عَدِيٌّ الْجُذَامِيُّ
(س) عَدِيّ الجُذَامي.
أَخبرنا أَبو الحسن علي بن أَحمد بن علي بن هَبَل الطبيب البغدادي نزيل الموصل، أَخبرنا أَبو القاسم إِسماعيل بن أَحمد بن عمر بن الأَشعث، أَخبرنا أَبو محمد عبد العزيز بن أَحمد الكِنَاني، أَخبرنا أَبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أَبي نصر، وأَبو القاسم تمام بن محمد الرازي، وأَبو نصر محمد بن أَحمد بن هارون المعروف بابن الجندي، وأَبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن أَبي العقب، وأَبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله القطان قالوا: أَخبرنا أَبو القاسم علي بن يعقوب بن إِبراهيم بن أَبي العقب، أَخبرنا أَبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا حفص بن ميسرة الصنعاني، حدثني عبد الرحمن بن حَرْمَلَة، عن عَدِيّ الجُذَامي: أَنه لقي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في بعض أَسفاره قال، قلت: "يَا رَسُولَ اللَّه، كَانَتْ لِي امْرَأَتَانِ اقْتَتَلَتَا فَرَمَيْتُ إِحْدَاهُمَا فَرُمِيَ في جَنَازَتِهَا ـــ أَي: مَاتَتْ ـــ قَالَ: "اعْقِلْهَا وَلاَ تَرِثْهَا". قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَدْعَاءَ، وهَُو يَقُولُ: "تَعَلَّمُوا أَيُّهَا الْنَّاسُ، فَإِنَّمَا الْأَيْدِي ثَلَاثَةٌ: فَيَدُ اللَّه الْعُلْيَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الوُسْطَى، وَيَدُ الْمُعْطَى الْسُّفْلَى. فَتَعَفَّفُوا بِحُزَمِ الحَطَبِ، الْلَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ"(*).
أَخرجه أَبو موسى وقال: جعلهما الطبراني ترجمتين ـــ يعني هذا وعدي بن زيد الجذامي ـــ وقال: روى عن عديِّ الجذامي عَبْدُ الرحمن بن حرملة أَو عن رجل، عنه أَنه رمى امرأَة فقتلها. وروى عن عدي بن زيد عبدُ الله بن أَبي سفيان، في حمى المدينة ـــ قال: وجمع بينهما ابن منده، وكأَنهما اثنان، وإِنما قال: جمعهما ابن منده، لأَن ابن منده روى هذين الحديثين في ترجمة عَدِيّ بن زيد الجذامي، والله أَعلم.
(< جـ4/ص 7>)
عدي بن زيد الجذامي
تأليف سماحة الشيخ عبد الحسين الشبستري - عدد القراءات: 1380 - نشر في: 06-ابريل-2007م
عدي بن زيد الجذامي
هو عدي بن زيد، وقيل: يزيد، وقيل: بيدي، وقيل: بداء، وقيل: بندي الجذامي، الحجازي، المدني. واضيف انه والد محرمه جد ال محرم
أحد صحابة رسول الله (ص)، حدث عن النبي (ص)، وروى عنه جماعة، كان يسكن المدينة المنورة، كان قبل إسلامه نصرانيًا يتاجر الشام، وقيل: كان يهودياً.
القرآن الكريم وعدي الجذامي
شملته الآية71 من سورة آل عمران: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).
كان قبل أن يعتنق الإسلام يقول: نحن نعلم بأن الله لم يجعل آيات ومعاجز لأي شخص بعد نبيه موسى (ع)، فللرد عليه وتكذيبه نزلت فيه الآية163 من سورة النساء: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا).
خرج بديل ابن أبي مريم -مولى عمرو بن العاص- مع عدي وتميم بن أوس الداري في تجارة إلى الشام، فمرض بديل وكتب كتابًا ذكر فيه ما معه وطرحه في متاعه ولم يخبر به صاحبيه، وطلب منهما أن يدفعا متاعه إلى أهله، فمات بديل ففتشا متاعه فأخذا إناء من فضة يزن ثلاثمائة مثقال منقوشًا بالذهب؛ فغيباه، فلما سلما متاعه إلى أهله اطلعوا على الكتاب الذي في المتاع، فطالبوهما بالإناء الفضي، فأنكرا علمهما به، فرفعوهما إلى النبي (ص)، فدعاهما النبي (ص)، فاستحلفهما فحلفا. وبعد مدة وُجد الإناء بمكة عند جماعة، قالوا: إنا اشتريناه من عدي وتميم، فلما ظهرت خيانتهما كذبهما حلف رجلان من ورثة بديل بأن الإناء بصاحبهما وان شهادتهما حق من شهادة، فنزلت الآية106 من سورة المائدة: (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ).