بن عطاء الله السكندرى، فقيه مالكى وقطب صوفى شاذلى الطريقة، وهو مولود «زى النهارده» فى 14 رمضان سنة 658 هـ هجرية، ولقب بـ«قطب العارفين» و«ترجمان الواصلين» و«مرشد السالكين»، وكان رجلاً صالحاً عالماً ولوعظه تأثير فى القلوب، وكان له معرفة تامة بكلام أهل الحقائق وأرباب الطريق، وله ذوق ومعرفة بكلام الصوفية وآثار السلف وجلاله، واسمه كاملا تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله الجذامى نسباً. وفد أجداده المنسوبون إلى قبيلة جذام إلى مصر بعد الفتح الإسلامى، واستوطنوا الإسكندرية حيث ولد ابن عطاء الله حوالى سنة 658 هـ الموافق 1260م، ونشأ كجده لوالده الشيخ أبى محمد عبد الكريم بن عطاء الله، فَقيهاً يَشتغل بالعلوم الشَرعية، حيث تلقى منذ صباه العلوم الدينية والشرعية واللغوية. وكان جده يشتغل بالتدريس، تتلمذ على يد أشهر فقهاء الإسكندرية فى ذلك العصر، ومنهم الفقيه ناصر الدين المنير الجذامى الإسكندرانى، وأخذ العهد من الإمام والولى سيدى القطب الجليل أبو العباس المرسى. ترك ابن عطاء الكثير من الكتب، منها لطائف المنن فى مناقب الشيخ أبى العباس وشيخه أبى الحسن والقصد المجرد فى معرفة الاسم المفرد والتنوير فى إسقاط التدبير وأصول مقدمات الوصول والطريق الجادة فى نيل السعادة وعنوان التوفيق فى آداب الطريق، وتاج العروس الحاوى لتهذيب النفوس ومفتاح الفلاح ومصباح الأرواح فى ذكر الله الكريم الفتاح والحكم العطائية على لسان أهل الطريقة، وهى أهم ما كتبه وقد حظيت بقبول وانتشار كبير ولا يزال بعضها يُدرس فى بعض كُليات جامعة الأزهر.
توفى الشيخ ابن عطاء الله كهلا بالمدرسة المنصورية فى القاهرة سنة 709 هـ ودفن بمقبرة المقطم بسفح الجبل بزاويته التى كان يتعبد فيها. وقد أقيم على قبره مسجد فى عام 1973