التاريخ والأصول العرقية للنوبة - اعداد امجد صيام
التاريخ والأصول العرقية للنوبة
إعداد امجد صيام
الجزء الأول
قراءة في التاريخ النوبي
النوبة هي المنطقة الواقعة في جنوب مصر على طول نهر النيل من جنوب مصر حتى قرب جنوب السودان حيث تقع معظم النوبة في السودان .
.. ولان التاريخ ليس منفصلا عن الجغرافيا لذلك فقد دعمنا البحث بالخرائط .
- ملخص التاريخ النوبي :
كانت النوبة عدة ممالك قديمة من جنوب أسوان إلى قرب حدود السودان الجنوبية وغرب وشرق السودان حاليا وقد تغيرت أسماء هذه الممالك عبر التاريخ عدة مرات وطرأت عليها عدة هجرات
الممالك النوبية في العصور القديمة :- قبل الميلاد وما قبل الأسرات المصرية
وقد شهد هذا العصر قيام مملكتين هم :-
1- مملكة البليمي :- و البليمي هم قبائل سكنت شرق النيل وهم قبائل البجا الحالية في شرق السودان والبحر الأحمر .
2- مملكة النوباتاي :- وهي بالمنطقة الغربية لوادي النيل حيث الواحات الداخلة ودرب الأربعين والتي اختفت قبائلها من هذه المناطق .
* الممالك النوبية في العصر الفرعوني :-
وقد غزا ملوك فراعنة عدة للنوبة والحبشة وأول من غزا النوبة هو بيبي الأول ثاني ملوك الأسرة السادسة والملك تحتمس الثالث وقد فر عدد من المصريين من ظلم الهكسوس وخاصة إلى ارقو بدنقلة وساعدوا النوبيين من تنظيم دولة لهم وعلموهم الحياة المدنية والعمران وتمكن الملك أحمس الأول من طرد الهكسوس بمعاونة ملك النوبة ، و قد إنصبغت النوبة بالصبغة المصرية في عهد رمسيس الثاني 1290 ق م حيث بلغت حدود الدولة المصرية مدينة نبتة جنوب دنقلة الحالية عند الشلال الرابع واستخدم جنودا نوبيين في حربه ضد الحيثيين وحيث كانت تسكن قبائل" الواوات والمازوي والارتت واليام "وسميت فيما بعد بمملكة كوش
1- مملكة كوش :- بحلول العام 900 ق تفتت إلى ممالك صغيرة وضعفت شوكتها وقد احتل الجزء الشمالي منها الملك الفرعوني مرن رع من الشلال الأول وحتى الشلال الثاني أي قرب نهاية حدود مصر الجنوبية حاليا .
2- مملكة نبتة:- تأسست على يد الملك النوبي " كاشتا " ، " نبتة " بالقرب من الشلال الرابع مملكة نباتا ( 747 ق م - 200 ق م ) ، ازدهرت وبرزت وكانت تجاور هذه المملكة في الجنوب مملكة مروي، وفي الشمال الإمبراطورية المصرية المتهالكة التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة نتيجة للتمزق والصراعات الداخلية خلف كاشتا" على العرش ابنه "سابقون" ثم "سيبخون "و قد تمكن الملك المعروف ب "بعانخي"، من توحيد قطري وادي النيل فعليا بعد أن استنجد به المصريون لحماية طيبة في الجنوب من خطر الملك الشمالي " تفنخت " ، توالى على عرش نبتة بعد " بعانخي" العديد من الملوك أهمهم ابنه "شبتاكا " الذي تصدى للزحف الآشوري عندما أرسل جيوشه بقيادة أخيه الأصغر " تهارقا " فوجد نفسه مضطرا للتخلي عن نشاطاته المدنية والتصدي للآشوريين عام 663 ق.م . .
خلف " تهارقا " ابن اخيه "تانوت أمون" الذي تمكن من استعادة منف من الآشوريين وأعاد وادي النيل ،وقد انتهت إلى احتلال الأجزاء الشمالية من النوبة في عهد الملك المصري" بساماتيك الثاني" في آخر الدولة الفرعونية الحديثة .
3- مملكة مروي :- تأسست وتوسعت مملكة مروي على أنقاض مملكة نبتة .
العصر البطلمي :- تذكر المصادر التاريخية خلو المنطقة من أسوان وحتى الشلال الثاني من السكان ولا سيما من النوبيين .
العصر الروماني :- وفي سنة 25ق.م قام النوبيون في عهد الملكة النوبية "أمان ريناس" بثورة كبيرة ضد الرومان وتغلبوا على الحامية الرومانية واستولوا على جزيرتي أنس الوجود، وألفنتين، ومدينة أسوان، فخرج الحاكم الروماني" بترونيوس "على رأس جيش كبير التقى الجيش النوبي قرب الدكة وكانت الغلبة للرومان الذين تقدموا جنوبًا وحاصروا فلول الجيش النوبي في قلعة أبريم واستولوا عليها ثم واصلوا زحفهم صوب عاصمة النوبة نباتا وتمكن "بترونيوس "من تدميرها ونهب ما فيها من كنوز ، إلا إن كل ذلك لم يضعف مقاومة النوبيين الذين جمعوا قواتهم وتقابلوا مع الجيش الروماني عند أبريم فقبل النوبيين الصلح مع الرومان والذي تم بموجبه إعفائهم من دفع الجزية للرومان ثم مرت النوبة بفترة غامضة لا يعرف عنها الكثير ووفود مجموعات بشرية جديدة مجهولة الجنس كما عرفت باسم حضارة بلانة (الحضارة"س" ) لوجود أثار حضارة بها ولم تسمى بهذا الاسم في عصرها .
العصر المسيحي ( 550 م - 1400 م ) :-
بدأت علاقة النوبة بالمسيحية عندما أرسلت الإمبراطورة الرومانية "ثيودورا "( على المذهب الملكاني مذهب الملك وهو المذهب الكاثوليكي الآن ) بعثة تبشير مسيحية من القسطنطينية عام 543 م بقيادة" جوليان " لنشر المسيحية هناك وساعده الأسقف ثيودور أسقف فيلة وأسوان . وفي عصر الإمبراطور جوستنيان اعتنقت النوبة بأكملها المسيحية( علي المذهب الملكاني وليس المذهب الأرثوذكسي) ليبدأ العصر المسيحي وبعد الفتح الإسلامي والقضاء على الرومان في مصر وحرية المذهب اليعقوبي في الدعوة انتشر المذهب المصري اليعقوبي (الأرثوذكسي) في النوبة بعد ذلك .
المسيحية بعد الفتح الإسلامي : يذكر ابن الفَقيه (توفى 340 هـ /951 م( في تاريخ البلدان عن ديانة النوبة ص 130 : والنوبة يعقوبيّة(أرثوذكسية)، وللصقالبة صلبان- الحمد الله على الإسلام- وكذلك أهل علوا وتكريت والقبط والشام كلّها نصارى يعقوبيّ وملكي(كاثوليكي)، نسطوريّ، ونيقلائيّ، وركوسيّ، ومرقيونيّ، وصابئ، ومنانيّ- الحمد لله على الإسلام ، والنوبة أصحاب ختان لا تطأ في الحيض، ولا تغتسل من الجنابة، وهم نصارى يعقوبيّة، يهذون الإنجيل، والروم ملكانيّة يقرءون الإنجيل بالجرمقانيّة، وأهل بجة عبّاد أوثان، يحكمون بحكم التورية ودمقلة مدينة النوبة وبها منزل الملك وهي على ساحل البحر، ولها سبع حيطان وأسفلها بالحجارة، وطول بلادهم مع النيل ثمانون ليلة ) .
ويبدوا ان البجة قد اتخذت التوراة للحكم من الحداربة(الحضارمة) اليمنيين الذين تزلوا ارض البجة قديما وتوجد صورة لملك نوبي وجدت بكنيسة قديمة بفرس شمال وادي حلفا اسمه ايبارش (ميزاريك) صاحب قلعة الجبل وملامحه عربية والتاج أعلاه هلال ومن الأمام نجمة صهيون ( ب.ل. شتي بلاد النوبة في العصور الوسطي ص16 ) .
وقد قامت في هذا العصر ثلاث ممالك مسيحية في منطقة النوبة عام 540 م .
1- مملكة نوباتيا : أسسها الملك " سليكو " ما بين الشلالين الأول والثاني على أنقاض مملكة البليمي كانت عاصمتها عند كلابشة ( للملك سليكو نقوش بالقرب من كلابشة القديمة يعود إلى 530 م ( ب.ل. شتي بلاد النوبة في العصور الوسطي ص16 ) ثم تحولت العاصمة الى فرس(جنوب أدندان القديمة) ثم تغير اسمها إلى المريس والتي نزح إليها بني الكنز بعد ذلك واستولوا عليها .
2- مملكة المقرة : ومنها قبائل الواوات والواوات تعنى التجديف المستمر وكانوا فى مناطق: كركر والدر وإبريم وسمنه والشب وواحة سليمة وادي حلفا وهى مناطق الشلالات الثاني والثالث وتبدأ من عند "الأبواب"التي تقع بالقرب من كبوشية جنوب مروي القديمة، وهذه المملكة عاصمتها "دنقلة العجوز " وقد اتفقت هذه المملكة مع عبد الله بن ابي السرح الذي غزا النوبة وضرب دنقلة بالمنجنيق واخضع ملكها على دفع الجزية (سميت بمعاهدة البقط ) ، وفي عهد الظاهر بيبرس تم إرسال حملة للقضاء على مملكة المقرة وقد نزح إليها بني الكنز الفارين من صلاح الدين الأيوبي .
ذكر المقريزي في المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ج1 ص 354 عن وثيقة مفقودة لابن سليم الاسواني ( النوبة والمقرة جنسان بلسانين كلاهما على النيل فالنوبة هم المريس المجاورون لأرض الإسلام وبين أوّل بلدهم وبين أسوان خمسة أميال ويقال أن سلها جد النوبة ومقري جد المقرة من اليمن وقيل النوبة ومقري من حمير وأكثر أهل الأنساب على أنهم جميعاً من ولد حام بن نوح وكان بين النوبة والمقرة حروب قبل النصرانية . وأوّل أرض المقرة قرية تعرف بـ تافة على مرحلة من أسوان ومدينة ملكهم يقال لها نجراش على أقل من عشر مراحل من أسوان ويقال أن موسى صلوات الله عليه غزاهم قبل مبعثه فى أيام فرعون فأخرب تافة وكانوا صابئة يعبدون الكواكب وينصبون التماثيل ثم تنصروا جميعاً النوبة والمقرة ومدينة دنقلة هى دار مملكتهم وأوّل بلاد علوة قرى فى الشرق على شاطئ النيل تعرف بالأبواب
ولهذه الناحية وال من قبل صاحب علوة يعرف بالرحراح * والنيل يتشعب من هذه الناحية على سبعة أنهار فمنها نهر يأتي من ناحية المشرق كدر الماء يجف فى الصيف حتى يسكن بطنه فاذا كان وقت زيادة النيل نبع فيه الماء وزادت البرك )
والاختلاف بين النسابين في اصل سلها ومقري جاء من الهجرات اليمنية الحميرية قبل التاريخ والتي أدت إلى تعريب النوبة الشمالية مبكرا حتى قبل الإسلام بقرون طويلة حيث أن اصل النوبة الكوشية حامي وخاصة مملكة العلوة وما بعدها جنوبا من شعوب افريقية أما النوبة الشمالية مقرة والنوبة فتم تعريبها عرقا قديما في عصور مبكرة وقد تكاثر واكتسب العرب الحميريون لهجة النوبة الشمالية بالمصاهرة تدريجيا عبر قرون طويلة .
3- مملكة علوة : وقامت في النوبة العليا (يطلق عليها نوباء تميزا لها عن النوبة الشمالية ) وكانت عاصمتها سوبا بالقرب من الخرطوم الحالية وسقطت في عام 1504 م– 910هـ على يد الفونج حيث انتقلت مملكة الفونج بعد ذلك إلى سنار وسميت بعد ذلك بالسلطنة الزرقاء وفي عام 1650م اتحدت مع مملكة المقرة فنشأت مملكة قوية .
ممالك ظهرت علي فلول بعض القبائل النوبية الفارة من الزحف العربي ومنها :-
1. مملكة الداجو في دارفور وكانت عاصمتها جبل مرة ثم أم كردوس فكلوا. نشأت مملكة الداجو في دارفور بين القرن العاشر والحادي عشر الميلاديين وكانت تضم المنطقة من النيل الأبيض حتى نهر شاري ومن شمال كردفان وحتى بحر الغزال. ويرى آركل انها امتداد لمملكة مروي التي انهارت نحو عام350 م ففر ملوك الداجو غرباً إلى كردفان ودارفور مع عدد كبير من القبائل النوبية كالبرتي ،و البرقد، والبيقو. التنجار، والميدوب و ايضا قبائل افريقية مثل المسليت (المساليط) والزغاوى والفور وحكم عدد كبير من ملوك الداجو المنطقة حتى انهارت المملكة ويعتقد أن الداجو جاءوا من مروي بعد سقوطها على يد عيزانا ملك مملكة أكسوم الحبشية فاستطاع ملوك مروي الهروب جنوب غرب نهر النيل وأنشأوا مملكة في دارفور و وقد هاجر الداجو من دارفور إلى جبال النوبة ( للنوبيين في جبال النوبة ستة عشر لهجة) وهم أول من استقروا في منطقة " إبيي " الحالية ) المنطقة المتنازع عليها بين السودان والجنوب المنفصل ) وذلك قبل أن يسكنها قبائل المسيرية و الدينكا نوق وتصاهروا مع قبيلة السقوري و قبيلة اللقوري .
2- مملكة التنجور (التنجار) في دارفور بعد أن انهارت مملكة الداجو قامت مملكة التنجور وأصلهم من السلو اصل منطقة المريس جنوب أسوان وبعضهم من بني هلال الذين استوطنوا مع بني الكنز فترة القرن التاسع الهجري ثم رحلوا عن المنطقة . ( تشحيذ الأذهان ص 138 )
3- مملكة " الكيرا" وهي اسرة من قبيلة الفور في دارفور اتنزعت حكم دارفور من التنجار .
- تاريخ العرب الكنوز في منطقة أسوان والنوبة
- بدأت الهجرات العربية إلى منطقة أسوان والنوبة سنة 240 هجرية( 855 م) تقريبا في زمن الخليفة العباسي "المتوكل على الله" قبائل من ربيعة وهي قبيلة كانت تسكن تهامة بالجزيرة العربية بدأت تتوافد علي أسوان هربا من الأحوال السيئة في الجزيرة العربية أو بغرض التجارة و بحثا عن الذهب والزمرد بوادي العلاقي وأسوان ووادي الحمامات بقنا .
- يذكر المسعودي (توفى 346 هـ ) ص 171 في مروج الذهب: ومدينة أسوان يسكنها كثير من العرب من قحطان ونزاربن معد من ربيعه ومضر وخلق من قريش، وأكثرهم ناقلة من الحجاز وغيره،
ويذكر ان العرب الساكنين في اسوان قد اشتروا من النوبيين أراضيهم فغضب ملك النوبة وقال أنهم عبيد له لا يحق لهم بيع أراضيهم فرفض بعض النوبيين ذلك ورضي آخرون فمن رفض عبوديته لملك النوبة سكن المريس والآخرون سكنوا جنوبا خارج المريس
يذكر المسعودي مروج الذهب ص 175 : وصار النوبة أهل مملكة هذا الملك نوعين: نوع ممن وصفنا أحرأر غير عبيد، والنوع الأخر من أهل مملكته عبيد، وهم من سكن النوبة في غير هذه البلأد المجاورة لأسوان، وهي بلاد مريس.
".فيقول ابن خلدون في تاريخه " العبر" الجزء السادس ص 13 : " ثم تحيز بنو سليم والكثير من ربيعة بن عامر إلى القرامطة عند ظهورهم وصاروا جندا بالبحرين وعمان ولما تغلب شيعة ابن عبيد الله المهدي على مصر والشام، وكان القرامطة قد تغلبوا على أمصار الشام فانتزعها العزيز منهم وغلبهم عليها وردهم على أعقابهم إلى قرارهم بالبحرين، ونقل أشياعهم من العرب من بني هلال وسليم، فأنزلهم بالصعيد وفي العدوة الشرقية من نهر النيل، فأقاموا هناك وكان لهم اضرار بالبلاد " .
ثم اتنقلوا الى غرب النيل بالصحراء الغربية وجنوب الواحات ذكر ابن حوقل(توفى 367 هـ) في كتاب صورة الأرض: ص 155 وبالواحات من بنى هلال عدّة . وفي ص133( ثمّ من أسفل النيل فى يمين الصورة ناحية الواحات وتحت ذلك مساكن بنى هلال).
- وقد لحقوا بأبناء عمومتهم من بني ربيعة في الصعيد والنوبة ، في زمن العزيز بالله الفاطمي بعد أسر الفاطميين العبيديين ( آل عبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية ) للقبائل الموالية للقرامطة (حركة شيعية لقبها المستشرقين ببلاشفة المسلمين لإفراطهم سفك الدماء والدعوة إلي الاشتراكية ) وهم من عشيرة داوود القيسية فرع من فروع القبيله الكبيره بني عامر بن صعصعه فرع من هوازن في نجد بالجزيرة العربية وكانت معها قبائل موالية لها مثل بني هلال و ربيعه و نمير و سواءة و الأثبج وزغبة وجشم ورياح وعدي وذلك بصفتهم أسرى حرب مستعبدين وقد قام القرامطة بقتل الحجاج و نزع الحجر الأسود سنة 317 وردموا بئر زمزم بجثث قتلى الحجاج وعطلوا الحج اثنين وعشرون عاما نظرا لخو الكعبة من الحجر الأسود مما ادى الى تغريب اشايعهم من الشام بعد ان تغلب عليهم الفاطميين بها ونقلوهم الي الصعيد والنوبة ذكر جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ في كتاب (حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة):، وفي سنة ثلاثمائة وثلاث وستين 363هـ ، خرج بنو هلال وطائفة من العرب على الحجاج، فقتلوا منهم خلقًا كثيرًا، وعطلوا على من بقي منهم الحج في هذا العام، ولم يحصل لأحد حج في هذه السنة سوى أهل درب العراق وحدهم
وسيكون لهم اثر في الصعيد والنوبة والسودان وفي الصراع مع بني الجعد الأنصار و النوبيين وإجلائهم منها سنة 767 هـ و 780 هـ .
إمارة بني الكنز الأولى :- اختار بنو الكنز أميرا لهم هو" أبو المكارم هبه الله "زمن" الحاكم بأمر الله " الخليفة الفاطمي الذي ساعده في القبض على الثائر الأموي" أبو ركوة
- وهذا يعني أن موجات من القيسية قد استقرت في أرض المعدن واشتغلوا بالتعدين، وكذلك جماعات من السبئية، ، فإن المقريزي يحدثنا أن جذاما كانت من قبائل الصعيد
- إلا أن الكنز أميرهم كان شريفا قرشيا حين كانت القبائل تطبق مبدأ الحديث " الأئمة من قريش " وحديث النبي " قدموا قريشا ولا تقدموها " فمن المعروف أن أمراء بني الكنز لابد وان يكونوا من الأشراف آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كما يذكر الادفوي سنة730 هـ في الطالع السعيد ص 134 عن الشاعر ابو الفرج سهل الأسواني .
أيا كنز الدولة آل النبي ومن ذب عن حوزتيهما وحامى
بهـرت الأنــام بـمـجــد أشم سبقت إلى غايته الكرام
- وتفيدنا المصادر بأن القرشيين في مصر كانوا ايضا مقربين لبني أيوب. والأيوبيون، فضلا عن هذا، كانوا حريصين على أن يضيف الأيوبيين إلى تعربهم الثقافي، عروبة سلالية وكانوا مقربين أيضا الى المماليك بعد ذلك ثم العثمانيين .
- حدود مصر في ذلك التاريخ : يذكر ابن الفَقيه (توفى في 340 هـ = - نحو 951 م( حدود مصر في ذلك الوقت في كتابه مختصر تاريخ البلدان ص 130 : ومن دمقلة إلى أسوان أوّل مصر مسيرة أربعين ليلة، ومن أسوان إلى الفسطاط خمس عشرة ليلة ومن أسوان إلى أدنى بلاد النوبة خمس ليال(الليلة 15 كم تقريبا أي 75 كم جنوبا )، وفي الشرق من بلاد النوبة البجة ما بين النيل وبحر اليمن، وهو بحر القلزم بمصر، وبحر الجار بالمدينة، وبحر جدّة بمكّة، وبحر اليمن بالشحر، وعمان وفارس والأبلّة .
- ذكر : عبد الله بن عبد العزيز بن محمد بن أيوب بن عمرو البكري ولد في 432 هـ الى 483 هـ ، أكبر جغرافي عربي في الأندلس وأشهر أديب في القرن الخامس الهجري في المسالك والممالك: ص 619 .: ومدينة أسوان، وهي (آخر مدن الإسلام وثغرهم من بلاد مصر، وهي متصلة ببلاد النوبة. وبين أسوان- وهي آخر بلاد الإسلام- والعريش، وهو آخر حدّ مصر، حائط العجوز قد حوّط أرض مصر كلها وبين مدينة أسوان ومدينة صور التي هي أول بلاد النوبة صحراء فيها أعراب يعرفون ببني حمار وبني هلال وبني كنانة وبني جهينة يؤدون أعشارهم الى صاحب مصر. وأسوان في أول الصحراء الى ساحل بحر النعم الى مدينة على ساحل البحر تسمّى عيذاب، وهي في صحراء تتجوّل فيها قبائل السودان من البجاة. ومسجد الردّ بني آخر عمل أسوان وهو رباط أسوان.) .
- ويذكر ابن حوقل 367 هـ في صورة الأرض ص 133: ناحية الواحات وتحت ذلك مساكن بنى هلال،) أي انهم في ذلك الوقت كانوا جنوب صحراء الواحات في الصحراء الغربية من أسوان .
- ثم تغير الوضع وانقلب الحال مع الفاطميين من الولاء إلى عداء زمن الخليفة الفاطمي" المستنصر بالله "سنة 463 هـ عندما أعلن "كنز الدولة محمد "استقلاله التام بسبب حالة الفوضى التى عمت مصر بعد الشدة المستنصرية (قصور النيل ثم المجاعة في عهد المستنصر)وقد شجعه على ذلك بعض العرب الوافدين إليه مثل بني هلال الذين تم تغريبهم من الشام إلي الصعيد والنوبة بصفتهم أسرى حرب .
- وقد حدثت ثورة من كنز الدولة وتحركت قواته للقضاء على الخليفة الفاطمي الجديد " المستعلي بالله ابو القاسم"بسبب دفع بدر الدين الجمالي بولاية العهد إلى المستعلي بالله بدلا من أخوه الأكبر نزار الذي ينتمي إليه بعض فرق الشيعة ، الأمر الذي رفضه بعض وجوه الفاطميين، و منهم الحسن الصباح زعيم حركة الحشاشين في إيران ، الذي عرف فيما بعد بشيخ قلعة الجبل (قلعة الاموت) ويبدو انه أثار أتباعه من بني الكنز ضد بدر الجمالي وهو السبب الحقيقى للثورة اي انه كان خلافا شيعيا داخليا .
فأرسل الخليفة الفاطمي" المستعلي بالله ابو القاسم" القائد "أمير الجيوش بدر الدين الجمالي" إلي كنز الدولة محمد عام 491 هـ والذي هزم كنز الدولة وقتل عدد كبير من العرب المتواجدين مع "كنز الدولة محمد" وخاصة عند معركة إسنا وفر كنز الدولة إلى دنقلة وسلمه ملك النوبة إلي "بدر الجمالي" وقتل على باب الحديد ثم تم تعيين سعد الدولة" سارتكين القواسي" ابن أخ" كنز الدولة محمد "واليا على أسوان بوساطة ملك النوبة والذي اشترك معه في قتال الفرنج بالشام وقتل خلال المعارك في عسقلان عام 493هجرية .
عام 544 هجرية تم تعيين طلائع بن رزبك واليا على قوص وأسوان والصعيد .
- إمارة بني الكنز الثانية :- عند أسوان والمريس
- المريس هي المنطقة الواقعة بين أسوان و بلانة بين الشلال الأول والثاني
( وقال البكري، أكبر جغرافي عربي في الأندلس وأشهر أديب في القرن الخامس الهجري (المتوفى: 487هـ).في كتاب المسالك والممالك ص 320 في ذكر ممالك السودان ان فيهم بربر غير بربر المغرب : صار ولد كوش بن كنعان نحو المغرب حتّى قطعوا نيل مصر، ثمّ افترقوا فصارت منهم طائفة إلى المشرق وطائفة إلى المغرب، فمن المشرق النوبة والبجاة والزّنج والحبشة، فمن المغرب الزّغاوة والمفافوا ومركة وكوكو وغانة وغيرهم من أنواع الأحابيش والزنج، أصناف منهم مكير وبربر، وهم غير البربر [الّذين في بلاد المغرب] والمشكر وغيرهم.)
ذكر ياقوت الحموي(574- 626 ) هـ في معجم البلدان ص 342: (وبلاد النوبة ست مراحل (المرحلة 45 كم 45 *6 = 280 كم ) وبها قبائل من البربر من لواتة وغيرهم ). أي أن قبائل من البربر فد سكنت النوبة في ذلك العصر او هم نوع من البربر غير بربر المغرب كما ذكر البكري .
- 568هـ دافع كنز الدولة عن أسوان ضد هجوم ملك النوبة وطلب النجدة من "صلاح الدين الأيوبي " الذي أرسل إليه" الشجاع البعلبكي" وبعدها اقطع” صلاح الدين الأيوبي" إمارة بني الكنز إلى أخيه "توران شاه" إقطاعا حريبا ثم اقطعها إلى" أبي الهيجاء السمين" احد قواده .
- استطاع" كنز الدولة بن المتوج" جمع عدد كبير من الناس بإغراء المال وأيضا بسبب حب الناس له فقام بقتل" آبي الهيجاء" السمين الحاكم الجديد ومن معه عام 570 هـ وذلك أثناء صد "صلاح الدين "هجوم أسطول الفرنج على الإسكندرية .
- و تحالفت قوات كنز الدولة مع "عباس بن شادي وفلول ثورة مؤتمن الخلافة وعمارة اليمني " وبعض الجند المصريين والسودانيين ضد صلاح الدين الأيوبي في محاولة إعادة الحكم الفاطمي ، وقد أرسل صلاح الدين الأيوبي حملة بقيادة أخيه "الملك العادل "وقضى عليهم جميعا وبلغ عدد القتلى ثمانين ألفا( يذكر المؤرخ ابو شامة في الروضتين " وأسرعت البلية إلى الطود وبها وقعت في أهلها وباءت بعد عزها بذلها" ) فخربها وانزل السيف في أهلها عند بلدة الطود وهرب كنز الدولة إلى بلاد النوبة (مملكة مقرة) وتصاهر مع ملوكها واكتسبوا لهجتهم واستفادوا من نظام الوراثة عندهم بان يرث ابن البنت .
- في ذلك التوقيت ظهرت فكرة إقامة تحالف صليبي حبشي (يقصد بالحبشة في ذلك الوقت ممالك النوبة المسيحية بالسودان لان ملوك أوروبا كانوا يخلطون اسم النوبة بالحبشة ) وذلك للإطباق على مصر من الشمال والجنوب وظهور مخطط أوروبي حبشي لتحويل مجرى نهر النيل وحرمان المصريين من مياهه ولم يتم هذا المشروع في زمن الأيوبيين .
وكان ملك البرتغال قد منح اليسوعيين (الجزويت)الولاية الروحية على الحبشة بلاد النوبة (بلاد علوة لان النوبة المقرة أصبح مذهبها يعقوبي ) .
- عام 670 هـ قام الملك" داوود الأول " ملك النوبة بهجوم على أسوان وعلى ثغر عيذاب وصد " نجم الدين عمر " من أمراء أسوان هذا الهجوم حتى جاءت حملة "الظاهر بيبرس "لصد هذا الهجوم بحملة عام 671هـ ثم قام بحملة ثانية على بلاد النوبة(بلاد مقرة) عام 673 هـ وكان في الحملة ملك نوبي يدعى "شكندة (اسكندر)" كان يشكو" للظاهر بيبرس "أن الملك" داوود "اغتصب عرشه فأجلسه" الظاهر بيبرس" على عرش دنقة وهرب "داوود الأول " إلى مملكة علوة وقبض ملك علوة على "الملك داوود الأول " وأرسله إلى" الظاهر بيبرس "عام 675 هـ وسجن" الملك داوود "وتوفى في سجنه وكان قد استعان أثناء الحملة بكنز الدولة في ذلك الوقت "قمر الدولة" أمير قلعة الجبل في الدر واستولى على سواكن ببلاد مقرة، وقد ولى" الأمير حمد بن محمد ابوالجعافرة " أميرا على الصعيد الاعلي بالطود – قرب الأقصر - (وكان قد استعان في حملته ببعض العرب منهم الجعافرة أولاد محمد ابوالجعافرة ) وانشأ إمارة كنزية جديدة شمال دولة بني الكنز التي قامت على ارض المريس
- و كان" شكندة(اسكندر)"قد استعان "بالظاهر بيبرس" لإعادته لعرش النوبة من "داوود الأول"ثم مات "شكندة" وتولى من بعده "برك" ثم قتل برك علي يد "سي مأمون- بيت مأمون" (تاريخ السودان نعوم شقير ص71 ) والذي استولى على عرش دنقلة والذي تولى عرش النوبة ثلاث مرات متقطعة .
- سنة 678 هـ حملة " السلطان قلاوون" على بلاد النوبة بقيادة "علم الدين سنجر الشهير بالخياط "و"عز الدين ايدمر السيفي " و"عز الدين والكوراني " والي قوص .
- ثم قرر السلطان قلاوون تعيين والي ونائبا من قبل الدولة المملوكية على الدر وابريم (كنز الدرر وجامع الغرر جزء 9 ص 184 ) .
سنة 686هـ وفي سادس ذي الحجة السلوك ج1 ص 250: توجه الأمير علم الدين سنجر المسروري المعروف بالخياط متولي القاهرة، والأمير عز الدين الكوراني، إلى غزو بلاد النوبة. وجرد السلطان معهما طائفة من أجناد الولايات بالوجه القبلي والقراغلامية، وكتب إلى الأمير عز الدين أيدمر السيفي السلاح دار متولي قوص أن يسير معهما بعدته ومن عنده من المماليك السلطانية المركزين بالأعمال القوصية، وأجناد مركز قوص، وعربان الإقليم: وهم أولاد أبي بكر وأولاد عمر، وأولاد شيبان وأولاد الكنز وبني هلال، وغيرهم. فسار الخياط في البر الغربي بنصف العسكر، وسار أيدمر بالنصف الثاني من البر الشرقي، وهو الجانب الذي فيه مدينة دمقلة. لما وصل العسكر أطراف بلاد النوبة أخلي ملك النوبة سمامون البلاد، وكان صاحب مكر ودهاء وعنده بأس. وأرسل سمامون إلى نائبة بجزائر ميكائيل(صاي) وعمل الدو واسمه جريس ويعرف صاحب هذه الولاية عند النوبة بصاحب الجبل يأمره بإخلاء البلاد التي تحت يده أمام الجيش الزاحف، فكانوا يرحلون والعسكر وراءهم منزلة بمنزلة حتى وصلوا إلى ملك النوبة بدمقلة، فخرج سمامون وقاتل الأمير عز الدين أيدمر قتالاً شديداً، فانهزم ملك النوبة وقتل كثير ممن معه واستشهد عدة من المسلمين. فتبع العسكر ملك النوبة مسيرة خمسة عشر يوما من رواء دمقلة إلى أن أدركوا جريس وأسروه، وأسروا أيضاً ابن خالة الملك وكان من عظمائهم، فرتب الأمير عز الدين في مملكة النوبة ابن أخت الملك، وجعل جريس نائبا عنه، وجرد معهما عسكراً، وقرر عليهما قطعة يحملانها في كل سنة، ورجع بغنائم كثيرة ما بين رقيق وخيول وجمال وأبقار وأكسية.
- " السلطان قلاوون ولى "داوود الثاني " ملكا على النوبة ثم عاد "سيمامون " إلى ملك النوبة وتوفى سنة 693 هـ وتولى عرش النوبة " أني " ثم " بوديما " في نفس العام ثم " أماي " وتوفى" أماى "سنة 716 هـ وتولى بعده أخوه "كرنبس(كيرلس)" الذي امتنع عن دفع البقط فأرسل "محمد بن قلاوون" حملة إزاحته عن العرش .
- وقد طلب "كرنبس "من "محمد بن قلاوون" أن يولي ابن أخته المسلم " كنز الدولة شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك " غير انه رفض وولى مكانه "عبد الله برسمبو" والذي كان قد اسلم وبدأ إسلام أهل النوبة من ذلك التاريخ .
- غير أن أهل النوبة كرهوا" برسمبو "والذي شجع ذلك كنز الدولة "شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك "(فخر الدين مالك هو عم نجم الدين عمر _المذكور في الطالع السعيد للادفوي ص13 _ وهو غير نجم الدين بن رضوان بن علي المغربي بن سراج الدين بن عيسى بن محمد أبو الجعافرة المتوفى 800 هـ جد الكنوز الشرقيين "الماتوكيين "الذي خلفه ابنه نصر الدين ملك النوبة ) .
- وقد حرض" شجاع الدين نصر "النوبيين على قتال" برسمبو "في معركة سنة717 هـ وقتل "برسمبو" .
- ورفض" محمد بن قلاوون "الاعتراف بكنز الدولة وأرسل حملة بها خاله" أبرام" والذي قبض على كنز الدولة وأراد إرساله إلى "محمد بن قلاوون" ولكنه مات بعدها بأيام وعاد كنز الدولة للملك مرة أخرى بعد وفاة خاله ، ثم أرسل"محمد بن قلاوون" خاله الأخر" كرنبس" وهرب كنز الدولة إلى بلاد علوة وتولى "كرنبس "عرش النوبة مرة أخرى وما إن عادت الحملة إلى القاهرة حتى عاد كنز الدولة إلى حكم النوبة وقرر" محمد بن قلاوون "الاعتراف به ومن ذلك يتضح أن النوبة حتى ذلك التاريخ كانت تبعيتها لمصر .
يذكر ذلك العمري في التعريف بمصطلح الحديث " إن صاحب دنقلة رعية من رعايا صاحب مصر" .
- . لقد كانت النوبة تحت حكم المسلمين، إذ كان كنز الدولة أو واحد من أحفاده لا يزال على العرش فى عام 1349 م/ 750هـ .
حيث يذكر العمرى أن النوبة بلد مسيحي يحكمه ملوك مسلمون من بنى كنز .
حدود مصر في ذلك التاريخ : كما يصفها ابن فضل الله العمري (700 - 749 هـ = 1301 - 1349 م) في التعريف بالمصطلح الشريف ص 217 و 218 ) ومصر يشتمل عليها أربعة حدود:- فأما الحد القبلي فينتهي من ضفة القلزم حيث عيذاب على بلاد الحداربة، إلى الروم من بلاد النوبة خلف الجنادل التي على مصب النيل، إلى جبال المعدن، إلى صحراء الحبشة. وأما الحد الشرقي فينتهي إلى بحر القلزم؛ وغالب ما بينه وبين مجرى النيل منقطع رمال ومحاجر وجبال؛ ويسمى ما ساحل البحر في هذا الحد: بر العجم، ثم يتسع من حيث السويس وما أخذ شرقا عن بركة الغرندل التي أغرق الله فيها فرعون فينتهي الحد إلى تيه بني إسرائيل حتى يقع على أطراف الشام.وأما الحد الشمالي وتسميه أهل مصر: البحري فما بين الزعقة ورفح حيث الشجرتان؛ وما إخال اليوم بقاء الشجرتين، وإنما هما موضع الشجرة التي تعلق فيها العوام الخرق، وتقول هذه مفاتيح الرمل، وهي حيث الكتب المجنبة عن البحر الشامي قريبا من الزعقة. فأما الأشجار التي بالمكان المعروف الآن بالخروبة، ويعرف قديما بالعش - وقد بني بها خان سبيل، وعملت ساقية يجري منها الماء إلى حوض تستسقي من المارة والحلال - فهي وإن عظمت محدثة عن زمان من حدد الأقاليم وليست في موقع ما ذكروه. ثم يأخذ هذا الحد .
وفي نفس الصفحة ذكر عن عيذاب والبجة : ويسكنها قوم يعرفون ببني يولس ، ويقال إنهم من البجاة، ويقول آخرون إنهم من العرب وإنهم فزارة ، قوم نفاهم أبو بكر الصديق
- حيث تقسمت المنطقة من الصعيد إلي النوبة ودنقلة إلى أحلاف قبلية كما يذكر المقريزي في البيان و الإعراب فيما نزل مصر من الأعراب وهي
1- الحلف القرشي :
2- حلف ربيعة :
3- الحلف االهلالي :
4- الحلف العركي :
5- بهراء :
6- المغاربة :
- ذكر المقريزي سنة 749 هـ : وفيه قدم الخبر بقتل الأمير صعبه كاشف الوجه القبلي، فيما بين عرك وبني هلال، وقتل كثير من أصحابه، وأخذ ما معهم. وشن العرب بعد قتله الغارات على البلاد، وأمعنوا في نهب الغلال وقطع الطرقات، وذلك بعد دخولهم سيوط ونهبها .
- يذكر ابن اياس في تاريخه المسمي وقائع الدهور ص 550 : . وفي عام 754هـ ونشب نزاع بين عرك وبني هلال، وتدخل المماليك في هذا النزاع، ومالأوا بني هلال، وقتل عدد كبير من المماليك وأمرائهم في هذا الحادث. و قدوم العسكر " وشن المماليك الحملة عليهم، وبعث أمراء المماليك " ليؤمن بني هلال أعداء عرك، ويحضرهم ليقاتلوا عرك أعداءهم، فانخدعوا بذلك، وفرحوا به، وركبوا بأسلحتهم، وقدموا في أربعمائة فارس، فما هو إلا أن وصلوا إلى الأمير شيخو " قائد المماليك " حتى أمر بأسلحتهم وخيولهم فأخذت بأسرها ووضع فيهم السيف، فأفناهم جميعا " . وقامت معارك عنيفة بين الحلف العركي والمماليك، وقتل من الجانبين خلق كثير، وطورد العرب إلى بلاد السودان، " ولم يبقى بدوي في صعيد مصر "
- ووصف ابن إياس في تاريخه وقائع الدهور نهاية هذه المعركة فقال: " ثم إن الأمراء مشوا وراء العربان إلى أطراف بلاد الزنج (ما بعد جنوب السودان حاليا) .
- المقريزي سنة 755 هـ حشد الأحدب بن واصل شيخ عرك جموعه، وصمم على لقاء الأمراء، وحلف أصحابه على ذلك. وقد اجتمع معه عرب منفلوط، وعرب المراغة وبني كلب وجهينة وعرك، حتى تجاوزت فرسانه عشرة آلاف فارس تحمل السلاح، سوى الرجالة المعدة، فإنها لا تعد ولا تحصى لكثرتها. وجمع الأحدب مواشي أصحابه كلهم وأموالهم وغلالهم وحريمهم وأولادهم، وأقام ينتظر قدوم العسكر .
- ثم رحل الأمير شيخو عن سيوط، وبعث الأمير مجد الدين الهذبانى ليؤمن بنى هلال أعداء عرك، ويحضرهم ليقاتلوا عرك أعداءهم. فانخدعوا بذلك، وفرحوا به، وركبوا بأسلحتهم، وقدموا في أربعمائة فارس، فما هو الا أن وصلوا إلى الأمير شيخو فأمر بأسلحتهم وخيولهم فأخذت بأسرها، ووضع فيهم السيف، فأفناهم جميعاً. وركب الأمير شيخو من فوره، وصعد عقبة أدفو في يوم وليلة، فلما نزل إلى الوطاة قدم عليه نجاب من أمراء أسوان بأن العرب قد نزلوا في برية بوادي الغزلان، فالبس العسكر الة الحرب وهلك من العرب خلائق بالعطش، ما بين فرسان ورجالة وجدهم المجردون في طلبهم، فسلبوهم. وصعد كثير منهم إلى الجبال .
- ثم عاد الأمير شيخو. ممن معه، وصحبته نحو الالفي رجل في الحديد، فلم يصل إلى القاهرة منهم سوى ألف ومائتين، وهلك باقيهم بالجوع والتعب.
- وبحلول عام 1365م - 767هـ تتغيرت الصورة ثانية إذ وصلت إلى مصر إلى السلطان "الاشرف شعبان الثاني" سفارة من ملك نوبي غير مسيحي تسعى إلى كسب الدعم ضد قبائل عربية معينة كانت قد بدأت تغزو المملكة. تلك القبائل تمثلت فى بنى جعد وبنى عكرمة وبنى كنز. فى فترة زمنيَّة سبقت عام 1365م/ 767 هـ حيث كان هناك انقلاب آخر من الانقلابات المتكررة فى قصر المقرة بدنقلة ، خلع فيه الملك وقتل على يد ابن أخته، .
نبذة عن إمارات العرب و أمراء النوبة العرب أصحاب المكاتبات مع المماليك من 763هـ حتى 769هـ من صبح الأعشى القلقشندي الجزء 8 ص 3
ولعلّ هؤلاء أيضا من عربان الممالك المحروسة، غير أنه لا إقطاعات لهم، وعدّ منهم ثمانية أشخاص، وذكر أنه كتب إلى كل منهم الاسم ومجلس الأمير:
الأوّل- سمرة (لعله سمرة بن ابي مرخة من الشايقية بالسودان)بن كامل العامريّ.
الثاني- عبّاد (لعله جد العبابدة بالعلاقي)بن قاسم.
الثالث- كمال بن سوار(جد السواراب بالسودان). قال: وهو مستحدث المكاتبة في العشر الأوّل من جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وسبعمائة.
الرابع- جنيد: شيخ الجوابرة من الهكاريّة بأبواب النّوبة. قال: وهو مستحدث المكاتبة في سنة تسع سنين وستين وسبعمائة 669هـ .
الخامس- شريف: شيخ النّمانمة، بأبواب النّوبة أيضا، ومكاتبته مستجدّة حينئذ.
السادس- عليّ: شيخ دغيم.
السابع- زامل الثاني. .
الثامن- أبو مهنّا العمرانيّ.
صراع بني الكنز وبني الجعد الأنصار والنوبيين عند دنقلة وجزيرة صاي والدر :-
عرب بني الكنز العرب في ذلك الوقت هم ربيعة وبني هلال وفزارة وعرك وجهينة
ذكر المقريزي في المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ص 557 الجزء 1– 350 وكانت الكثرة والغلبة ببلاد الصعيد لست قبائل، وهم: بنو هلال، وبلى، وجهينة، وقريش، ولواته، وبنو كلاب، وكان ينزل مع هؤلاء عدّة قبائل سواهم من الأنصار، ومن مزينة، وبني دراج وبني كلاب وثعلبة وجذام.
ذكر المقريزي في كتابه السلوك في معرفة دول الملوك أحداث سنة 767هـ ج2 ص248 : ((ثم قدم ركن الدين كرنبس من أمراء النوبة، والحاج ياقوت ترجمان النوبة، وأرغون مملوك فارس الدين، برسالة متملك دمقلة، بأن ابن أخته خرج عن طاعته، واستنجد ببني جعد من العرب، وقصدوا دمقلة فاقتتلا قتالاً كثيراً، قتل فيه الملك وانهزم أصحابه. ثم أقاموا عوضه في المملكة أخاه، وامتنعوا بقلعة الدو فيما بين دمقلة وأسوان. فأخذ ابن أخت المقتول دمقلة، وجلس على سرير المملكة، وعمل وليمة، جمع فيها أمراء بني جعد وكبارهم، وقد أعد لهم جماعة من ثقاته، ليفتكوا بهم، وأمر فأخليت الدور التي حول دار مضيفهم، وملأها حطباً. فلما أكلوا وشربوا، خرجت جماعة بأسلحتهم، وقاموا، على باب الدار، وأضرم آخرون النار في الحطب، فلما اشتعلت، بادر العربان بالخروج من الدار، فأوقع القوم بهم، وقتلوا منهم تسعة عشر أمير في عدة من أكابرهم. ثم ركب إلى عسكرهم، فقتل منهم مقتلة كبيرة، وانهزم باقيهم، فأخذ جميع ما كان معهم واستخرج ذخائر دمقلة وأموالها، وأخلاها من أهلها. ومضى إلى قلعة الدو، وسألا أن ينجدهما السلطان، على العرب، حتى يستردوا ملكهم ، والتزم بحمل مال في كل سنة إلى مصر. فرسم بسفر الأمير أقتمر عبد الغني، حاجب الحجاب، ومعه، الأمير ألجاي أحد أمراء الألوف وعشرة أمراء عشرات، وثمانية أمراء طبلخاناه منهم أمير خليل بن قوصون، وأسندمر حرفوش الحاجب، ومنكوتمر الجاشنكير، ودقماق بن طغنجى، ويَكتمر شاد القصر، وأمير موسى بن قرمان، وأمير محمد بن سرطقطاى، في عدة من المماليك السلطانية، وأخذوا في تجهيزهم من سادس عشر شهر ربيع الأول. وساروا في رابع عشرينه، وهم نحو الثلاثة آلاف فارس، فأقاموا بمدينة قوص ستة أيام، واستدعوا أمراء أولاد الكنز من ثغر أسوان ورغبوهم في الطاعة، وخوفوهم عاقبة المعصية، وأمنوهم. ثم ساروا من قوص، فأتتهم أمراء الكنوز طائعين عند عقبة ادفو، فخلع عليهم الأمير أَقتمر عبد الغني وبالغ في إكرامهم. ومضى بهم أسوان، فخيم بظاهره من البر الغربي، أربعة عشر يوماً، نقل ما كان مع العسكر في المراكب من الأسلحة وغيرها على البر، حتى قطعت الجنادل إلى قرية بلاق فأكمل نقل الأسلحة، والغلال، وغير ذلك، وطلعت المراكب من الجنادل، وأصلح ما فسد منها في طلوعها من الجنادل، وصارت من وراء الجنادل، وشحنت بالأسلحة والغلال، وبقية الأزواد، والأمتعة، ومرت في النيل. وسارت العساكر، تريد النوبة، على محازاتها في البر، يوماً واحداً، وإذا برسل متملك النوبة قد لاقتهم، وأخبروهم بأن العرب قد نازلوا الملك، وحصره بقلعة الدو فبادر الأمير أقتمر عبد الغني لانتقاء العسكر، وسار في طائفة منهم تجريدة، وترك البقية مع الأثقال. وجد في سيره، حتى نزل بقلعة أبريم، وبات بها ليلته، وقد اجتمع بملك النوبة، وعرب العكارمة، وبقية أولاد الكنز، ووافاه بقية العسكر. فدبر مع ملك النوبة على أولاد الكنز، وأمراء العكارمة، وأمسكهم جميعاً. وركب متملك النوبة في الحال، ومعه طائفة من المماليك. ومضى في البر الشرقي إلى جزيرة ميكائيل"صاي حاليا"، حيث إقامة العكارمة. وسار الأمير خليل بن قوصون في الجانب الغربي، ومعه طائفة، فأحاطوا جميعاً بجزيرة ميكائيل عند طلوع الشمس، وأسروا من بها من العكارمة، وقتلوا منهم عدة بالنشاب والنفط. وفر جماعة ونجا بعضهم، وتعلق بالجبال وغرق أكثرهم. وساق بن قوصون النساء والأولاد، والأسرى والغنائم، إلى عند الأمير أَقتمر، ففرق عدة من السبي في الأمراء، وأطلق عدة، وعين طائفة للسلطان. ووقع الاتفاق على أن يكون كرسي ملك النوبة بقلعة الدو، لخراب دمقلة، كما مر ذكره، ولأنه يخاف من عرب بني جعد أيضاً إن نزل الملك بدمقلة أن يأخذوه فكتب الأمير أقتمر عبد الغني محضراً برضاء ملك النوبة بإقامته بقلعة الدو، واستغنائه عن النجدة، وأنه أذن للعسكر في العود إلى مصر. ثم ألبسه التشريف السلطاني، وأجلسه على سرير الملك بقلعة الدو، وأقام ابن أخته بقلعة أبريم. فلما تم ذلك جهز ملك النوبة هدية للسلطان، وهدية للأمير يَلْبُغا الأتابك، ما بين خيل، وهجن، ورقيق، وتحف. وعاد العسكر ومعهم أمراء الكنز، وأمراء العكارمة في الحديد. فأقاموا بأسوان سبعة أيام، ونودى فيها بالأمان والإنصاف من أولاد الكنز. فرفعت عليهم عدة مرافعات، فقبض على عدة من عبيدهم ووسطوا. ورحل العسكر من أسوان، ومروا إلى القاهرة، فقدموا في ثاني شهر رجب، ومعهم الأسرى، فعرضوا على السلطان، وقيدوا إلى السجن، وخلع على الأمير عبد الغني، وقبلت الهدية)) .
- وعادت الحملة ومعها أسرى بني الكنز وأحلافهم(وربيعة وبني هلال وفزارة زغبة) وبني جعد وأودعوهم السجن عند بلوغهم أسوان، فتولى واليها الأمير حسام الدين المشهور (بالدم الأسود )، قتلهم جميعا بعد تعريضهم للتعذيب عن طريق تسمير أجسادهم فوق ألواح خشبية والتشهير بهم ، ثم بعث برؤوسهم إلي القاهرة لتعلق علي أبوابها.)
كانت نتائج هذه الحملة قاسية علي بني الكنز وبني جعد ، فعزموا علي الثأر لقتلاهم ، وساروا في قوة كبيرة في نفس العام إلى أسوان، واشتبكوا مع القوات المملوكية وهزموها، ثم أغاروا علي المدينة وقتلوا واليها حسام الدين وانزلوا بسكانها التخريب والقتل وجلا أهل أسوان منها في ذلك الزمان كما يذكر ابن حجر العسقلاني .
الصراع بين بني الكنز(حلف ربيعة و بني هلال وجهينة وعرك) والمماليك في الصعيد وأسوان والنوية .
- بعد حادثة حسام الدين تم تعيين قرط بن عمير التركماني واليا على أسوان من قبل السلطان برقوق (وتنسب إليه قرية قورتة جنوب أسوان وأخري في غرب أسوان وأخرى بالسودان جنوب دنقلة اسما وليس نسبا حيث ان غالبية سكانها من النوبيين او العرب الكنوز وخاصة قورتة التي كانت جنوب أسوان وغرب العلاقي من أبناء مالك بن نجم الدين ) .
- سنة780 هـ في شهر رجب احضر قرط احد عشر رجلا من أكابر بني الكنز فقتلهم واحضر مائتين من عبيدهم في الحديد فبيعوا، ولم يعهد هذا من قبل فقدم بدر بن سلام كبير عربان البحيرة ومعه طائفة منهم يبدوا لنصرة بني الكنز علي المماليك فلقيهم "مراد " كاشف الوجه القبلي فقاتلهم وقتل "مراد "الكاشف وقتل بني الكنز الحامية المملوكية أتباع قرط بن عمير التركماني ولم يكن قرط متواجدا في أسوان وفر ابنه حسين بن قرط هاربا إلى السودان ثم عاد إلى القاهرة.
- في ذي الحجة وجدت ورقة مكاتبة من غلام الله(غالي جد الحربياب ) "مهتار الشربخانة السلطانية " وهو من أبناء نجم الدين ، انه أراد قتل" السلطان برقوق" بعد صلاة الجمعة ومعه مائتين من العبيد و قد عجلت الصلاة و حدث هرج في هذه الجمعة بالقاهرة وقتل عدد من عامة الشعب وقبض على غلام الله و سجن بخزانة شمايل ثم أفرج عنه
- ويبدوا أن قرط كان يحاول الوقيعة بين الأمير نجم الدين وسلطان المماليك لان العلاقة كانت جيدة بين الجعافرة والمماليك والخليفة العباسي بدليل انه لم يقبض على العبيد الذين ادعاهم قرط في الرسالة المزعومة وإفراجه عن غلام الله .
- سنة 781 هجرية في المحرم قبض علي غلام الله مرة أخرى بسبب أن قرط وجد سيوف قد بعث بها غلام الله إلي بني الكنز وسجن بخزانة شمايل ثم أفرج عنه في نفس الشهر.
- وفي نفس الشهر سمر رجلان من بني الكنز مما أوجب خروج بني الكنز عن الطاعة وكثر فسادهم وخرجت أسوان من أيدي الدولة وجلا عنها أهلها ثم خربت بعد ذلك كما يذكر المقريزي .
- نفس الشهر تم تعيين قرط نائبا على الصعيد وابنه حسين واليا على قوص وتركا أسوان والنوبة.
- ،وفي شهر ربيع الآخر حدث أن عربان الصعيد كبسوا على مماليك" قرط " فقتلوا سبعين منهم .
- سنة 791 هـ حاول المماليك إعادة ولاية أسوان فتم تعيين إبراهيم الشهابي واليا على أسوان ثم سنة 793 هـ ثم ابراهيم الباشقردي ثم سنة 793 هـ حسن صهر ابي درقة ثم تولى إبراهيم الشهابي ولاية أسوان مرة أخرى وعهد إليه بمعاون ناصر ملك النوبة (ابن الأمير نجم الدين) ويبدوا انه لم يتم ذلك وتأجل ذلك لأسباب غير معلومة حيث تذكر مصادر الأنساب أن ناصر ظل بالقاهرة سنوات وهو اكبر أبناء الأمير نجم الدين وفي بعض المصادر انه حفيد نجم الدين
- سنة802 هـ تولى على بن قرط ولاية أسوان ثم عزل قرط ثم تولاها بلبان ثم تركوها بعد ذلك .
- سنة 806 هـ و 807 هـ و 808 هـ مجاعة هلك فيها ثلثي سكان مصر ودمر أكثر قراها حتي باع أهل مصر أولادهم بأبخس الأثمان وانتقل من الناس إلى الشام مالا يعد .
- من ذلك يتضح ان النوبة كانت خارج ولاية المماليك فقد قسمت بعد ولاية قرط إلى جزئين - الشمالي من أسوان إلى فريق شرق ابوسمبل بولاية نجم الدين والجنوبي من فريق إلى دنقلة بولاية شرف الدين
وظلت صلتهم وثيقة بسلاطين المماليك وخلفاء الدولة العباسية في القاهرة .
دور بني الكنز (ربيعة وبني هلال) في ذلك الوقت في إجلاء أهل أسوان وخراب أسوان على أيديهم عدة مرات في 767هـ ثم780هـ ثم إجلائهم عن النوبة واسوان806هـ ثم 815 هـ
ذكر المقريزي في الخطط والآثار الجزء الأول ص 365 سبب تسمية أسوان (أسوان من قولهم: أسى الرجل، يأسى أسى: إذا حزن، ورجل أسيان وأسوان: أي حزين)
- تسمية أسوان بالصعيد الأعلى يذكر ناصر خسرو 841هـ في سفرنامة ص19 (وتسمى هذه الولاية أسوان بالصعيد الأعلى)
يذكر المقريزي في البيان والإعراب فيما نزل مصر من الأعراب ص 17 :ففي بلاد أسوان وما تحتها بنو هلال ... وكانوا أهل بلاد الصعيد كلها إلى عيذاب .
ويتحدث عن ربيعة ص27 : وكان بصعيد مصر أولاد الكنز أصلهم من ربيعة .... وكانت البجة تشن الغارات على القرى الشرقية في كل وقت حتى أخربوها، فقامت ربيعة في منعهم من ذلك حتى كفوهم، ثم تزوجوا منهم واستولوا على معدن الذهب
أي ان ربيعة صاهرت البجة وبني هلال صاهروا النوبيين وبني هلال جنوب أسوان وربيعة في معدن الذهب بالعلاقي في ذلك الوقت وفي مدينة أسوان
وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته (ص 922 و 923) عن بعض من جهينة في النوبة بين ( سنة 769 هـ الى 779 هـ ) حيث تاريخ كتابة المقدمة وهو نفس تاريخ صراع بني الكنز وبني الجعد والنوبيين: (صار الملك لبعض أبناء جهينة من أمهاتهم على عادة الأعاجم في تمليك الأخت وابن الأخت فتمزق ملكهم واستولى أعراب جهينة على بلادهم وليس من طريقتهم شئ من السياسة الملوكية للآفة التي تمنع من انقياد بعضهم إلى بعض، فصاروا شيعاً لهذا العهد ولم يبق في بلادهم رسم للملك وإنما هم رحالة بادية يتبعون موقع المطر شأن بوادي الأعراب ولم يبق في بلادهم رسم للملك لما أحلته صبغة البداوة العربية في صبغهم بالخلطة والالتحام) . أي ان العرب صبغوا النوبيين بالبداوة والترحال كما صبغ النوبيين العرب باللهجة وهو ما يفسر وجود النوبيين حاليا في صحراء دارفور وكردفان مثل الق