فى قصيدة «ياحارتنا»: مدد يا زينة الصحايب.. مدد حاضر وغايب.. ياسادة يا موجية. عائلة الطيب
ساحتهم يقصدها ألف زائر أسبوعيا.. والسائحون يلجأون إليها
آل الطيب العائلة التى انهت صدام اهالى الأقصر مع الحكومة
من الحساسنة.. ينتشرون فى الأقصر وقنا وكفرالشيخ ودمياط والمنوفية ولهم فرع فى السودان المسافة من القاهرة شمالا إلى قرية القرنة فى الأقصر جنوبا 680 كم, يقطعها القطار فى 9 ساعات كاملة, لكن بلوغ قرية الحساسنة فى الصعيد بمثابة رحلة تسلق قمة جبل روحية فى مصر, حيث يوجد آل الطيب الذين ينحدرون من سلالة الحسن بن على بن أبى طالب (رضى الله عنه).
من على بعد، تبدو شواهد عراقة آل الطيب الدينية فى معقلهم، ساحة واسعة ومسجد كبير بمئذنة عالية بلون أخضر, ولوحة تشير إلى ساحة الطيب.
يتردد على الساحة شيوخ وشباب ونساء وفتيات طوال اليوم، من محافظات مصر المختلفة ومن العالم العربى أيضا - مسلمون ومسيحيون - حتى السياح والسائحات الأجانب يأتون إليها قاصدين الشيخ محمد الطيب لقضاء حوائجهم!
وينتهى نسب الحساسنة إلى الحسن بن على بن أبى طالب (رضى الله عنه)، وهى عائلات نزحت مع آل البيت الذين أتوا إلى مصر وانتشروا فى محافظات كثيرة فيها.
وتتمركز العائلة بشكل أساسى فى الأقصر، بمركز ومدينة القرنة ونجع الحساسنة، ونجع البركة ونجع البعيرات، وفى الإسكندرية يوجد فرع الشافعى، وفى قنا يوجد فرع من الحساسنة ولهم مقام موسى وهو من أبناء حسان المدفون فى مركز فرشوط بقنا أيضا، ولهم فرع بالمراشدة فى مركز دشنا وفرعان بدمياط والمنوفية، وهذان الفرعان لا يوجد تواصل بينهما وبين بقية الأفرع الأخرى.
مركز قلين بكفر الشيخ هو المركز الرئيسى الذى انتشرت منه العائلة وتفرعت فى جميع محافظات مصر عن طريق جدها الأكبر الحسانى المدفون فى قلين بكفر الشيخ. الشيخ محمد محمد أحمد الطيب الحسانى حاصل على درجة الليسانس من كلية أصول الدين جامعة الأزهر، ودبلومة تربية وعلم نفس من جامعة عين شمس، ودبلومة من كلية دار العلوم ودكتوراه فى التصوف الإسلامى، كشف عن وجود وثائق بحوزته تثبت العائلات الحقيقية التى ينتهى نسبها إلى الحسن بن على، وتثبت -كما يقول- زيف العائلات التى تدعى نسبها إلى آل البيت، وبمجرد سماعنا هذا الكلام حاولنا أن نحصل على نسخة من هذه الوثائق أو حتى الاطلاع عليها إلا أنه رفض، معللا رفضه بأن والده حمّله يمين الله بألا تخرج هذه الوثائق لأحد حتى لا ينكشف كثير من العائلات التى تدعى - زورا - انتسابها إلى الحسن بن على رضى الله عنهما، فيحدث ما لا تحمد عقباه، لأن ذلك سيؤدى إلى كارثة.
ويقول إن هذا الجرد (الوثائق) مكتوب فى نحو 100 - 150 ورقة، وبه نسب الحسن الصحيح حتى يومنا هذا. احترمنا عهدهما (الشيخ محمد الطيب ووالده) وعدنا للحديث عن الجد الأكبر حسان أو الحسانى وكلاهما صحيح.
الجد حسانى كان رجلاً متصوفاً، و"سطوحيا" أى كان يسكن فوق السطح، جاء ضمن مجموعة مكونة من 40 فردا مع السيد البدوى، استقر هو فى قلين، بينما استقر الآخرون فى مدن ومراكز ومحافظات مصر.
الحساسنة منتشرون فى بلاد عربية كثيرة مثل المغرب تحديدا فى فاس وبها زاوية سيدى حسان على البحر، وللحساسنة أقارب من الأدارسة فى ليبيا.
السودان به فرع من الحساسنة يعرف بـ"الحسانية الهبارية" وعميدها هو إبراهيم حسن الهبارية، وتمركزهم فى أم درمان والروين، ومعروف عن هذا الفرع إجادته الشعر الحسانى، وأيضا حفاظه على اللغة العربية وعلوم القرآن والسنة، بالإضافة إلى فرع آخر فى موريتانيا.
مقر قيادة العائلة الحسانية فى مركز ومدينة القرنة بالأقصر، وهو بيت الطيب، ومنهم الشيخ أحمد الطيب المؤسس الأول لآل الطيب بالقرنة، أما فروع الحساسنة فهى: حبش، الطيب، وأولاد سيد، وأولاد عوض، بالإضافة إلى على يوسف الذى ينقسم إلى بيتين (حامد وعبد الغنى).
للعائلة أقارب فى قرية البعيرات التابعة لمدينة الأقصر، تزوج جد الشيخ محمد الطيب منهم، ويقول الشيخ محمد الطيب إن والد جدته وجدها من الأولياء، وشهرته سيدى أبوزعبوط كناية عن غطاء معين يضعه على رأسه.
الشيخ أحمد الطيب ولد بالمراشدة فى دشنا أو الوقف الآن، تعلم فى الأزهر ومكث فيه حوالى 16 سنة، جاء إلى الأقصر قاصدا البعيرات لزيارة أقاربه فتزوج منهم وأنجب، واستقر فى القرنة، وكان رجلا مؤثرا فى الناس يحبونه ويوقرونه وكان همه الشاغل التقريب بين القبائل، والقضاء على القبلية والتعصب، وكان متصوفا يقيم حلقات "ذكر".
لم يكن الشيخ الطيب فقيرا ينتظر مساعدة أو صدقات الناس كشأن | |
| | | ماهر محرم Admin
المساهمات : 381 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: تابع عائلات البلد الشهيرة السبت ديسمبر 03, 2011 2:27 pm | |
| عائلة ابو دبوس
جذورها من البربر.. والمشير أبو غزالة تعلم فى مدرستها بـ«نكلا العنب».. والسادات خطب فى قصرهم إحتفالاً بـ «ثورة التصحيح»
أبو دبوس.. العائلة التى أنشأت أول مدرسة فى البحيرة لطرد المحتل الإنجليزى
عائلة أبو دبوس العريقة فى محافظة البحيرة، من العائلات الكبيرة التى حفرت اسمها فى التاريخ المصرى الحديث، وهى بجانب حرصها على وصول أبنائها إلى أعلى المناصب، وحصولهم على الدرجات العلمية من أكبر الجامعات المصرية والأجنبية، إلا أنها تظل العائلة الأكثر وفاء لأهالى قرية نكلا العنب، بمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، حيث رفض أبناء (أبو دبوس)، العائدون بشهاداتهم العلمية من جامعات أوروبا، اللهث وراء إغراءات القاهرة المادية ونجوميتها، وفضلوا البقاء فى قريتهم بين أهلها البسطاء، فأنشأوا المدارس العامة، والأزهرية، والمستشفيات والصيدليات، وهو ما أحدث طفرة كبيرة فى هذه القرية الصغيرة، التى فرخت لمصر رموزا مهمة فى مناحى الحياة كافة.
هذه العائلة ترجع بأصولها إلى الملك الواثق بالله أبى العلاء، إدريس بن محمد بن أبى عبد الله، محمد بن أبى الحفص بن عبد المؤمن، الملقب بأبى دبوس، ويقال إنه سمى بأبى دبوس، لأنه كان يستخدم الدبوس (آلة حرب شبيهة بالسهم)، وكان يصوبه ببراعة، وهو ملك المغرب العربى (تونس والجزائر والمغرب) وقتها، وآخر ملوك دولة الموحدين بالمغرب العربى والأندلس، قتل على يد أعدائه من بنى «مَرين»، وهرب أبناؤه وأحفاده، وتفرقوا فى شمال إفريقيا وخاصة فى تونس وليبيا، وهاجر آخر جزء منهم إلى مصر، واستقربها بقيادة الأمير «منصور أبو دبوس» حفيد الملك الواثق بالله أبى دبوس، وتحديدا فى قرية نكلا العنب التابعة حاليا لمركز إيتاى البارود، بمحافظة البحيرة، وذلك فى عهد المماليك (وكانت قرية صغيرة على ساحل نهر النيل فرع رشيد- وكانت تسمى محلة نكلا، ثم كفر نكلا، ثم نكلا العنب، وكانت عبارة عن مزرعة عنب، ومصنع لعصر العنب وصناعة النبيذ، لأحد المصريين الرومان القدامى ويدعى «أكيليس»، وهذا هو سبب تحريف الاسم وصولا إلى نكلا العنب «الاسم الحالى للقرية»، فاشتروا الأرض وبدأوا حياتهم من جديد بمصر وبعادات وتقاليد مصر، وقاموا بمصاهرة الأهالى وعائلات المناطق المحيطة، مما أعطى لهم قوة اجتماعية تضاف إلى قوتهم المادية، وتحل محل المجد والملك السابق الضائعين، اللذين تركوهما خلفهم فى المغرب العربى، ومرت عليهم السنون وهم على هذه الحال، حتى دخل «محمد على» مصر، وأقام الدولة الحديثة، فكانوا من ضمن الذين آمنوا بالتحديث والتطوير وتنمية الاقتصاد والوطن، وقاموا بتعمير الكثير من الأراضى وزراعتها، وأقاموا علاقة طيبة وقوية مع أسرة محمد على، فكان منهم محمد مصطفى دبوس، مأمور البحيرة فى عهد الخديو عباس حلمى الأول، وكذلك خليل بك دبوس، الذى ساهم فى بناء القناطر الخيرية (فى عهد محمد على)، وقام ببناء جسر نهر النيل (فرع رشيد من الجهة الغربية من التوفيقية حتى شبراخيت)، الموجود إلى الآن، وأيضا الشيخ أحمد طايل دبوس عمدة نكلا العنب فى ذلك الوقت، والذى اختاره الخديو إسماعيل مع أربعة آخرين من العمد والمشايخ والأعيان، ليكونوا ممثلين لإقليم البحيرة، وهو من أوائل أعضاء مجلس شورى القوانين 1866 (أول مجلس نيابى ينشأ فى القطر المصرى) وفى أول دورة للانعقاد له، ثم توالى بعد ذلك النواب من عائلة دبوس على البرلمان المصرى، فكان النائب الوفدى محمد طايل بك دبوس، عضوا ونائبا لفترة طويلة، تبعتها محاولات أخرى من أبناء العائلة، كان آخرها ترشح المحاسب هشام نعمان دبوس فى انتخابات مجلس الشعب عام 2005, ولم يحالفه الحظ فيها.
العائلة تعود عن طريق مؤسسها، إلى قبيلة من البربر تسمى «كومية»، وتجمع عائلة أبو دبوس بين الأصالة والمعاصرة، فقد قام أبناؤها ببناء المنازل الحديثة ذات الطابع الارستقراطى، والاهتمام بالتعليم سواء داخل مصر أو بإرسالهم إلى أوروبا للحصول على أعلى الشهادات العلمية من جامعاتها، وأشهرها جامعتا «كامبريدج» بالمملكة المتحدة، و«السوربون» بفرنسا، فمنهم الشيخ محمد على مصطفى دبوس، الذى حصل على ليسانس الحقوق من مدرسة الحقوق فى أواخر القرن الثامن عشر (زميل مصطفى كامل)، والدكتور أحمد طايل دبوس، الحاصل على درجة الدكتوراه فى أمراض النساء والتوليد بجامعة كامبريدج سنة 1924، وأحمد بك دبوس الحاصل على شهادة القانون من جامعة «السوربون» أواخر القرن الثامن عشر، والمستشار إسماعيل دبوس الحاصل على دكتوراه فى القانون من السوربون أيضا، وغيرهم ممن تعلموا بداخل القطر المصرى أو خارجه فى أوروبا وأمريكا، رغم ذلك كله رفض أغلب أبناء العائلة، الذين درسوا فى الجامعات الأوروبية، الإقامة بالقاهرة بعد عودتهم إلى مصر، وفضلوا الإقامة فى قرية «نكلا العنب»، حتى أن الدكتور أحمد طايل دبوس، رفض التدريس فى طب قصر العينى والإقامة بالقاهرة، وقام بإنشاء عيادة ومستوصف فى القرية، لخدمة أهلها ووقايتهم من الأمراض دون مقابل مادى.
ولم ينحصر اهتمام العائلة بقرية نكلا العنب فقط، بل امتد إلى القرى المجاورة فأنشأوا أول مدرسة فى إقليم البحيرة، وهى المدرسة العلوية الإسلامية سنة 1898، وسبب تسميتها بالعلوية، نسبة إلى والد الشيخ محمد على دبوس، زميل الدراسة مع الزعيم الراحل مصطفى كامل، الذى نفذ تعليمات الزعيم بنشر التعليم فى أرجاء الوطن، وخاصة القرى بهدف الخلاص من المحتل الإنجليزى، وحثت العائلة الأهالى فى نكلا والقرى المجاورة على إرسال أبنائهم إلى المدرسة، وقام بافتتاحها الخديو عباس حلمى الثانى، ومعه نخبة من الأمراء وكبار رجال الدولة، وزعيم الحزب الوطنى مصطفى كامل باشا، ورجال الحزب وأعضاء جمعية «العروة الوثقى»، وأقاموا فى ضيافة عائلة دبوس فى السرايا التى بناها إسماعيل دبوس خصيصا لضيافتهم، وتوالت بعد ذلك اهتمامات عائلة دبوس بالتبرع بالعديد من البيوت والقصور، لتحويلها إلى مدارس تعليم عام وأزهرى، فهناك مدرسة رياض بك دبوس، ومدرسة محافظ البحيرة السابق حسين كامل دبوس، وغيرها من المدارس التى ساهمت ومازالت تساهم على مدار أكثر من مائة سنة مضت على النهضة التعليمية بنكلا، وما حولها من مركزى كفر الزيات وبسيون، التابعين إداريا لمحافظة الغربية، والمطلين على النيل، حتى أن المدرسة العلوية كانت تحتوى على مكتبة فريدة من نوعها، سميت بمكتبة «حياة النفوس»، تضم أمهات الكتب والمخطوطات الفريدة النادرة، مما تم جمعه من أوروبا وإهداءات الخديو عباس حلمى الثانى، ومن علماء وأدباء هذه الفترة، وهذه المدرسة تخرج فيها الكثير من رجال الدولة، الذين تولوا المناصب بعد ذلك، منهم على سبيل المثال الشيخ الغزالى، والشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر السابق، والدكتور أحمد أحمد جويلى، الوزير والمحافظ السابق، وغيرهم الكثير ممن تعلموا فى مدارس آل دبوس، ويتفق أبناء العائلة على أن المشير أبو غزالة وزير الدفاع الأسبق، تعلم فى هذه المدرسة.
القصر -أو السرايا- الذى شرف باستقبال رجال الدولة فى افتتاح المدرسة، شرف أيضا باستضافة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عندما زار العائلة فى عيد ثورة التصحيح فى 15 مايو 1979 وكانت زيارة تاريخية، ولقاء شعبيا وتاريخيا مع أهالى البحيرة، وألقى خطبة يومها من داخل هذا القصر، الذى يتخطى عمره الآن أكثر من 150 سنة، وهناك العديد من السرايات التى تملكها العائلة، منها سرايا خليل بك دبوس، وسرايا رياض بك دبوس، ومحمد بك طايل، وأحمد بك طايل، ودوار العمدة محمد على أمين.
اقتصاد العائلة أسس على يد إسماعيل بك دبوس، الذى تبنى فكرة التجارة والصناعة، التى كانت غريبة على العائلة، وعلى المجتمع المصرى المعروف بميوله الزراعية فى ذلك الوقت، وهى تجارة وصناعة القطن فكان أصغر تجار القطن فى مصر سنا، وذاعت شهرته فى الأوساط التجارية وصلت إلى انجلترا، وكتبت عنه صحيفة التايمز الإنجليزية فى لندن 1920 أن تجارة القطن ازدهرت فى مصر على يد تاجر القطن المصرى إسماعيل دبوس، وأنشأ فى القرن الثامن عشر مصنعا ضخما لحلج الأقطان، ومصنعا للقطن الطبى (أول مصنع قطن طبى فى مصر) فأصبح قوة اقتصادية فى السوق المصرية، إلى أن اشتعلت الحرب العالمية الأولى، وتبعتها الأزمة المالية العالمية سنة 1920 التى قضت على صناعة وتجارة القطن فى مصر، وعلى التكتل الاقتصادى للعائلة.
وهناك موقفاً تاريخياً مهماً يرويه أبناء العائلة، ففى أثناء ثورة 1919 قامت العائلة بمساندة الزعيم سعد زغلول، وقام احد أبناء العائلة من الشباب بمساعدة زملائه من القرية، بالاستقلال بنكلا عن المملكة المصرية وإعلانها «جمهورية»، والشاب هو المرحوم عنتر بك دبوس، وما كان من الانجليز إلا أنهم أحاطوا البلدة بالسلاح والهجانة والأسلحة والمدافع، فاستسلمت خوفا من الدمار الذى كان سيلحق بها.
علاقات نسب: العائلة ترتبط بعلاقات نسب ومصاهرة مع عائلات كثيرة فى مصر، ففى البحيرة عائلات «الوكيل محمود الحناوى مشالى البستاوى عمارة مرعى حاتم الطحان عسران- سمك- راضى صالح الناقورى الدفراوى النقيرة مغيب عرفات الخولى دبيان ابو دقيقة الديب الوليلى وفى المنوفية «علوى باشا الجزار الفقى الغنيمى أبو حسين قنديل»، وفى كفر الشيخ «بشر- رجب- كرشاه -بدر»، وفى القليوبية «علما زايد»، وفى القاهرة «عبد القادر باشا حلمى ابراهيم باشا حليم العربى الدرندلى لطفى باشا موسى أحمس خليفة»، وفى الجيزة «أبو هميلة أبو الفضل باشا الجيزاوى»، وفى الدقهلية «محمدين أبو النجا»، وفى الشرقية «السويدى»، وفى المنيا «جلال عبد الرازق شريف»، وفى بنى سويف «الغطريفى»، وفى الفيوم «الدش»، وفى أسيوط «سالم المراغى»، وفى دمياط عائلة «عرقى».
البحيرة.. شعوبُ وقبائل محافظة البحيرة، تقع فى غرب الدلتا، يحدها من الشمال، البحر المتوسط، ومن الشرق نهر النيل (فرع رشيد)، وتعد محافظة البحيرة هى المحافظة الثامنة فى الترتيب من حيث المساحة على مستوى الجمهورية.
وتنقسم إداريا إلى 15 مركزا ومدينة، هى (دمنهور، أبو المطامير، الدلنجات، المحمودية، إيتاى البارود، حوش عيسى، رشيد، شبرا خيت، كفر الدوار، كوم حمادة، وادى النطرون، الرحمانية، إدكو، بدر)، وعاصمتها مدينة دمنهور.
البحيرة قدمت الكثير من الرموز والعلماء، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر شيوخ الأزهر السابقين، إبراهيم حمروش، وأحمد الدمنهورى ومحمود شلتوت، والعالم الدكتور أحمد زويل، والكاتب توفيق الحكيم، وحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، ورفعت جبريل أحد الضباط الأحرار، والداعية الإسلامى عبد الحميد كشك، والمفكر الإسلامى محمد الغزالى، والإمام محمد عبده، والمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة.
عائلات البحيرة عريقة وتعجز عشرات الصفحات عن حصرها، وتظل مراكز حوش عيسى وأبو المطامير وأبو حمص والدلنجات، هى الامتداد الطبيعى للقبائل المنتشرة فى الإسكندرية والصحراء الغربية.
بارزون من العائلة: رجال القضاء ◄ المستشار أحمد محمد دبوس، رئيس محكمة استئناف القاهرة ◄ المستشار حسام الدين محمد على دبوس، رئيس محكمة استئناف القاهرة ◄ المستشار أحمد رجائى دبوس، رئيس محكمة الأسرة سابقا
وكلاء النائب العام ◄ أحمد عبد المنصف دبوس ◄ محمد أسامة دبوس ◄ شريف حسام الدين دبوس
من قيادات الجيش ◄ اللواء مهندس فايق طايل دبوس ◄ اللواء مدحت فهمى دبوس
قيادات الشرطة ◄ اللواء نجيب محمود دبوس ◄ العقيد أحمد فايق دبوس ◄ المقدم محمود فائق دبوس ◄ الرائد علاء الدين حسين دبوس ◄ الرائد أحمد أبو بكر دبوس ◄ الرائد محمد أبو بكر دبوس ◄ النقيب أحمد رأفت عثمان دبوس ◄ الملازم محمد نجيب دبوس عائلة رمزى حنا
أرثوذكس.. انسحبوا من انتخابات برلمان 1986 لصالح مرشح الإخوان
رمزى حنا.. عائلة السياسة والقانون ومنع الفتنة
أشهر أبنائهم الفنان هانى رمزى.. وابنهم اللواء نبيل شارك فى حروب 56 و67 و73 ◄جذورهم ترجع إلى «الزياتين» أصحاب عصّارات الزيت فى المنيا ◄مؤسس العائلة عمل بالمحاماة 55 عاما وظل نقيبا للمحامين فى المنيا 20 سنة
عائلة «رمزى حنا»، فى المنيا من العائلات المسيحية التى ناضلت من أجل الوطن، فأحد أبنائها كان ضابطا فى الجيش وخاض الحروب الثلاثة التى دخلتها مصر ضد الاحتلال (56، 67، 73)، وهى عائلة ترتبط بعلاقات طيبة مع العائلات المسلمة، سواء فى مقر تمركزها ببنى مزار فى المنيا أو فى القاهرة، ويغلب على أبناء العائلة التخصص القانونى، فمنهم محامون ومستشارون وأساتذة فى القانون، ويدل على قوة علاقتهم بالمسلمين أن ابنهم عادل رمزى تم توكيله فى قضايا عن أعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين، وبعض الجماعات الإسلامية.
مؤسس العائلة هو رمزى حنا أبسخيرون، عمل بالمحاماة لمدة 55 عاما وكان نقيبا للمحامين بالمنيا لمدة 20 سنة، ومحاميا بالنقض، وتخصص فى القضايا الجنائية، وهو من مواليد 1903، وتوفى عام 1978، وورث عنه ابنه عادل رمزى المحاماة، وسبق له الترشح لمجلس الشعب أمام خصمه المحامى الإخوانى «محمد طوسون» سنة 1986 فى عهد وزير الداخلية زكى بدر، الذى طلب من عادل الاستمرار فى خوض المعركة الانتخابية حتى نهايتها، بعد أن انسحب من انتخابات الإعادة، وطلب منه الحزب الوطنى الاستمرار ووعده بالوقوف إلى جانبه، لكنه انسحب رغبة منه فى تجنب الصدام مع الإخوان.
رغم هذا تربط عادل وطوسون صداقة وزمالة، فطوسون من مغاغة وعضو النقابة العامة ورئيس لجنة الشريعة بنقابة المحامين، وانسحاب »عادل« كان حرصا على سلامة الناس خوفا من الفتنة فى دائرة شمال المنيا، لأن المحافظة وقتها كانت منقسمة إلى دائرتين (شمال وجنوب المنيا)، وكان عادل مرشحا عن مراكز «العدوة ومغاغة وبنى مزار وسمالوط»، لكن الإخوان صمموا على خوض الانتخابات، وكان عادل يواجه صعوبة فى التجول بهذه المراكز وقراها ونجوعها للحصول على دعم الناخبين له، يقول عادل: «المسلمون كانوا يستقبلوننا استقبال الفاتحين ويذبحون لنا العجول، رغم عدم ارتباطى بصداقات مع أهالى هذه المراكز فإن سيرة العائلة الطيبة هى التى جمعت الناس حولنا، والحب كان يجمع المسلمين والمسيحيين، وكنا ندخل بيوتهم ويدخلون بيوتنا ولم نكن نعرف هذا التعصب والتطرف الذى ساد حياة المصريين حاليا، لدرجة أنه عندما توفى والدى سنة 1978 كان المسلمون هم الذين يستقبلون المعزين من جيراننا، وكان محمد محمود جلال من البرلمانيين الأوائل صديقا لوالدى ووقف بجانبى، وأقام لى حفل عشاء فور تخرجى فى سرايا العائلة بالمنيا، وقال لى: لك مطلق الحرية فى دعوة أى شخص للحفل، وساندنى معنويا بقوله: «إنت ابن ناس محترمين ومظهرك كويس عايزك تشتغل فى الخارجية»، وقدم لى طلبا فى وزارة الخارجية بنفسه بهدف تعيينى «سكرتير سفارة»، وحدد لى موعدا للاختبار وطمأننى: «ده اختبار شكلى اعتبر نفسك من الآن سكرتير سفارة»، لكن والدى رفض لأنه كان يريد أن أرث عنه مهنة المحاماة وألا يغلق مكتبه بعد وفاته وقال لى: «مكتبى هيتقفل.. وبعدين هتعمل إيه حتى لو بقيت سفير يعنى».
تزوج عادل رمزى من «مارجريت توفيق مجلى الوحش» وهى من البروتستانت، ويقول عادل عن البروتستانت:هم طائفة معروفة بالسماحة والحب وعدم التعصب، وأنا تزوجت »مارجريت« وأنا على الأرثوذكسية، بعد أن جمعت بيننا علاقات الأهل والأصدقاء، تتدخل زوجته مارجريت: «الأرثوذكس هم المتعصبون»، يدافع عادل بذكاء: «المتعصبون فى الأرثوذكس قلة، وأنا حاولت جمع كل الطوائف المسيحية أثناء رئاستى لجمعية الشبان المسيحيين فى المنيا، فى أسبوع الصلاة العالمى، وكنا نجمع المسلمين والمسيحيين مرتين فى رمضان، مرة عندهم ومرة عندنا لعمل إفطار جماعى، ولم تتناوله وسائل الإعلام التى تهتم بالنفخ فى نيران الفتنة النائمة بين الجانبين».
أبناء عادل رمزى حنا هم الفنان هانى رمزى المتزوج من منى مهاب كامل من أسيوط، وحاصلة على بكالوريوس تجارة، ولديهما ولد وبنت هما «شادى 12سنة وجاسمين 8 سنوات»، ونهال رمزى المحامية المتزوجة من المحامى ناشد سلامة ناشد، وهما مقيمان بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور إيهاب رمزى خريج كلية الحقوق وهو متزوج من الصيدلانية عبير رجائى بطرس من عائلة النمكى بملوى، ولديهما ولدان «عادل ويوسف»، والابن الأصغر لعادل هو المستشار أمير رمزى، رئيس محكمة المنصورة حاليا، وهو متزوج من ليديا صبرى، ولديه ولد وبنت هما «مريم وأنطونى».
يتحدث عادل عن العلاقة الطيبة التى تجمع بينهم وبين المسلمين فيقول: لى صديق مسلم قام بتعيين هانى ابنى فى أحد البنوك بعد حصوله على بكالوريوس التجارة، لكن هانى لم يهو العمل فى البنك والتحق بمعهد الفنون المسرحية، وكان أول دفعته، ولم أكن أعرف أنه موهوب حيث كان يقوم بالتمثيل المسرحى داخل المعهد وخارجه، يلتقط الدكتور إيهاب طرف الحديث من والده: «أثناء تحضير رسالة الدكتوراة فى القانون الجنائى كنت لا أستطيع تجميع أى مادة من على «النت» لأنها كانت قليلة جدا فى مصر، وبالتالى فإن البحث عن المعلومة كان مرهقا، وكان من يساعدنى هو «محمد» ابن شيخ الأزهر الحالى الدكتور محمد سيد طنطاوى، وكان والده يعمل مفتيا وقتها، وهو صديق أخى الأصغر المستشار أمير.
جد العائلة «أبسخيرون» كان تاجرا للقطن، وسمى بذلك تبركا بأحد القديسين فى الكتاب المقدس، ومؤسس العائلة هو «حنا أبسخيرون»، وكان رجلا تقيا مخلصا، ومما يرويه عنه أفراد العائلة أنه عرف موعد وفاته قبلها بعام كامل، وكان حريصا على إخبار أولاده بذلك، قائلا: «جاءتنى ملائكة لابسة أبيض وقالوا لى هتموت يوم 10 فبراير»، وكان يُذكر أبناءه دائما بهذا اليوم: «فاضل كام شهر.. فاضل كام يوم..»، حتى أن أولاده كانوا يتهمونه بالخلل العقلى، حتى جاء اليوم الموعود وقال لهم «عايز أتعشى معاكم كلكم وأودعكم الوداع الأخير ومحدش فيكم يحزن، ونبهوا على النساء ميعلوش أصواتهم بالبكاء علشان الأطفال الصغيرين ميصحوش من النوم»، ثم طلب من زوجته أن تمسك به وتصعد به إلى غرفته كى يستريح، وقال لها «غطينى»، وبمجرد أن وضع رأسه على الوسادة، سمعت زوجته صوت احتضاره، فمات فى العاشرة من مساء ذلك اليوم ولم تبلغ زوجته أحدا بوفاته إلا فى صباح اليوم التالى.
أنجب «حنا» 4 أبناء، هم صادق الذى ورث تجارة القطن عن أبيه، ونجيب الذى عمل وكيلا لشركة الشرق للتأمين، «وصديقة» المتزوجة من أحد رجال الأعمال، ورمزى والد الفنان هانى رمزى.
ترك «حنا» لأولاده سرايا ضخمة بنيت أيام الخديو إسماعيل فى «بنى مزار» بالمنيا، تبلغ مساحتها ألفى متر، مازالت ملكا من ممتلكات العائلة وتراثا مهما من تراثها. وتعود جذور العائلة إلى «الزياتين»، وسموا بذلك نسبة إلى عصّارات الزيت التى يمتلكونها فى بنى مزار، وهى عائلة تنتشر فى محافظة المنيا بمطاى وسمالوط، ونزح كثير منهم إلى القاهرة بحكم العمل والتجارة.
أنجب رمزى حنا كذلك اللواء نبيل، بسلاح المدرعات، وهو مقيم فى منزل العائلة بحى الزمالك بالقاهرة، وشارك فى حروب (73،67،56)، ودبابته من أولى الدبابات التى عبرت قناة السويس فى حرب 73، تخرج نجيب فى الكلية الحربية وعمل بها مدرسا لمادة «التكتيك» فور تخرجه، فقد كان فى سلاح الفرسان الذى سمى فيما بعد بسلاح المدرعات، وأثناء حرب 56 تهدمت الكلية الحربية، ونقل إلى الفرقة الرابعة بأسيوط.
ومن أبناء رمزى حنا كذلك «رفيق»، ويعمل بوزارة التربية والتعليم، وشريف الذى رفض العمل فى القطاع العام واستهوته تجارة السيارات، و«سعاد» المتزوجة من الدكتور بهجت محفوظ، أستاذ طب وجراحة العيون، وهى حاصلة على بكالوريوس تجارة وكانت تشغل موقع مدير قصر ثقافة بنى سويف.
عائلة رمزى حنا من العائلات المسيحية المحافظة التى تتأثر بعادات وتقاليد أهل الصعيد، فهى تفضل زواج العائلات وليس قصص الحب والغرام، وأغلب أبنائها تزوجوا وفق هذا النمط، حتى طقوس أفراحهم تأخذ الطابع المحافظ، والاستثناء الوحيد هو فرح الفنان هانى رمزى، الذى أحياه هشام عباس ومصطفى قمر والراقصة دينا.
يقول عادل رمزى: «الأفراح قديما كانت تقام فى البيوت بعد إتمام الرباط المقدس بين العريس والعروس فى الكنيسة، لكن الدنيا تطورت وصارت تقام فى الفنادق والمطاعم العائمة». الدكتور إيهاب رمزى أعرب عن سعادته بالعلاقة الطيبة ببعض الأصدقاء المسلمين مثل الريدى عباس الريدى «مقدم شرطة»، ويؤكد أنه تربى فى بيته وهو صغير ومازالا يتزاوران إلى اليوم، كما أن اللواء على عبد الرحمن غنيمة، صديق شخصى لعادل رمزى بحكم الزمالة الدراسية إلى وقتنا هذا. يقول عادل رمزى: «المسلمون، وقفوا بجانبى كثيرا، خاصة وقتما كنت عضوا فى الاتحاد الاشتراكى بالمنيا، فقد كان أمين يوسف مكاوى صديقا لوالدى، وكان يخصنى عن بقية الأعضاء بمعاملة طيبة، ومنحنى رعاية خاصة رغم صغر سنى وقتها، وهو ما جعل أعضاء المجلس يلومونه بسبب هذه المعاملة فكان يرد عليهم قائلا: «ده ابنى وأنا بحبه.. ده غير إنه شاطر ونشيط ويكرم علشان خاطر أبوه»، يستطرد عادل: «فيه نماذج كتيرة كويسة لكن للأسف الإعلام دايما بيضخم الأمور وبيصطاد فى المياه العكرة».
هانى رمزى.. ممثل منذ الصغر السيدة «مارجريت»، والدة الفنان هانى رمزى، لم تكن تتوقع نجوميته الطاغية، و كشفت عن أن هانى عندما كان تلميذا فى الصف الثالث الابتدائى، وأراد أن تشترى له والدته حقيبة مدرسية جديدة لجأ إلى حيلة ماكرة وألقى بحقيبته القديمة فى صندوق القمامة، وعندما انتهى من اللعب لم يجد حقيبته، فصدقته واشترت له حقيبة جديدة، وفى اليوم التالى عاد إلى والدته بحقيبته القديمة، بعدما استجابت لطلبه.
عشق القانون عائلة رمزى حنا تعشق القانون، فالجد رمزى تخرج فى مدرسة الحقوق بجامعة فؤاد الأول عام 1925، ومنذ ذلك الوقت والأبناء والأحفاد يلتحقون بكليات الحقوق، حتى أن عدد المحامين فى العائلة ومن يرتبط بهم بعلاقة نسب 25 محاميا ومستشارا وأستاذا متخصصا فى القانون، وبفضل رمزى حنا ترتبط العائلة بصداقات طيبة ووثيقة مع شخصيات تاريخية ومؤثرة مثل مكرم عبيد، ومرقص باشا فهمى، وعلى بدوى وزير العدل الأسبق. عائلة العشرى تجار حبوب .. هبطوا «ميت بدر حلاوة» مع الفتح الإسلامى
عائلة العشرى.. العمدية لم تخرج من دارهم منذ القرن الـ19
جدهم الأكبر دعا ركاب قطار «معطَّل» إلى تناول إفطار «رمضانى» بمنزله ◄جبر العشرى ترشح مستقلا ثم انضم إلى الحزب الوطنى لتسهيل خدمات أبناء دائرته !
كل الطرق تؤدى إلى «ميت بدر حلاوة», بمركز سمنود فى محافظة الغربية, وكلها تفضى إلى عائلة العشرى, الذين يتمركزون هناك منذ أن وطأت أقدامهم أرض مصر قبل عدة قرون قادمين من «نجد» فى شبه الجزيرة العربية مع الفتح الإسلامى لمصر.
يمكنك أن تذهب إلى «آل العشرى» براًَ بالسيارات أو من خلال خطوط السكك الحديدية, ونهرا عبر مياه النيل التى تجرى إلى هناك, النيل تحديدا هو سبب استقرار العائلة فى تلك البقعة بوسط الدلتا, حيث كان يوجد ميناء نيلى تجارى, يتناسب مع حرفة أجداد العائلة, وهى تجارة الحبوب.
العشريون تفرعوا من «ميت بدر حلاوة» فى محافظتى البحيرة والفيوم, وأكثر ما تمتاز به العائلة هو الترابط القوى بين أفرادها فى الغربية والبحيرة, ففى الغربية يتجاوز عدد أفرادها 4 آلاف, أما فى البحيرة خصوصا فى مركز «أبوالمطامير» وتحديدا قرية «الحلاوجة» فيتراوح عدد أفرادها بين 500 و600.
القرية ثرية بتصميماتها المعمارية التى يصعب أن تجد لها مثيلاً حتى فى القاهرة يخيم عليها السكون، إلا على مقربة من بيت العمدة الذى يمتلئ ليلاً ونهاراً بالمتخاصمين والأرامل وأصحاب المشكلات.
العمدة «هشام العشرى» جلس مع أفراد العائلة، وهو يحمل بين يديه الجزء الثانى من كتاب «عصر إسماعيل» لعبد الرحمن الرافعى «طبعة دار المعارف», فتح صفحتى 123 و124 على فصل عنوانه: الهيئة النيابية الثانية (انتخابات سنة 1870), وفى سطوره الأولى: انتهت عضوية مجلس شورى النواب الأول بانقضاء ثلاث سنوات على انتخابه, وأجريت الانتخابات للهيئة النيابية الثانية فى أوائل سنة 1870, وتولى الانتخاب عُمد البلاد ومشايخها طبقا للائحة النظامية, وهاكم أسماء النواب الذين أسفرت عنهم الانتخابات الجديدة.. نواب الغربية: أبوالنجا دنيا «مسهلة», سعد الجزار «دماط», الشيخ سليمان العبد «عمدة شبرا النملة», السيد عسيوى الشريف «إبيار», محمد أبوحمد «عمدة حليس», أحمد الديب «عمدة كفر الديب», عمارة العشرى «عمدة ميت بدر حلاوة», سيد أحمد القاضى «عمدة مطوبس», إبراهيم عامر «عمدة تطاى».
عائلة العشرى تحتفظ بالعمدية منذ القرن الـ19، وحتى «عمارة العشرى» الكبير, المذكور فى كتاب عبدالرحمن الرافعى والابن المباشر للعشرى, والذى تولى العمدية بعد وفاة والده مباشرة.
طلعت محمود العشرى «مزارع» يقول: العائلة جاءت إلى مصر من بلاد نجد فى شبه الجزيرة العربية, وعرفت من أجدادنا أننا جئنا مع جدنا «العشرى» الذى كان يعمل بتجارة الحبوب, واستوطنَّا فى «ميت بدر حلاوة» لوجود ميناء نيلى بها فى ذلك الوقت, وتولى جدنا عمدية القرية أيام الحكم العثمانى, وكانت معه زوجته, لأن أشقاءه انقسموا, فمنهم من استقر فى الفيوم ومنهم من ذهب إلى البحيرة, والعشرى أنجب: عمارة ومحمد ويوسف, والأخير «يوسف» أنجب 12 ولدا و6 بنات، وقد تم اختياره لعمدية القرية بالرغم من أنه وافد جديد عليها, لأنها كانت عبارة عن أراض زراعية، وعدد البيوت فيها قليل, و«الوالى» وقتها كان يبحث عمن يحصّل له الضرائب والرسوم, فلم ينجح أحد من أهالى القرية فى القيام بهذه المهمة, وعندما رأى أحد أتباع «الوالى» جدنا «العشرى» قدمه لأفندينا, على أن يتم اختياره عمدة للقرية, فأعجب به «أفندينا» لما كان يتمتع به من قوة جسدية واحترام وتأثير فى القرية, واشترى 200 فدان, وكان يعطى للوالى مقدار ما يدفعه الفلاحون التابعون لعمديته, ثم يستردها منهم على فترات حتى لا يرهقهم.
«طلعت» يؤكد أنهم يتزاورون مع فروعهم فى محافظات مصر إلى الآن، مثل فرع «عزبة الحلاوجة» فى «أبوالمطامير» بالبحيرة والزعفرانة فى كفر الشيخ وعزبة «فتحية» المسماة على اسم بنت الملك فؤاد, ويوجد فرع لعائلة العشرى فى الفيوم لكنه الفرع الوحيد الذى لا يتزاورون معه، ولا توجد اتصالات بينهم, وهناك فروع أخرى فى البدرشين بالجيزة, وفى الغربية أيضا بالهياتم مركز المحلة الكبرى ومحلة دمنة.
أسماء «عمارة وجبر وموسى» تتكرر كثيرا لدى الفرع الأكبر للعائلة فى «ميت بدر حلاوة، والسبب كما يقول حسن حسن العشرى -سكرتير الجمعية الزراعية بالقرية- هو استحضار تاريخ العائلة فى نفوس أفرادها مثل» عمارة محمد عمارة العشرى الذى كان عضوا بمجلس النواب عن مركز سمنود, حيث كان يتم اختيار نائب واحد عن كل عُمدية, وكان النائب «عمارة العشرى» رجلا خيّرا وكريما, ويفتح بيته لكل الناس حتى قيل عنه إنه دعا يوما ركاب قطار كامل توقف لفترة طويلة خارج القرية وقت الإفطار فى رمضان, وأعد لهم طعاما فى بيته، كان هذا قبل إزالة شريط السكة الحديد ورصف الطريق فيما بعد, ويحكى أفراد العائلة أن جدهم «عمارة» كانت له مجموعة من «الركايب»، أى الحمير والبغال والخيل، تجلب ضيوفه من المحلة وزفتى إلى «ميت بدر حلاوة», وأنه بنى ثلاثة مساجد فى القرية: مسجد العشرى، والمسجد الكبير، ومسجد سيدى بلال, والأخير تم بناؤه على أرض كان بها مقام لرجل صالح يسمى «بلال» سمى المسجد باسمه, ويقال عن جدهم أيضا إنه السبب فى تسمية «مركز بركة السبع» بالمنوفية بهذا الاسم, بعد أن مر على هذا المركز ولم يجد اسما يليق به, وثبت الاسم إلى يومنا, ولم يعرف أفراد العائلة تفاصيل أكثر من ذلك.
ظروف القرية التى سافر أغلب أبنائها إلى فرنسا ويعمل أغلبهم فى تجارة الفاكهة ودهان الحوائط هناك, جعلت مهور الزواج مرتفعة، وتتجاوز فى كثير من الأحيان 70 ألف جنيه, لكن فى عائلة العشرى تتراوح المهور بين 30 و60 ألف جنيه، والأسر الثرية فى العائلة تقيم أفراحها فى نوادى (زفتى وسمنود والمنصورة), يقول: حسن حسن العشرى: أفراح العائلة قديما كانت عبارة عن عرض لرقص الخيول بالطبل والمزمار أمام منزل العريس، بعد أن تقام «وليمة» كبيرة يذبح فيها «عجلا» أو أكثر, و«هناك من أجدادنا من دفع 7 جنيهات مهرا والعروسة كانت تُحمل على جمل إلى بيت العريس».
العزاء لدى عائلة العشرى مختلف, حيث يقيم أفرادها سرادقا كبيراً، ويعدون الموائد ما بين الظهر والعصر للغرباء, يجهزها أفراد العائلة من غير أسرة المتوفى، ويجمعون مبالغ مادية لإعانة أسرة المتوفى, على سبيل المجاملة التى ترد فى حالات الوفاة عند الأسر الأخرى من العائلة.
عائلة العشرى تتصل بشبكة نسب ومصاهرة مع عائلات كثيرة فى الغربية والدقهلية وبعض المحافظات الأخرى، كما يقول جلال العشرى، المشرف العام على جهاز المطبوعات والصحافة بوزارة الإعلام، من أبرز هذه العائلات فودة والشيوى وبدرة والحفناوى والخشن ويونس وسماحة والبدراوى وأبو حسين وفرحات وصقر وسليم وشكر وشعير وأبو موسى وحسنين وعنتر والدهشان وشاهين وشرارة وسنبل ورزق، وغيرهم.وكان يغلب على العائلة قديما العمل الزراعى, حيث كانت تمتلك أكثر من 1000 فدان, أغلبها ملك لجبر بك العشرى فى ذلك الوقت.
التاريخ السياسى لعائلة العشرى بدأ مع بداية المجلس النيابى متمثلا فى عمارة محمد عمارة العشرى أول عضو دخل المجلس عن مركز سمنود, ومنذ عام 1964 وحتى 1990 كان للعائلة تمثيل نيابى, ثم انقطع حتى عاد مع فوز النائب جبر حسن سامى العشرى فى انتخابات 2005.
حكايات العمل السياسى لدى عائلة العشرى كثيرة، فجدهم «جبر» كان صديقا لوالد فؤاد سراج الدين واشترى من والد «فؤاد» مزرعة كان يمتلكها فى عزبة «الجرايدة» بمركز بلقاس فى الدقهلية, ثم تعرف على فؤاد سراج الدين بعد أن اعتقل نجله فى مظاهرة بالقاهرة, وهذه المزرعة رغم أنه تم بيعها إلى فؤاد سراج الدين الوفدى المعروف مرة أخرى، فإنها مازالت تحمل اسم «جبرالعشرى» إلى الآن, ويقول أفراد العائلة إن أملاك أجدادهم لم تمس لأن أجدادهم باعوها مباشرة قبل صدور قانون الإصلاح الزراعى، أفراد العائلة يذكرون أيضا علاقات أجدادهم مع الضباط الأحرار, فقد كان «جبر عبدالمجيد جبر العشرى» ضابطا بالجيش المصرى فى دفعة جمال عبدالناصر.
العمدة هشام يقول إن النائب الحالى «جبر العشرى» ترشح مستقلا عن مقعد الفئات، ثم تحول إلى الحزب الوطنى لأنه وجد أن أعضاء الوطنى يحصلون على أعلى الخدمات لأهالى دوائرهم، أما المستقلون فيواجهون صعوبات فى تلبية مطالب الأهالى, ويضيف العمدة هشام أن النائب «جبر العشرى» لم ينضم حبا فى الحزب الوطنى بل للضرورة, وأن كثيرا من أهالى الدائرة اعترضوا وغضبوا، لكن الغالبية العظمى راعت الظروف.
من الشخصيات التى بكى «حسن حسن العشرى» وهو يحكى عنها محمد عبد المجيد الشهير برشاد عشرى, فقد كان وثيق الصلة بالرئيس الراحل أنور السادات فى الفترة التى كان فيها السادات رئيسا لمجلس الأمة فى عهد جمال عبدالناصر, وكان رشاد عضوا فى هذا المجلس وتربطهما صداقة حميمة, توطدت بعد أن أصبح السادات رئيسا للجمهورية, وبعد وفاته امتدت الصلة مع الرئيس مبارك, حسن العشرى يضيف: بعد وفاة الحاج رشاد سنة 1983 رشح الحزب شقيقه ليشغل مكانه فى مجلس الشعب, وظل شقيقه عضوا فى المجلس حتى 1990, ويقول حسن إنه فى جنازة رشاد عشرى حضر فؤاد محيى الدين «رئيس مجلس الوزراء الأسبق» ومندوبون عن رئاسة الجمهورية وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية فى محافظة الغربية، وتم دفنه فى مسقط رأسه «ميت بدر حلاوة», وحسب كلام حسن, مشهد الجنازة كان رهيبا لدرجة أن جميع الطرق والمداخل فى سمنود سدت ولم يكن فيها موضع لقدم. عائلة العشرى تحب أولياء الله الصالحين، هذا ما أكده لنا حسن حسن العشرى: عندنا مقام لنصر الدين بن المراعى, وكنا نريد إقامة «مولد» له, وكان أبوالوفا التفتازانى رئيسا لنقابة الطرق الصوفية, فطلب منا أن نسجل له نسبا, فذهبنا إلى دار الكتب وهناك أخبرونا بأن هذا الاسم لا نسب له, لأن الاسم يخص صحابيا جاء مع الفتوحات الإسلامية لمصر وتوفى فى هذا المكان, وتم فعلا إقامة «مولد» له عام 1980.
العمدة هشام تحدث عن طبيعة عمله وكيف يتم تنصيب العمدة واختياره فقال: يشترط فى المرشح للعمدية عدة شروط، أهمها أن يكون حسن السير والسلوك, ولديه نصاب قانونى لا يقل عن خمسة أفدنة, والعمدية كانت بالانتخاب ثم أصبحت بالتعيين فى عام 1995 ووالدى تقدم لها أيام الانتخاب ولم يتقدم ضده أحد, وعمى ورث العمدية بعد وفاة والدى. سألناه: كيف تم اختيارك كعمدة للقرية؟ قال: بعد وفاة عمى الذى تولى العمدية من سنة 1970 حتى 2000, توليت أنا العمدية بدون قرار رسمى, لأن الناس كانت تلجأ إلىّ لحل مشاكلها, ومنصب العمدة ظل خاليا منذ عام 2000 حتى قبيل تعيينى فى 2004, ولم تخرج العمدية من دارنا حتى الآن.
(150جنيها) هو مرتب العمدة شهريا، ويراه هشام لا يكفى حتى لمشروبات الناس التى تأتى للشكوى, مؤكدا أن العمدة لابد له أن يكون من القادرين ماديا ويمتلك على الأقل من 100 إلى 150 فداناً, ويضيف: بصراحة لا أستطيع أن أتنازل عن العمدية لأنها صارت إرثا لعائلتنا, وهى عبء كبير يكون التفرغ لها على حساب أعمالنا الأخرى وأموالنا. خصوصا أن هيبة العمدة، لم تعد كما كانت أيام أجدادنا, لأن هيبة العمدة جزء من هيبة نظام الدولة, ولماذا نبتعد كثيرا، أين هيبة ضابط الشرطة؟ هكذا تساءل هشام.
منزل الحاج حسن محمد إبراهيم يوسف العشرى، أكبر رجل فى العائلة سنا، ووالد حسن حسن العشرى، بسيط ومتواضع ولا يقارن أبدا ببيتى العمدة والنائب, وهو من مواليد 23/10/1924, ظل يعمل شيخا للخفراء لمدة 36 عاما ويمتلك ذاكرة قوية رغم عمره الذى تجاوز الـ84 عاما, قال لنا: كنت أيام الجيش الملكى على الجبهة أثناء حرب 48 فى فلسطين, وحزنت جدا على زملائى الذين تم أسرهم، وأذكر منهم (أيوب عبدالحميد مطر وحسن أبوشمر), ولم أخبر أسرتيهما إلا بعد فك أسرهما ورجوعهما, خوفا على أهليهما.
بارزون من العائلة ــ اللواء سيد العشرى، مدير كلية البوليس - الشرطة حالياً- ومدير مديرية البحيرة سنة 1940. ــ الدكتور محمود العشرى، مدير مستشفيات الصدر بوزارة الصحة سنة 1950 ومؤسس المستشفى العام بميت بدر حلاوة ــ المستشار محمد البندارى العشرى، نائب رئيس محكمة النقض 1980 ــ المستشار السيد عبدالمجيد العشرى، المحامى العام الأول لنيابات المنصورة ــ الأستاذ رياض عبدالمجيد العشرى، عضو مجلس شعب (1984 - 1987) ــ عبدالله عبد المجيد العشرى، عضو مجلس شعب (1987 - 1990) ــ اللواء نبيل العشرى، مدير أمن الجيزة سابقا ومدير إدارة التفتيش بوزارة الداخلية ــ المستشار منصور عبدالجواد العشرى نائب رئيس محكمة النقض حالياً
«ميت بدر حلاوة» قرية فرنسية.. عُملتها اليورو يتردد عن سبب تسمية القرية بهذا الاسم أنه فى وقت الفتوحات الإسلامية تم قتل 99 من المحاربين, فأطلقوا عليها «بدور» أى المحاربين, ثم جعلوها ميت بدر, ثم أضافوا كلمة «حلاوة». المبانى الفخمة المصممة وفقا للطراز الأوروبى تنتشر فى القرية نظرا لوجود أكثر من 4000 شاب من أبنائها فى فرنسا يعملون فى تجارة الفاكهة و«دهان الحوائط», ومما يتردد عنها وجود شارع باسمها فى إحدى ضواحى باريس وأن أهلها يتعاملون باليورو، وهو كلام مبالغ فيه, وقد يكون (إفيه) من (إفيهات) أهالى القرى المجاورة, وذلك للثراء الواضح على أهل القرية. أول من سافر من القرية إلى فرنسا كما يتردد (على صادق وفريد عبدالنبى وشريف أبوعلى) فى بداية السبعينيات. ومن أشهر عائلات «ميت بدر حلاوة» (النجار, العشرى, الخولى, نصار, أبوحسين, أبو عماشة, شدّاد, شتا ). ويمتلك «آل العشرى» سرايا قديمة عمرها يقترب من 120 عاماً, ويقال أنهم باعوها لأفراد من عائلة شتا فى أواخر صيف 2007.
مهندسون ورجال بنوك - م. كمال العشرى، نائب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولات المصرية الأسبق. - م. مجدى العشرى، العضو المنتدب لشركة جنوب الضبعة. - م. علاء العشرى، مدير مكتبة المستقبل بمصر الجديدة التى تترأسها السيدة سوزان مبارك. - م. وائل العشرى، بشركة مختار خطاب. - المهندسون «سعد وسامى وسامح العشرى»، أصحاب مكتب العشرى الهندسى بمصر والسعودية. - طاهر العشرى، وكيل محافظ البنك المركزى سابقا. - فاروق العشرى، المدير العام وعضو لجنة الإدارة العليا بالبنك المركزى سابقا. - نبيل موافى العشرى، المدير العام ببنك مصر سابقا. - عادل العشرى، مدير ببنك الإسكندرية سابقا. - فتحى العشرى، مدير ببنك الإسكندرية سابقا. عائلة شيخ العرب حكمت قرية «قِفط» قبل أن تتحول إلى مركز .. والزراعة نشاطها الأساسى
«شيخ العرب» عائلة بحجم قبيلة..ساهمت فى طرد الحملة الفرنسية من قنا
جدّهم «على النابى» اشتهر فى العصر المملوكى بأنه يتكلم بالشِِعر.. وجدهم «حسن على إسماعيل» أحد علماء اللغة العربية.. ومن أشهر تلاميذه الدكتور «الطاهر مكى» وحين مات قالوا عنه: (فقدنا رب البيان)
عائلة شيخ العرب, من العائلات الصعيدية, التى ما زالت تحافظ على تراثها، فهى لم تتأثر بتغيرات الزمن ولا بالانصهار فى المدنية التى محت خريطته، وهى بجانب عراقتها وشموخها، فهى أيضا من العائلات الوطنية التى ضحت من أجل الوطن، وساهمت فى طرد الاحتلال من أرضه.
عائلة «شيخ العرب» تمتلك «ديوانا» فى درب السبعى فى «قفط» له بوابة كبيرة، شأن بيوت ودواوين العائلات ذوى الأصول العريقة، والثقل الاقتصادى والسياسى، وفى قلبه شجرة طاعنة فى السن، وهذه سمة «صعيدية» بوجه عام، و«قناوية» بشكل خاص، فالديوان هو مقر العائلة، ولابد له من شجرة، قد تكون من نوع «اللَّبَخ» الذى يطلق أبناء المدن على زهرته الصفراء «دقن الباشا»، وقد تكون من نوع «الصفصاف»، وأحياناً يتوسط، بهو الديوان عدد من أشجار «النخيل»، لأن درجة الحرارة العالية تفرض على الناس البحث عن «ضلّة» أو «ظل»، يجعلهم يتواصلون ولا يهربون إلى بيوتهم، لأن حاجتهم إلى «الاجتماع» أساسية، فالصعايدة لا يتحركون باعتبارهم أفراداً، بل جماعات، قد تكون الجماعة «عائلة» أو «قبيلة» أو «قرية»، تربط بينها علاقات القُربى، ولا تستقيم الحياة فى «قفط» بدون «شعر» وحكايات.
رموز العائلة قالوا لنا، إنهم حسب الرواية التى يحفظونها ويعتزون بها عائلة عربية، وفدت من الحجاز إلى «الصعيد»، واستقرت فى «قفط»، و«إسنا»، ثم زاد عددهم فسافروا إلى السويس والإسكندرية وأسيوط والبحر الأحمر والقاهرة، فأصبحت عائلة «شيخ العرب» قبيلة متعددة الأفرع، وتمتلك العائلة حوالى 300 فدان مزروعة بقصب السكر، وفى 1799 انتصر أهالى «نجع البارود» التابع لمركز «قفط» على جيش الحملة الفرنسية، الذى نزل إلى الصعيد بقيادة الجنرال «ديزيه»، وكان لعائلة شيخ العرب دور كبير فى هزيمة الحملة، إذ ساهم أبناؤها فى الجهاد ضدها بأرواحهم ومالهم.
كلام رجال العائلة، وملابسهم التقليدية، يؤكد أنهم قابضون على مبادئهم، يشعرون بالمسئولية الاجتماعية، فلا يصح أن تخرج منهم «العيبة»، ولا يجوز أن يوجه إليهم أحد نقداً أو لوماً بخصوص «الأصول» أو القواعد المتفق عليها فى «قفط»، فالعادات والتقاليد هى «الأصول» والقاعدة التى تحكم علاقة العائلة بالعائلات الأخرى، وهناك مستوى معين يحافظون عليه فى كل نواحى الحياة، بداية من علاقات «الصداقة» حتى علاقات النسب والمصاهرة. أحمد عثمان شيخ العرب، مدير إدارة تعليمية بالمعاش، يقول: إن العائلة تسعى دائماً للتمسك بالمبادئ والتقاليد المتوارثة، لكنها فى الوقت نفسه، لا تقف فى وجه الجديد، ففى القرن الماضى كانت «الأفراح» مرتبطة بالولائم، وتقديم الطعام للمهنئين، وكانت العائلات تقاس درجة كرمها بعدد «الذبائح»، التى تذبحها فى ليالى أفراحها، ولكن مع تغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية، أصبحت عائلات «قفط» - لا تهتم بالولائم، بقدر اهتمامها بتقديم قطع «الجاتوه» للضيوف، وزجاجات «الكولا»، و«البيبسى»، وهى عادة «قاهرية» أو «حضرية» فى الأساس.
كما أن حفلات الزفاف كانت فى الماضى فرصة لالتقاء أبناء العائلات، وغرس قيمة الانتماء للعائلة، فالشباب كانوا يرتدون أزهى ملابسهم، ويقفون فى «الديوان» يستقبلون المهنئين، ويقدمون لهم «التحيات» و«الطعام»، و«السجائر»، والكبار يتباهون بشباب عائلتهم، ويقدمونهم للضيوف والقادمين من بلاد بعيدة، وهذا يعنى أن «الأفراح» كانت فرصة للتباهى بالذكور والأموال والكرم، ومصمص شفتيه وهو يقول: دلوقتى الموضوع بقى ع الطاير.. كله يقول «رايح أورّى وشىّ.. وخمس دقايق ويمشى»، ولكن لم تزل عادة «النقوط» دليلاً على الترابط والتكافل بين العائلات. عثمان يرى أن النقوط دليل ترابط، لكن هناك قاعدة تحكمه، وهى: «تجاملنى ببيضة أجاملك بفروُّجة (فرخة).. تجاملنى بخروف أجاملك بجمل»، وهذه القاعدة تفرض على كل من يتلقى نقوطاً، أن يرده مضاعفاً، وعلى سبيل المثال، تلقى العمدة «محمود حسان» يوم زفافه نقوطاً قدره «3 أفدنة» أطياناً زراعية، ولم يكن الزواج مكلفاً للعروسة أو العريس، لأن »عرب الصعيد« يتزاوجون فيما بينهم، يعنى «العملية فى بيتها» أو كما يقول المثل «زيتنا فى دقيقنا».
النشاط الاقتصادى الأساسى لأبناء عائلة شيخ العرب هو الزراعة، شأنهم شأن أغلب عائلات صعيد مصر، كما يقول أحمد عثمان، مضيفا: ولدينا مساحات أرض واسعة، ولكن من بيننا عددا كبيرا التحق بالنيابة العامة والداخلية، وغيرهما من الهيئات ذات الشأن الرفيع، وبالنسبة لبقية أقاربنا فى المحافظات الأخرى، فمنهم من يعمل موظفاً، ومنهم من يعمل فى التجارة. كما أن لدينا شعراء حققوا شهرة فى عصور قديمة، فلنا جدّ اشتهر فى العصر المملوكى بأنه يتكلم بالشعر، وينظم القصائد وهو الشاعر «على النابى»، أما فى العصر الحديث، فلدينا الشيخ على محمد على إسماعيل، كان عضواً بمجلس مديرية «قنا» فى عام 1918، ورئيسا لمحكمة «خط قفط»، وأحد أعيانها، وعضواً فى البرلمان لعدّة دورات، وكان عمدة فى الوقت نفسه، وكذلك الشيخ «حسن على إسماعيل» والحاج «عبدالرحيم عيسى» عضو محكمة «خط قفط»، ومحمود حسان آخر عُمد قفط فى عام 1964، قبل أن تتحول من قرية إلى مركز.
منصب «العمدة» مهم جداً فى الصعيد، ورغم أن عائلة «شيخ العرب» حكمت قفط لفترات طويلة، فإن أحمد عثمان يوضح أن «الحكم» فى ذلك الزمن كان «مسئولية»، فالعمدة ليس ممثلاً للحكومة بقدر ما هو «حامى القرية»، والمسئول عن حل الأزمات، التى قد تقع، فإنه فى هذه الحالة يسلك الطريق الرسمى «مركز ونيابة ومحكمة»، ومن «العُمد» المعروفين فى تاريخ العائلة وتاريخ المركز كله، الشيخ أحمد عبدالرحيم «شيخ مشايخ قفط»، وهو منصب له هيبة وأهمية لا تقل عن «العمدة»، والعمدة «باشا أحمد عبدالرحيم»، والعمدة «محسن محمد عبدالرحيم»، والعمدة «أحمد حسن حسان»، والعمدة «بشير وزيرى»، والعمدة «الجزار أحمد محمود»، والعمدة «أبوالحسن الجزار» عضو مجلس الشعب الحالى «حزب وطنى» وعمره «46 عاماً»، وهو صاحب قدرات خاصة، جعلت الناس تحبه وتنتخبه ليكون نائباً عن دائرة قفط.
«نور على» وكيل أول بمدرسة قفط الثانوية، يتحدث عن الشيخ «حسن على إسماعيل» قائلا: نحن نفخر بالعالم الجليل «الشيخ حسن»، فهو أحد علماء اللغة العربية، وُلد فى 27 مايو 1904، وورد ذكره فى «دليل القُطرين المصرى والسودانى»، الذى طبعته الحكومة المصرية فى عام 1917، وعمل فى التدريس بالجامع الأزهر، وكان من «الخطباء» المشهورين، وكانت لديه «مكتبة» مليئة بالكتب المهمة، وكان معروفاً عنه أنه يحفظ «نهج البلاغة» للإمام على بن أبى طالب، ويحفظ دواوين فحول الشعراء العرب القدامى والمحدثين، ومن أشهر تلاميذه الدكتور «الطاهر مكى»، الأستاذ فى كلية دار العلوم، وعندما لبّى نداء ربه فى عام «1960»، قال أحمد تلاميذه «اليوم فقدنا ربَّ البيان»، ونعاه الشيخ أحمد حسن الباقورى وعدد كبير من الشيوخ، الذين تتلمذوا على يديه، لكن دراسته ونبوغه فى العلوم الدينية، لم يمنعاه من أن يكون له دور فى الحياة السياسية والقانونية، فقد شغل موقع «عمدة» قفط، ورئيس محكمة قفط، وكان نائباً فى البرلمان لعدّة دورات.
كما أن «محمود أحمد حسن حسان شيخ العرب» من مواليد «قفط»، فى «2 فبراير 1919» من رموز العائلة، تولى منصب «شيخ ناحية قفط» فى عام «1949»، ثم «عمدة» قفط فى عام «1953»، وظل فى منصبه إلى عام «1964»، وهو آخر «عمدة» لقرية «قفط»، التى تحولت إلى «مركز» فى العام نفسه، فى إطار تقسيم إدارى قامت به حكومة ثورة يوليو، وبعد ذلك تم انتخابه عضواً فى «مجل | |
| | | ماهر محرم Admin
المساهمات : 381 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: تابع عائلات البلد الشهيرة السبت ديسمبر 03, 2011 2:31 pm | |
| عائلة العتامنة عددهم فى مصر وحدها يزيد على 30 ألفا.. أغلبهم يعمل بالزراعة
العتامنة .. أخوال عائلات قنا
من مبادئهم: «إحنا بنعلم بناتنا علشان يحفظوا القرآن وينفعوا أولادهم لكن مابنشغلهمش وبنفضّل كمان تزويجهم من شباب العائلة» ◄«الثأر» خارج أجندتهم.. وغير متواصلين مع فروع «أسيوط وكوم أمبو ودشنا».. والحاجة فاطمة نموذج للمرأة «العتمانية» المكافحة
العتامنة، فى شنهور بمركز قوص محافظة قنا، هم الفرع الرئيسى لآل عتمان، المنحدرين من إحدى القبائل المغربية، ويقال إنهم من عرب السماعنة، وهى قبيلة مقيمة فى شمال سيناء، ذكرها القلقشندى فى نهاية الأرب وسبائك الذهب، وأيده السويدى قائلا: إن السماعنة من بطون جذام، وقد عرفهم القلقشندى قائلا: السماعنة دخلوا من مهدى فى بنى طريف من جذام، وأصل مهدى فى التعريف أنهم من بنى عدرة من قضاعة من حمير القحطانية من عرب اليمن.
والمرجح أن السماعنة من فروع مهدى، التى كان لها وجود ضمن جذام منذ القرون الأولى للإسلام، أما انتشار وتفرع السماعنة كقبيلة فيعودان إلى ستة قرون أو أكثر، وهى بطن من جذام، والسماعنة والسعديون من أقدم البدو الذين توطنوا فى شمال سيناء، تلاهما قدوم بطون طيئ من الشام كالبياضية والعقايلة والأخارسة. ويقيم بعض أفراد قبيلة السماعنة فى مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، وقد يكون وجود فرع للعتامنة بالشرقية، تأكيدا لاتصالهم بقبيلة السماعنة العريقة.
محمد حجازى محمد عبدالسلام محمد عتمان-73سنة- يقول إنه كان شاهدا على حكايات كبار العائلة منذ كان طفلا، فالعتامنة من عتمان الجد السابع، الذى جاء من فاس فى المغرب، فكون الفرع الرئيسى فى شنهور، ثم تفرعت العائلة بعد ذلك فى دشنا، ثم فى أرمنت فى منطقة المجانين، وسميت بذلك نسبة إلى «بكر المجنون»، وسمى بالمجنون لعصبيته الحادة ومعاركه المستمرة ضد العائلات الأخرى. ومنطقة فارس بكوم أمبو وأسيوط وفى قنا والفيوم، وهناك فرع هاجر إلى أم درمان فى السودان وقت وحدة مصر والسودان أيام الملك فاروق وبدايات عهد جمال عبدالناصر، الذى خير السودانيين بين بقاء الوحدة مع مصر أو الانفصال عنها فقرروا الانفصال.
هناك اعتقاد بأن فرعى منفلوط فى أسيوط وطما فى سوهاج، ليسا من عتامنة السماعنة، وهما ليسا مجال البحث الآن، وسوف نتطرق إليهما عند الحديث عنهما، وهناك فرع آخر للعتامنة فى الياسينية مركز إسنا بمحافظة قنا، وفرع شهير ببيت حانون فى فلسطين، وهو ما يؤكد أن العتامنة أحد فروع قبيلة السماعنة.
عدد العتامنة يقدر بما يزيد على 30 ألف نسمة، فى مصر وحدها، وهى عائلة غير متواصلة مع أفرع أسيوط وكوم أمبو ودشنا، وحتى فرع العتامنة فى محافظة الشرقية، لم يكن بينه وبين فرع شنهور تواصل إلا عند مجىء أحد أفراد فرع الشرقية إلى قنا، للعمل كمهندس فى أحد المجالات فتعرف على العائلة وتم تبادل الزيارات بعد ذلك.
«محمد عتمان» يصفه أفراد من العائلة بأنه كان وليا من أولياء الله الصالحين، وله مقام فى شنهور، لكن أول من جاء إلى قوص هو إسماعيل عتمان قادما من كوم امبو، حيث كان رجلا ذا هيبة، يحكم بين الناس ويقضى بينهم بالعدل.
عبدالله أحمد عبدالله عمدة وعميد العتامنة- يتحدث عن جده إسماعيل عتمان قائلا: هو مؤسس العائلة فى شنهور، وله الفضل فى تأمين مستقبل أجيال العائلة فقد تمكن من شراء كثير من الأراضى. ويرجع الفضل إلى إسماعيل فى احتفاظ العائلة بالمشيخة والعمدية إلى الآن فى شنهور، حتى إن باقى عائلات شنهور تتنازل عن العمدية طواعية للعتامنة.
يحسب لعتمان خلف عبدالسلام حفاظه على أراضى العائلة، حيث أنجب ثمانية من الرجال، الذين تمكنوا من زراعة هذه الأراضى، وهم النواة الحقيقية لعائلة العتامنة وفروعها، فقد أنجب «محمد، وإبراهيم، وعتمان، وسالم ،وعلى، ويوسف، وعبدالرحمن، ودرباس» وهم فروع العتامنة المعروفة، وأنجب أيضا بنات كثيرات كن سببا فى مصاهرة أغلب عائلات قنا، لذلك يعتبر العتامنة أخوالا لأغلب عائلات قنا.
محمد عبدالسلام عتمان - فى الخمسينيات من القرن الـ19- كان الناس يلجأون إليه لحل مشكلاتهم والفصل فى قضاياهم، أما إبراهيم عبدالسلام عتمان فكان مزارعا، وكان يساعد شقيقه «محمد» فى القضاء بين الناس، لكن «محمدا» هو القاضى الرسمى، خاصة وان تقاليد العائلة وقتها كانت تقضى بأن يتفرغ أحد الأبناء للقضاء والآخرون يتفرغون لزراعاتهم وأعمالهم.
ومما يرويه أفراد العائل ة عن محمد عبدالسلام، أنه كان رجلا قوى البنية، لا يستخدم قوته إلا لنصرة المظلوم إذا هضم حقه، وقد أنجب محمد عبدالسلام «عبدالله، وعبدالسلام، وحجازى، وإسماعيل، وحسن، ولبيب»، لكن لم يرث منهم القضاء عن أبيه سوى عبدالله، الذى كان يجمع بين عمله كمأذون، وبين كونه قاضيا يفض المنازعات بين الناس، فقد درس فى الأزهر.
لم يكن «عبدالله» قاضيا على قريته فحسب، ولكنه كان قاضيا بين القرى المجاورة، بل إن انتشاره تعدى حدود مركزه «قوص» إلى بقية قرى ومراكز قنا، ساعد على اكتساب »عبدالله«ثقة وحب الناس، أنه كان رجلا خيِّرا يساعد الفقراء والمحتاجين لما أعطاه الله من أسباب الثراء والبركة، حتى إن الناس كانوا إذا هموا برهن أرضهم وديارهم عنده مقابل الحصول على الغذاء-حيث كان الفقر سائدا- يرفض ذلك بشدة، فيعطيهم ما يحتاجون من الغذاء دون رهن شىء.
عبدالوهاب عتمان - مواليد 1928- يقول إن «الزراعة» هى النشاط الغالب فى العتامنة، وأنه منذ أن قامت الثورة إلى الآن، والعائلة تحترم المزارع النشط، الذى يبذل مجهودا فى أرضه، لذلك معروف عن العتامنة نشاطها فى فلاحة الأرض، والفلاح الكفء صاحب مكانة لدى العائلة.
العام 1947 شهد وفاة «عبدالله محمد عبدالسلام»، الذى أنجب كلا من «أحمد، وخلف الله، وعلى، وحجاج» فورث ابنه حجاج مكانة أبيه كحاكم عرفى، حتى عام وفاته1960 ثم آل الحكم لشقيقه على عبدالله، ثم ورث «على» ابنه محمد على عبدالله عام1980، وهو حتى الآن «شيخ البلد».
العتامنة ينتمى أغلبهم سياسيا إلى الحزب الوطنى، رغم أن منهم عتمان سعيد عتمان، الذى كان عضوا فى الاتحاد الاشتراكى على مستوى مركز قوص، وكان متفوقا وخطيبا مفوها. ويتكون مجلس إدارة مركز شباب شنهور منذ إنشائه إلى الآن، مما يقرب من80% من العتامنة وحدهم، وكان للعائلة مقعد دائم فى المحليات، إلا أن ذلك لم يستمر فى الفترة الأخيرة.
أفراد العائلة يتفقون على أن عبدالله محمد عبدالله هو أول من أسس مقر الحزب الوطنى بالقرية، وكان يدفع اشتراكات الأعضاء من جيبه الخاص، فكان طبيعيا أن يجتمع أهل القرية على رأيه عند اختيار من سيصوتون له فى أى انتخابات تشهدها القرية.
العتامنة مثل كثير من عائلات مصر، تتنوع عندهم الوظائف والأعمال لكن كما ذكرنا فإن الحرفة السائدة عندهم هى الزراعة، كما أن لديهم أكثر من 20 طبيبا، وضابط شرطة واحدا، توفى عقب إصابته بنزيف مفاجئ فى المخ، أما ضباط الجيش، فمنهم:عرفة أحمد صالح، ومحمد سيد أحمد عتمان، ويونس سعيد عتمان، وعرفات مبارك عتمان، وأحمد عتمان. ولدى العتامنة حوالى 50 مهندسا زراعيا، و150 مدرسا بالتربية والتعليم والأزهر، و10 وعاظ وأئمة مساجد، و6 محامين، و5 محاسبين، و3 أساتذة بالجامعة.
يمتلك العتامنة «مندرة» كبيرة فى شنهور، شأنهم شأن أغلب عائلات الصعيد، التى تمتلك أماكن مخصصة للاجتماعات والأفراح والعزاء لكل عائلة على حدة، وبحسب كلام عبدالحكيم أحمد محمد درباس عتمان، فإن أفراد العائلة-شيوخا وشبابا-يقومون بتنظيفها، وكلهم يشتركون فى الإنفاق عليها، لأنها متنفس العائلة، وهذه المندرة أيضا لها كان يستغلها أبناء العائلة فى المذاكرة والتفوق وحفظ القرآن، فأول طبيب فى شنهور هو «سعيد عتمان»، وأول صيدلى هو«عبد الناصر عتمان.
العتامنة كانوا يتشابهون إلى حد كبير مع عائلات كثيرة بالصعيد فى شيوع ثقافة «البنت للبيت»، أى أن تعليمها وخروجها إلى المدارس «عيب» فى حقها وحقهم، لكن مع تطور الزمن، صاروا من العائلات التى تحافظ على تعليم بناتها، وانزوت نظرة «العيب» لتحل مكانها مقولتهم الشهيرة «سلاح البنية التعليم»، ورغم أن العتامنة يمكن تصنيفهم ضمن الشريحة «المستورة» فى المجتمع، أى متوسطة الغنى والفقر، إلا أنه يحسب لها أسبقية تعليم البنات فى شنهور، فمنهم أولى الطبيبات على مستوى المحافظة، وهم يقولون: «إحنا أغنياء بتعليم بناتنا».
لكن رغم أن المرأة فى العتامنة حصلت على أعلى الشهادات العلمية، إلا أن أغلبهن لم يخرجن للعمل فى الوظائف الحكومية أو الخاصة، يقول محمد حجازى محمد عبدالسلام عتمان إسماعيل عتمان-لديه أربعة أولاد منهم مهندسان: «إحنا بنعلم بناتنا علشان يحفظوا القرآن وينفعوا أولادهم فى التربية والقراءة والكتابة، لكن مبنشغلهمش، وبنفضل كمان تزويجهم من شباب العائلة، وده ميمنعش إننا زوجنا بناتنا لأغلب عائلات قنا، لكن ده بيحصل فى حالة وجود الرجل الشهم المحترم اللى بيعرف ربنا»، بعبارة أكثر تلخيصا قال محمد حجازى: البنات عندنا أمانات بنشيّلها للكفء فقط».
الثأر ليس على أجندة العتامنة الآن، وإن كانوا لا ينكرون حدوثه قديما، فقد كان هناك خلاف حول قطعة أرض بينهم وبين إحدى العائلات فقتل منهم واحد، وقتلوا هم واحدأً من العائلة الأخرى، ثم تصالحا فيما بعد، والآن يرتبطان بعلاقات نسب ومصاهرة. ومن أشهر العائلات التى تتصل بالعتامنة نسبا ومصاهرة، عائلات «عشرى وشنب وأبو زيد».
أفراح العائلة تأخذ الشكل التقليدى، وتكون منغلقة عليهم، أى ليس بها أفراد من خارج العائلة، حتى لا يرى أحد بناتهم، وبناء على ذلك فإن المهنئين من خارج العتامنة يتم استقبالهم خارج بيوت العائلة.شباب العائلة رغم سفرهم وترحالهم، إلا أنهم ليسوا فى معزل عن ثقافة القرية، التى توقر الكبير، وتتمسك بالعادات والتقاليد التى تركها الأجداد والآباء.
سعيد أحمد محمد درباس-24سنة-حاصل على دبلوم صنايع، يجيد اللغة الإيطالية، التى اكتسبها من خلال عمله على المراكب السياحية (الأقصر قريبة جدا من شنهور)، تعرف سعيد على فتاه إيطالية، نشأت بينهما علاقة، أراد أن يوثقها بالزواج، لكن عائلته رفضت طلبه، رغم أن الفتاة الإيطالية ثرية، وهو ما جعل «سعيد» يستجيب لرغبة العائلة ويمحو فكرة الزواج من الفتاه الإيطالية.
ورغم صعوبة إجراء مقابلات صحفية مع بنات ونساء العائلة، حيث يرفض العتامنة تصويرهن، إلا أن فاطمة عتمان - فى السبعينيات من عمرها- شذت عن القاعدة وتحدثت إلينا، وربما جاءت الموافقة من بعض الأبناء لكونها سيدة عجوز.
فاطمة تتذكر أنها تزوجت عند سن13، وأن زوجها أحمد عتمان كان يكبرها بخمس سنوات، وكان يعمل مع والدها فى السكة الحديد، وأنهما انتقلا من قوص للعيش فى شنهور. ساعدت فاطمة زوجها كثيرا فى ظل مرحلة الفقر التى عاشتها، وتفخر بذكرها، فقد كانت زوجة صالحة، وقفت إلى جانب زوجها وساندته فى تربية أولادهما الثمانية، الطريف أن «فاطمة» أنجبت 16 ولدا وبنتا، توفى منهم ثمانية (أربعة ذكور وأربع إناث) وعاش ثمانية.
فاطمة كانت تقوم بعمل «المخلل والطعمية» لزوجها الذى كان يدور بهما لبيعهما فى القرى المجاورة، للإنفاق على أولاده: «فقد كان رجلا يخشى الله ويتحرى الحلال خاصة فى لقمة العيش، مهما كلفه ذلك من مشقة وتعب» -هكذا تحدثت عنه زوجته فاطمة.
«زمان مكنش عند كل واحد غير جلابية واحدة، نقلعها ونغسلها وننشرها ونلبسها تانى يوم بعد ما تنشف»، هكذا تعلق فاطمة على أيام شبابها مع زوجها، تلك الأيام التى عانت فيها وزوجها وأولادها من شدة الفقر، لكنها تحمد الله على تربية الأبناء، ثم تقول بابتسامة: «الحمد لله الظروف حاليا أفضل كتير يا ولدى».
قوص.. مدينة أثنى عليها المؤرخون قوص هى مدينة ومركز بمحافظة قنا، وتقع على الساحل الشرقى من النيل جنوب القاهرة بحوالى 645 كم. قوص مدينة لها تاريخ حافل فقد كانت عاصمة للصعيد ومحط كل الوافدين ومعبر الحجاج إلى البحر الأحمر، فيقول عنها عباس محمود العقاد: «ليس فى وادى النيل بلد أوفى أخباراً من قوص فى المراجع العربية بعد القاهرة والإسكندرية، وقد ذكرها العديد من المؤرخين والرحالة، حيث زارها الشريف الإدريسى وأوردها فى كتابه «نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق» فقال: «ومدينة قوص مدينة كبيرة» بينما يقول عنها العلامة القلقشندى فى موسوعته «صبح الأعشى فى صناعة الإنشا»: «مدينة جليلة فى البر الشرقى من النيل، ذات ديار فائقة ورباع أنيقة ومدارس وربط وحمامات يسكنها العلماء والتجار وذوو الأموال، وبها البساتين المستحسنة».
أخرجت «قوص» العديد من الأدباء والعلماء مثل المهندس محمد محمود على حسن -واحد من بناة السد العالى- الذى حصل على العديد من الأوسمة من الاتحاد السوفيتى ومنها الشاعر والأديب محمد أمين الشيخ «شيخ شعراء الصعيد».
من آثار قوص: المسجد العمرى وهو من المساجد العتيقة وبنى على طراز جامع الأزهر، كما يوجد بها بعض الآثار الفرعونية، ويعتقد علماء الآثار وجود كتل من الآثار تحت أراضى قوص.
بارزون من العائلة ◄د. عبد الحميد أحمد عتمان، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة. ◄مبروك حميدة أحمد، مدير عام سنترالات قنا. ◄د.خالد محمد سعيد،أستاذ جراحة القلب بطب عين شمس. ◄د. أحمد محمد سعيد،أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس. ◄د. محمد توفيق محمد إبراهيم، أستاذ الجغرافيا بجامعة عين شمس. ◄عيسى محمد حجازى، معيد بكلية الطب جامعة جنوب الوادى. ◄عبدالله أحمد عبدالله، مدير عام بالتربية والتعليم. ◄الشيخ ناصر حسن سعيد، بمركز قوص. عائلة الحويطات
يتمركزون فى جنوب سيناء.. وينتشرون فى الشرقية والقليوبية والقاهرة وسوهاج وأسيوط وقنا «الحويطات».. قبيلة الجهاد والشّعر والزعامة
عيد الحويطى» كان دليلا لقوات الصاعقة فى دروب سيناء أثناء الاحتلال الإسرائيلى.. وكبير المفاوضين الفلسطينيين «صائب عريقات» أبرز أبنائهم ◄من أشعارهم فى الفخر: «مرابع تزهـى بطيبها عــلى كـــل الأوطان/ ترفع الراس إلا قالوا ديـــــــرة حويطات»
قبيلة الحويطات واحدة من قبائل جنوب سيناء، تشتهر فى الوطن العربى كله، لأنها تضرب بجذورها فى 4 دول عربية هى «مصر والسعودية والأردن وفلسطين»، ورغم هذا الانتشار فإن عشائر هذه القبيلة المتشعبة تعرف أصولها وتاريخها وتحفظ تراثها وتهتم بتوريثه لأبنائها، ولم تنجح الحدود الفاصلة بين الدول التى تنتشر فيها «القبيلة» من محو ذاكرة أبنائها وقطع التواصل بينهم.
أبناء الحويطات يشغلون مناصب عليا فى هذه الدول خاصة الأردن وفلسطين، فمنهم الدكتور «فواز بن محمد بن عودة أبوتايه»، رئيس التشريفات بالديوان الملكى الأردنى وسفير الأردن فى عدة دول (سابقا) وهو أيضا شيخ قبائل جنوب الأردن، ومنهم الدكتور «صائب عريقات» كبير المفاوضين الفلسطينيين، والشاعر والأديب «راضى صدوق الحويطى» الحائز على الجائزة الدولية لقادة الفكر العالميين وهو مناضل ومن مؤسسى منظمة التحرير الفلسطينية، وفارس الحويطات الشهير بـ«عودة بن حرب أبوتايه» وهو قائد تاريخى اشتهر بغزواته وانتصاراته وهو أحد قادة الثورة العربية ومؤسسى الكيان الهاشمى بالأردن، ويقال إن له تمثالا فى متحف اللوفر تقديرا لأمجاده وبطولاته، والشيخ «محمود بن محمد بن عيد أبوطقيقة» شيخ مشايخ قبيلة الحويطات بمصر، وكذلك الحاج سلمان أبوحمدان السليلمى، وهو قاض عرفى شهير فى سيناء، والحاج سلمان هو«منقع الدم»، أى يتم عنده التقاضى فى القصاص وقضايا الثأر بين العائلات والقبائل.
الحويطات مثل كثير من قبائل سيناء مخلصون للوطن، قدموا أرواحهم وخاطروا وضحوا من أجله، هذا ما يحكيه الشيخ محمود حمدان، الذى يحفظ الكثير عن قبيلته، ذكر المجاهدين من أبناء الحويطات (سالم الحفيان وصالح عيد الفراعى والشيخ سليم سلامة دخيل الله والشاعر المجاهد سلمى سلامة الجبرى وإبراهيم رفيع سلامة، عضو مجلس الشعب عن جنوب سيناء عام2000) يقول الشيخ: «عيد عودة سعيد الشنيق»، كان دليلا لقوات الصاعقة المصرية، ينتظر القادمين منهم عبر البحر الأحمر ويقودهم نحو تحقيق أهدافهم، عبر ممرات «وادى العربة» بين طور سيناء ومدينة أبورديس، وهى ممرات وعرة، تحتاج إلى رجل خبير بالمنطقة ودروبها، لكن مخابرات العدو الصهيونى ألقت القبض على «عيد» بعد أن وصلتها معلومات حول دوره فى مساعدة مصر ضد الأهداف الإسرائيلية فى شبه جزيرة سيناء، فأذاقوه شتى ألوان العذاب، وخلعوا أظافره وأسنانه لإجباره على الاعتراف بأماكن الجنود المصريين والعمليات التى يخططون لها، لكنه تحمل التعذيب ولم يمكنهم من الحصول على معلومة واحدة، وظل معتقلا لعدة شهور، إلى أن أفرجوا عنه بعد يأسهم من صمته.
وهناك عملية أخرى لعيد ومعه الحاج سويلم أبوراشد، ومجموعة من أبناء القبائل الأخرى فى سيناء، كانت معهم مجموعة من الضباط المكلفين بعمليات داخل سيناء، وكانوا فى وادى «ثغده» أحد أودية الجبال المطلة على مدينة طور سيناء، وهو واد به نخيل وعيون مياه، وقد أراد أحد أفراد المجموعة الاتصال بالقيادة عن طريق الجهاز اللاسلكى فاعترض زملاؤه خشية استفادة العدو من هذا الاتصال ورصد أماكنهم، لكنه أصر على رأيه، وعقب اتصاله كانت طائرات العدو العمودية تحوم فى المكان، فأخفى عيد وزملاؤه المجموعة فى الكهوف الجبلية حتى حل الظلام ثم نقلوهم إلى خارج المنطقة وكان ضمن ضباط المجموعة اللواء «أحمد حمدى» الذى أطلق اسمه على النفق الشهير (نفق الشهيد أحمد حمدى).
هناك عملية مهمة شارك فيها الحاج «سالم سلامة الحفيان» من الحويطات، وكان معه أحد أبناء قبيلة العليقات الشهيرة، وكانا هما قائدا تلك العملية، فبعد توقف العمليات عقب حرب أكتوبر المجيدة، تم احتجاز مجموعة من ضباط الجيش المصرى داخل سيناء خلف خطوط العدو الصهيونى، وظلت هذه المجموعة فى عهدته ورعاية سالم سلامة الحفيان ورفاقه لمدة ثلاثة شهور، وبعد ذلك قاموا بعملية جريئة لنقلهم وتسليمهم للجيش المصرى فى مدينة السويس، فوضعوا أفراد المجموعة داخل سيارة كبيرة لنقل المشروبات الغازية ووضعوا عليها غطاء خشبيا، وغطوه بصناديق المشروبات الغازية، وكان يحرسهم «سالم الحفيان» ببندقيته الخاصة، فمروا بهم على عدة أكمنة للعدو الصهيونى، لكنهم نجحوا فى خداع الصهاينة، وتمت عملية تهريب الجنود بسلام، وتم تكريم الحاج سالم سلامة الحفيان ومنحته الدولة نوط الامتياز من الدرجة الأولى تكريما لمواقفه البطولية والوطنية.
لعبت قبيلة الحويطات دورا سياسيا كبيرا، ومنهم من تقلد أرفع المناصب الحزبية والبرلمانية والشعبية فى سيناء، مثل المرحوم الحاج مرزوق سلامة رفيق عضو مجلس الشعب عن محافظة جنوب سيناء، وإبراهيم رفيع سلامة عضو المجلس ( 2000-2004م)، كما أن عددا كبيرا من أبناء الحويطات يشاركون فى العمل الحزبى فى المحافظة عن طريق الحزب الوطنى، وعدد كبير منهم أعضاء فى المجالس الشعبية المحلية.
لكل قبيلة من قبائل سيناء بيوت تسمى ببيوت الزعامة، أى بيوت المشايخ والعمد والعواقل (جمع عاقلة وهو الرجل سديد الرأى فى القبيلة والذى يقصده الرجال فى حل المشكلات والقضايا العامة)، وتتميز قبيلة الحويطات بأن لها بكل دولة «بيت زعامة»، ففى المملكة العربية السعودية ومصر يوجد بيت الزعامة فى «آل أبوطقيقة» حكام ضباء السابقين وشيوخ قبيلة الحويطات منذ مئات السنين، بالإضافة إلى رتبة الباشوية التى منحت لهم من الدولة العثمانية، وهم بيت عريق يحظى بتقدير واحترام المسئولين فى السعودية، وفى المملكة الأردنية يوجد بيت الزعامة فى «آل الجازى»، من «المطالقة» وهم شيوخ جميع حويطات «العلاوين» من عدة أجيال ويحملون رتبة الباشوية أيضا منذ الحكم العثمانى ومازالوا يتبوءون أعلى المناصب القيادية فى الأردن، وكذلك «آل أبوتايه» وهم بيت زعامة وأبناء وأحفاد الشيخ الفارس عودة أبوتايه، وهم شيوخ الفريجات من «الحويطات العلاوين» وبيت أبوتايه بيت فروسية وقاد الزعيم أبوتايه الثورة العربية جنبا إلى جنب مع أبناء عمه الأشراف الهاشميين وهم يقيمون فى الأردن، و«آل شديد» وهم عمد قبيلة الحويطات فى مصر وتاريخهم مشرف على مر الزمان.
ورغم أن الحويطات يتوزعون فى مصر والسعودية والأردن وفلسطين، فإنهم يتميزون ككثير من القبائل الموجودة فى مصر بمعرفة جذورهم وانتشارهم، فديار قبيلة الحويطات تقع بامتداد شاطئ البحر الأحمر من جنوب الوجه مرورا بضباء إلى الحدود السعودية الأردنية شمال مدينة حقل بامتداد 350 كيلومترا شرقا تحدها سلسلة جبال السروات، وتلتقى عند الحدود الأردنية السعودية ديار حويطات السعودية مع حويطات الأردن، لتبدأ ديار حويطات الأردن من العقبة إلى السواقة على مشارف مدينة عمان وهى ممتدة شرقا على كامل الأراضى الأردنية حتى الحدود السعودية بما فيها منطقة الطبيق التى دخلت ضمن الحدود السعودية لاحقا.
ويتواجد حويطات فلسطين فى الناصرة وطولكرم ونابلس وأنحاء أخرى من فلسطين، وقد انحدر آل عريقات من منطقة الحسينية والرشادية من جنوب المملكة الأردنية الهاشمية، وارتحل البعض منهم إلى فلسطين بمنطقة أبوديس شرقى القدس الشريف، وهنالك بئر تسمى «بئر جابر» نسبة إلى أحد أجدادهم وهو محمد جابر الحويطى فى الأردن.
أما ديار قبيلة الحويطات فى مصر، فكما يقول الشيخ خليل إبراهيم -أحد مشايخ الحويطات- فتشمل محافظة الشرقية وأطراف القاهرة وقليوب بأعداد لا بأس بها.
بالإضافة إلى التمركز الأساسى فى محافظة جنوب سيناء بمدنها ومراكزها وقراها وتحديدا فى قرية الوادى بطور سيناء وفى أبورديس وراس سدر ونويبع ووادى فيران، وتوجد عائلات كثيرة وكبيرة من أبناء قبيلة الحويطات فى صعيد مصر، وتحديدا فى محافظات قنا وسوهاج، وفى أسيوط بمنطقة «الحوطة».
(الكرم) هى الصفة التى يتميز بها معظم قبائل جنوب سيناء، ويحرص كبار قبيلة الحويطات على إنشاء «مضيفة» وهى بلهجة البدو تسمى «مجعد»، لاستضافة أى ضيف أو عابر سبيل، ولاجتماعات أبناء القبيلة، وكان أبناء القبيلة يتزوجون فى الماضى بالطريقة العرفية وبشهادة الشهود من أهل العروسين ولكن مع التطور المجتمعى أصبح الزواج يتم بقسيمة مسجلة على يد مأذون شرعى، ولدى قبائل جنوب سيناء عادة يسمونها بـ«الحمولة» وهى الخراف والماعز التى تقدم على سبيل «النقوط» أو الهدايا لصاحب الفرح الذى يردها للمهنئين فى أفراح أنجالهم.
القبائل البدوية الموجودة فى مصر تحتفظ بفلكلور خاص وتراث يعبر عن فخرها وأمجادها، وفى قبيلة الحويطات العديد من الشعراء، سواء فى مصر أو فى السعودية وحتى فلسطين والأردن، تستطيع أن تستشعر ذلك من خلال قصيدة لشاعرهم الشيخ «تيسير بن إبراهيم أبوطقيقة»، الذى يقول متفاخرا بقبيلته العريقة: من شمــــــــال الوجه إلى جنوب عمـــــان ومن البــحر الأحمر إلى شـــــرق السروات مرابع تزهـى بطيبها عــلى كـــل الأوطان ترفع الراس إلا قالوا ديـــــــرة حويطات.
عشائر الحويطات «حويط» رأس القبيلة المسماة باسمه وهو ابن جماز بن هاشم بن سالم بن مهنا بن داود بن مهنا بن جماز بن قاسم بن مهنا الأعرج بن الحسين بن المهنا بن داود أبوهاشم بن القاسم أحمد بن عبيد الله أبوعلى الأمير بن طاهر شيخ الحجاز ابن يحيى النسابة ابن الحسن أبومحمد جعفر الحجة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، وقد أنجب «حويط» ثلاثة أولاد تفرعت منهم أرباع وأفخاذ هذه القبيلة العريقة، وهم:
(سويعد وعمران وعلوان). ما يهمنا هنا أن الحويطات الذين جاءوا إلى مصر مع الفتوحات الإسلامية هم من نسل سويعد بن حويط، قدموا من شبه الجزيرة العربية، بنفس تفريعاتهم وأقسامهم، وقد هاجروا إلى مصر عدة هجرات متتالية واستقروا فيها، وأغلب الحويطات موجود فى منطقة المضايق بوسط سيناء وتنتشر مجموعة كبيرة منهم فى طور سيناء وراس سدر وفى وديان الجنوب السيناوى، وهذه العشائر هى: «الطقيقات» أبناء عيد بن سلامة أبوريشة والمفرد طقيقى و«المشاهير» أبناء مشهور بن سلامة أبو ريشة ويدعى الواحد منهم مشهورى، و«الجواهرة» أبناء جوهر بن سلامة أبوريشة ويدعى الواحد منهم جوهرى و«الرقابية» أبناء عايش بن سلامة أبوريشة ويدعى الواحد منهم «رقابى» و«الذيابيين» أبناء ذياب بن سلامة أبوريشة والواحد منهم يدعى ذيبانى، والعشائر الخمس السابقة يطلق عليها اسم «الرّيَشة» نسبة إلى جدهم سلامة أبوريشة ابن سويعد بن حويط. وعشيرة «الموسة» نسبة لجدهم موسى بن عمرو بن غالى بن سويعد بن حويط والواحد منهم موسى، و«الفحامين» نسبة إلى جدهم فحيمان بن موسى بن عمرو بن غالى والواحد منهم فحيمانى، و«القرعان» نسبة لجدهم محمد بن عمرو بن غالى بن سويعد بن حويط والواحد منهم قرعانى، و«العميرات» نسبة لجدهم عمير بن عمرو بن غالى بن سويعد بن حويط والواحد منهم عميرى، و«السلالمة» والواحد منهم سليلمى ومنهم عائلة جيرة الله فى «منيا القمح» بمحافظة الشرقية، و«الجرافين» والواحد منهم جرفانى، و«الدقايقة» والواحد منهم دقيقى، و«الشوامين»، والواحد منهم ابن شامان وهم من السليميين من الحويطات.
بارزون من مصر ◄الشيخ محمد أبودخيّل، إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية (سابقا) ◄محمد أحمد بن شديد. ◄رفيع سلامة رفيع. ◄سلمان أبوحمدان السليلمى، «قاضى عرفى» شهير. ◄الراحل الشيخ سويلم سلامة أبوشيحة. ◄العمدة / فيصل بن شديد- أحد عمد قبيلة الحويطات. ◄المرحوم مرزوق سلامة رفيع-عضو مجلس شعب سابق. ◄إبراهيم رفيع سلامة-عضو مجلس الشعب عام 2000. عن جنوب سيناء. ◄الحاج إبراهيم أبوهويمل - من كبار الحويطات فى مركز «بلبيس» بمحافظة الشرقية. ◄الحاج عواد أبوعودة القرعانى - من كبار قبيلة الحويطات فى محافظة القاهرة. ◄اللواء عبدالرحمن شديد، أمين الحزب الوطنى بمحافظة القليوبية، وعضو مجلس الشورى. ◄الشيخ محمد أبوطقيقة، شيخ مشايخ الحويطات، ومدير عام سابق بميناء القاهرة الجوى ◄حسين عودة سلامة المهيميم، محام ورجل أعمال. ◄الحاج محمد أحمد شديد، من كبار قبيلة الحويطا عائلة ابو خاص
من عرب «الجوازى» فى الواحات البحرية
أبوخاص.. العائلة التى أطعمت الملك فاروق «قمرالدين» فمنح كبيرها لقب «أفندى
جدهم «عبدالقادر» صلّى فى مسجد السنوسية رغما عن أنف الإنجليز ◄مؤذن قريتهم صعد إلى المئذنة فى صلاة الفجر ونادى على زوجته قائلاً: «الصلاة خير من النوم ياحبيبى» ◄جدهم الأكبر جاء من المنيا كحاكم على الواحات فى العصر العثمانى
الملك فاروق زار الواحات البحرية سنة 1946 حين كان محمد عبدالقادر عطية أبوخاص مسئول تعمير صحارى بمصلحة البساتين فى الواحات، وتذوق الملك فاروق بعض المنتجات الشهيرة مثل قمر الدين والتمر والزيتون وكان برفقته عمر طوسون، ولحب محمد عبدالقادر فى الملك فاروق، أعد له بلحا محشوا بنوى المشمش «الحموى» غير المر، حيث يشبه طعم اللوز ومغموسا فى السمسم، فأعجب الملك بصنعه وسلمه خطاب شكر ومنحه لقب «أفندى» ليكون الرجل الوحيد فى الواحات البحرية الذى يحصل على هذا اللقب، كما رفع الملك فاروق راتب «عبد القادر» من 7.5 قرش إلى 15 قرشا.
هذه الواقعة يذكرها جميع أفراد عائلة أبوخاص الشهيرة بالواحات البحرية، وهى فرع من قبائل عرب الجوازى المنحدرة من شبه الجزيرة العربية، والجوازى فرعان (بيض وحمر) أما البيض فمنهم المصرى والحداد وعجاج بمركز سمالوط، وعفش والهجار فى الفيوم، ومن ينتهى نسبه بلقب (الجازوى) هو أيضا من الجوازى وسموا بذلك نسبة إلى أمهم (جازية).
الفرع الذى بين أيدينا الآن هو فرع أبوخاص، نزح من المنيا إلى «منديشة» بالواحات البحرية، ويبلغ عمر هذا الفرع فى الواحات البحرية مايزيد على 300 عام، وهناك عائلات عادت إلى محافظة المنيا بسبب الفقر والقحط فى الواحات، وفى عام 1900 اختلف جدهم (على المغيوى أبوخاص) مع أخيه بسبب الميراث فترك له منديشة واستقر فى القصر..أسس المغيوى أبوخاص فرعى «أحمد وحمزة»، وللعائلة فرع فى «مندريس» هو فرع الشيخ.
عبدالمحسن عيسى إدريس السيد عيسى السيد أحمد حمزة أبوخاص، 55 سنة، متعهد مياه غازية بالواحات، ثم عضو محلى مركز ثلاث دورات عن الحزب الوطنى يقول: إن «عين البشمو»- وهى عين مياه جوفية من أيام الرومان وتقع بين القصر والباويطى من لا يمتلك فيها يكون وافدا على الواحات، ويتذكر عبدالمحسن أن جدهم الأكبر جاء إلى الواحات قادما من المنيا وهو معين كحاكم عليها فى العصر العثمانى، وأهّله ذلك لكى تكون له مكانة بين أهل الواحات وهو ما أثر بالإيجاب على أسرته وعشيرته حتى بعد مماته، ولم يذكر عبدالمحسن تفاصيل أكثر حول تعيين جده حاكما من قبل العثمانيين.
تعداد عائلة أبوخاص يقترب من 600 فرد فى القصر والباويطى، أما فى «منديشة» فلا يوجد حصر تقريبى للعدد، لاسيما أن فرع منديشة غير متواصل مع أبوخاص فى القصر والباويطى، ونادرا ما يتبادلون الزيارات فى الأفراح وواجبات العزاء، ويرى البعض أن ذلك يمكن أن يكون مرجعه إلى الخلاف القديم بين الجدين الأولين بسبب خلافات الميراث، لكن الأجيال تناست ذلك تدريجيا فيما بعد.
عماد عبدالمنعم أبوخاص، شاب فى الثلاثين من عمره لديه محل تمور ومنتجات الواحات و«بازار» لبيع التحف والمقتنيات التى تشتهر بها الواحات البحرية، اصطحبنا إلى بيت عمه «الأفندى»، أكبر معمر فى الواحات، وهو من مواليد 1908، صار قعيدا يسكن فى بيته الأثرى على الطراز القديم لبيوت الواحات، خشينا عليه من الإرهاق ولم نستطع سوى تصويره أما مهمة الحديث عن العائلة فتولاها نجله العميد السابق بالجيش عبد المحسن عيسى الذى أكد أن والده وعمه عبدالمنعم المولود فى عام 1922 كانا يعشقان الملك فاروق ومعاصريه، وسبب حبهما للملك أنه عندما زار الواحات البحرية أتى بدواليب (تشبه الموتور وتعمل بتروس لرفع المياه من أسفل إلى أعلى) وهو ما ساعد أهالى الواحات على استزراع مساحات أكثر من الأراضى وزيادة محصولهم من الثمار التى تشتهر بها الواحات، وفى فترة زيارة الملك فاروق للواحات قام بتزويج 30 شابا وفتاة حيث أمر بدفع مهورهم، ومن الذين زوجهم الملك ومازال مقيما فى القصر، هو عمدة القصر محمد عبد الحى الذى تزوج من ابنة هانى عمار (أهل الواحات لا يذكرون اسم البنت لأن ذلك يعد فى موروثهم عيبا).
بعد منزل محمد أفندى انتقلنا إلى منزل شقيقه عبدالمنعم المواجه له، وهو رغم كبر سنه وظهره الذى انحنى من ذكريات الزمان، إلا أنه يمتلك ذاكرة قوية، قارب التسعين من عمره وابتسامته لا تفارقه، رغم شدته التى يذكرها أبناؤه دائما، حيث كان فى بيته مثل (سى السيد). تزوج عبدالمنعم عام 1945 من عائلة الميرى ودفع ثلاثة جنيهات مهرا، يقول بصوته الخافت: فرحى استمر سبعة أيام وأهل العروسة ماكنوش بيخسروا حاجة، حتى حطب الخبيز أنا اللى جبته وكان العريس فى الواحات زمان يحمل ركوبة (أى الحمار أو الجمل) من قمح وأرز وعدس ويهديه لأهل العروسة.
عبدالمنعم مازال محتفظا بكراسته منذ كان تلميذا بالمدرسة الأولية، يقول: كانت المدرسة 4 سنوات، فى الفسحة كنت أروح أتغدى وأرجع تانى أكمل الدروس، وكان عندنا أستاذ اسمه «سعداوى» ناظر ومدرس فى نفس الوقت، والمخطئ أو الذى يقصر فى واجباته يتم حرمانه من الذهاب إلى بيته وقت الفسحة، من ذكرياته أيام المدرسة، أن مفتشا ذهب إليهم يوما وكان الأستاذ سعداوى مرعوباً منه، فأراد المفتش اختبار أحد التلاميذ ليعرف كفاءته وبالتالى يقيس جهد المعلم ويقيّمه، فسأل المفتش التلميذ: إيه اللى يتعرف بالعقل؟ فارتجف المدرس لأن التلميذ ظل واقفا يفكر بعض الوقت، فأراد المدرس أن يغشش التلميذ فى غفلة من المفتش وأشار بأحد أصابعه إلى السماء فأجاب التلميذ: السقف ياحضرة المفتش!! ففهم المفتش ما فعله «سعداوى» فقام بنقله إلى الفرافرة، وصارت هذه الواقعة «إفيه» يتداوله التلاميذ بعد ذلك سخرية من زميلهم الذى تسبب فى نقل الناظر.
عبدالمنعم يبتسم وهو يثنى على نفسه قائلا: أنا كنت شاطر جدا، والمفتش مرة سأل التلاميذ كلهم سؤال: ما الفرق بين صلاة الجمعة وصلاة العيد؟، فعجز التلاميذ كلهم عن الإجابة، وأجبته أنا: صلاة الجمعة الخطبة قبلها، أما صلاة العيد فالخطبة بعدها، فأعطانى المفتش (عصاية) وأمرنى بضرب كل التلاميذ 5 عصايات سألناه: وضربتهم؟ فأجاب مبتسما: طبعا أمال انضرب أنا!! سألناه إنت ليه ماكملتش تعليمك؟، أجاب: المدرسة الإلزامية كانت أربع سنين بس، وبعد كده عشان آخد الابتدائية يبقى لازم أسافر لها خارج الواحات، وماكنش عندنا المقدرة للسفر فكنا نقعد فى المدرسة الإلزامية حبا فيها، رغم أننا كنا ناجحين وأنا لم أتعين فى الحكومة لأن كل بيت متعود إنه يتعين منه واحد بس، والتانى يرعى شئون البيت والأرض.
عبدالمنعم يتذكر أن أسرته هى أول من اشترى راديو فى الواحات، وكان يعمل ببطارية يتم شحنها كل ثلاثة شهور، وملحقاً به «إريال» بطول 20 مترا فى الهواء، يستمعون من خلال الراديو لحفلات أم كلثوم والأغانى الأخرى، وكان الناس يجلسون تحت شباك آل عبدالقادر والد عبدالمنعم، لسماع الأغانى حتى الثانية صباحا.
ويتذكر أن «الهجانة» كانوا منتشرين فى الواحات، يخوفون الناس ولا أحد يستطيع الاقتراب منهم إلا عبدالمنعم أبو خاص، فقد كان شجاعا لا يعبأ بهم ولا يهابهم حتى إنهم أحبوه وصاحبوه فكان الوحيد الذى يتمرد ويفعل ما يحلو له دون خوف.
عائلة أبوخاص مثلها مثل باقى عائلات الواحات البحرية تعمل بالزراعة، فهى تزرع المشمش والنخيل والزيتون، وفى العائلة تتعدد أنشطتهم التجارية مثل محال بيع المنتجات الزراعية، بالإضافة إلى الوظائف الحكومية.
يقول عبدالمحسن عيسى أبوخاص: عندما قدم أجدادى إلى الواحات، كانت الزراعة تعتمد على مياه الآبار، لكنها جفت فتحولت الأراضى المزروعة إلى جرداء، لكن الأهالى تعاونوا وحفروا آبارا بديلة، وتوارثنا الأرض لأنه كان معهودا أن الأرض يتم استصلاحها وتشترك مجموعة من الأهالى فى حفر بئر، وهذه البئر يصرح لها من العمدة الذى يوقع عليها هو والمأمور، حيث كانت الواحات تابعة لحرس الحدود ويحكمها مأمور القسم فكان تصريح البئر بمثابة (التقنين) لواضعى اليد.
العائلة كانت تقوم أيضا بتربية الماعز والأبقار والأغنام والجاموس، يقول عبدالمحسن: الجاموس دخل الواحات سنة 1988 عن طريق التلقيح بعدما جلبنا عيونا من دير وادى النطرون ولقحناها بأبقار الواحات وكانت العيون بـ4000 جنيه يدفع الدير نصفها ومنظمة الأغذية الفرنسية تدفع النصف الآخر للفلاحين، وهى المنظمة التى أنهت عملها فى مصر سنة 1992. ويقع بجوار المساكن القديمة للعائلة مسجد الزاوية، الذى انضم مؤخرا إلى هيئة الآثار، حيث مر على إنشائه أكثر من مائة عام، وهو المسجد الذى انشأه جيش الملك السنوسى حين جاء إلى الواحات ويختلف أهل الواحات حول تاريخ إنشاء المسجد. لكنهم يتفقون على أنه كان مكتوب على أحد أعمدته، التى تم طمسها فى التجديدات التى حدثت بعد ذلك.
العميدعبدالله يتذكر موقفا (فكاهيا) سمعه من أبيه، والذى أصبح حكاية متداولة بين أهل الواحات، وهو أن مؤذن مسجد الزاوية نشب بينه وبين زوجته خلاف، مما جعله يحاول أن يصالحها ويبعث إليها بالمقربين، إلا أنها كانت تخيب رجاءه وتردهم، فصعد إلى المئذنة فى صلاة الفجر قائلاً: «الصلاة خير من النوم ياحبيبى»!.
سألناهم عن قصة إنشاء هذا المسجد على أيدى السنوسية، فقال الحاج عبدالمنعم: جاء جيش السنوسى من ليبيا إلى الواحات 1944 بعد أن مر بواحة «جغبوب» بليبيا، ثم إلى الواحات الداخلة ثم إلى سيوة حتى وصل إلينا فى الواحات البحرية بحثا عن الجيش الإنجليزى، ولم يكن معهم طعام كاف وخاف الأهالى فى البداية من السنوسية، وكان قائدهم وقتها هو «أحمد الشريف» إلى حد أنهم كانوا يقومون ببناء زرائب مغلقة على بهائمهم دون نوافذ أو أبواب، بل إن الواحاتية كان إذا نزل أحدهم من على دابته ليسقيها، فإذا خافت من خيالها فى الماء يبادرها الواحاتى «ماتخفيش مافيهاش سنوسى»، وبرغم ذلك أحب أهل الواحات السنوسية وحزنوا على رحيلهم وهروبهم إلى الجبال جنوبا هربا من الإنجليز حتى رجوعهم إلى ليبيا (لذلك، من حب أهل الواحات فى السنوسية ينتشر بينهم اسم السنوسى).
يوجد جبل بالواحات يسمى جبل الإنجليز، وهناك جبل على الجانب الآخر مقابل له تماما، أقام فيه الإنجليز معسكراتهم، بعيدا عن مساكن الواحات وكانوا يتناوبون الورديات على خط مستقيم بين الجبلين.
فإذا وجد قادة الإنجليز أثرا لقدم جندى على غير هذا الخط فيكون إما تائها عن المعسكر أو تعمد الذهاب إلى أهل الواحات فإذا ثبت الأمر الثانى تمت محاكمته حتى لا يحتك بالأهالى مرة أخرى.
أفراد العائلة يرون أن أيام الإنجليز كانت طيبة، فهم لم يعتدوا على أحد من الأهالى بل إنهم أجزلوا العطاء والمنح، وكانت هذه العطايا عبارة عن زيت وسكر ودقيق لأهل الواحات، ويقول الحاج عبد المنعم: «السنوسى أبو طالب» من أهالى الواحات، وقد تشاجر مع أحد الجنود الإنجليز، فحبس فترة، ومقابل ذلك بعثوا لأهله جملا محملا بجميع المؤن حتى الجاز.
ورغم الثناء على الانجليز فإنهم يتذكرون أن جدهم عبدالقادر كان يدخل مسجد الزاوية من إحدى نوافذه ليلا ويصلى فى الظلام مع مجموعة من المصلين حتى لا يراه الإنجليز الذين منعوا الناس من الصلاة بمسجد السنوسية حتى يقطعون أى رباط بين أهل الواحات والسنوسية، غير أن الإنجليز لم يمنعوا المصلين من الصلاة فى أى مسجد أو زاوية أخرى، وكان الأهالى يحذرون عبدالقادر إلا أنه كان يقول: حتى لو شافونى، مش هابطل صلاة عند السنوسى.
بارزون من العائلة د.صالح شريف محمد هنداوى بوحدة «القصر» الطبية. المهندس عبدالرحمن سيد عيسى، وشقيقه المهندس محمد متخصصان فى الهندسة المعمارية فى السعودية. محمود عبدالفتاح طبيب صيدلى. الأستاذ الدكتور عبدالفتاح عيسى، أستاذ علم النفس التعليمى، كلية التربية الرياضية جامعة الأزهر. عميد عبدالله محمد عبدالقادر، ضابط بالقوات الجوية «سابقا». سامى محمد عبدالقادر مدير سابق بالتربية والتعليم. مصطفى محمد عبدالقادرمدير السياحة فى الواحات. عبدالعزيز عبدالمنعم وكيل مدرسة بالواحات. عبدالرحمن عبدالمنعم وكيل مدرسة بمرسى طروح. عماد عبدالمنعم عبد القادرعضو مجلس محلى مركز الواحات. صالح عبدالقادر مدير سابق بالتربية والتعليم. خواص عبدالقادرمهندس زراعى. سيد عيسى مدير سابق بالتربية والتعليم. أحمد إبراهيم عطية نائب رئيس مجلس المدينة. محمد إبراهيم مدير بالتربية والتعليم. عائلة طوبار اسمها مشتق من بحيرة طبرية بالشام.. وعدد أفرادها يتجاوز 40 ألفا.. و70 % من أراضى دمياط كانت ملكها
طُوبار.. العائلة التى تجاهلها التاريخ وحوّلت الحكومة قصر زعيمها إلى «غُرزة»
◄«حسن طوبار» أرهق الفرنسيين وأحبط مخططاتهم وقاد الشعب ضدهم ونشرت صحيفة «كورييه دليجبت» نبأ وفاته عام 1800 ◄الشيخ نصر الدين طوبار درس فى معهد الموسيقى العربية واعتمدته إذاعة القرآن الكريم مقرئا بها
عائلة طوبار بدمياط والمنصورة والمنزلة عائلة عريقة وشهيرة، رغم أن التاريخ الحديث تجاهل رموزها الذين بذلوا أموالهم وأرواحهم وحشدوا الثوار ضد الاحتلال الفرنسى فى فترة الحملة الفرنسية على مصر، ورغم أن منهم البطل الشعبى «حسن طوبار» شيخ مشايخ المنزلة فى ذلك الوقت، وهو لا يقل كفاحا ونضالا عن الزعيم أحمد عرابى.
اسم العائلة جاء من «طبرة» على بحيرة طبرية بالشام، فقد نزحت منها، ونزلت على شاطئ بحيرة المنزلة، فأقاموا بالمنزلة بجوار منزل الشيخ «أبو نصر شهاب الدين شريف» وكان من قضاة الإقليم، ثم تصاهروا مع هذا الشيخ وسكنوا إلى جواره، وبنوا بيتا عرف بالبيت الكبير قبل أن يبنى «شلبى طوبار» القصر المعروف باسمه، وقد اشترت العائلة بعض أملاك الأمير محمد الشوربجى الشهير بمحمد بن حسون، وكانت تُعرف المنزلة باسمه «منزلة حسون».
«حسن طوبار» أحد أهم رموز العائلة، ومبعث شهرتها وفخرها، رغم أنه وفقا لكلام أفراد العائلة لم يأخذ حقه تاريخا ولا تكريما، فحسن طوبار كان زعيما لإقليم المنزلة، وواجه الفرنسيون متاعب كثيرة بسبب هذا الإقليم.. وقد ذكر عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «تاريخ الحركة القومية وتطورات نظام الحكم» بعض مآثر البطل والمقاوم الشعبى «حسن طوبار»، وقال إن ريبو أحد جنرالات الحملة الفرنسية قال فى كتاب له يصف فيه سكان هذه الجهات: «إن مديرية المنصورة التى كانت مسرحا للاضطرابات تتصل ببحيرة المنزلة، وهى بحيرة كبيرة تقع بين دمياط وبيلوز القديمة (الطينة) والجهات المجاورة لهذه البحيرة وكذلك الجزر التى يسكنها قوم أشداء ذوو نخوة ولهم جلد وصبر، وهم أشد بأسا وقوة من سائر المصريين، ثم هم أغنياء بما ينالون من الصيد، ولهم فى البحيرة خمسمائة أو ستمائة مركب (قدر أحد الجنرالات التابعين للحملة الفرنسية، عدد هذه المراكب فى ذلك العصر بالألف)، تجعل لهم السيادة فى البحيرة، ولهؤلاء 40 رئيسا، وكل هؤلاء الرؤساء يتبعون حسن طوبار شيخ المنزلة وهو الزعيم الأكبر لهذه المنطقة».
هناك جوانب أخرى فى حياة حسن طوبار لا يمكن عزلها عن السياق التاريخى والشعبى لمصر، فقد اهتم «نابليون» بإخضاع بلاد البحر الصغير الكائنة بين المنصورة وبحيرة المنزلة وإحكام قبضته على الجهات الموصلة إلى البحيرة، وكان يهدف من جهة إلى إخضاع هذا الإقليم، ومن جهة أخرى إلى تأمين المواصلات بين دمياط والمنصورة والصالحية وبلبيس حتى يطمئن على حدود مصر الشرقية، وقد بعث إلى الجنرال «دوجا» بعدة رسائل تظهر مبلغ اهتمامه بهذا القطاع، ومن ثم قاد الجنرال دوجا حملة عسكرية لإخضاع البحر الصغير ومعاقبة القرى الثائرة فى هذا الإقليم، وعهد إلى الجنرال «دستنج» بمعاقبة بلدتى «محلة دمنة» و«القباب الكبرى» الواقعتين على بحر أشمون إذا جاهر أهلهما بالعصيان والامتناع عن دفع الضرائب والغرامات التى فرضت عليهم، وقد تكرر فى كثير من رسائل وتقارير القواد الفرنسيين فى مديريتى المنصورة ودمياط اسم «حسن طوبار» شيخ المنزلة فى ذلك الحين كزعيم للمحرضين ضد الفرنسيين وخصم عنيد لا يستهان به ومدبر لحركات المقاومة فى هذه الجهات.
يقول الجنرال «أندريوسى» الذى تردد على المنزلة وقدم عنها تقريرا إلى المجمع العلمى بمصر: «إن لسكان هذه الشواطئ أربعين رئيسا يتبعون الشيخ حسن طوبار الذى احتكر الصيد فى البحر لقاء جُعل -أجر- للحكومة، وحسن طوبار من أكبر أغنياء القُطر المصرى، وربما كان أغناهم، وهو من المنزلة، وفى أسرته مشيخة البلد يتوارثونها من أربعة أو خمسة أجيال وله سلطة واسعة تقوم على مكانته فى النفوس وثروته وعصبيته، من ذوى قرباه وأتباعه، وعلى مؤازرة العرب الذين أعطاهم الأراضى ليزرعوها ويغدق على رؤسائهم بالهدايا والتحف».
لا شك أن حسن طوبار كان يحوز اهتمام كل جنرالات الحملة الفرنسية على مصر الذين حاولوا إغراءه وتقريبه لكنه وهب نفسه لوطنه ومقاومة الاحتلال وتعرية أهدافه الاستعمارية الظالمة لدرجة أن هؤلاء الجنرالات كانوا منزعجين من مقاصده، ومن حشده عددا كبيرا من المراكب فى المطرية، وأعطوا تعليماتهم للقادة والجنود بأسره وتحطيم أسطوله، ورغم ذلك لم توفق الحملة الأولى على البحر الصغير فى إتمام مهمتها، وبقى حسن طوبار قويا يثير البلاد ويحشد المصريين للمقاومة، وكان الفرنسيون يحسبون له حسابا كبيرا ويسعون بمختلف الوسائل أن يخضعوه أو يجتذبوه إلى صفوفهم، كما ذكرنا، وقد اتصل به الجنرال «فيال» فى دمياط وأظهر له حسن طوبار استياءه مما بلغه من إحراق الفرنسيين للجمالية، وقال إن هذا العمل سُبّة عليه فى هذه المناطق والجهات لأن أهالى الجمالية يعتبرون أنفسهم فى حمايته، وقد أبلغ حسن طوبار الجنرال «فيال» أن ما أحدثه فى نفسه إحراق الجمالية من همّ يمنعه من مقابلته، وأرسل نابليون من القاهرة بعض الهدايا إلى الجنرال «فيال» ليقدمها باسمه إلى حسن طوبار لاستمالته إليهم، فكتب «فيال» إلى الشيخ حسن يدعوه إلى الحضور لتسلم هذه الهدايا فأبى حذرا من أن تكون هذه الهدايا وسيلة للقبض عليه.
كان حسن طوبار يخادع الفرنسيين، فقد أرسل له الجنرال «داماس» أثناء حملته على البحر الصغير يدعوه إليه، فأبلغ حسن الرسول أنه لا يأبى دفع الضرائب العادية على أن يتركه الفرنسيون حرا ولا يتعرضون له بسوء، وفى الوقت نفسه كان حسن طوبار يستعد للقتال ويرسل عياله وأمواله إلى غزة، ومما زاد الفرنسيين ريبة فى مقاصده أنهم علموا نبأ حركة يقوم بها الأتراك فى عكا بسواحل سوريا، حيث يجمعون هناك السفن بقصد الإغا | |
| | | ماهر محرم Admin
المساهمات : 381 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: تابع عائلات البلد الشهيرة السبت ديسمبر 03, 2011 2:37 pm | |
| عائلة الحلوف ديون تحولوا إلى الحزب الوطنى.. ويفاخرون بأن برقيات «تعزية» تصلهم من رئاسة الجمهورية فى وفاة أقاربهم
الحَلُّوف.. العائلة التى أنشأت أول «طُرمبة» مياه فى المحلة
اللقب يعنى «الخنزير الصغير».. يفخرون به ويصرون على تدوينه فى البطاقات الشخصية ◄المرأة «الحلوفية» تحترف التجارة وعقليتها «تجارية» من الدرجة الأولى
قديما كانت «البلطجة» منتشرة فى مدينة المحلة، مما كان له الأثر فى توتر العلاقات بين كثير من عائلاتها، وعائلة «الحلوف» تحديدا تأثرت بهذه «البلطجة» داخل نطاق العائلة، فقد كانت أسرها مفككة، لا تتواصل داخل المحلة فضلا عن خارجها، منعا للمشاكل ودرءا لما ينتج عن ذلك من تصعيد للخلافات بين أبناء «الحلوف»، لكن هذا التباعد بين أسر «عائلة الحلوف» كسره الأبناء وأصبحوا أكثر تقاربا وحملوا على عاتقهم رسالة «صلة الأرحام» وهم الآن يورثونها لأولادهم وبناتهم.. تداركا لأخطاء الماضى، كما يقول محمد سيد أحمد الحلوف، الشهير بـ«رضا الحلوف» عضو المجلس الشعبى المحلى لمدينة المحلة الكبرى إلى جانب عضويته فى الحزب الوطنى، والذى يصفه جاد عبدالستار نوح، الأمين المساعد لحزب التجمع فى المحلة بممثل صوت المعارضة داخل الحزب الوطنى، مضيفا أنه لا يخشى أحدا فى الحق إلا الله.
يقول أفراد العائلة إن تسميات العائلات قديما كانت ترتبط بأسماء المهن مثل «النجار والحداد»... إلخ، ولكن فى المحلة ارتبط كثير من العائلات بأسماء الحيوانات مثل «الحلوف والبغل والتور.. وغيرها».
رضا الحلوف، حاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة طنطا عام1988، تربى على العمل السياسى، وله أصدقاء من جميع التيارات السياسية (الوفد التجمع الناصرى)، يعشق العمل الخدمى والشعبى وأصدقاؤه رغم أنهم فى المعارضة وهو فى الحزب الوطنى، إلا أنهم يجمعون على أنه يمثل صوت المعارضة داخل الحزب الوطنى، وكل ما يخص الصالح العام، حاول البعض إقصاءه من الحزب، حسب ما قاله لنا بسبب مواقفه ومعارضته بعض توجهات الحزب الذى ينتمى إليه، ويلقبونه بـ«زكريا عزمى» داخل الحزب، لأن «عزمى» هو المعارض داخل الحكومة.
يقول «رضا» عن عائلته: «الحلوف» لها تأثير كبير فى الانتخابات سواء (شعب أو شورى أو حتى محليات على مستوى المحلة).
الحلوف عند المحلاوية مرادف لكلمة الخنزير، وهذا ما أكده رضا الحلوف بنفسه، وهو لا يرى حرجا فى الاسم ولا عائلته التى تتفاخر باسم «الحلوف»، بل ويصر كل أفرادها على كتابته فى البطاقات الشخصية والمحررات الرسمية.
عندما تعبر «الطريق السريع» بالمحلة، وعند عزبة «راضى» تحديدا ستجد مصنعا لتقطيع الحديد، تمتلكه العائلة، ويشرف على إدارته «على سيد أحمد الحلوف»، على يقول إنه اكتشف فرعا لعائلته فى الفيوم، فقد جاءهم منذ عشر سنوات بعض الأشخاص ينتهى اسمهم «بالحلوف» ليتأكدوا هل «حلاليف» المحلة ينتمون إليهم، أم أن ذلك مجرد تشابه فى الأسماء، وعرف «على الحلوف» منهم أن لهم شيخا مشهورا له مقام بالفيوم، لكنه لم يفصح عن اسمه ومكانه، معللاً أنه لا يعرف أكثر من ذلك .
يتفق أفراد العائلة على أن سبب نسبهم «بالحلوف» انحدر عن طريق جدهم «سيد أحمد الحلوف»، ويحكى عنه أنه أمسك يوما «عِرقا» كبيراً من الخشب لمطاردة مجموعة من اللصوص الذين كانوا يتسللون عبر «السكة الحديد القديمة» وضرب أحدهم بعرق الخشب فأصابه إصابة بالغة، فقال الناس (ماحدش يروح عند الراجل اللى زى الحلوف ده!)، وانتشرت هذه التسمية منذ ذلك اليوم إلى الآن.
يتكرر بين أبناء العائلة اسم «سيد أحمد» جدهم الأكبر، والذى كانت له مآثر عديدة، وكان رجلا شجاعا يهابه الناس احتراما وتوقيراً وهو أول من قام بإنشاء «طرمبة» (سبيل مياه للمارة) حوّلها الأبناء بعد ذلك إلى «صنبور مياه» لتتلاءم مع مستجدات الحياة، وسُمى الشارع باسم «حنفية الحلوف» ورغم أنه معروف رسميا باسم شارع الحرية، إلا أن «المحلاوية» إلى الآن لا يطلقون عليه سوى شارع «حنفية الحلوف» أو شارع الحلوف.
يقدر عدد عائلة «الحلوف» فى المحلة بحوالى ألف فرد، أغلبهم يعمل فى تجارة الخردة والمنسوجات والخضر والفاكهة، ويوجد لآل الحلوف فرع آخر فى «ميت يزيد» التابعة لمحافظة الغربية أيضا وهو فرع بسيط لا يتجاوز الـ 50 فردا.
أفراد العائلة فى المحلة عمليون ولا يتبرأون من ماضيهم فأصحاب مصانع تقطيع الحديد يقولون إن أساس ثروتهم هى تجارة الخردة، فهم يعتبرون أنفسهم بسطاء ولا يخجلون من تجارتهم، و يؤمنون بمبدأ واحد «الحلال والحرام»، وأن جميع الأعمال لا تعيب أحدا كما يقول لنا «على الحلوف»، و من العائلة أيضا من يعمل فى تجارة «الخردة والحديد» فى القاهرة.
فرع «الحلوف» فى «ميت يزيد» متواصل مع الفرع الرئيسى بالمحلة فى كل مناسبات العزاء والأفراح، وهم يفخرون أيضا بلقبهم، حتى الأطفال الصغار أعربوا عن سعادتهم بهذا الاسم الذى يدل على شهرتهم، يعلق على سيد الحلوف قائلاً: عندما التحقت بالجيش عام 1995 -حدث خطأ أو عمدا لا أعرف- حذف اسم الحلوف من أوراقى فتمسكت بتثبيته فى نهاية اسمى وهو ما حدث بالفعل.
فرع «سيد أحمد» هو المشهور بتجارة الحديد، ويمتلكون مصنعا لتقطيع الحديد بالكمبيوتر على أحد مداخل المحلة، بالإضافة إلى بعض المحال المخصصة لتسويق منتجات المصنع فى قلب المدينة وبالتحديد شارع الحلوف.
فى أوائل الستينيات كان «سيد أحمد» مؤسس هذا الفرع عاملا بسيطا فى مجال «الخردة» وتطور العمل معه عندما امتلك «شونة» كان يجمع فيها «الخردة» وأصبح تاجراً كبيرا، قبل أن يؤسس أبناؤه المصنع الحالى بعدما كون ثروة من تجارة الخردة.
محمد محمد محمود الحلوف «تاجر خضر وفاكهة» قال إن للعائلة فرعين، فى «سوهاج» وفى «بنى مر» فى أسيوط.
محمد الحلوف تحديداً يتواصل مع فرع العائلة فى الإسماعيلية، بسبب تجارته وتردده الدائم عليهم، يحكى عن والده الذى كان له دور مهم بين العائلة والناس، يقصده الناس لحل مشكلاتهم، وكانوا يطلقون عليه «فتوة الحتة»، سألناه: هل تتذكر لوالدك موقفا يؤكد شهامته وفتوته؟ قال: عاد عمى يوما إلى البيت باكيا، فسأله والدى عن السبب، فقال إن ضابط الشرطة صفعه على وجهه بدون ذنب وأن السبب هو جرأة عمى ورده على الضابط فى أحد المواقف، لكن أبى وبخ عمى، وقال له كيف يضربك وأنت شقيق «محمود الحلوف» فخرج والدى إلى الضابط وصفعه على وجهه، وحدثت مشكلة كبيرة وقتها لم تسفر عن شىء لأن أبى كان محبوبا، ويحترمونه فى قسم الشرطة.
أثناء تواجدنا مع محمد الحلوف اتصل هاتفياً بأحد فروع العائلة بالإسماعيلية وقال إن نسبه ينتهى بالحلوف، وأراد إشراكه فى الحديث عن العائلة تليفونيا، حدثناه فأكد أنه بصدد زيارة أقاربه فى المحلة وعاهدنا على التواصل معهم ومع كل أفراد «الحلوف» فى المحافظات المختلفة، حيث يشعر بالعزوة عندما يحكى لأولاده عن أقاربهم المنتشرين فى المحلة والقاهرة والفيوم وبورسعيد.
العائلة فى مجملها متوسطة الحال، وبها 52% على الأقل يمكن تصنيفهم ضمن الطبقة المتوسطة، والباقى ميسور الحال، وترتبط العائلة بصلات مصاهرة ونسب مع عائلات (العمرى سركيس -البدوى -الشامى-البشبيشى -ترّه -عُدية)، كما يكثر الزواج بين أبناء العائلة، وهناك أمر غريب حكاه لنا أبناء العائلة الذين قابلناهم وهو أن أفرادها غير معمرين، فأكبرهم سنا توفى عن 68عاما، وبهذه المعلومة أكد لنا «رضا الحلوف» أن تاريخ العائلة فى كثير من جوانبه غير معروف لهم.
أحد محال «الملابس والمفروشات» فى الشارع الذى يحمل اسم العائلة، تديره « نبوية فرج الحلوف «وشهرتها «صباح» وهى متزوجة من «محروس سركيس»، تقول: نحن بنات الحلوف لا نستحى من العمل ونقف بجوار أزواجنا لأننا نؤمن بالمشاركة (الست فى عائلة الحلوف بميت راجل) .
السيدة نبوية لديها ثلاث بنات وثلاثة أولاد، قالت إن متوسط سن الزواج فى العائلة من 20 إلى 28 سنة، وإن نسبة التعليم لديهم عالية والحاصلون على مؤهلات عليا فى العائلة عددهم قليل، ومعظم سيدات العائلة متعلمات وغير متعلمات يعملن فى تجارة أزواجهن أو يُقمن تجارة خاصة بهن.
«نبوية» تمتلك عقلية تجارية من الدرجة الأولى، وفى أثناء حديثنا معها كانت تشكو الغلاء وارتفاع الأسعار وتقلص عدد الزبائن بشكل ملحوظ لأن غالبية زبائنها من الريف -كما تقول. آل الحلوف تاريخهم السياسى بدأ بالانضمام إلى حزب الوفد، لكن أغلب الجيل الحالى ينتمى إلى الحزب الوطنى.
تمثل الأسماء المركبة مشكلة كبيرة لدى العائلة حيث ينتشر بين أبنائها اسم (سيد أحمد) بشكل ملحوظ وهو مكرر فى الأب والجد، لكنهم اعتادوا على حذف اسم، مقابل تثبيت لقب «الحلوف».
من الحكايات التى رواها لنا «رضا الحلوف» عن والده، أنه كان قديما من الممنوع نقل الحيوانات داخل السيارات، وذات مرة استقل أحد معارف والده سيارته الخاصة حاملا معه «حلوف صغير» -خنزيرــ فى شنطة السيارة، فاستوقفهما ضابط المرور، لكن والده تدخل وأخرج بطاقته للضابط وهو يقول مازحا: «دا من عيلتى» فضحك الضابط وتركهما (!) موقف آخر حدث مع والد رضا أثناء تأدية مناسك الحج، فقد كان بصحبة رفاق من عائلات (البغل والطور والشّب)، وحاولوا أن يمزحوا مع بعضهم فى مطار جدة، فأبلغوا استعلامات المطار بأن محمد الطور فقد زميله سيد أحمد الحلوف ومن يجده يتصل بالبغل أو الشّب!! أنشأ آل الحلوف قديما مسجدا بجوار «مصنع الحديد» يقيمون فيه «موائد الرحمن» طوال شهر رمضان المبارك من كل عام، ويأتى إليهم فى مسجدهم القارئ الطبيب «صلاح الجمل» ليلتى 26 و 27من رمضان، ليؤم المصلين بصوته العذب حتى صلاة الفجر، وقد أحضروا «صلاح الجمل» ليتلو آيات القرآن فى عزاء الحاج سيد أحمد الحلوف عام 1999وصار صديقا شخصيا لأبناء سيد أحمد الحلوف، و«الجمل» حضر3 مرات متتالية على مدار ثلاث سنوات، وفى السنة الرابعة لم يأت ليصلى ليلتى 26و27 من رمضان فى مسجد آل الحلوف، بسبب دعوة أحد أعضاء مجلس الشعب ببورسعيد له لإحياء ليلة القدر هناك، خلافا لوعده معهم، ووفقا لكلام «رضا الحلوف» فإن «الجمل» اتصل به عقب إحيائه ليلة القدر فى بورسعيد، وقال إنه لن يحيى هذه الليلة بعد ذلك إلا فى المحلة لدى آل الحلوف لأن (صوته انحبس) فى الدعاء وشعر بذنب نقض العهد مع آل الحلوف.
فى وفاة «فوقية درويش» والدة رضا وعلى الحلوف جاءتهما برقيات تعزية من رئاسة الجمهورية باسم الرئيس محمد حسنى مبارك والدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب وحضر أيضا مندوب من رئاسة الجمهورية والداعية خالد الجندى وعمرو خالد والقارئ أحمد نعينع, لأن رضا كان مسئول الحملة الانتخابية للرئيس مبارك فى المحلة عام 2005.
لمعلوماتك... من العائلة.. ◄ الدكتور محمود حسن الحلوف جراح بالإسكندرية ◄المهندس عبدالرحمن محمد الحلو ف بالأكاديمية البحرية ◄المهندس حسن عبدالرحمن الحلوف كبير مهندسى مرور الغربية ◄ رضا سيد الحلوف رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للحديد والصلب بالغربية ورئيس مجلس إدارة شركة الحلوف التجارية وعضو مجلس محلى المحلة.
برقية الرئيس .. فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كان «رضا الحلوف» مسئول الحملة الدعائية للرئيس مبارك، وبذل مجهودا كبيرا خلال تلك الانتخابات، ويوم وفاة والدته فوجئ ببرقيتين، واحدة باسم رئيس الجمهورية والأخرى باسم رئيس مجلس الشعب الدكتور أحمد فتحى سرور. عائلة الزعيرى دوارهم كان قبلة للغرباء وتكية لمشايخ الطرق الصوفية طوال العام.. ويرجع انتسابهم لقبائل «أولاد على» فى الصحراء الغربية
عائلة الزعيرى ..عارضت عبد الناصر وصادقت السادات وعالجت مبارك وقاد جدهم ثورة 19 فى «بنى سويف» بجذوع الأشجار والحجارة
اعترض محمد الزعيرى على «الميثاق» الناصرى.. وتم عزله مع 23 نائبا برلمانيا بعد نكسة 67 ◄زاروا السادات وكان منشغلا فى اجتماع مع سيد مرعى فقال له: «بعد إذنك أقابل نصى الحلو»
«محمد شحاتة الزعيرى» رجل أمى فى وقت كانت الأمية فيه هى الشهادة المعترف بها رسميا فى مصر، شكّل مع صديقه على إبراهيم ميهوب مجموعة سرية من أهالى بنى سويف، وبعد أن أتما تشكيلها قاما بمظاهرة كبيرة طافت مدينة بنى سويف، وفى يوم فى 15 مارس 1919 وصلت هذه المظاهرة إلى بيت الأمة بشارع «الخضار» ثم أغارت على الشركات والمصالح الحكومية التابعة للانجليز، فحطمها الثائرون وطردوا منها الموظفين، وما إن وصلوا إلى ميدان المديرية حتى تحصن جنود الاحتلال فى ثلاثة منازل، وبدأوا فى إطلاق النار على المتظاهرين بعدما علموا أنهم يريدون الحاكم الإنجليزى، وأصيب محمد شحاتة الزعيرى على يد تاجر من أعوان الانجليز اسمه نصرى حبيب، وفارق الحياة، فقاد صديقه محمد إبراهيم ميهوب المظاهرة، فمات أيضا فى «الشارع الرياضى» بعد أن قادا مظاهرة لا يقل عددها عن 500 شخص يحملون البنادق وجذوع الأشجار والحجارة، ومنذ ذلك الحين تحتفل محافظة بنى سويف بهذا اليوم وتعتبره عيدا قوميا.
هذه الحكاية رواها أحد أفراد عائلة الزعيرى مفتخرا بجده الأكبر الذى حارب الإنجليز بجذوع الشجر، واقفا أمام بنادقهم ومدافعهم بشجاعة لا يخاف من الموت، ولا يتهيب من الإصابة أو الاعتقال.
اسم العائلة يعود إلى المكان الذى انحدروا منه فى شبه الجزيرة العربية من منطقة تسمى «الزعيرات» ومن هذه المنطقة انتقلوا إلى مصر، متمركزين فى سوهاج ومنها تفرعت عائلات الزعيرى فى المنيا، أسوان، الإسكندرية، مطروح، الشرقية، وانتقل محمد الزعيرى إلى بنى سويف واستوطن قرية «تزمنت» وأسس فيها عائلته. لكن هناك ما يرجح انتساب هذه العائلة إلى «الزعيرات» الموجودين فى محافظة مطروح والذين ينتمون إلى قبائل أولاد على من «بنى سليم» وهم إخوان «الصناقرة والعزايم والمغاورة والأفراد» وأبرزهم عوض الزعيرى رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة «صوت مطروح» الإقليمية.
لمحمد الزعيرى من الأبناء «شحاتة محمد إبراهيم مصطفى سالم باهى» وتزعم شحاتة إخوته فامتلكوا مئات الأفدنة من أراضى أوقاف الخاصة الملكية فى منطقة «أنشاط عسكر» على سبيل الإيجار، وكان شحاتة وجه العائلة فى مجلس الإقليم والمجالس العرفية وامتلك الحى الذى تقع فيه منازل العائلة بتزمنت، وفى وسط هذا الحى أنشأ «مندرة» كانت ملتقى القوافل من الصعيد إلى الوجه البحرى والعكس، كما كانت مقصدا لشيوخ الطرق الصوفية ومريديها وكانت مزودة بأماكن «البيات» وفيها كانوا يقدمون الطعام والشراب على مدار الساعة يوميا ساهرين ليلا تحت النخيل.
والمدهش أن يكون لشحاتة الزعيرى ولدان بنفس الاسم محمد شحاتة وكان الناس يفرقون بينهما بمحمد الأصغر والأكبر، وهذا الأكبر هو قائد ثورة 19 فى بنى سويف، أما الأصغر فبعثه أبوه إلى مدرسة السعدية لتلقى تعليمه هناك، إلا أن محمد رجع بعد وفاة والده إلى بنى سويف دون أن يكمل دراسته فى كلية طب الفم والأسنان، ليقود أسرته من بعد والده وهو ابن 19 عاما. اختلط محمد بمجتمع «بنى سويف» فكان يتلقى الدعوة لمجالس الحل والعقد والمشاكل العرفية ولا تزال ذكراه حاضرة عند أهالى بنى سويف بالخير.
دخل محمد الأصغر مجلس الأمة فى عام 1964 عن مقعد الفلاحين، بجانب محمد محمد البدوى أحد الضباط الأحرار من بنى سويف عن الفئات، وكان هذا هو ثانى مجلس بعد الثورة، وفى مجلس الأمة طالب الأصغر بأن يكون لبنى سويف كوبرى يربطها بشرق النيل، وأن يكون لها مستشفى لتصبح نواة لكلية طب بنى سويف وهو الطلب الذى تحقق فى الثمانينيات.
وعارض محمد الأصغر تسرع وزارة الزراعة فى تطبيق الدورة الزراعية وحرث الأرض وهى لاتزال محتفظة بمحصولها، وذلك فى عهد وزير الزراعة عبدالمحسن أبوالنور الذى كان محافظا سابقا لبنى سويف، فلم تسمع المحافظة لرأيه مما أوقع خسارة كبيرة على الفلاحين، واعترف أبوالنور بعدها بخطئه أمام الناس، كما عارض محمد الزعيرى فى المجلس كتاب «الميثاق» للزعيم جمال عبدالناصر وكان الاعتراض على غموض مفاهيمه على المجتمع المصرى كما كانت له ملاحظات على تطبيقات قانون تنظيم الأسرة وكان محمد الزعيرى ضمن 23 نائباً فى مجلس الأمة تم عزلهم سياسيا قبل انقضاء المدة وكان منهم علوى حافظ نائب الدرب الأحمر وأبوالفضل الجيزاوى، تم حل مجلس الأمة بأكمله وذلك بعد نكسة 67، وقد أطلق المحافظ السابق لبنى سويف أحمد زكى عابدين اسم محمد الزعيرى على أهم شوارع المدينة تخليدا لذكراه.
من أولاد شحاتة الزعيرى اللواء صالح شحاتة، كان من قيادات الشرطة وعمل مأموراً لقضاء المنيا فتعرف هناك على عبدالحكيم عامر ابن المنيا، ورشحه عبد الحكيم بعدها محافظا للقاهرة، إلا أن عبد الناصر اختار بديلاً له بعد سفر عبدالحكيم إلى بلغاريا فى إحدى المأموريات، وكان ضمن 11 مؤسسا لنادى الشرطة، فرشحته القيادات الأمنية لمجلس إدارة النادى رغم عزوفه عن المنصب، تعبيرا عن حبهم له.
صداقات متينة ربطت العائلة مع كثير من رموز المجتمع، فالرئيس السادات كان يقابلهم فى منزله بميت أبوالكوم، وفى إحدى زيارات العائلة إليه كان منشغلا فى اجتماع مع سيد مرعى رئيس مجلس الشعب، فقال له «بعد إذنك أقابل نصى الحلو»، وكان السادات فى إحدى صوره مع العائلة يلبس »شبشب« وقبل أن يعترض على التصوير بهذا الشكل وقف أبناء العائلة أمامه حتى لا يظهر »شبشبه« فى الصورة فقال: «شوفوا أولادى بيداروا على إزاى؟».
ولم يكن السادات وحده صاحب العلاقة الطيبة مع العائلة، وإنما امتدت إلى زوجته السيدة جيهان وفى إحدى المرات تخلف الزعيرى عن مؤتمر المحافظة بسبب مرضه، فزارته «جيهان السادات» فى بيته لما يجمع بينهما من مودة واحترام.
علاقة محمد شحاتة الزعيرى بيوسف صديق ابن قرية المصلوب وقائد ثان مدافع الماكينة ومنقذ ثورة يوليو 52، بدأت حينما زار «الزعيرى» «صديق» فرآه واقفا فى طابور طويل بين الأهالى ليدلى بصوته فى الانتخابات، بعد إلغاء قرار تحديد الإقامة عن الصديق، فتعارفا ونشأت بينهما صداقة طويلة وتبادل للزيارات مما عمق الصلة بين العائلتين.
وتربط اللواء طبيب كمال الزعيرى علاقة طيبة بالرئيس حسنى مبارك منذ كان الرئيس قائداً لقاعدة بنى سويف الجوية وكان هو مديراً لمستشفى القوات الجوية، فكان يعالجه كما أجرى عملية فى الأنف لأحد أبناء الرئيس، والآن يرقد اللواء كمال فى هذا المستشفى فى غرفة العناية المركزة.
كذلك كان الأنبا إثناسيوس عضو المجمع الكنسى من زوار وأصدقاء العائلة، وعلاقته بهم قوية كما تربط العائلة علاقات وطيدة أيضا بجميع الإخوة المسيحيين حتى إن أحد جيرانهم اسمه نصيف إسرائيل يطلقون عليه «نصيف الزعيرى» ولا يزال أهالى بنى سويف يتذكرون مواقف «صلاح الزعيرى» رئيس مجلس المحافظة لمواقفه الشجاعة معهم والتى كانت ضد قرارات المحافظ ولم يحزن الأهالى على أحد كما حزنوا على المرحوم صلاح.
رفض «الزعايرة» «العمدية» خوفا على العلاقة الطيبة التى تربطهم بالناس، بعد أن منحت لجودة الزعيرى فى 1940، اعتقاداً منهم أنها «سلطة» ليسوا هم فى حاجة لها، والناس تكره السلطة، لذا ابتعد أفراد العائلة عنها، ومنذ سنوات بعيدة فضلت عائلة الزعيرى ألا تعرف بين الناس بالغنى أو السلطة رافعين من قيمة التعليم والثقافة على أية قيمة أخرى، كما عرف عنهم أنهم يصرون على تعليم المرأة، حتى إن قرية «تزمنت» عرفت منذ الستينيات بالأقل أمية على مستوى الجمهورية.
حاليا تفكر قيادات العائلة فى إنشاء جمعية تضم جميع أفرعها فى المحافظات المختلفة، وهى الفكرة التى بذل فيها العميد جمال عبد الناصر الزعيرى مجهوداً كبيراً بحكم وظيفته وقام بجمع معظم أرقام تليفونات أبناء وقيادات عائلات الزعيرى من مختلف المحافظات تمهيدا لإعلان الجمعية.
تزمنت الشرقية قرية فرعونية فى بنى سويف تضم العديد من العائلات العريقة حتى أن لكل عائلة فى القرية دوارا أو ديوانا، والقرية تخلو تماماً من أى نسبة للأمية، ومن المعروف عن عائلاتها التماسك فيما بينهم. وقد أنجبت تزمنت العديد من الشخصيات العامة منهم الممثل حسن عابدين، وأحمد زكى عابدين محافظ كفر الشيخ.
من رموز العائلة: - محمد الزعيرى قائد ثورة 19 فى بنى سويف - محمد شحاتة الزعيرى عضو مجلس الأمة - اللواء صالح الزعيرى من مؤسسى نادى الشرطة - على الزعيرى وكيل وزارة الزراعة سابقاً - محمد صلاح الزعيرى مدير مديرية الشباب والرياضة - محمد على محمد الزعيرى مدير بنك الائتمان الزراعى ببنى سويف - على شحاتة الزعيرى مدير الشئون القانونية جامعة عين شمس - محمود الزعيرى مؤسسة البابطين - أحمد الزعيرى الأمانة العامة بمجلس الشعب - عبد الرءوف الزعيرى محاسب بنك التنمية والادخار بالكويت - عبد المنعم الزعيرى الشهر العقارى ببنى سويف - وليد سليمان الزعيرى لاعب كرة قدم بنادى بتروجت - عماد سليمان الزعيرى لاعب كرة قدم فى الألومنيوم
.. ومن نسائها - زينب الزعيرى من أوائل المتعلمات الجامعيات فى الستينيات - د. خديجة الزعيرى صيدلانية - د. صفية الزعيرى أستاذة بكلية طب قصر العينى - د. سامية كامل الزعيرى رئيس اللجنة الطبية ببنى سويف - المهندسة عائشة الزعيرى - ليلى كامل الزعيرى مدير إدارة بالتربية والتعليم - صفية كامل الزعيرى مدير عام التأمينات - منال صالح الزعيرى من قيادات المرأة بالحزب الوطنى الديمقراطى
لمعلوماتك... ◄1930 العام الذى تبرعت فيه العائلة بأرض لإنشاء الجمعية الشرعية عائلة ال حزين اغا
«آل حزيّن أغا».. العائلة التى «خبأت» السادات وزارها فاروق ونجيب
ينتمون إلى قبيلة «الجميلية» وجاءوا إلى مصر من المغرب وجدتهم من أصول تركية ◄ يتواجدون فى قنا وأسيوط والبحيرة ولهم «ديوان» ملحق به مسجد فى «إسنا»
عائلة حزين هى التى خبأت السادات عندما كان هاربًا على خلفية اغتيال أمين عثمان وزير المالية فى الأربعينيات، وربما كان هذا هو السبب فى أن العائلة مغرمة بالسادات، ومع ذلك فمنهم ناصريون ووفديون وحزب وطنى، إنها عائلة سياسية كان منها وزير وأعضاء برلمان وحرص على زيارتهم رؤساء وملوك منهم الملك فاروق ومن بعده الرئيسان محمد نجيب وأنورالسادات.
آل «حزّين» فرع من قبيلة تسمى «الجميلية»، وهو فرع وافد على مصر من المغرب العربى مع الفتوحات الإسلامية، ويتمركز آل حزين فى جنوب قنا وتحديداً فى مركز إسنا، وللعائلة كذلك أفرع فى محافظتى البحيرة وأسيوط، فى البحيرة تتمركز فى مدينة دمنهور، وفى أسيوط تتمركز فى المدينة، ومعروف لدى العائلة أن فرع أسيوط كان منه الدكتور «سليمان حزين» - وزير الثقافة الأسبق، وآل حزين طيبون ويتميزون بالتواضع، ويعتبرون أنفسهم من العائلات متوسطة الحال، وهم حريصون على تأكيد هذا المعنى، ورغم أن قوانين الإصلاح الزراعى أخذت منهم 7300 فدان، لم يعتدوا على أرض الدولة بوضع اليد، حسب قول النائب السابق «مرتضى حزين»، واكتفوا بما تبقى لهم ثلاثمائة فدان مزروعة بالقصب، وغيره من المحاصيل.
السادات فى الديوان لكل بيت فى عائلة «حزين» ديوان خاص به، فضلاً عن الديوان الأساسى الموجود فى وسط مدينة «إسنا»، وهو ديوان عتيق يعلوه مسكن النائب مرتضى، وملحق به مسجد باسم آل «حزين»، وهو الديوان الذى يستقبل الضيوف، والمجالس العرفية، وواجبات العزاء، وبناه الحاج حسن حزين منذ 149 عاماً أو يزيد، والديوان الأساسى لآل «حزين» تقام فيه مراسم العزاء بما لا يقل عن حالتين شهرياً، وبحسب كبار العائلة فإن العزاء فى الماضى كان يستمر لمدة تصل 40 يوماً،إلا أن الظروف التى طرأت على المكان، والزمان، وإيقاع الحياة السريع جعل أيام الحداد تتناقص إلى 3 أيام.
وتكمن أهمية «الديوان» التاريخية، فى أنه شاهد كثيرا من الأحداث الهامة، فقد وطأته أقدام الملك فاروق، والرئيس الراحل أنور السادات، ومصطفى النحاس باشا زعيم حزب الوفد بعد سعد زغلول، وفؤاد سراج الدين باشا، وسيد مرعى - وكان قدوم الرئيس السادات إليه ليس لزيارة مدينة «إسنا» التى كانت مديرية، ونقلت إلى قنا، ومعها تحولت إلى مركز، قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية - وإنما للاختباء على خلفية اتهامه بمقتل أمين عثمان - وزير المالية الوفدى، فى الأربعينيات من القرن الماضى للاشتباه فى تعاونه مع الإنجليز، ومكث السادات شهراً كاملاً فى الديوان، ثم استكمل اختباءه فى قنا.
كما زار الديوان فريق «قطار الرحمة» الشهير بعد ثورة يوليو 1952، وكان يضم كلاً من الفنانتين «شادية، وفاتن حمامة، وآخرين»، واستراحوا فيه ثم أكمل القطار رحلته إلى «إسنا» للتضامن مع أهلها بعد أن أدت السيول آنذاك إلى انهيار بيوت ومنازل المواطنين فيها، وكانت هناك ليالى سمر وغناء للخروج بالأهالى من هذه المحنة، والكارثة الكبرى. ولم يكن اختيار الرئيس «السادات» لديوان آل حزين للاختباء، وليد المصادفة، بل كان بسبب صداقة قوية كانت تربط بينه وبين المرحوم حسن بدوى حزين »مزارع«، وهو والد «عبدالمنصف حزين»، الذى شغل مناصب متعددة حيث كان محافظاً لـ«قنا»، والمنوفية، وعضو مجلس الشعب، والنواب، ونقيب الاجتماعيين آنذاك وحتى سنوات قليلة مضت، ولأن «السادات» كان ذكياً، ويعرف قواعد وأصول العائلات، كان اختياره لآل «حزين» موفقاً لأنه يعلم أنهم وطنيون.
ومن السياسيين الذين زاروا ديوان آل حزين «محمد نجيب» - أول رئيس للجمهورية بعد قيام ثورة يوليو 1952 أثناء افتتاح مستشفى الصدر بإسنا، وحافظ بدوى - رئيس مجلس الشعب فى عهد السادات- كما زاره سيد مرعى السياسى البارز فى عهد عبدالناصر ووزير الزراعة الأسبق ورئيس مجلس الشعب فى عهد السادات حيث كان مرعى وهو طالب زميلاً للطاهر حزين، كما زار سيد مرعى الديون أيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، وكان معه وزيران من الوزارة المركزية.
نسبة التعليم لدى «آل حزّين» عالية، ويعتبر الطاهر حزين - خريج كلية الزراعة - عام 1930 من أوائل الذين تخرجوا فى الجامعة من العائلة، وكان فى المدرسة السعيدية، كما أن هناك أحد أفراد العائلة - لم يتذكر أحد اسمه- خريج حقوق عام 1924. وهنا تكمن معلومة مهمة، حيث إن أغلب خريجى المدارس الثانوية، والجامعات، أكملوا تعليمهم فى القاهرة حيث كانت المدرسة الوحيدة فى إسنا «ابتدائية» فقط، واليوم صارت «ثانوية»، ويتفق أقطاب «آل حزين» على أن التعليم فى الوقت الحالى ليس كما هو فى السابق، حيث فسد منذ أصبح كل معلم من نفس بلده، وفى السابق كان المعلمون يفدون إلى «إسنا» من محافظات الوجه البحرى والقاهرة، فكان التعليم أكثر صرامة وفائدة، لأن أبناء المحافظة الواحدة، والمكان الواحد أغراضهم المادية تطغى على صالح العملية التعليمية.
وفى حين يتفاخر أولياء الأمور لدى «آل حزين» بتعليم أبنائهم، وإلحاقهم بأفضل الجامعات المصرية، يفخر كذلك الحاج «عبدالرؤوف حزين» أن الله تعالى قد رزقه بابنه الصغير، ليكون فى خدمة الديوان، ويظل مفتوحاً على يديه بعد أن انشغل عنه أهله، كما يؤكد أن نجله «عاشق الديوان» حافظ للقرآن الكريم، وتقى يحافظ على الصلوات الخمس ولديه ذاكرة قوية جداً، ويعرف جميع رواد الديوان «وكل الناس بتحبه»، وقديماً كانت الفتاة تذهب إلى المدرسة إلى أن «تفك الخط» حسب وصفهم، ولكن اليوم الوضع تطور، والنظرة للتعليم مختلفة، ولدى «آل حزين» الكثير من الطبيبات، والصيدلانيات، والمحاسبات فى جميع التخصصات، كما أن انتشار الكليات بقنا وأسوان أجبر العائلة على تعليم الفتيات إلى المراحل النهائية.
كلمة العمدة .. أهم لا تختلف العادات والتقاليد لدى «آل حزين» عن مثيلاتها فى الوجه القبلى عموماً، والقبائل العربية والبدوية بصفة خاصة، فتوقير الكبير والرفق بالصغير أمر أساسى، ولابد من احترام كلمة العمدة، أو الرجل الكبير فى العائلة. المشهد اللافت للنظر أيضاً هو أن الكبير مادام واقفاً فلا أحد يستطيع الجلوس من الحاضرين، إلا بعد أن يجلس هو، وهى العادة التى يفخر بها «آل حزين» مؤكدين أنها اندثرت من دساتير العائلات الأخرى.
يرتبط «آل حزين» بعلاقات صداقة ومصاهرة، ونسب مع جميع العائلات الأخرى الموجودة داخل إسنا وما حولها. وأعرب الحاج عبدالرؤوف حزين، عن أسفه من تناقص المحبة والمودة بين الناس، مضيفاً: «زمان كنا بنعمل سهرات رمضان فى الديوان بحضور كبار المشايخ: محمد صديق المنشاوى، وعبدالباسط عبدالصمد»، وساعتها ماكنتش تلاقى مكان واحد فاضى»، ومن قراء الديوان أيضاً كان هناك قارئ يدعى «قدرى حماد»، وكان صديقاً لآل حزين، وكذلك الشيخ محمد سليم من قرية «أصفون»، وتخرج على يديه جميع المقرئين المشهورين فى قنا، كما أن مركز إسنا مشهور بحب أهله للقرآن، وقرائه وحافظيه. أيضاً من عادات آل حزين القديمة التى اندثرت فيما بعد، أن عريس البنت يتم اختياره من أبناء عمومتها، ويسمى فى سن 10 سنوات، ويكون زواجاً بالاتفاق بين الأسرتين، فإذا ما بلغ الاثنان سن الزواج تزوجا.
يختلف اتجاه العائلة السياسى من بيت إلى بيت، ومن فرد لفرد داخل الأسرة الواحدة، فالبعض وفدى، وآخر ناصرى، وأغلبهم «ساداتى»، ويتضح ذلك من خلال ترحم آل حزين على أيام السادات، فهم يقولون: إن إنجازات السادات وأفكاره تجبرك على احترامه، ويتذكرون له مشهداً يدل على تواضعه، حيث كان السادات يجتمع ببعض النواب فى كل عام فى «القناطر»، وفى مرة وجدوه يركب «موتوسيكل» وخلفه بنت من الفلاحين ترتدى إيشارب فلاحى، وأمامه ولد صغير من الفلاحين أيضاً. ويتفق أغلبهم أن عهد عبدالناصر كان «الأسوأ»، حيث الكلام فى السياسة ممنوع، حتى إن ثقافة الناس فى ذلك العهد كانت تعتقد أنهم مراقبون حتى فى غرف نومهم.
النائب مرتضى حزين يقول إن الديوان فى عهد عبدالناصر كانت تدخله «حمامة» ولها عش خاص بها، والناس كانت تتحدث فى شتى مناحى الحياة داخل الديوان، فإذا ما دخلت هذه الحمامة سكت الجميع خوفاً من أن تكون رسولاً لعبدالناصر وتبلغه بما يحدث.
النائب مرتضى حزين يستطرد: يوم وفاة «عبدالناصر» كتب أعضاء الاتحاد الاشتراكى لافتة «بالدم» وأخرجوا جميع الأهالى للبكاء، وأعطوا كل فرد كيلو من الدقيق، وأجبروا الأهالى على البكاء، والذى لم يخرج، ولم يبك حرموه من هذا الدقيق، وأنا كنت فى ذلك اليوم موجوداً بالقاهرة، وخرجت الندابات للبكاء، والنحيب مقابل حصولهن على نقود ومكافآت.
إلهامى.. الناصرى إلهامى سعد عمر حزين يرفض هذا الكلام يتدخل مدافعاً عن عبدالناصر والناصريين قائلاً: لو سألت فى أمن الدولة يقولولك إلهامى «ناصرى»، وأنا كنت مدرساً فى المدرسة الثانوية الصناعية فى إسنا فى عهد «السادات»، وكنت مسئولاً عن طابور الصباح، وكان من عاداتى أن أجعل الطلاب يبدأون فى الإذاعة بقراءة القرآن الكريم ثم يقولون المادة الشهيرة التى قالها عبدالناصر: «تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس.. إلخ»، وكانت حولنا كتائب للجيش.
وفى يوم فوجئنا بلواء شرطة ممسكاً باسطوانة «البيك آب»، ملقياً بها على الأرض فى عرض الطابور أمام »1800« طالب فى ذلك الوقت، وعارضته قائلاً: «حاسب دى عهدة بـ260 قرشا وفيها بسم الله، وفيها مادة 1 تؤمم» التى قالها الزعيم، وأنت أفسدت حاجتين الأولى: إنك نهيت ذكرى زعيم، وهو راجل عمل تغيير فى عهده، والثانى الـ 260 قرشاً، وفى عام 1984 عندما ترشح طاهر حزين فى انتخابات مجلس الشعب سألوه فى أمن الدولة: «فيه فى العائلة واحد ناصرى» كانوا يقصدوننى! لكن بالرغم من أن إلهامى ناصرى، إلا أنه يرى أن عبدالناصر هو مسئول عن إلحاق الضرر بالصعيد، لأنه يرى أن عبدالناصر قام بتمليك الأراضى لـ«المافيا»، والتى باعت «الملك» فيما بعد وفاة عبدالناصر، هو حقاً كان زعيماً لكن همه الوحيد كان القضاء على الإقطاع الأجنبى، ولم يلتفت إلى الإقطاع الوطنى، وعمل دولة المؤسسات التى سرقت البلد الآن.
بيت الأولياء آل حزين بطبيعتهم يحبون التصوف، وأولياء الله الصالحين مثل أبى العباس الدندراوى، وأحمد رضوان، ويسمى بيت آل حزين «بيت الأولياء». يحكى إلهامى حزين حادثة وقعت قديماً حيث كان هناك رجل إقطاعى يسمى البرنس يوسف، يمتلك إقطاعية نجع حمادى كلها، وكان هناك رجل صالح اسمه محمد الشرقاوى، ابن الشيخ أبوالوفا الشرقاوى، وكان مقاوماً للظلم والفساد فأراد البرنس الكيد له، وكان للشيخ محمد أبوالوفا خلوة فى دير بالجبل، أما «البرنس» فحرض أتباعه على قتله، وهو خارج من الخلوة، وأن يضربوه ويرموه فى الجبل، قائلاً «واحد يبحّر وواحد يقّبل«، وعندما ذهبوا لقتله وجدوا السيد أبوالوفا الشرقاوى جالساً، ومعه سبعون رجلاً، وواضعاً يده عليهم فى ذات الوقت ذهب البرنس بسيارته الفاخرة إلى الجبل ليتلذذ بمقتل الشيخ محمد أبوالوفا، لكنه رأى مشهداً آخر، مما جعله يهب له بيته الواقع على ساحل النيل فى أولاد نجم القبلية، وهى استراحة كاملة، وصار البرنس من أتباع الشيخ محمد، وأصلح جميع شئونه، ولدى آل حزين فى المآتم والأربعين، أو بعد مرور 15 يوماً عادة وهى أنه بعد الوفاة يقام مجلس ذكر للشيخ أبوالوفا الشرقاوى، وهو شىء مقدس لديهم، ومن الأقوال التى تقال فى مثل هذه المجالس: «يا قطب دائرة الأفلاك خذ بيدى»، «يارب بالحسنى من الأسماء أشرقت شموس القرب فى سمائى»،
وتوجد علاقة أسرية بين آل حزين، والدندراوية، ولديهم الشيخ حيدر حزين، وكان «تيجانيا»، والمرحوم نور حزين وكان «شاذلياً»، وباقى العائلة الآن «سعديون»، فى ذات الوقت كان الشيخ محمد صديق المنشاوى، وتحديداً عام 1956، يسافر فى رمضان إلى سوريا، ويقيم بها عشرة أيام ليحيى لياليها بينما يحيى، باقى ليالى رمضان الـ20 داخل ديوان آل حزين، ثم بعد ذلك أصبح 15 يوماً فى سوريا، و15 لدى آل حزين فى إسنا بمصر، إلى أن أصدر جمال عبدالناصر قراراً بأن يحيى الشيخ المنشاوى شهر رمضان كاملاً فى سوريا، كما أن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، كان دائم السهر وقراءة القرآن فى قرية »أصفون« بالمطاعنة.
ويذهب كثير من أفراد آل حزين إلى الاحتفالات الخاصة بالأمير المدثر، وكان المرحوم مدنى حزين نقيباً للأشراف عام 1923.
يحكى آل حزين عن أن أباءهم عندما نزلت مظلات فسفورية لاكتشاف موقع كوبرى «إدفو» خرجوا ببنادقهم وطبنجاتهم للدفاع عن البلد ظناً منهم أن هذه القوات غير مصرية، والعائلة كانت معروفة بتربية الخيول، ويجيدون اختراق الضاحية، والفروسية، ورمى الزانة، عندما أدى السيل إلى غرق قرى كثيرة بإسنا كان محافظ قنا هو عبدالمنصف حزين، وساهمت العائلة إلى حد كبير فى إيواء المنكوبين من العائلات الأخرى، وأمر عبدالمنصف حزين آنذاك، بتوفير البطاطين اللازمة لأهالى إسنا.
برلمانيون بارزون من العائلة ◄ عمر أغا حزين.. كان ناظرًا لإقطاعية قنا عندما كانت مديرية سنة 1851، ◄ محمد الملقب مدنى حزين، وهو اسم ثلاثى مركب، عضو مجلس النواب سنة 1921. ◄ متولى بك حزين، عضواللجنةالتشريعية سنة 1904، وكان عضوا فى مجلس النواب عام 1930. ◄ عباس بدوى حزين، عضو مجلس النواب من سنة 1945 لمدة خمس دورات، فى عام 1948 ترشح ضد ذو الفقار خال الملك فاروق ووالد الملكة فريدة، ◄ عبدالمنصف حزين كان ضابط احتياط بالجيش فى سلاح الإمداد والتوزيع بفايد فى الإسماعيلية، رشحته العائلة فى انتخابات مجلس الأمة عام 1967، ضد مرشح الاتحاد الاشتراكى بدر عبدالله مجاهد.
طاهر حزين: يمثل الدائرة فى البرلمان النائب طاهر حزين، والذى ترشح للانتخابات مستقلاً، وعندما فاز بعضوية مجلس الشعب انضم إلى الوطنى بناء على ضغوط من عائلته، وكان رافضًا هذا المبدأ لأنه «وفدى»، لكن تم إسقاط عضويته من الحزب الوطنى فى شهر مايو من العام الماضى 2007، بسبب مواقفه، حيث رفض التصويت لصالح قانون الطوارئ، واستجوابه الذى تقدم به إلى وزير النقل محمد منصور، ومساندته لنادى القضاة.
سليمان حزين: مفكر راحل من مواليد 29 مايو عام 1909، أحد علماء الجغرافيا البارزين فى تاريخ مصر ويعد من أساتذة المفكر الراحل الدكتور جمال حمدان وأسس جامعة أسيوط وتولى رئاستها وتولى وزارة الثقافة لفترة فى الستينيات وعمل مستشارًا للجامعة العربية وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 1971ومن أشهر مؤلفاته: مكانة مصر فى حضارات ما قبل التاريخ. عائلة شرف الدين "شيعة" تحولوا إلى «سنة».. ارتد بعضهم أثناء الحروب الصليبية
"شرف الدين".. العائلة التى أنهت "الدعارة" فى شارع "كلوت بك"
ينتسبون إلى الإمام الحوثى فى اليمن.. وينتشرون فى السعودية والإمارات ولبنان وإيران
المسافة بين مدينة دمياط وقرية البستان، مقر عائلة شرف الدين، تقطعها السيارة فى 15 دقيقة، هذه القرية التى أنشأها الملك العادل لإعداد الطعام للجنود وقت الحروب الصليبية عام 1248م وبنى فيها قصره، وأنشأ بعدها بكيلو متر تقريبا «قرية العدلية» وهى مقر حكمه وفصله فى القضايا وتوقيع الجزاءات على الجنود.
البستان تقع بين مدينتى فارسكور ودمياط, وطبيعتها الجميلة توضح كيف صنعت دمياط كل هؤلاء الشعراء والأدباء والمفكرين.
إبراهيم شرف الدين عمدة البستان صاحب فكاهة، تخرج منه النكتة تلو الأخرى، وكأنه عقد معنا اتفاقا ينص على أن كل معلومة «عليها نكتة هدية».
العمدة إبراهيم تحدث عن عائلته قائلا: «شرف الدين عائلة ذات أصول يمنية، وما زالت بعض الأسر المنتمية إليها موجودة فى اليمن إلى الآن، ونحن عائلة شيعية الأصل، تنتمى إلى الإمام الحوثى، وتنتشر فى اليمن وإيران حيث يوجد هناك فرع آية الله شرف الدين, كما تتواجد فى المنطقة الشرقية فى السعودية، وهى منطقة غنية بالبترول، بجانب فرع آخر فى الإمارات ومنه أحمد شرف الدين «رئيس جهاز المخابرات الإماراتية»، وفرع آخر فى لبنان نزح من مصر ضمن جيش «إبراهيم بن محمد على» أثناء حربه على الأستانة واستقر هذا الفرع فى لبنان فى المنطقة الجبلية، ومنه المخرج يوسف شرف الدين, وحتى وقت قريب كان هناك تواصل بين الفرعين المصرى واللبنانى.
أفراد العائلة يروون أن العائلة هاجرت أثناء الحروب الصليبية على مصر وبعد إسقاط الحكم الفاطمى, إلى المغرب وتحديدا فى «مكناس» فى مقاطعة تسمى «زقاق الحجارة»، وذلك بسبب وجود صلاح الدين الأيوبى فى مصر، وامتد وجودها إلى ليبيا وتونس والجزائر والسودان.
وحول اكتشاف فرع للعائلة بالسودان يقول العمدة إبراهيم شرف الدين: أثناء علاجى تعرفت على طبيب يمنى كان سببا فى التواصل بين فرعى مصر واليمن وتحديدا فى مدينة « صعدة» حيث أخبرنى بوجود فرع لنا فى السودان وعرفنا عليهم.
العمدية فى بيتنا العائلة عادت بعد ذلك من المغرب إلى مصر مرة أخرى، ونزلت فى «شرشابة» مركز زفتى بمحافظة الغربية وانقسمت إلى ثلاثة بطون هى «شرف الدين وجمال الدين وشافعى»، وفرع دمياط هو فرع شرف الدين، والذى أتى - كما يقول العمدة إبراهيم - إلى دمياط واستقر فى قرية البستان، وكان وقتها عمدة القرية من عائلة «الشنهابى» الذى أنجب ولدا وحيدا هو أحمد الشنهابى لكنه توفى, فآلت العمدية إلى جدى إبراهيم الذى كان متزوجا إحدى بنات الشنهابى، وظلت العمدية معنا حتى الآن وأصبحت لدينا مجموعة من الأراضى التى تحفظ لنا العيش ومازلنا نحتفظ ببعضها فى قرية البستان.
ويفتخر أبناء العائلة بالكثير من تاريخهم المشرق، ومما يرونه فى هذا المجال ما قام به اللواء مكاوى شرف الدين أول حكمدار مصرى للعاصمة، حيث أكدوا أن اللواء مكاوى كان له دور رئيسي فى إنهاء «الدعارة» فى شارع «كلوت بك» قبل ثورة يوليو 1952 الذى اشتهر بذلك فى وجود الاحتلال الإنجليزى.
أفرع العائلة لم تستقر فى دمياط والغربية فحسب، فلها فرع آخر فى الدقهلية، وتحديدا فى قرية «طناح المرتدة» والتى يقدر من فيها من العائلة بحوالى 3 آلاف فرد، ويقال إن سبب تسميتها بهذا الاسم هو أنها ارتدت أيام الحروب الصليبية, ويشتهر جزء منها بممارسة الدجل واشتهر بعضهم على مستوى الجمهورية بذلك.
فرع « شرف الدين» بدمياط كان يرعى لم شمل العائلة وعقد الاجتماعات للتواصل بين أفرع شرف الدين فى الدقهلية ودمياط على الأقل, إلا أن هذه العادة اندثرت تماما خوفا من اتهامهم بالتعصب، يقول على عاطف شرف الدين, مدير عام التعريفة الجمركية بدمياط: إن التواصل بين أفرع العائلة موجود ودائم، خاصة فى وجه بحرى، وقد قمنا بعقد اجتماع للعائلة حضره حوالى ثلاثمائة فرد، نيابة عن عائلات وجه بحرى وقبلى ومحافظة الفيوم، ويتدخل العمدة إبراهيم قائلا: اتصل بى وقتها رجل من سوهاج يسألنى: أنت من عائلة شرف الدين الكبير أم الصغير؟ فقلت له: مين الأحسن؟ فرد على: «الكبير»، فقلت: أكيد أنا من الكبير. وكنا نتمنى أن تشارك معنا فروع العائلة فى أسوان وسوهاج، خاصة أننا حصلنا على جميع التراخيص الأمنية للاجتماع بأفراد العائلة فى المحافظات المختلفة.
«على عاطف» يلتقط طرف الحديث ويقول: اتفقنا على أن يكون طعامنا فى الاجتماع «خبزا وجبنا» حتى لا نرهق أحدا ماديا لأن العدد كان كبيرا وهدف الاجتماع هو التواصل وحتى نضمن تكراره دون تكلفة. توارث العمدية لم يقتصر على رجال «شرف الدين» فى دمياط فحسب, فمن الثابت والمتداول بين العائلة وأهل القرية أن والدة العمدة الحالى إبراهيم شرف الدين كانت «عمدة على النساء» فى خطوة وحيدة لم تتكرر بعد وفاتها.
للزواج أصول التعليم فى عائلة شرف الدين أساسى وضرورى، حتى أن نساء العائلة اللائى تجاوزن الـ70 عاما متعلمات، وفى هذا يقول العمدة إبراهيم: والدى تبرع بجزء كبير من أرضه للمدرسة المسماة على اسمه، وتم افتتاحها عام 1926م، وهو الأمر الذى أدى إلى القضاء على الأمية فى قرية البستان بشكل كبير.
العائلة تلتزم فى زواجها وفقا لكلام على عاطف شرف الدين بمصاهرة ونسب أكبر عائلات دمياط، واللافت هو أن زوجة العمدة إبراهيم الأوسط والمعروفة بعمدة النساء من عائلة زغلول، أنجبت له تسع بنات تزوجن من تسعة رجال من أكبر عائلات دمياط، وهى عائلات «مؤمن - أبوعبدالله - أبوسمرة زغلول شبارة ضيف» فصار بينها وبين «شرف الدين» نسب ودم وتوالت الأنساب والمصاهرات بعد ذلك.
عائلة شرف الدين لم تكن «باشاوية اللقب» كما هو حال عائلات كثيرة، والوحيدان اللذان كانا يطلق عليهما لقب «باشا» على سبيل الاحترام والتوقير هما اللواء «مكاوى شرف الدين» حكمدار العاصمة آنذاك، والعالم الأزهرى «على شرف الدين».
ماجدة محمد الزكى منسقة طب الأسرة بمديرية الشئون الصحية بدمياط، تزوجت من المهندس إبراهيم شرف الدين عام 1978م وأنجبت منه ثلاثة أولاد وبنتا وحيدة «إسماعيل وأسامة وأحمد وآلاء»، وهى حاصلة على دبلومة فى طب الأسرة بعد حصولها على بكالوريوس طب قصر العينى، وهى من أوائل الدفعات التى تخصصت فى هذا المجال، لارتباطها بأهل القرية حيث تعمل على حل مشكلاتهم صحيا واجتماعيا ونفسيا.
«حسين محمد على شرف الدين» مأذون قرية البستان، يبلغ من العمر 65 عاما، تخرج فى كلية التجارة جامعة عين شمس وتم امتحانه فى الشريعة وفى فقه الزواج حيث حصل على المركز الأول ويعمل مأذونا منذ عام 1990م، حكى لنا عن عائلته قائلا: العائلة معظمها يعمل فى التربية والتعليم ولدينا فرع فى القاهرة أكثر اهتماما بالسياسة.
أما تصنيف العائلة ماديا فيقول عنه الشيخ حسين: فرع دمياط متوسط الثراء أما فرع القاهرة فهو الأكثر ثراء ولدينا أراض كثيرة فى الجيزة وسيناء.
المآتم وواجبات العزاء عند عائلة شرف الدين كانت تنتشر بها عادة إخراج «الصوانى» لكنها اندثرت, وأصبح العزاء على المقابر هو المعتاد, لكن ذلك لا يمنع بعض العائلات الكبيرة من نصب الشوادر أو ما يسمى «الصوان»
عائلة لا تؤمن بالكرامات والأضرحة وعما يتردد عن أن العائلة من الأشراف يقول حسين: الكبار فى العائلة أتوا بوثائق تثبت ذلك، لكن لم أحتفظ بها، «وكلمة الأشراف لن تدخلنا الجنة وكل إنسان يحاسب على أعماله فقط»، ونحن لا نؤمن بالكرامات والأولياء والأضرحة, ولا نصلى فى مكان به قبر ولا نعتقد فى ذلك وليس لنا مقامات، وحتى لو كان أجدادنا من الشيعة، ولنا أفرع كذلك، فكل فرد مسئول عن نفسه أمام الله, ويحكى حسين موقفا ينفى فيه وراثة التشيع فى العائلة: « كنت أصلى فى السيدة زينب، ووجدت واحدا جالسا عند المقام يخاطبه: «احنا عايزين نخلص الموضوع اللى كنت كلمتك عنه» فاقتربت منه وقلت له: يا ابنى اتق الله دى جثة زيك بالضبط، وجدها الرسول عليه الصلاة والسلام قال «إذا استعنت فاستعن بالله».
صلاح عبدالحق شرف الدين «المحامى» والأمين العام السابق للحزب الوطنى بدمياط، يقول إنه تولى أمانة الحزب الوطنى بقرار من الرئيس مبارك من يناير 2001 وحتى يونيه 2006 وهى مدة طويلة على حد قوله، مضيفا كنت ضمن الاتحاد الاشتراكى عقب الجامعة مع مجموعة كبيرة من الشباب المخلص، ومنهم عبدالوهاب شبانة ومحمود أبويوسف وسمير العلايلى ابن شقيقة ضياء الدين داود «رئيس الحزب العربى الناصرى».
الإعلامية المعروفة | |
| | | مهندس/محسن
المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 28/08/2017
| موضوع: رد: عائلات البلد الشهيرة منذ القدم الإثنين أغسطس 28, 2017 2:32 pm | |
| اريد معلومات عن عائلة عبد الغنى فى دمياط | |
| | | ماهر محرم Admin
المساهمات : 381 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: رد: عائلات البلد الشهيرة منذ القدم الأربعاء أكتوبر 06, 2021 4:09 pm | |
| | |
| | | | عائلات البلد الشهيرة منذ القدم | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|