بقلم ناصر محسب
ربما كان اختلاف الشكل والصفات بين السكان هو الدافع للبحث عن أصول السكان في الواحات فلا صفات مميزة في الشكل أو اللون بل إن بعض أسماء العائلات كانت تشير إلي أن هذه العائلات لا تمت إلي الواحات بصلة.
عدم دخول الجيوش الإسلامية كان دافعاً للإغارة من القبائل المجاورة لممارسة عمليات السلب والنهب
فمن هم سكان الواحات؟..
لا شك أن الأمر صعب خاصة في ظل عدم وجود مراجع تعني بالأمر وما جاء في بعض المصادر التي كتبت في فترات سابقة لم تتعد المائة وخمسين عاماً ونحن لسنا معنيين بدراسة سكان الواحات في العصور القديمة لأكثر من سبب.
الأول: أن مناطق الواحات بعد دخول الإسلام وتخلي الحاميات الرومانية التي كان منوطاً بها حماية الواحات تخلت عن مواقعها وتركت هذه البلاد عرضة لغارات متعددة من القبائل المجاورة والتي سبق ذكرها، فهاجر أغلب بل أن بعض المراجع بالغ في ذلك بأن ذكر بعضهم أن الواحات لا سكان فيها ولا أنيس.
ثانياً: ورود العديد من العائلات المهاجرة إلي الواحات ابتداءً من القرن الرابع الهجري على نحو ما سنذكره تفصيلاً.
ثالثاً: اختلاف صفات سكان الواحات في العصور القديمة عما هم عليه الآن.
* ذلك طبقاً لتقسيم الباحث "باتس" الذي قسم سكان الواحات عنصرياً إلي قسمين:
• التحنو Thnw ويسكنون سيوة والبحرية.
• التمحو Tmhw ويستوطنون الفرافرة والداخلة والخارجة وحتى حدود السودان وهو كما يذكر هو العنصر أبيض البشرة: يختلفون عن العنصر العربي البدوي وعن الزنوج الذين استوطن عدد كبير منهم في بعض الواحات من قبل، فالواحات التي كانت تزدهر في العصر الروماني والتي هاجر إليها ملايين من الأقباط في عصر الشهداء لم يكن تعدادهم طبقاً لإحصائهم 1897 في الخارجة والداخلة سوى ثلاثة وعشرين ألفاً وخمسة وتسعين نسمة وإن دل فإنما يدل على الهجرة التي كانت عليها الواحات من بعد الفتح الإسلامي والمسترشد بمراجع مؤرخي العرب السابق ذكرها يجد أن الواحات مرت عليها بعض العصور أصابها التدهور خاصة من القرن السادس الهجري.. حتى ذكر الإدريسي "أن بلاد الواحات خاوية لا ساكن فيها وإن كانت في زمان سالف معمورة
"والأسباب التي أدت إلي تدهور الواحات في العصر الإسلامي يمكن أن نوردها في الآتي:
1- انسحاب الحاميات الرومانية بعد الفتح الإسلامي والتي كان منوطاً بها حماية حدود الواحات.
2- عدم دخول الجيوش الإسلامية إلى الواحات حتى تقوم بدور الحماية.
الأدارسة و الركابية من أهم العائلات العربية التي وفدت إلي الخارجة
3- التوقف عن دفع الإتاوة التي كان يقدمها الحكام الرومان لبعض القبائل المجاورة للواحات اتقاءً لشرها.
كل هذه الأسباب كانت دافعاً للإغارة من القبائل المجاورة على الواحات لممارسة عمليات السلب والنهب والتنكيل بالأهالي. وقد أدت هذه الأسباب إلى نزوح وهجرة الأهالي وترك بلادهم خاوية أو شبه خاوية، إذًا نحن أمام مجموعة قليلة من السكان الأصليين الذين ظلوا متمسكين بأرضهم لا يبرحونها وقد ذكر "الحاج البري" في مذكراته أهم العائلات التي تخلفت عن المسيحيين والرومان في واحة الخارجة والتي ما يزال نسلها باقياً حتى اليوم وهم عائلات "الجوية وعائلات الطوايهه وعائلة البهارمة وعائلة السندادية وعائلة العزايزة وعائلة البدايرة وعائلة المحابسية وعائلة الحصنية وعائلة "العبديون" وعائلة النعايمة وعائلة الشرايرة " وهناك عائلات تنتمي إلي النوبيين ومنهم في قرية باريس وعائلات من البربر في بعض قرى الداخلة، بل أرجع البعض أن البربر هم السكان الأصليون ولكن تبقي العائلات العربية الوافدة على الواحات هي الأكثر والأغلب، بل إن هذه العائلات العربية هي التي استطاعت أن ترد مع أهالي الواحات الأصليين الغارات التي تعرضت لها البلاد، ولعل أهم هذه العائلات العربية التي وردت إلى واحة الخارجة ابتداءً من عام 300 هجرية عائلات الأدارسة من تونس أو ليبيا وعائلة الركابية وعائلة الجواهرة من الحجاز وعائلة الشكاورة وعائلة الرضاونة وعائلة من عربان مكة وعائلة الشوامي من الشام وهناك عائلات من بلدان القطر المصري مثل الضباطية والعساوية من أسيوط أو سوهاج وأولاد الشيخ من مصر "ومن الأرجح يقصد بها القاهرة". وعائلة النجارين من القلمون بالداخلة وعائلة الشعابنة من ملوي وعائلة العوامر من عربان العمايم وعائلة العلاونة من العلاوية بالإضافة إلي التركية مثل الضباشية والتراكوة بالخارجة وعائلات باشا وقائمقام وعسكري وطنبور وقيطاس والكاشف وهي عائلات بواحة الداخلة. والغريب أن بعض هذه العائلات استطاعت أن تتولى قيادة هذه المناطق التي استقرت بها في الواحات مثل عائلة الركابية في الخارجة وغيرها حتى اليوم، ويمكن إرجاع تولي هذه العائلات قيادة هذه المناطق التي استوطنوها دوناً عن أهل الواحات الأصليين إلي سببين:
الأول: غياب السلطة المركزية للقطر المصري على الواحات في ذلك العهد.
ثانياً: التعهد من هذه العائلات بحماية الأهالي من هجمات القبائل بل كان لهم نصيب مقدر من الأرض والمزروعات وبالطبع كان الأهالي يقومون عنهم بالزراعة باعتبارهم منشغلين بالدفاع عنهم. غير أن الأمر سرعان ما تغير باستتباب الأمن من قبل الدولة وأصبح القيام على خدمتهم ليس طوعاً ولكنه نوع السُخرةالقادمون من الصعيد وتغيير وجه الواحات
لا يغفل المطلع على تاريخ مصر الحديث الرؤية الثاقبة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتعمير واحاتها بعد أن أهملت منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية ودخول الإسلام ولم يكلف أحد من ولاة مصر نفسه مشقة وضع حاكم على هذه المنطقة يعني بمتطلباتها ويرد كيد الغزاة عنها واستمر هذا الوضع سائداًَ حتى تم تعيين أول حاكم إنجليزي في 1917 وهو "المستر أرمسترنج" ولم يكن تعيينه إلا بعد محاولة السنوسيين دخول الواحات لا لأجل سلب خيراتها كما ظن الكثير ولكن لمحاربة الإنجليز على أرض مصر وحتى بعد تسلم سلاح الحدود المصري مسئولية حكم الواحات ولم يكن هناك ما يشير إلي دور الحكومة المصرية لإصلاح شأن ما أفسدته الحكومات المتعاقبة بإهمالها لمساحة اقتربت من نصف مساحة مصر. وإن كنا لسنا محملين بسرد تاريخي لهذه الحقيقة من خلال دعوة عبد الناصر لإقامة واد جديد مواز لوادي النيل وأهداف المشروع وتأثيره كبنية أساسية للواحات وإقامة مجتمع عمراني جديد، ولكن يبقي السؤال:
من هم هؤلاء السكان الذين قدموا إلي الواحات؟
هل لهؤلاء السكان تأثير على المجتمع الواحاتي؟
الجنزوري وإبراهيم شكري من اشهر حكام الواحات والتلاوي صاحب الرقم القياسي
على أن الكثير ممن عنى بأمر السكان في الواحات في هذه الفترة قد ذكر استناداً إلى المحررات الرسمية عن عدد هذه الأفواج وأماكن إقامتها فيما عرف بقرى التهجير بمركز الخارجة والذين استوطن في الفوج الأول قرى ناصر الجزائر في يوليو 1963م وقدر عددهم بسبعمائة واثنين وخمسين فرداً بإجمالي مائة وإحدى عشر أسرة.
وفي بداية عام 1964م استوطن الفوج الثاني المكون من أربعمائة وسبعة أفراد بقريتي صنعاء وفلسطين، أما الفوج الثالث فقد استوطن بقرى عدن وبغداد وجدة وعددهم مائة وعشرة أسرة بإجمالي سبعمائة وسبعة وخمسين فرداً.
وهكذا استوطن ما قدر بعدد ألف وتسعمائة وستة عشر فرداً بسبع من قرى الخارجة.. ورغم ما يشير إليه بعض الباحثين أن هؤلاء المهاجرين جاءوا من محافظة واحدة هي محافظة سوهاج ومن ثلاث قرى محددة وهي قرية (نزلة البوص، القرامطة، وقرية تونس) ولكن ليس لدينا من الأسانيد سوى الواقع الذي يؤكد وجود مجموعة من المتواجدين بهذه القرى من محافظة أسيوط على وجه التحديد. ولكن المهم.. هل أثر هؤلاء على المجتمع الواحاتي؟ والواقع أنه من حيث التأثير الاجتماعي.. الأثنوبيولوجي على وجه التحديد فليس هناك تأثير يذكر لأكثر من سبب لعل أهمها:
أولاً: انغلاق المجتمع الواحاتي على نفسه في هذه الفترة.
ثانياً: أن هذه الطائفة من السكان المهاجرين كانت من العمالة الأمية.
ثالثاً: بعد هذه القرى عن مقر السكان الأصليين حيث إن أقرب تجمع سكاني لهذه القرى الوافدة يبعد حوالي 20 كيلومتراً عن مدينة الخارجة، كما أن هناك طائفة أخرى وهي الجهاز الإداري الفني وهم من العاملين بجهاز تعمير الوادي الجديد.
محمود فوزي البرنس المحافظ الوحيد من أبناء الواحات
حيث استقر أغلب العاملين في مدينة الخارجة.. ولكنهم ظلوا بمنأى عن التأثير في المجتمع الواحاتي حتى إنه ظل الارتباط بهم عن طريق الزواج مستبعداً حتي فترات قريبة وإن ذاب البعض داخل المجتمع الواحاتي في الفترة الحالية حيث مر على هجرتهم أكثر من أربعين عامًا أيضًا ولا نغفل نسبة من الموظفين الذين نقلوا إلي الواحات سواء برغبتهم أو دونها، أو بعد أن هاجرت عقب نكسة يونيو 1967 من محافظة السويس. وعلى الرغم من قلة عددهم كأعداد بالنسبة لغيرهم فهم الطائفة الوحيدة التي استطاعت أن تؤثر في مجتمع الواحات الذي تقبلهم لظروفهم فتعاطف معهم.. وقد بقيت حتى اليوم بعض مظاهر هذا التأثير مثل ما يحدث في الأفراح "الحنة السويسي"
التضامن الاجتماعي بين السكان
ويتضح مما سبق أن المجتمع الواحاتي وحتى النصف الأول من القرن العشرين يكاد يكون منحصراً في العائلات الأصلية القبطية الرومانية والعائلات الوافدة من الدول العربية أو غيرها كما ذكرنا إلا أن السؤال على الرغم من اختلاف هؤلاء السكان بطبائعهم وعاداتهم وسلوكهم باعتبار أن كلاً منهم آتي من مكان وبيئة مختلفة لكن لا يذكر في تاريخ الواحات نشوب خلافات وصراعات بين السكان ولعل مرد هذا يعود إلى أن هناك خطراً أكبر يهدد الجميع هو خطر القبائل الغازية التي كانت تستهدف ما تبقي من خيرات الواحات، مما حدا بالجميع إلي نبذ الخلافات إن كانت هناك خلافات ليقف الجميع في وجه الغزاة بل استطاع هؤلاء السكان، مع اختلاف هوياتهم الأصلية، أن يتلاحموا معاً ويكونون ثقافة شعبية واحدة وهي التضامن الاجتماعي.. فهل هناك بقعة على وجه الأرض تعددت فيها الأعراق والهويات ولم تختلف ولم يحدث أي خلاف بينهم؟ إنه مكان واحد فقط هي الواحات.
بلاد الواحات القديمة
رغم مرور السنوات وتغير الكثير من معالم الواحات ولكن ظل ضمن ما لم تطله يد التغيير بعض أسماء البلدان والقرى في الواحات كما هي أو ربما حرفت قليلا والبلاد القديمة كما ذكرت في قوانين ابن مماتي، والقاموس الجغرافي للبلاد المصرية:
*في مركز الداخلة:
1-أسمنت وردت باسم "سمنت".
2-الجديدة وردت باسم "عين جديد البحرية".
3-القصر وردت باسم "حيز القصر" وفي ٍتحفة الإرشاد بحيز القصر وربما سميت بذلك لأن بها قصر آل عبدون الذين كانوا يحكمون الواحات.
4-القلمون وردت باسم"حيز القلمون".
5- المعصرة وردت باسم "حيز المعصرة".
6-الموشية وردت باسم "المؤنستية".
7-الهنداو وردت باسم "الهنداو".
8-بدخلو وردت باسم "بيت خلو".
9-بلاط وردت بنفس الاسم.
10-تنيدة وردت بنفس الاسم.
11-موط وردت بنفس الاسم وهي قديمة وموط كلمة مصرية قديمة ومعناها زوجة الإله آمون.
*أما بلاد واحة الخارجة:
1-الخارجة: في القاموس الجغرافي هي قاعدة مركز الواحات الخارجة وهي من القرى القديمة وإن لم يكن هذا اسمها ففي صورة الأرض لابن حوقل باسم "بيخيط" وقوانين ابن مماتي منمون أو بني مون وهي عاصمة المحافظة حاليا.
2-باريس..وردت باسم "بريس" وحرف الاسم كما ينطق حاليا باريس.
3-بولاق..وردت باسم "بلاق" ثم حرف اسمها إلى بولاق في العصر العثماني.
4-جناح..وردت باسم جناح "بجيمين" ثم حرف الاسم.
حكام الواحات
عقب انتهاء الحملة الإنجليزية لتحرير واحة الداخلة من الغزو السنوسي أدرك الإنجليز خطورة عدم تأمين حدود مصر الغربية من جهة الجنوب وقد رأوا أن تسلم هذه المنطقة إلى مصلحة الحدود "سلاح الحدود" على أن يتم تعيين "قومنداناً" محافظًا إنجليزيًا فتم تعيين أول محافظ على واحتي الخارجة والداخلة اعتبارًا من 1917م.، ويتضح أن منطقة الواحات ظلت منذ فترة ليست بقصيرة دون تعيين حاكم فعلي من قبل السلطة المركزية باستثناء ما عرفوا بالقضاة الشرعيين والذي رأت الدولة الإسلامية أن توكله إلى رجال من نفس المنطقة يعرفون عادات الأهالي..و، جعلت للأهالي الحق في استئناف الأحكام إلي مجلس الشرع الشريف ببلدة "منفلوط بأسيوط" وقد استمرت هذه الطريقة في عصر المماليك باستثناء تعيين نائب عن المماليك يسمي "الكاشف" كان اختصاصه تحصيل الضرائب وحفظ الأمن العام.
بدأ الإنجليز في تعيين ستة من القومندانات في الفترة من 1917 حتي 1924م علي النحو التالي:
-مستر/ أرمسترنج من عام 1917 إلي عام 1919م.
-مستر/ هيدير من عام 1919 إلى عام 1920م.
-مستر/ سينارد من عام 1920 إلى عام 1922م.
-مستر/ جارفس من عام 1922 إلى عام 1922م.
-مستر/ جارنوت من عام 1922 إلى عام 1923م.
مستر/ سينورات من عام 1923 إلى عام 1924م.
ثم تحولت المنطقة إلى محافظة تابعة لسلاح الحدود المصري حكمها العسكريون فترة استمرت ما يقرب من سبعة وثلاثين سنة ابتدأت من عام 1924م إلى 1961 وحكمها خمسة عشر محافظاً وإن كان قد تولي أحدهم وهو محمد عبد الهادي ناصف فترتي حكم الأولي كانت في عام 1953/1954 برتبة البكباشي ثم عاد مرة أخري عام 1955 وحتى 1961 وهو يحمل مرتبة القائمقام..وترتيبهم على النحو التالي:
1-قائمقام/ محمود بك حمزة من 1924/1926.
2-بكباشي/ أحمد أفندي عبد المنعم 1927/1930.
3-بكباشي/ أحمد بك فؤاد من 1930/1930.
4-قائمقام/ حسن بك بهجت من 1930/1931.
5-قائمقام/ حسن بك فهمي من 1932/1939.
6-أميرلاي/ علي بك علوي من 1940/1944.
7-قائمقام/ محمد بك ذكي من 1944/1947.
8-قائمقام/ أمين بك فهمي من 1947/1948.
9-أميرلاي/ أحمد بك بهجت من 1948/1950.
10-قائمقام/ عبد الرازق نظمي من 1950/1952.
11-بكباشي/ منصور لطفي من 1952/1953.
12-بكباشي/ عبد الهادي ناصف من 1953/1954.
13-قائمقام/ يوسف أحمد حسن من 1954/1954.
14-قائمقام/ وجيه طاهر الموجي من 1954/1955.
15-قائمقام/ عبد الهادي ناصف من 1955/ 1961.
"الحنة السويسي" من أبرز تأثيرات نكسة 1976علي مجتمع الوادي الجديد
16-قائمقام/ محمد أبو شقة من 1961/1961.
غير أنه وبعد إعلان الزعيم الراحل/ جمال عبد الناصر عن إنشاء واد جديد مواز لوادي النيل دخلت الواحات "الوادي الجديد" مرحلة أخرى من تاريخها وهو ما يعرف باسم الحكم المحلي الذي بدأ اعتباراً من نهاية عام 1961م وحتى اليوم وتناوبه من المحافظين قائمة ضمت
أحد عشر محافظاً في فترة جاوزت الأربعين عاماً الماضية كانت
أطول مدة قضاها محافظ بالمنطقة هي الفترة التي قضاها المحافظ الدكتور/ فاروق التلاوي، والتي قد وصلت إلى عشر سنوات في الفترة من عام 1983 وحتى عام 1993.
بينما يظل المهندس/ محمود فوزي البرنس المحافظ الوحيد الذي تولي المسئولية وهو أحد أبناء الواحات في الفترة من عام 1978 وحتى عام 1983 ويظل أشهر من تولي منصب المحافظ في تاريخ المحافظة هو الدكتور/ كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر الأسبق والذي عين في منصب المحافظ فترة لم تتجاوز الثمانية أشهر بدأت من 24/9/1976 وحتى 14/5/1977 وكان قد سبقه في الترتيب المهندس/ إبراهيم شكري الذي كان قد تولى المسئولية في الفترة من 29/5/1974 وحتى 23/9/1976 وعين بعدها وزيرًا للزراعة ثم أنشأ بعدها أول أحزاب المعارضة المصرية ليتولى رئاسته وهو حزب العمل الاشتراكي.
وترتيب السادة المحافظين على النحو التالي:
1- اللواء/ أنور عبد الحليم البارودي 1961/1968.
2- المهندس/ عبد المجيد عبد الفتاح الجغيل 1968/1974.
3- المهندس/ إبراهيم شكري 1974/1976.
4- الدكتور/ كمال الجنزوري 1976/1977.
5- السيد/ محمد فهمي نجم 1977/1978.
6- المهندس/ محمود فوزي البرنس 1978/1983.
7- الدكتور/ فاروق محمد التلاوي 1983/1993.
8- اللواء/ محمد عزت السيد 1993/1997.
9- اللواء/ عثمان شاهين 1997/1999.
10- اللواء/ سلمي سليم 1999/2001.
11- اللواء/ مدحت محمد عبد الرحمن 2001 / 2004.
12- اللواء / بكر الرشيدى 2004 / 2006.
13- اللواء / أحمد مختار فتحي سلامة 2006.
المنفى
ظل اسم الواحات مرتبطاً في نفوس الشعب المصري البسيط منذ أمد بأنه ذلك المنفى البعيد في قلب الصحراء.. واستمر مفهوم المنفى ملتصقاً بهذه الواحات خاصة "الخارجة" فمتى التصقت تهمة النفي بالواحات ومن المسئول؟
لعل الإجابة تعود إلي عهد الأسرة العشرين والحادية والعشرين علي الرغم من الضعف الذي ساد الدولة المصرية في ظل تعدد المطالبين بالعرش واستمرار حالة الفوضى والمتاعب..تولي رمسيس الثالث عرش مصر وكان حازماً شجاعاً أعاد للبلاد وحدتها وقهر الليبيين وسكان جزائر البحر المتوسط الذين اتحدوا لغزو الدلتا وبسط نفوذه علي النوبة وفتح فلسطين فتدفقت الخيرات وكثر الرخاء وأجزل العطاء للمعابد ووهب غنائمه الحربية لخدمة آمون فأصبح نفوذ الكهنة عظيماً وأدى إلى ضعف الحكام الذين تبعوه وأخذ سلطانهم في التقلص حتى وصل إلى القبض على شئون الدولة الدينية والدنيوية بل تعدى الكهنة دورهم ووصل أحدهم "حريحور" إلى العرش ليؤسس الأسرة الحادية والعشرين وزالت في عهده سيادة مصر على مستعمراتها الخارجية في فلسطين وسوريا بل خرجت عليه بلاد النوبة أيضاً، ولم يتعد نفوذه حدود الوجه القبلي.. وحتى يكون في مأمن من صراعات العرش والانقلابات اعتقل البقية والمستحقين لوراثة العرش وذلك بنفيهم إلى "الواحات" وعلى لوحة تؤرخ من زمن الملك "باي ر نجم" نجد أنه عندما عين "منخبر ر رع" ابن الملك "باي ر نجم" كاهناً أكبر للمعبود آمون بدأ عهده بمصالحة للشعب، فأعلن العفو عن المعارضين المنفيين إلى الواحات بل إنه تعداه بعدم نفي أي مواطن إلى تلك اللوحة النائية البعيدة وهكذا استغلت الواحات كمنطقة لنفي الخارجين على السلطة كما استغلها الخارجون على القانون أيضاً كملجأ.. فقد أرسل المشرف على الصحراء الغربية على رأس فرقة للبحث عن أحد الهاربين حيث يقول "لقد وصلت إلى الواحة الغربية وبحثت في كل طرقاتها وأحضرت الهارب الذي وجدته هناك "
وربما لم تختلف العصور الأخرى كثيراً وفي النصف الأول من القرن الخامس المسيحي حين ظهرت مبادئ "نسطورس" الذي كان راهباً من إنطاكية اشتهر بالتقشف والغيرة والبلاغة في الوعظ فانتخب أسقفاً للقسطنطينية فلما اعتلي المنصب جاهر بمذهب جديد في المسيحية وأخذ يدعو إلى مذهبه في حماسة فوقف في وجهه بطريرك الإسكندرية واتفق على محاكمته من الأساقفة فقضى على أفكاره بالبطلان كما حكم عليه بالتجرد والحرمان، وصدر أمر الإمبراطور بإبعاده حتى نفي بعدها إلى الواحات "الخارجة" كما نفيت شخصيات مسيحية عديدة مع مؤيديهم إلى الواحات.. كما أن هناك وثيقة تختص بتاريخ المسيحية في الواحات كما يذكر "دكتور أحمد فخري" في كتابه "جبانة البجوات" أن هذه الوثيقة اشتملت على مراسلات جماعة أو طائفة من المحنطين الذين عاشوا قرب نهاية القرن الثالث وأكثرها أهمية خطاب من شيخ الكنيسة "psenosiris" يحكي فيه مصير سيدة مسيحية نفيت إلى الواحة وماتت هناك.
وفي العصر الحديث كان النفي إلى الواحات ممثلاً في نقل الموظفين فقط بل لم تكتف الحكومات بذلك فشيدت معتقلاً في عام 1910 ليستقبل المجرمين والسياسيين المعارضين.. بالمحاريق.. وربما كان هو نفس المعتقل الذي ضم صفوة مفكري مصر ومثقفيها وأدباءها فيما بعد عام 1955 وقد ضم هذا المعتقل أمثلة من رموز الفكر المصري نذكر منهم "الصحفي نبيل زكي و الأديب فتحي عبد الفتاح و فؤاد حجازي ودكتور شريف حتاته والشاعر سمير عبد الباقي وصنع الله إبراهيم وكمال القلش وخالد حمزة وغيرهم العديد ....) لكن هذا المعتقل رغم شهرته الواسعة توقف عن استقبال رواده في نهاية الستينيات من هذا القرن ليتحول إلى زرائب للمواشي فترة زمنية استمرت أكثر من خمسة وعشرين عاماً قبل أن تفكر الحكومة في إعادة بنائه كسجن على طرز معمارية حديثة لتظل الواحات كلما خلعت عن نفسها صفة المنفي وجدت نفسها مرغمة عليه..
الموضوع : اصل سكان واحة الداخلة
الاسم : ابراهيم محمود صابر احمد الموهوب يونس الدرسى التاريخ والوقت : 06/10/2011 06:51:18 م 1
السلام عليكم لمازا لم يزكر اهم دور لقبيلة الموهوب المنحدرة من اصل ليبى من قبيلة الادرسة وهى عملة على تعاليم الاسلام وتحفيظ القران واقامة زاوية حسين موهوب يونس الدرسى ومن خلاال هزة الزاوية تم تعليم اكثر من 400 شخص اصول الدعوة الا سلامية وقامو بورهم فى تعليم اغلب سكان الواحة قرية الموهوب وقرية غرب الموهوب